..: أنتِ كذّابَه !
..: إيش ؟
..: كذّابَه , أنتِ كذبتِي علي !
ضحكتِي الطويلَه كَانت أجمَل مِن بُكائِي يَا بَدِر , كَانت التعبيِر الوحيِد
الذِي يُخبرهُم أن تِلك التِي كَانت تضحَك فوقَ ذلِك الكُرسِي المكسوُر : مجروحَه !
*
وَ لأنّي كُنت الأصدَق , لَم أحتمِل ذلِك الإتّهَام القاتِل فَ ركنتُ عِند بابِك مكسورَه أحَاوِل إقناعُك بِ أسَى
أنّي صادِقَه !
أعلَم أنّي كُنت ساذجَه جِداً , بلهَاء جِداً , غبيّه جِداً عِندمَا حَاولت أن أثبِت لكَ صدقِي !
و أنَا أعلَم يقيناً أنّي صادقَه دون حاجَه لِ إثبَات ذلِك , و لكِني كُنت أحبّك لِ ذلك كَان ذنبُ غبائِي
و سذاجتِي و بلاهتِي ذات مغفرَه واسِعَه , واسِعَه جِداً .
أ تتخيّل ؟ جدتِي المسكينَه لا زالَت تدعوا لِي بِ تحقيِق كُل مَا أتمنَاه
بينمَا أمنياتِي تهرُب كُل يوُم لِ تتحوّل أحلامْ ورديّه مُزخرفَه بِ السوَاد
وَ لأني أراكْ كثيِراً فِي دعواتِهَا , كانَت أكثَر الملامِح تُبكينِي هِي ملامِح جدتِي
هِي الآن مستلقيَه فوقَ سريِر جَامِد لا يشعُر بِهَا أبداً , ذلِك السَريِر اللعيِن أكرَهه بِ حجم
مَا يؤلِم عظَامُهَا النحيلَه , جدَتِي يَا بَدِر لَم تكُن بِ ذاك الضُعف أبداً
و مَع كُل ذلِك هِي لازالت توجّه دعواتِهَا إلَى السمَاء لِ أجلِي
مبكِي يَا بَدر أن تُجهِد رئتيهَا التِي لا تملِك مُتسعَاً لِ الحروُف نَحو دَعوَه توجههَا إلَى الله
لأنّهَا رأتنِي أبكِي لِ أجلِهَا ..!
و القلب الموسوُم فِي تلك الدعوَات يتوّجنِي بِ الكَذِب !
حقاً لا أجِد مكَاناً يسَع الحروُف بِي , ولا أجِد زماناً إلا موُحِشاً , لا أجِد جُدراناً إلا مُمزّقه
كيفَ أقوُل لكَ أنّي : أريدك , حيثُ تشعُر بِي أحمِل نيّه صافيه لا يشوبهَا الخُبث
يَا بَدِر إقتنِع بِ عُمق ما أشعُر بِه لَو لِ مرّة لَم تفعلهَا فِي حياتِك
نحنُ ضحايَا رؤوس تُحبنَا جِداً يا بَدِر ..!
تخيّل أن تِلك المسافَه الفارغَه المخلوقَه بينِي و بينِك هم مَن صنعوهَا
يحبوننَا كثيِراً , و يؤذوُن قلوبنَا !!
مِثلَك تمَاماً , تُحبّنِي كثيِراً و لكنّك تسعَى ل تَقتُلنِي !
المشَاعِر المُشتتَه مًتعِبَه , نَفِذت طاقتِي كُلّها و لَم تُسعفنِي لِ ترتيبهَا !
هذا الألَم يحتَاج لِ حُضن أدفَى مِمّا أعتَدت عليِه !
