مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 16

الموضوع: [ وَقفَةٌ مَعَ الشَاعِرْ الفَارسْ أَبو زَيّدْ الهِلَاليّ ]

  1. #1
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    4,138
    معدل تقييم المستوى
    6

    Rose [ وَقفَةٌ مَعَ الشَاعِرْ الفَارسْ أَبو زَيّدْ الهِلَاليّ ]





    ( أبو زيد الهلالي )

    هو أبو زيد الهلالي ..هكذا عرفه الناس وتناقلت الأجيال اسمه
    حتى طغى اللقب على الاسم أما اسمه فهو:سلامه بن رزق الهلالي سمي ((أبو زيد)) لأنه
    زاد على أقرانه في ضروب الرجولة والشجاعة والفروسية ..
    والهلالي نسبة إلى قبيلة ((بني هلال)) القبيلة المعروفة ويعودون إلى هلال بن عامر ،
    ودعيني أتحدث عن قبائل بني هلال الذي منهم (سلامة) المزعوم.
    سكنت قبائل بني هلال بالجزيرة العربية ووسطها الجنوبي
    تحت إمرة شخص يسمى (سرحان) الذي له ابنان الأول رزق والثاني حسن، وهو جد ّ
    سلامة المعروف بأبي زيد الهلالي، وبعد موته انتقلت الزعامة إلى ابنه الأكبر رزق
    والد أبو زيد الهلالي وما لبث أن قتل وابنه أبو زيد صغيراً
    فذهبت الزعامة إلى الابن الآخر وهو حسن. وهذه القبيلة لها عدة هجرات ،
    أذكر منها
    هجرتهم إلى الشام ، والعراق ، ومصر ، والسودان، وشرق الجزيرة العربية وعمان
    خصوصا في أطراف البريمي ، التي هي حدود المملكة العربية السعودية مع عمان
    ومعروفة بخصوبة أرضها ووفرة مياهها..
    هذا عن القبيلة والزعامة ، أما عن أبو زيد الهلالي فنذكر له
    بعض اللمحات من قصصه.

    ( نبوغه المبكر )

    كان يسرح بإبل جدته وصدف أن مرّ عليه بالمرعى رجل يحمل سيف بتاراً
    وقال الصبي لأبو زيد الهلالي : ارني السيف ،فلما رآه تفحصه وأعجبه ،
    قال : بعني هذا السيف ، فرفض الرجل أن يبيعه في بداية الأمر فأخذ يزيده
    بالسعر حتى دفع جميع الإبل الذي يرعاها مقابل هذا السيف واشترط أن
    ينيخ أحد الجمال وأن يضربه بالسيف على سنامه ،
    فإن انقطع الجمل نصفين يشتريه وإلا فتكون البيعة باطلة،
    فوافق الرجل وأناخ واحد من الإبل وضربه حتى استقر السيف في التراب
    بعد أن انقسم الجمل إلى نصفين ، فأخذ أبو زيد السيف وأخذ الرجل
    جميع الإبل مقابله.
    فلما عاد الرجل إلى جدته وسألته عن الإبل أخبرها بالقصة فامتعضت
    وتحسرت ولكن لا فائدة ، وقالت له ( دعوة ): لعلك ما تأتي بالعنز وبنيتهّ ،
    والعنز هذه فرس معروفة ، وفي اليوم التالي خرج أبو زيد وغار على أحد القبائل
    وكسب جميع إبلهم و عاد إلى جدته ففرحت بذلك فرحا شديدًا..
    وقد كان أبو زيد كشخصية تاريخية بارزه كتبت سيرته
    على عدة طرق شعرا ونثرا كما لعب خيال المؤلفين فيها دورا بارزا حتى أنك تعتقد أن
    الشخصية خياليه أكثر منها واقعية ..وبرجوعنا إلى حقيقة الأمر من خلال ما تناقله
    الرواة من أهل النبط الثقات نجد أن شخصية أبي زيد شخصية واقعية لا خيال فيها لونها
    دهاؤه والحيلة الواسعة والقدرة على التصرف والحذق وجودة النظر ..
    هو داهية من الرجال كان ذكاؤه الرديف الحقيقي لشجاعته فقد كان يواجه
    أحرج المواقف بذكاء يفوق الشجاعة وإن لزم الأمر اعتمد
    الشجاعة المنقطعة النظير التي يتمتع بها تساعده قوة جسمه وكمال بنيته .
    وقد كان أبو زيد أسمر اللون يميل لونه إلى السواد ولم يكن عبدا
    وكان لونه سببا في طلاق أمه حيث لجأت بولدها إلى الأعداء بعد طرد ((رزق)) والد
    أبي لها حتى كبر الفارس وعاد لقبيلته ..
    وقد استغل أبو زيد سمار بشرته بإخفاء شخصيته في أكثر المواقف التي تطلب
    الحيله وتخلص من المواقف الحرجه عن طريقها..

