[align=center]قابلته ذات مساء... وهو في غاية السعادة، قال وهو يطيل النظر والابحار في

السماء.. انظر الى تلك النجوم وما يحيط بها من ظلام.. انها حزينة بكل تأكيد

لافتقادها للقمر.. اني اعشق القمر.. اتابع تحركاته وخطواته واهوى دورانه..

قلت القمر لا يدور بل نحن من ندور حول انفسنا.. رد بشيء من الغضب دعك

من احاديث العلماء حلق معي في ملكوت الله لا ترهق عقلك في اقوالهم.. تأمل

هذا الكون الجميل الا يستحق ان نحياه بكل احاسيسنا ومشاعرنا يجب علينا

فعل ذلك.. اقفل قلبك عن كل سوء ..ازرع الحب واحرق الكره... فالحياة بكل

جمالياتها محطة عبور علينا ان نصل معها الى مرحلة الرضا والسعادة.. طال

حديثنا وكنت ارى صديقي عبر نافذة النقد شخصاً آخر تلبس العشق قلبه فنثر

كل ما عدا الحب في وادي النسيان، عدت لمنزلي وهناك احساس صادق

يقودني لمعرفة ماهية "السعادة


" تصفحت "الباحث" فوجدت الدكتور يوسف القرضاوي يقول :


ان السعادة شيء ينبع من داخل الانسان ولا يستورد من خارجه.. واذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية والقلب الانساني فان الايمان بالله وبالدار الاخرة هو ماؤها وغذاؤها وهواؤها


كذلك وجدت رأياً للاديب المصري الراحل مصطفى المنفلوطي يقول فيه:


ان حسب الفرد من السعادة في الدنيا.. ضمير نقي ونفس هادئة... وقلب شريف، تأملت ما تقدم وتيقنت ان السعادة في القلوب المؤمنة المحصنة بالعقيدة الصحيحة وتذكرت

قول الشاعر:

ولست ارى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد


وعدت للمتصفح فوجدت مقالاً عنكبوتياً عن انواع القلوب وتساءلت هل يمكن لقلب حاسد او حاقد ان يكون سعيداً فكانت الاجابة بــ لا .. ولا قلب ماكر.

القلوب التي يمكن ان تشعر بالسعادة هي القلوب الطيبة، والمحبة والمشتاقة.. ولا يمكن لنا تأكيد ان الصحة وحدها كافية لذلك او المال او البنين وان كانت هذه الاشياء زينة الحياة الا ان السعادة ليست دائمة بل انها وقتية نتيجة ارتياح..
نفسي.. يقول احدهم وهو يغني:

السعادة والهناء.. لما شرفتم هنا
..

ويقول آخر:

سعيد يا اهلي قلب المولع
بعد ما جاه من داواء صوابه


اذن مفاهيم السعادة تختلف وفق مرئيات وقناعات وهي جوهر الحياة الخفي الذي نركض له في دهاليز الحياة لعلنا نصل يوما - الى - شعور بالرضا والقناعه


واعود لصديقي الذي حلق في فضاءات الكون شارد الذهن.. متقد الفؤاد، ينثر على اسماعي شوقه لهذه الموجودات الجميلة في طيف هذا الكون بعد ان داهمت السعادة اوردة وشرايين فؤاده.. ولكن المفاجأة كانت بعد يومين اذ قابلت
صديقي هذا وهو في غاية الانشغال.. والانزعاج قلت:

دعك من القلق فالحياة تستحق منا الكثير اقل ما تستحقه ان نحياها بالحب والسعادة فرد كعادته قلوب البشر تغيرت وافئدتهم لم تعد قادرة على الصدق.. اصبحوا جميعا مثلهم مثل الاداة الحادة التي يمكن لها ان تؤذيك في اي لحظة.. من اللحظات


الحياة اصبحت مثل "شفرة" الحلاقة التي نستخدمها لتجميلنا واذا "سهونا"

لحظة تركت جرحاً غائراُ يشوه هذا الجمال الذي نبحث عنه وبأيدينا..فلا تبحث

عن سعادة دائمة في زمن الماديات ولا تتأمل النجوم مثلي فلم تعد حياتنا نجوماً

وأقماراً...





***من وحي الخيال ***
[/align]