..مسابقة شعر الفخر والحماسة ..
الفخر وشعر الفخر
ربما أكثر الاشعار سهولة واقترابا من نفس الشاعر هي التي يتحدث فيه عن نفسه
لا سيما حينما تسيطر على جو النص الشعري ..كلمة الأنا الشعرية ...
حينما نسمع كلمة فخر وحماسة دائما نتذكر عنترة بن شداد وعمرو بن كلثوم التغلبي
في معلقتهم ....
عنترة بن شداد ينسى ويفتخر بنفسه حتى حينما يقول شعرا غزليا
ويبدأ بذكر فروسيته وإقدامه وشجاعته لكي يستميل محبوبته عبلاء في معلقته الشهيرة
ولذا كان عنترة شاعر فخر وحماسة اكثر من كونه شاعرا غزليا
يقول عنترة مفتخرا و مخاطبا عبلاء:
هلاّ سألتِ الخيل َ يا ابنـة مالـكٍ
إن كنتِ جاهلة ً بمـا لـم تعلـمِِ
يخبرك من شهد الوقيعـة َ أننـي
أغشَى الوغَى وأعفّ ُعند المغنـم
لما رأيتُ القـومَ اقبـلَ جمعُهـم
يتذامرون كـررتُ غيـرَ مذمّـم
يدعونَ عنتـر َ والرمـاحُ كأنهـا
أشطان بئـر فـي لبـان الأدهـم
مـازاتُ أرميهـمْ بثغـرةِ نحـرهِ
ولبـان ِ حتـى تسربَـلَ بـالـدّم
لو كان َ يدري ما المحاورةُ اشتكى
ولكانَ لـو علـمَ الكـلامَ مكلّـم
ولقد شفَى نفسي وأبرأ سُقمَها
قيلُ الفوارس: ويك عنترَ أقدم
أما عمرو بن كلثوم وهو من أحفاد الزير سالم وأمه ليلى بنت الزير سالم
يقول عمرو بن كلثوم التغلبي في معلقته المشهورة مفتخرا بقبيلته تغلب :
وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْفٍ
أَبَاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَا
وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
وَمِنَّا قَبْلَـهُ السَّاعِـي كُلَيْـبٌ
فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
تَجُذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْـصِ القَرِيْنَـا
وَنُوْجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُـمْ ذِمَـاراً
وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
رَفَدْنَا فَـوْقَ رِفْـدِ الرَّافِدِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَى
تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُـوْرُ الدَّرِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَنَحْنُ العَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
وَنَحْنُ الآخِذُوْنَ لِمَـا رَضِيْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً
أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَـاقَ عَنَّـا
وَظَهرَ البَحْرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِـيٌّ
تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِـرُ سَاجِديْنَـا
وشخصيا هنالك بيت رائع في الفخر اعجبني لجميل بثينة
رغم انه شاعر غزل :
قال جميل بثينة:
نرى الناس ماسرنا يسيرون خلفنا
...............وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
وهذا البيت سرقه الفرزدق من جميل بثينه ..
وللبيت قصة طريفة
حيث لقي الفرزدق كثير عزة ذات مرة
فقال له الفرزدق: يا أبا صخر أنت انسب العرب حين تقول:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما
...............تمثل لي ليلى بكل سبيل
وهو هنا يريد ان يشير لكثير عزة انه سرق البيت الغزلي من جميل
فقال له كثير عزة : وأنت يا ابا فراس أراك أفخر العرب حينما تقول
نرى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا
وإن نحن أؤمأنا إلى الناس وقفـوا
وكان هذا البيت من الفخر سرقه الفرزدق من جميل بثينة.
