بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مطرٌ من الله عليكم وعفوه و مغفرته





مدخل [



هاهو فصل الشتاء . . وهاهي أحرفنا تنسكب مع ذرات المطر الندية


نبعثها إليكم مع كمٍ لا بأس به من دفء الشعور و المحبة


لنجعل من شتاؤنا فصولًا من ربيع






بإدراكنا هذا الشتاء يكون قد مضى من أعمارنا عاماً كاملاً سيكون شاهدًا لنا أو شاهدًا علينا



والمؤمن ..

يقف مع نفسه وقفة صادقة ويقول لها : إنما هي ثلاثة أيام |
قد مضى أمسٌ بما فيه .. و ها هو اليوم و ما فيه .. و غداً أملٌ لعلك لا تدركه!






فكل يوم ينقص من أجلك وأنت لا تحزن




مضى الدهر والأيام والذنب حاصل ~ وجاء رسول الموت والقلب غافل

نعيمك في الدنيا غرور وحسرة ~ وعيشك في الدنيا محال وباطل













مطرٌ أول [ السلف كانوا يفرحون بالشتاء





قال رسول الله : " الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة " إسناده صحيح

وقال : " الشتاء ربيع المؤمن" وأخرجه البيهقي - رحمه الله - وغيره وزاد فيه " طال ليله فقامه ، وقصر نهاره فصامه "






وقال ابن مسعود: ( مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام،ويقصر فيه النهار للصيام )




فهاهم سلف رسول الله عليه أفضل الصوات و أتم التسليم و عليهم رضوان ربهم




يفرحون بقصر نهار الشتاء .. فصاموه

و بطول ليله .. فأحيوه بالقيام و قراءة كتاب الله و سؤال الحاجات و طلب المغفرة من ربٍ رحيم كريم مجيب الدعوات






فهذا خبر من قبلنا، أما خبر أهل زماننا فنسأل الله أن يصلح الأحوال؛ تضييع للفرائض والواجبات، واجتراء على حدود رب الأرض والسموات

وسهرٍ على ما يغضب الله، ويظلم القلب، ويطفىء نور الإيمان









مطرٌ ثاني [ النار تشتكِ





عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :




" اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب. أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف فشدة




ماتجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها " رواه البخاري ومسلم






فتذكر يا رعاك الله شدة زمهرير جهنم بشدة البرد القارس في الدنيا، وإن ربط المشاهد الدنيوية بالآخرة ليزيد المرء إيماناً على إيمانه

يقول أحد الزهاد : ( ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشروالنشر )









مطرٌ ثالث [ الجسد الواحد




أحدهم يقسم بالله العظيم أن عنده جدّتين لأمه وأبيه تنامان في لحاف واحد من شدةالبرد!





أخي أختي في لله




إن هذا الفصل نعيشه ويعيشه معنا أناس يستقبلون قبلتنا، ويصلون صلاتنا، فلهم علينا حق عظيم




في هذا الفصل لابد من أن نتذكر أولئك الذين لامس بل اخترق بردُ الزمهرير عظامهم .. فهناك مسلمون لا يحلم بل لا يتصورأحدهم أن يصل إليه ثوب قد جعلته أنت مما فضل من ثيابك وملابسك




أخي أختي في الله كم.. وكم.. وكم لدينا من الثياب ..؟ والله خير كثير، ونِعَمٌ لا تحصى .. ولكن أين العمل؟




إلى الله المشتكى فلا تحقرن صغيرة فـ إن الجبال من الحصى




فهياأخي أختي امضو اوتصدقوا ولو بشيء يسيرو حثي ذويك على ذلك .. فربما يكون في نظرك حقير وعند ذلك الفقير المحتاج كبير وعظيم




وعند الله أعظم من ذلك بكثير ..




فهاك قول حبيب الله محمدِ ابن عبد الله




" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ،




ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " صحيح البخاري






وهاك قصة أرويها لك فاقرئوها بقلبكم المؤمنه ..




كان عبدالله بن عباس معتكفًا في مسجد رسول الله فأتاه رجل فسلم عليه ثم جلس

فقال له ابن عباس : يا فلان أراك مكتئبا حزينا!
قال: نعم يا ابن عم رسول الله .. لفلان علي حق ولاء وحرمة صاحب هذا القبر ما أقدر عليه






قال ابن عباس : أفلا أكلمه فيك




فقال: إن أحببت ، قال فانتعل ابن عباس ثم خرج من المسجد



فقال له الرجل : أنسيت ما كنت فيه

قال : لا .. ولكني سمعت صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم والعهد به قريب فدمعت عيناه وهو يقول :

" من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله تعالى
وجعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين " إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما

















مطرٌ رابع [ من أحكام الطهارة في الشتاء




ماء المطر طهور:

يرفع الحدث ويزيل الخبث قال تعالى: { وَأَنَزَلنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا } الفرقان:48






إسباغ الوضوء في البرد كفارة للذنوب والخطايا :

والإسباغ مأمور به شرعاً عندكل وضوء.






يكثر في فصل الشتاء والوَحَلُ والطين فتصاب الثياب به مما قد يُشكِل حكم ذلك على البعض :




لا يجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين؛ لأن الأصل فيه الطهارة. وقد كان جماعة من التابعين يخوضون الماء والطين في المطر ثم يدخلو المسجد فيُصلون. لكن ينبغي مراعاة المحافظة على نظافة فُرش المسجد في زماننا هذا.