    وتناقل الرواة عن حبه الشديد لأجمل فتيات قبيلته ((عليا)) وتعلقها به
    وتبادله للقصائد معها كقوله:-


    حمامتين فوق نبنوب دوحه
    ....... وراكن فرد والحمام جموع
    وراكن ماتبكن (عليا) مظنتي
    ....... لو كان مايجري لكن دموع


    وقوله:-
    يقولون لي (عليا) نشاش دقاقه
    ....... وأنا أقول ريان من الغي عودها
    قولوا لطرد الهوى يطرد الهوى
    ....... بالاجهاد عنها لا يرده حسودها


    عاش أبو زيد مابين القرن السابع والثامن الهجري
    ولم يكن أميرا لبني هلال بل كان فارسا مقداما رقيت به الفروسية
    إلى مراتب الأمراء.. قتل في أخر حياته وقاتله هو (( ذياب بن غانم )) قتله
    غدرا وكان لأبي زيد ولد ذكر قتل ذياب بن غانم أخذا بالثأر ..
    أما مكونات شخصيته التي أهلته لتبوء هذه المكانة الكبيرة التي تبؤها فهي متعددة
    لدرجة يكاد معها أن يصدق الخيال .. فقد عرف عنه أبو زيد ولعه وحبه الكبير للكرم
    ومما يروى عنه حينما قل مافي يده
    قوله بهذين البيتين من عيون الشعر النبطي :-
    يقول الهلالي والهلالي سلامه
    .......علي الطلاق إن المقل ذليل
    ينوض يبغى للمراجل وينثني
    ....... كما ينثني بالحمول هزيل


    ومن حكايات دهاء أبي زيد أنه حينما أرسله بنو هلال يستكشف لهم تونس
    قبل أن يهاجموها أنه استغل لون بشرته وتسلل أسوار تونس ودخلها خفية وكاد أن يكشف أمره
    بعد أن ألقى القبض عليه وسيق إلى الزناتي الذي قال لما رآه:-
    العبد هذا وسط عينه نماره
    .......رجليه من لكد المهار صغار

    لكن أبنة الزناتي حاولت إخفاء شخصيته فأجابت والدها:-
    العبد هذا عبد ميمار خير
    ....... يديه من لبخ العجين كبار

    فأطلق الزناتي سراحه وعاد بعد مضي فترة طويله بقبيلته
    وهاجم بنو هلال مدينة تونس ودخلوها كما تبين لنا فصول القصه
    المعروفة يقول الزناتي عن شجاعة الهلالي :-
    ياويلهم لولا أسود في خيلهم
    ....... يهوى علينا هواية النداوي

    وهذه شهادة له من أعدائه .. أما قبيلته فيقول شاعرها :-
    حنا عصافير وأبو زيد سدره
    ....... من ذل منا يا الهلال التجابها

    أما حكم أبي زيد الهلالي بأشعاره فهي كثيره ومتعددة كقوله:-
    مايد إلا يد الله فوقها
    ....... ولا طايرات إلا وهن وقوع

    ومما ينسب أليه :-
    طلبتك للمنوع منك سفاهه
    ....... وصدك عن اللي صد عنك صواب
    لاشفت ناس عنك مغلوق بابهم
    ....... ظهور المطايا يفتح اله باب
    وأيضاً قوله :
    يقـول ابـو زيـد الهـلالـي سـلامـه
    ............ دعا سو بقعا مقدم الراس شايب
    اخاطر بعمري في ذرى كل هيّـة

    ............ دعا سو بقعا مقدم الراس شايب
    يتبع / :25ar:

  2. #2
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    4,138
    معدل تقييم المستوى
    6

    Rose [ وَقفَةٌ مَعَ الشَاعِرْ الفَارسْ أَبو زَيّدْ الهِلَاليّ ]







