*
أخبرنِي ذلِك الطبيب اللطيِف أنّ الله يُحبّنِي و لو أنّه لا يُحبنِي لمَا أختَار أن
آتِي إليِه مُبكّراً !
و لأنّي أعلَم يقيناً أن لا أحَد يهتَمّ لِ أمرِي ترَكتُ رسالتِي بِ جانِب قُمامَه !
كَان الطبيِب يُحَاول إخفَاء شيئاً فهِمتُه مِن عينيِه , و لكِي أجعَل الأمر سهلاً بِ النِسبَة لَه
طَلبتُ مِنه أن يُعطينِي حلوَى , و قُلت : هيّا قُل الآن فَ أنَا قويّه و مَعِي حلوَى أيضاً !
تستطيِع أن تُخبرنِي بِ كُل لُطف أن الله يملِك حلوَى أفضَل مِن التِي أعطيتنِي صدّقنِي لَن أتضايِق
أو أكرهُك فَ لا أحَد يكرَه أكل الحلوَى عِند الله !
بِ صراحَه كَان لطيِفاً مَعِي و كَان حزيناً أكثَر منّي أيضاً , لا , بِ صراحَه كَان حزيناً و أنا سعيدَه
لا أدرِي إن كَان يكترِث لِ أمرِي ولا يُهمّنِي ذلِك لطَالمَا تمنيّت أحداً يكتِرث لَه قبل أن يعلَم أنّي راحلَه
لِ ذلك أطلُب مِنك أن تُخبِر مَن وضّع السُمّ فِي كوبِي أنّي كُنت أعلَم عَنه و مَع ذلِك أحتسيتُه مُبتسِمَه
و هَاهوُ الموُت يختَارُنِي كمَا أراد و لكِنّهَا ليسَت النهَايَه فِعلاً لِأنّ سُمّ الندَم سَ يختَارُه يوماً !
إنّي راحلَه و مَا ذُقت مِن الحيَاة إلا علقماً , لِ ذلك أراد الله أن يُبدّلنِي بِ شجَره مليئَه بِ التوُت
شُكراً لِ وقتِك الذِي أهدرتُه عليّ و تفاهتِي لَم أكُن أعتقِد أن هُنَاك مَن يهتَم لِ أمرِي حَد أنّه يقرأ شيئاً
رميتُه فِي قُمَامه !
إن قرأت رسالتِي و أنت حزيِن , فَ أبتسِم بِ الطَبع أنت لستَ مثلِي تركَب القِطَار دون أن يودعّك أحد
تركَب القِطَار و أنت تعلَم أن لا أحَد ينتظِرُك فِي المحطّه القَادِمَه !
*
عِندمَا تصِل الأشيَاء مًُتأخِراً , كُل الأشيَاء التِي ننتظِرهَا و ينتظروُنهَا !
أحلامُنَا , فُرصنَا , أوراقُنَا , إبتسَاماتنَا و أحزانُنَا أيضاً , فَ من المُذنب عِندهَا ؟
نَحنُ أم الأشيَاء ؟!
مواقع النشر (المفضلة)