لبس الجوارب و الخفاف :

يكثر في الشتاء لبس الناس للجوارب والخفاف ومن رحمة الله بعبادة أن أجازالمسح عليهما إذا لُبسا على طهارة وسترا محل الفرض، للمقيم يوماً وليلة - أي أربعاًوعشرين ساعة - وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن - اي اثنتان وسبعون ساعة -
وتبدأ المدة من أول مسح بعد اللبس على الصحيح وإن لم يسبقه حدث بأن يمسح أكثر أعلا الخف فيضعيده على مقدمته ثم يمسح إلى ساقه، ولا يجرى مسح أسفل الخف والجورب وعقبه، ولا يُسن.
ومن لبس جورباً أو خفاً ثم لبس عليه آخر قبل أن يحدث فله مسح أيهما شاء.
وإذا وإذا لبس جورباً أو خُفاً ثم أحدث ثم لبس عليه آخر قبل أن يتوضأ فالحكم للأول.
وإذا لبس خُفاً أو جورباً ثم أحدث ومسحه ثم لبس عليه آخر فله مسح الثاني علىالقول الصحيح. ويكون ابتداء المدة من مسح الأول.






وإذا لبس خُفاً على خُف أو جورباً على جورب ومسح الأعلى ثم خلعه فله المسح بقيةالمدة حتى تنتهي على الأسفل.







مطرٌ خامس [ من مخالفات الطهارة في الشتاء




بعض الناس لا يسبغون الوضوء لشدة البرد بل لا يأتون بالقدر الواجب حتى إن بعضهم يكاد يمسح مسحاً. وهذا لا يجوز ولا ينبغي.




بعض الناس لا يسفرون أكمامهم عند غسل اليدين فسراً كاملاً - أي يكشفون عن موضع الغسل كشفاً تاماً -

وهذا يؤدي إلا أن يتركوا شيئاً من الذراع بلا غسل، والوضوء معه غير صحيح.






بعض الناس يُحرَجُون من تسخين الماء للوضوء وليس معهم أدنى دليل شرعي على ذلك.







مطرٌ سادس [ من أحكام الصلاة في الشتاء




الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما سنة إذاوجد سببه وهي المشقة في الشتاء، من مطر أو وحلٍ أو ريح شديدة باردة، وهي رخصة من الله عز وجل والله يحب أن تؤتى رخصه. وتفصيل أحكام الجمع مبسوطة في المطولات.




من مخالفات الصلاة في الشتاء:




أ - التلثم: صحّ عن النبيأن يغطي الرجل فاه. فينبغي للمسلم إذا دخل المسجد أن يحل اللثام عن فمه، ولا بأس أن يغطي فمه أثناء التثاؤب في الصلاة ثم ينزع بعده. بل هوالمشروع سواءً أكان باليد أم بشيء آخر.




ب - الصلاة إلى النار: يكثر في الشتاء وضع المدافئ في المساجد أو في البيوتوتكون أحياناً في قبلة المصلين. وهذا مما نص أهل العلم على كراهته لأن فيه تشبهاً بالمجوس وإن كان المصلي لا يقصد ذلك ولكن سداً لكل طريق يؤدي للشرك ومشابهةالمشركين.





الصلاة على الراحلة أو في السيارة: جائزة خشية الضرر إذا خاف الضرر وإذا خاف

خروج وقتها وهي مما لا يجمع مع غيرها في الشتاء.






قال ابن قدامة في المغني: ( وإن تضرر في السجود وخاف من تلوث يديه وثيابه بالطين والبلل فله الصلاة على دابته ويؤمئ بالسجود ).









مطرٌ سابع [ الدعاء في الشتاء




عند رؤية الريح

( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بكمن شرها وشر ما أرسلت به ).






عند رؤية السحاب

( اللهم إني أعوذ بك من شرها ).






عند رؤية المطر

( اللهم صيباً هيئاً ) أو ( اللهم صيباً نافعاً ) أو( رحمة )
ويستحب للعبد أن يكثر من الدعاء عند نزول المطر لأنه من المواطن التي تطلب إجابة الدعاء عنده، كما في الحديث الذي حسنه الألباني في الصحيح






إذا كثر المطر وخيف منه الضرر، قال

( اللهم حوالينا ولا علينا،اللهم على الآكام والظرب وبطون الأودية ومنابت الشجر ).







فائدة : يستحب للمؤمن عند أول المطر أن يكشف عن شيء من بدنه حتى يصيبه ( لأنه حديث عهد بربه ) هكذا فعل النبي وعلل له.








مطرٌ ثامن [ النار في الشتاء




ينبغي للمؤمن أن يحذر في الشتاء وغيره من إبقاء المدافىء بأنواعها مشتعلة حالة النوم لما في ذلك من خطر الاحتراق، أو الاختناق




جاء في البخاري ومسلم أن النبي قال:




"إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فاطفئوها عنكم " والسلامة في اتباع النبي.







مطرٌ تاسع [ أحاديث ضعيفة و باطلة عن الشتاء لا يصح رفعها إلى النبي ومنها




1 - ( أصل كل داء البرد )

2 - ( إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء لما يكون على الفقراء من الشدة والبلاء ).






3 - ( اتقوا البرد فإنه قتل أخاكم أبا الدرداء ).




4 - ( قلوب بني آدم تلين في الشتاء وذلك أن الله خلق آدم من طين، والطين يلين في الشتاء ).











مخرج ]

























والله أعلم و أعلى




منقول جزا الله كاتبته خير الجزآء




في أمان الكريم

<<< الموضوع جاء في غير وقته