    أبو زيد معروف في الشعر والفروسية ومعروف وكذلك بمحبته لعلياء
    وهو مضرب مثل بالشجاعة والفروسية ، ومن شعره عندما عاد من تونس:
    لقيت لكم عن داركم دار عيشه
    ............ ولقيت لسمحات الوجـيه فلاه
    في ديرة فيها الزناتي خليفه (1)
    ............ عليه من حليا ذياب (2) حلاه
    من فوق خضراء وأنت من فوق مثلها
    ............ والـــكل تدرا باللــقاء شلفاه
    لكن ما ضنيت نهنا بجالها
    ............ دام الزنـــاتي نايلٍ (3) حياه

    (1) ملك تونس في عهده.
    (2) ذياب بن غانم راعي "الشلفا" من أصحاب أبو زيد الهلالي.
    (3) ما دام الزناتي على قيد الحياة .

    المقصود :
    أن أبو زيد الهلالي عندما ذهب إلى تونس وجد الفلاء والخضرة
    والمراعي وأعجبه ذلك ، ولكنه واجهته مشكلة ألا وهي وجود ملكاً فارسا ً
    لا يستطيعون الذهاب إليها ، ما دام أنه على قيد الحياة.

    ومن أشعار أبو زيد الهلالي كذلك :
    يقول أبو زيد الهلالي سلامة
    ............ قلبي غدا ما بين شاري و شـــايم
    قالت لنا يا ركب وين دياركم
    ............ ومن وين جيتوا يا رجال المكارم
    قلنا لها شعار من دار عامر
    ............ تقازا بنا أكوار البكار الهــمايـــم
    قالت حشا والله ما ذا بعلمكم
    ............ كذبتوا علينا والوجيه العلايـــــم
    معي علمكم مرعي ويحيى ويونس
    ............ أبو زيد لباس الدروع الرسايـــن
    رحنا عن أم القدّ (نجد) وقعلت
    ............ بيوت العذارى قارنيات الوشايــــــم
    ما به يد إلا يد الله فوقها
    ............ ولا ظالم إلا ويبلى بظــــــــــــــالــــم
    أعمارنا راحت نداري زماننا
    ............ ولا خير في عمر مداراه دايــــــــــــم
    لك الله ما ذقنا بنجد طرابة
    ............ يكود وقت العيد و إلا الصرايــــــــم
    يـــا نجد إن جاك الحيا فازعجيلي
    ............ مع الطير وإلا موميات العلايـــــــم

