منذ اللحظة الاولى التي رايت بها عيون الفتاة معصوبه وهي تحمل ميزان العدل علمت ان هناك ظلم بالعداله رغم ان البعض برر لي الامر انه حتى لا يكون هناك تمييز بالعداله بين الناس ..وان القانون الكل امامه سواء...وكلما خبرت الحياة وعشت ويلاتها ..رايت العدالة تمعن بالظلم ..ورايت ابرياء يعدمون ورايت مجرمون يبراءون من جرائهم وقتله يخرجون من قصور العدل احرارا..عندها هربت للعداله الدوليه والى شرائع حقوق الانسان حتى لا افقد احترامي للعدالة..فهالني ما رايت من ظلمها..ومارايت من تحيزها..ومن قهرها للمظلومين لصالح الاقوياء والمجرمين والقتلة الدوليين...الذين استباحوا اوطان الغير .ومواطني الغير..ورغم ما حملته القوانين والعداله الدوليه من معاني انسانيه نبيله الا لم تكن اقل ظلما من اي نظام قمعي رجعي فاشي او نازي .فرأينا سايكس وبيكو يقسمان اوطان..وراينا وزير خارجيه بريطانيا يعطي وعدا لشعب علىحساب اخر...وراينا قرارات للامم المتحده وعصبة الامم ومجلس الامن..تنفذ النصف الثاني من قرار وتمنع تنفيذ النصف الاول..ورأينا شعوب تؤمن بالديمقراطيه والحريه والعدل والمساواه..تساند شعبا اضهدته قرون ..وهو يمارس اضهاده ضد شعبا كان عبر التاريخ مصدر الهام له وارضه كانت موطن للسلام والحب بين الشعوب..وكل هذا باسم العداله..فكان الظلم بابشع صوره حين ترك هذا الشعب يذبح وترتكب المجازر بحقه على مدار قرن كامل..وتمارس بحقه ابشع انواع التمييز العنصري..تجلت عدة مرات في جنين وقبلها في دير ياسين..وكفر قاسم .وفي صبرا وشاتيلا..وحي الزيتون..وصولا الى وئد اية تطلعات اقرته واتفق عليها لاقامة دوله لهذه الشعب..الذي لم يكن يوما عنصريا...او فاشيا..او نازيا...ولم يرتكب اي جريمه عبر العصور كلها بحق اي شعب اواي امه اخرى..لا بل كان دوما ضحية العداله العمياء..والقوانيين الساميه للدول الديمقراطيه..التي اعتبرت نفسها فوق القانون والعداله واباحت لنفسها قتل ونهب الاخرين...
في الخامس عشر من ايار..ماذا سيقول لنا العالم..وماذا سنقول له...سوى كفاكم ظلما..قتلا للعداله..وحان الوقت لنرفع العصبه عن اعين العداله...اذا كان فعلا هناك عداله بهذه العالم..وهناك ايمان حقيقي بان الانسان اثمن راسمال..ولمنح الشعوب حقها بتقرير مصيرها..وحمايه الشعوب في افريقيا واسيا من عدالتكم الظالمه...واذا كان فعلا هناك من في اسرائيل من يجرؤ على اقرار السلام والالتزام بالاتفاقات والمواثيق..فهاي الدول العربيه مجتمعه تطالب وتمد يدها الىاسرائيل...للخروج من قوقعه الغيتو..لتصبح وطنا لشعب عاني من ظلم العداله العالميه عبرالعصور..واتى ليمارس اعتى ظلم للعداله بحق الشعب الفلسطيني بذات الزخم النازي الذي مورس بحقهم..وتوج بالمحرقه..فهل سياتون الى السلام العادل والشامل..ام يبحثون عن محرقه اخرى لن تطالهم وحدهم هذه المره..بل ستطال العالم كله..لان السلم يبدأ من فلسطين والحرب تبدأ من فلسطين..كما اثبت التاريخ دوما...منذ سبي بابل...حتى سبي برلين...حتى انهيار البرجين ولتكشف العداله والديمقراطيه الغربيه عن انيابها..وتؤكد فعلا ان العداله ظالمه..وان كل عبارات حقوق الانسان والمساوة بين الناس والمواثيق الساميه التي ناضل ومات لاجلها الملايين منذ سبارتكوس، مجرد الفاظ لا تساوي الحبر المكتوبه بها امام مصالح بعض الشركات والكارتلات الدوليه..والتي تدفع حتى شعوب تلك الدول الظالمه...ثمن فاتوره اطماعها وجشعها..
منقول بقلم الكاتب/مازن العناني
مواقع النشر (المفضلة)