كلنا لَا نعلمُ ماذا يَكنُ لنا الَآخرون
بِ أعماقِ صدورهمْ , سواءً كانت مشاعر سلبية
أمْ إيجابية وَ لكن علينا كَ مسلمين أتقياء أنْ نُحسنُ النية
وَ لَا نحملُ مقدار ذرةً مِن ضغينة تجاه من حولِنا حتىَ وَ أن
شعرنا بِ عدمِ قابلية لِ وجودنا , من أشخاص محددين
وَ علينا أنْ نكون أرقى مِنهُمْ تعاملَاً وَ أسمى مِنهُمْ خُلقاً
وَ السير بِ خطى واثقة دونَ الَإلتفات لِ أولئكَ المرضَى إلَإ إذا
قاموا بِ التعدّي علينا في آمرٍ كبير لَا تحتملهُ أنفُسنَا أو كانَ لنا حقٌ
عِندهمْ نُحاول أنْ نأخذهُ بِ طرقٍ لَا تضرُ أحداً من الطرفين .

حياتُنا الدُنيا مَاهي إلَا محطة نتوقف عِندها لِ تعبيئة
قُلوبنا بِ التسامح وَ التصافي وَ العفو وَ زرع الأخلاق الطيبة
بِ داخلِنا لِ ننعمَ بِ راحةِ الضمير , وَ حتى تُقربنَا مِنْ الله سُبحانهُ
وَ تعالى وَ تكون شاهداُ لنا يومَ الحِسابْ لَا شَاهداً علينا .

فَ يا أحبتيّ أعفوا وَ سَامِحوا وَ أحسنوا النية
فَ قد بَشر الرسُول صلى الله عَليّهِ وَ سلمْ رجلَاً بِ الجنة في ثلاثة
أيامٍ مُتتاليّة وَ ليس لهُ زيادة صَلاة وَ لَا زيادةُ صيامْ وَ لَا زيادةُ صدقة
وَ هو لَا يتنفل بِ القيامِ كثيراً وَ لَا بِ الصلاة كثيراً وَ لكنْه بُشرَ بِ الجنة
وَ هو يَسمعْ فَ لمَا تَقصَى ابنَ عُمر رضِِي الله عنْه ذلكَ وَجدَ أنْهُ
لَا ينامُ حتَى يَعفوْ عنْ النَاسْ كُلهمْ يَقولُ :
" اللهمَ إِنيّ قدْ تَصدقتُ بِ عِرضيّ عَلىَ النَاسِ وَ عَفوتَ
عَمنْ ظَلمنْيّ "
فَ كسبَ السَعادةُ وَ الراحةَ فِي الدُنيّا وَ الفَوزَ بِ الآخرة .

لِما قُلوبِنَا تَمتلئ غُروراً وَ حِقداً وَ ضَغينَة ..!!
لِما نَأتيّ النَاسَ نبتسمُ بِ وجووههِمْ وَ نَحنُ بِ الحقيقةِ نُوجه
لهمْ طَعناتٌ مُميّته مِنْ الخَلفْ ..!!
لِما لَا نكرمُ أنفسنَا وَ نسمُو بهَا عَنْ صَغائِر الَأمور وَ نُسيرها
على مَبدأ الخُلق الحَسنْ وَ التَعامُلَ الطَيبْ ..!!
لِما لَانكونُ كَ وطنٌ واحدْ عَلىَ قلبٍ واحدْ وَ بِ وجهٍ واحدْ بِدونِ أقنعَة
مُزيفَة وَ بدونَ حِقداً وَ غَيرةً وَ نفاقْ ..!!
لِما لَا نسرعُ إلى تَصفيّة نُفوسِنا مِنْ الشوائبِ العَالقَة بِهَا..!!
وَ ذلكَ لنْ يكونُ إلَا بِ الإرادة الصَادقَة وَ العزيمةَ القوية وَ أنْ نصنع الحبُ
بيننا وَ بين الآخرينْ بِ تقديمِ الخير لهمْ وَ التغاضي عن هفواتهمْ البسيّطة
التى ليس فيها ضرر عَلينَا أو تَتعدىَ عَلىَ حَق مِنْ حقوقِنا .

لَا زَالَ هُناكَ الكَثيرُ مِمَنْ هُمْ مِثَال لِ الخُلق الطَيبْ
حَيثُ يكمنُ بِ داخلِ قلوبهمْ البيضَاء نُبل عظيمْ كَ اللَآلِئ النادِرةِ
وَ يَملكونَ أرواحاً نقيةً شفافةً كَ شفافيةِ المَاءْ .





تَحَايَا عَابِقَةٌ بِ المَحَبة
مِنْيّ أَنَا آلْ خَيَاليّة مَلَائِكيّةُ الحَرفْ