    وقصص بنو هلال وبالذات أبو زيد الهلالي و ذياب بن غانم و العزيز بن خاله ،
    ولعلنا هنا ننتهز ونورد قصة مقتل عزيز بن خاله على يد خاله أبو زيد :
    عندما جاء أبو زيد الهلالي خبر زواج محبوبته علياء بشخص آخر أراد أن يذهب ليفسد
    هذا الزواج لأن علياء مرغمة عليه فأراد أن يختار له رفيق درب يكون جلد المراس
    شجاع ، ففكر في حيله يختبر فيها الرجال وهي أن يأتي بجانب الرجل المراد ويغرس كوع يده
    بشده على فخذ الرجل المقصود ، فأن صاح ألما تركه ، واختبر غيره ، ولم يجد سوى
    عزيز بن خاله الذي تألم كوع أبا زيد وهو لم يتضجر أو يحسّ . فكان هو بغية أبو زيد
    و مطلوبه وذهبوا سويا إلى مكان الزواج في بلدة أخرى ، وعند وصولهم في ليلة الزواج
    حصل مشادة بين الزوج وعزيز بن خالة نتج منها جرح في يد عزيز ، وعند عودتهم
    من المهمة فكر أبو زيد في التخلص من عزيز هذا الشجاع الذي ربما ينافسه
    على زعامة قبيلته و وعند مرورهم بأحد الآبار أراق أبو زيد المياه
    الموجودة في القربة وقال لعزيز :
    انزل إلى البئر لتملأ القرب ، وحاول عزيز إفهامه بأن يده مجروحة
    وإذا لا مست الماء سوف يؤدي هذا الجرح إلى حتفه، إلا أن أبا زيد أصر على نزوله البئر ،
    وقال له : سوف أكون حريصا على عدم ملامسة الماء لجرحك ، ولكنه أظهر عكس ما أبطنه ،
    فأخذ يهز الدلو متعمدا انسكاب الماء على جرح عزيز ، وفعلاً تأثر الجرح وتوفى عزيز،
    وقال قصيدته المشهورة في آخر لحظات عمره :
    يا خال عمّق حفرة القبر بالثرى
    ............ وسيفي و رمحي حطها لي نصايب
    ليّا سباع البر تنهش طوارفي
    ............ تروح من بين الضوراي نهايــــــب
    لعل بني هلال ينصون قبري
    ............ ويجذن عليّ منقضات الذوايــــــب
    يا خال أبودعك غرٍ من الصبا
    ............ يلعب مع الصبيان وأبوه غايـــــب
    من ولية شينه ومن ضربة العصا
    ............ ومن نزرة تودع فؤاده حطايـــــب
    وقولوا لبنت أمي تغطى وتستحي
    ............ لا جالها الوارث فوق النجايــــــب
    وقولوا لبنت العم ترحل لاهلها
    ............ حرّم عليها اليوم شوف الحبايــــب
    فلما وصل أبو زيد قابله الطفل الصغير ابن عزيز فسأله عن أبيه ،
    فقال أبو زيد :
    أبوك بالمغزى يجيب غنيمه
    ............ ومن طوّل الغيبات جاب الغنايــم
    فرد الطفل :
    أبوي لو هو حيّ روح كتابه
    ............ مع الطير ولا موميات العلايم
    فسحب الطفل رسن الناقة بقوة ، فإذا هو فاصل رأسها عن رقبتها ، فابتهر أبو زيد
    وقال : (هبّ من ها الصبي ) ، فأصابه بعينه فمات.
    وأنشد أبو زيد قائلا ً :
    طرحت على قبر الهلالي جوخته
    ............ وخليتها تذرى عليه الهـــــبــايـــــب
    وعقلت على قبر الهلالي بكرته
    ............ ترغي وتفرك زورها والترايــــــب
    ونثرت على قبر الهلالي قربته
    ............ لو كان هو ما هوب منها بشـــــارب
    ورميت على قبر الهلالي فتخته
    ............ تلمع فصوص الماص بين النصايب


    يتبع / :25ar:

  3. #3
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    4,138
    معدل تقييم المستوى
    6

    Rose [ وَقفَةٌ مَعَ الشَاعِرْ الفَارسْ أَبو زَيّدْ الهِلَاليّ ]