و قصيدة الشاعر الفرزدق في الفخر والحماسة :
إنّ الـذي سَـمَـكَ السّـمـاءَ بَـنـى لَـنَـا
بَـيْـتــاً، دَعَـائِـمُــهُ أعَــــزُّ وَأطْــــوَلُ
بَيْتـاً بَـنَـاهُ لَـنَـا المَلِـيـكُ، ومَــا بَـنـى
حَــكَــمُ الـسّـمَــاءِ، فــإنّــهُ لا يُـنْـقَــلُ
بَـيْــتــاً زُرَارَةُ مُـحْــتَــبٍ بِـفِـنَــائِــهِ،
وَمُجـاشِـعٌ وَأبُــو الـفَـوَارِسِ نَهْـشَـلُ
يَلِجُـونَ بَيـتَ مُجاشـعٍ، وَإذا احتـبـوْا
بــــزُوا كَـأنّـهُــمُ الـجِــبَــالُ الـمُــثّــلُ
لا يَحْـتَـبـي بِـفِـنَـاءِ بَـيْـتِــكَ مـثْـلُـهُـمْ
أبـــداً، إذا عُـــدّ الـفَـعَــالُ الأفْــضَــلُ
مِــنْ عِـزِّهـمْ جَـحَـرَتْ كُلَـيـبٌ بَيتَـهـا
زَرْبــــاً، كَـأنّــهُــمُ لَــدَيْـــهِ الـقُــمّــلُ
ضَرَبـتْ عَليـكَ العنكَبـوتُ بنَسْجِـهـا،
وَقَضَـى عَلَيـكَ بــهِ الكِـتـابُ المُـنْـزلُ
أيــنَ الّـذِيـنَ بِـهـمْ تُسَـامـي دارمـــاً،
أمْ مَــنّ إلــى سَلَـفَـيْ طُهَـيّـةَ تَـجـعَـلُ
يَمْشُونَ في حَلَـقِ الحَديـدِ كمـا مَشـتْ
جُـرْبُ الجِمـالِ بهـا الكُحَيـلُ المُشـعَـلُ
وَالمانِـعُـونَ، إذا النّـسـاءُ تَـرَادَفَــتْ،
حَـــذَرَ الـسِّـبَـاءِ جِمَـالُـهَـا لا تُـرْحَــلُ
يَحمي، إذا اختُرِطَ السّيـوفُ، نِساءنـا
ضَـرْبٌ تَـخِـرّ لَــهُ السّـوَاعِـدُ أرْعَــلُ
وَمُـعَـصَّـبٍ بِـالـتّـاجِ يَـخْـفِـقُ فَــوْقَــهُ
خِـرَقُ المُـلُـوكِ لَــهُ خَمـيـسٌ جَحـفـلُ
مَـلِـكٌ تَـسُـوقُ لَــهُ الـرّمَــاحَ أكُـفُّـنَـا،
مِـنْــهُ نَــعُــلّ صُــدُورَهُــنّ وَنُـنْـهِــلُ
قَــدْ مَــاتَ فــي أسَلاتِـنَـا، أوْ عَـضَّـهُ
عَـضْــبٌ بِـرَوْنَـقِـهِ الـمُـلُـوكُ تُـقَـتَّــلُ
وَلَـنــا قُـرَاسِـيَــةٌ تَــظَــلّ خَـوَاضِـعــاً
مِـنْــهُ، مَخـافَـتَـهُ، الـقُــرُومُ الــبُــزّلُ
ويقول الشاعر جرير مفتخرا بقبيلته :
إذا غضبت عليك بنو تميم
..حسبت الناس َ كلهمُ غضابا
نلاحظ في القصائد الماضية ان يفتخر الشاعر بنسبه او بقبيله
لكن نجد في شعر المتنبي افتخارا واعتزازا بالنفس دون الاستناد للقبيلة
وكأنه يريد ان يقول :
ليس الفتى من قال أبي )
ونرى هذا واضح في أبياته التي يقول فيها:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي
وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر من نطق الضاد
وعوذ الجاني وغوث الطريد
أنا ترب الندى ورب القوافي
وسمام العدا وغيظ الحسود
إن أكن معجبا فعجب عجي
لم يجد فوق نفسه من مزيد
أنا في أمـة تداركهـا الله
غريب كصالح في ثمـود ِ
ولا ننسى بيته المشهور :
أنا الذي نظر الاعمى إلى أدبي
واسمعت كلماتي من به صمم
سأنتظر إرسال قصائدكم على الخاص يوم الاربعاء القادم
الموافق 28/4/2010 م
وستعرض القصائد الخميس عصرا
29 /4/2010 م
وذلك سيكون اخر موعد لتسلم القصائد في حال تأخر المتسابق لارسال القصيدة
دمتم بشعر
:25ar:
رد مع اقتباس
رد: ..مسابقة شعر الفخر والحماسة ..
مواقع النشر (المفضلة)