لَم يعُد المنديِل يُسعِف دمعِي , و لَم تعُد الوسادَه تُخفِي ألمِي
كُنت أعلَم أن كُل الأشيَاء مِن حولِي لا تنتمِي سِوى لِ الجمَاد لِ ذلك كُنت متيقّنه أنّها لا تشعُر بِي
و لكنّها تَمسَح دمعِي علَى الأقَل , أمّا أنت بِ الرُغم مِن أنّك تنتمِي لفصيلَه ذات شعوُر إلا أنّك لَم تكُن
تشعُر بِ شيء , تتجَاهَل ألمِي , تسدّ أذنُك عَن صرختِي , كَانت فصائِل الجمَاد ُتُحبّنِي أكثَر مِنك يَا بَدِر
لازِلت أبحَث عَن أي طريقَه توصلنِي لِ حقيقَة الأشيَاء , حقيقَة أن يداكْ هِي التِي تركت أثَر الألَم
فوق قلبِي .!
و لكنّي لا أريِد أن أُقنِع نفسِي بِ ذلِك , أحَاوِل الهروُب , الهروُب مِن الحقيقَه التِي تركتنِي علَى سكّينِهَا !
لمَاذا شوّهت الحيَاة فِي عينِي يَا بَدِر ؟
لِمَاذا جعلتنِي أنظُر لِ كُل الرجَال بِ أنّهم مُقنّعون ؟
بينمَا كُنت أقِف دائِماً فِي صَفِ أبِي , أنَا الآن أخافُه كونُه رجُل !
لِماذا يآ بَدِر جعلتنِي موقنَه أن أسهَل ما يستطيعوُن فعلُه
هو إمرأه مُمزّقه , ضعيفَه جِداً ؟
لا زِلت أعَانِي مِن مرض الخوُف لازِلت خائِفَه , خائِفَه جِداً
تِلك الحقيقَه التافِهَه أنّي ضعيفَه جِداً أمَام حُبّي لَك , أخَاف مِن كُل الأشيَاء التِي قَد تُبعدك عنّي
لِ ذلِك كُنت أقبّل بابَك كِي يُفتَح لِي , كُنت أمتلِك الكثيِر لِ أقوله لَك
كُنت مظلومَه يَا بَدِر , و لكِن لَم يكُن يُهمّك ذلِك !
كُنت أحتمِل كُل الكلمَات الجارِحَه , و أخاف مِن أن أقول لكَ شيئاً يجرحُك
بِ الرُغم مِن أنّي أملِك الكثيِر مِن الكلمَات التِي مَاتت فِي قلبِي لحظَة ألمِي مِنك !
أمّا الآن أنَا لا أهتّم فَ أنَا مُتيقنّه أن الله لَن يترُكنِي , و إن لَم أجِد طريقَه لِ إثبَات صدقِي فيهَا
فَ إن الله يملِك كُل الطُرق لِ يُثبِت لَك !
أنَا خائفَه حتمَاً , و لكِن لا يُهمّنِي أن أبقَى عِند بابِك بَ حجم ما يُهمّنِي مَا أنتظرُه مِن الله !
نَصٌ مَخفِي !
أنَا خائِفَه جِداً يَا بَدِر و لكِن الأمرُ ليسَ بِ تلك الصعوبَه أليسَ كذلِك ؟
حُبنّا المُكلل بِ سنيِن الوفَاء الطويلَه أكبَر مِن أن تكوُن قَد جرحتَنِي عَن قَصد !
أنا أُحبّك و أنت لا تشُك بِ تلك الكلمَه منّي , أليسَ كذلِك يَا بَدِر ؟
أعلَم أنّه لَ مِن القاتِل أن تعلَم أنّك مصدَر شقَاء أحدهُم , بِ الرُغم مِن أنّك
تحَاول أن تصنَع لِ أجلِه كُل شِئ لِ ترى إبتسَامتُه فقَط !
مؤلِمَه تِلك الصاعقَه التِي تُخبرنِي أن الكُل شِيء ذاك , أصبَح لا شِيء لديِك !! مؤلِمَه
سُخف
عِندمَا يُنصفنِي الله يَا بَدِر
سوفَ لَن أستطيِع أن أسامحُك
أبداً !
مْ , بَ
مُشتتّه كثيِراً , فَ عُذراً
و لِ قلوبكُم
مواقع النشر (المفضلة)