    هذه الحكاية ينسبها الرواة إلى (( أبو زيد الهلالي سلامه ))
    حيث أنه مر على بني هلال حين من الدهر أصابهم فيه الجوع , فقد شحت
    المراعي وقل الكلأ والمرعى , فمات أكثر حلالهم وأصاب القبيلة كلها الجوع والعطش
    فاقترحوا إرسال شخص يستكشف لهم الأراضي ويبحث لهم عن الأرض الطيبة
    فترحل لها كل القبيلة , وبالفعل نال هذا الاقتراح إجماع كل القبيلة إلا أنهم حاروا فيمن
    يرسلون وكان بالقبيلة شخص مسنّ - وقيل إنها عجوز - هذا الشخص يؤخذ رأيه
    فاستشاروه فيمن يرسلون فاشترط عليهم شرطاً قبل أن يقترحون من يرسلون وكان شرطه
    أن ترحل القبيلة كلها مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعدها يعلمهم من هو الشخص المناسب ,
    وبالفعل رحلت القبيلة مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعد أن نزلوا بالمكان المحدد رجعوا له
    وسألوه عن الشخص فقال لهم هو أبو زيد الهلالي سلامه , فسألوه عن سبب اختياره له
    فقال أثناء رحيلنا لاحظت كل أبناء القبيلة يراوحون بالركوب بين ورك وورك أثناء
    الركوب على المطية إلا أبا زيد فقد كان ركوبه على ورك واحد
    حتى نزل وهذا دليل صبره وجلادته .
    واختاروه فعلا وأرسلوه , وقد طلب أن يرافقه اثنان من أبناء القبيلة
    ورحل هو ورفاقه يبحثون عن المرعى للقبيلة كلها وطال بهم المسير دون جدوى ,
    وتقطعت مطاياهم , وأصابهم الجوع فكانوا قرب قرية فنزلوا بسوقها ولم يجدوا من يطعمهم ,
    كما لم يوفقوا إلى عمل يرتزقون منه , فاحتاروا بأمرهم , وكان أبو زيد واسع الحيلة داهية
    فاقترح على رفاقه أن يبيعوه في سوق المدينة على أنه عبد لهم , فقد كان أسمر اللون . .
    وأما إلحاحه وافقوه على أن يبيعوه ويشتروا بثمنه مطايا وزاداً لهم , ويواصلوا البحث
    أما هو فقد قال لهم أنه سيستطيع تخليص نفسه , على شرط أن يواصلوا هم البحث
    عن المراعي للقبيلة فاتفق الثلاثة ونزلوا سوق المدينة . . وباعوه
    وقبضوا الثمن كما تم الاتفاق واشتروا بثمنه المطايا والمتاع , وقد كان ينوي الهرب
    من سيده الذي استراه , إلا أن هذا السيد كان نبيلاً وطيباً , أولاه ثقته وجعله
    وكيلاً على أمواله فصعب على أبو زيد أن يخون الأمانة ويهرب , ومن هنا كانت معاناته
    واستمر في خدمته فتره , وذات مرة كانوا جالسين بمجلس هذا السيد وأبو زيد بالقرب
    من الدلال يصنع القهوة , فتمنى السيد من يجيد العزف على الربابة ليحلوا لهم السمر فعرف
    أبو زيد أنها فرصته فنهض مسرعاً وأخذ الربابة وأنشد يقول :
    يقـول الهـلالي والهـلالي سـلامـه
    ............ شـوف الفجـوج الخاليـات تــروع
    يقـول الهـلالي والهـلالي سـلامـه
    ............ يبغـي الطمـع وهـو وراه طمــوع
    لابد عقـب الوقـت من لايـح الحيـا
    ............ مـن بارقـن يوصـي سنـاه لمـوع
    لابـرقـن إلا فـي حجـا مستهلــه
    ............ ولا طـرقـي إلا مـن وراه نجــوع
    ولا ضحـك إلا البكـا مـردفـن لـه
    ............ ولا شبعــة إلا مقتفيهــا جـــوع
    ولا يــدن إلا يــد الله فـوقهــا
    ............ ولا طـايــرات إلا وهـن وقــوع
    ألا يا حمامتيـن فوق نبنـوب دوحـة
    ............ وراكـن فرقـن والحمــام ربــوع
    حمـامتيـن جعـل تبلــن بنــادر
    ............ حـر قطـوع وجـاري لـه جــوع
    وراكـن مـا تبكـن عليـا مظنتــي
    ............ لو كـان مـا يجـري لكـن دمـوع
    أبكي عليهـا ليـن حفيـت نواظـري
    ............ ولانـي بمـن تدبيـر الإلـه جـزوع
    حشى ما لاق غير الجـازي أم محمـد
    ............ عليهـا ثويـب الطيلســان لمــوع
    تنفـق كمـا نفـق الوغيـد مـع أمـه
    ............ وتحـط الهـوى في قلـب كل ولـوع


    قد يستغرب القارئ من تكرار اسم الشاعر بالبيت الأول والثاني ولكن ذلك لتأكيد أنه
    الهلالي وليس عبداً وقد بين للسيد أنه جاء يبغي الطمع فصار الطمع برأسه . .
    عرفه السيد وأنَّبه على ما عمل وأطلق سراحه وأغدق عليه الهدايا
    وعاد أبو زيد لقبيلته .




    من قصائد علياء الهلاليه في زوجها أبو زيد الهلالي عندما غزا المغرب العربي ,
    وطول في العوده فأتى القواله لعليا وقالوا لها بأن أبو زيد قد تعرف على فتاة
    أجمل منها مظهرا وأصغر منها سنا وقد فتن أبا زيد بجمالها
    وتزوجها فأنشدت قائله :
    ياراكب اللي من عقيل(ن) تقللوا
    ............ على ضمير(ن) شروى الحنايا نحايل
    أبا أوصيكم وصاة(ن) ماتثقل ركابكم

    ............ خفيفة(ن) على راعي الثنا والجمايل
    واليا لفيتوا لأهلكم عقب غربه

    ............ متغبطين(ن) في بطون الحلايل
    قولوا لأبو زيد أن بغاني بغيته

    ............ وأن دور البدلا لقينا البدايل
    كم من رجوس الحجل تبلى بعاقه

    ............ وكم عاقة(ن) تبلى بوافي الخصايل
    أنجبت أخضر مايزرر ثيابه

    ............ هبيل يلعب فالقلوب الهبايل
    والله لولا البحر بيني وبينه

    ............ جيته على وضحا من الهجن حايل
    يابو زيد غرات الصبا لاغرك

    ............ ترى الهجن خير(ن) بالسرى والقوايل
    بالشتا دور(ن) من الهجن سمرغيه

    ............ وبالقيظ دور(ن) من كبار الشمايل
    غزالية المقدم جمالية القفى

    ............ عليكم بها ياراكبين الرحايل
    يابو زيد لو النسا تركب النضى

    ............ جيتك على وجنا من الهجن حايل
    لكن صريخ الكور حدري وفوقها

    ............ صريخ القطا في محكمات الحبايل
    يابو زيد تنساني وتنسى جمايلي

    ............ الله أكبر يانكور الجمايل
    نسيت يوم أن عرقات الأرطى بيننا

    ............ يوم أن جعدي فوق متنيك مايل
    يابو زيد تنسى يوم ترشح لذبلي

    ............ كما يرشح العطشان باقي البلايل
    قولوا لأبو زيد(ن) ترى الوادي أمتلى

    ............ وكل وادي من علاويه سايل
    يبيعون ماباعوا ويشرون ماشروا

    ............ ولاغبن(ن) الابالنضى والحلايل


    وهذه قصيدة عليا عندما شاهدت أبوزيد بعد عدت سنين و استغربت
    من شكله متغيراً وقالت له :
    وراك يـا ابوزيـد غــاد(ن) شـايـب
    ............ شايب ومشهوهـب وكنـك ذيـب
    انا اشهد ان البعد ما يهم طيـب

    ............ ولا هو على جزل الرجال صعيب

    فقال أبو زيد :
    بـلا مـن هجـرك ومـن غـربـة النـيـا
    ............ ومـن نوبتـن تزمـي وهذيـك تهيـب
    اهـلــك بـالـوديـان وديـــان بـيـشـه

    ............ واهلي شمال الشمس يوم تغيب
    يتبع / :25ar:

  4. #4
    مشرف سابق

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    4,138
    معدل تقييم المستوى
    6

    Rose [ وَقفَةٌ مَعَ الشَاعِرْ الفَارسْ أَبو زَيّدْ الهِلَاليّ ]








    يقول الشاعر / عبدالله بن حواف
    باحث في الأدب العربي و الأنجليزي و استاذ جامعي

    سيرة أبو زيد الهلالى من أضخم وابقى الاعمال التراثيه التى تحكى و تخلد حياة العرب
    البدو الرحل و بيان خطوط الهجرة من الجزيرة العربية إلى مختلف بلدان العرب فيما يعرف
    حاليا بمنطقه الشرق الأوسط وذلك بحثا عن المرعى و المياه و كيفيه تقرب وتلاحم الثقافات
    و العادات بين القبائل العربيه المختلفه مما ادى إلى اثراء و توسع هذه القبائل وانتشارها .
    تبدأ هذه السيره ببيان المجتمع القبلي في الجزيرة العربية
    عن طريق قبيلة بنى هلال.
    بطل أشهر الملاحم الشعبية العربية المعروفة بسيرة بني هلال وقد صورت
    الملحمة وقائع العرب في الفترة من منتصف القرن الرابع الهجري وحتى منتصف
    القرن الخامس الهجري إبان عصر الدولة الفاطمية .
    وعلى الرغم من شهرته لم يكن أبو زيد الهلالي محور هذه الملحمة وانما واحد من أربعة
    انتهت إليهم الرياسة في القبيلة وهم حسن بن سرحان المعروف ب(أبي علي) الملقب
    بالسلطان ودياب بن غانم والقاضي بدير بن فايد وأبو زيد بن رزق الهلالي . ولقد مهدت
    الملحمة ولادة هذا البطل بحادث فذ جعله يبدو كانسان خارق وترتكز بطولة أبي زيد
    على دعامتين الأولى الشجاعة وقد بالغ فيها الشعب العربي حتى أخرجها من الممكن
    وتجاوز بها الطاقة البشرية وكاد يعتبرها من الخوارق أما الدعامة الثانية فهي الحيلة وقد
    أهله الشعب العربي لها بأن علمه مختلف العلوم والفنون واللغات فهو يستطيع أن يتنكر
    في أي زي وأن يحترف أي مهنة وأن يتحدث بأي لغة .
    ومن هنا جاء المثل العربي الشهير " سكة أبي زيد كلها مسالك " كناية
    عن قدرته الخارقة على اجتياز الصعاب . وابتدعت الملحمة الشعبية مبرراً للغزوة الهلالية
    التي اصطحب فيها أبو زيد من أرض نجد إلى بلاد المغاربة خيرة الفرسان ومن بينهم يحي
    ومرعي ويونس . وكان المبرر هو وقوع أولئك الفتيان الثلاثة في يد الخليفة "الزناتي" بمدينة
    تونس الخضراء. واحتال أبو زيد حتى تخلص من الأسر وعاد إلى قومه في نجد
    فما كان مهم إلا أن قاموا معه قومة رجل واحد يستهدفون مدينة تونس لتخليص الثلاثة
    وتحريرهم . وقد آثر الشعب العربي هذه الشخصية بحبه وأعطاها مكان الصدارة ليس فقط بين
    أبطال سيرة بني هلال وإنما أيضاً بين أبطال السير الشعبية جميعاً .
    وبنو هلال هم جزء من قبيلة عتيبة المعروفة و يلتقون في نسبهم مع بكر بن منصور بن
    هوازن و الذي هو أحد قبائل عامر بن صعصعة الذي يعود في النسب إلى عدنان حفيد
    سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام و هو جد العرب العاربة أي المستعربة
    أما ما يذكره بعض المؤرخين أن الزير سالم هو جد بني هلال فهذا خطاء فادح و قع فيه
    الكثيرين و لا صحة له بنو هلال قبيلة عربية تغلب عليها الفاطميون بعد عدائها لهم
    فنقلوها إلى صعيد مصر أول مرة ثم بدا لهم أن يتخلصوا منها نهائيا و من أعدائهم
    في المغرب فسمحوا لها ولأحلافها بعبور النيل. وهكذا بدأت ملحمة دامت
    عدة قرون و كان ذلك عام 1149م.
    قبائل هلال، وسليم، ودريد، والأثبج، ورياح، قد هاجرت من نجد من منتصف
    القرن الخامس الهجري، واستمرت موجات الزحف لما يقرب عن قرن.
    وقد استطاع عبد المؤمن بن علي إمام الموحدين التصدي لها بعد أن وطن بعضها
    واستعان ببعضها على بعض. وأصل الأمر أن هذا الزحف قد تم بتدبير الوزير اليازوري
    وزير الخليفة الفاطمي في مصر، والذي منح المعز بن باديس حاكم أفريقية
    عام 435 هـ لقب "شرف الدولة"، وبدلا من أن ينحاز "المعز" بعد هذه المنحة
    للخليفة الفاطمي، انحاز لعامة شعبه الذين قاموا بثورة ضد أصحاب المذهب
    الشيعي الإسماعيلي، وبالفعل أمام الثورة الشعبية نادى المعز باتباع مذهب الإمام
    مالك وخطب في المساجد للخليفة العباسي القائم بأمر الله،
    واعترف له الأخير باستقلال المغرب تحت إمرته.
    جن جنون الخليفة الفاطمي في مصر، مما يحتسبه
    نصرا للخليفة العباسي السني في بغداد، فأشار عليه الوزير اليازوري بتحريض
    قبائل نجد بالزحف على تونس، فكان ما كان. وتصدى لهذا الزحف المعز بجيش مؤلف
    من قبيلتي زناتة و صنهاجة، ويقال إن هروب زناتة بعد بطولات المعز هو ما حسم الأمر للغازين.
    لكن السيرة لا تذكر شيئا عن الشيعي والسني والخليفة الفاطمي والعباسي،
    بل تقدم مبررا أخلاقيا لهذا الغزو، وإن نوهت ولو بشكل متوار على ما حدث، ففي السيرة
    أن "زناتة" أو الزناتي خليفة وحلفاءه قد طمعوا في أرض يحكمها الأمير "عزيز الدين
    بن الملك جبر القريشي"، فاستولوا عليها بالخداع، فاستعان الشريف القريشي بأبناء
    عمومته من قبائل نجد، ليردوا الحق السليب لأصحابه الأشراف. السيرة الهلالية
    تضم خمسة كتب، الكتاب الأول هو خضرة الشريفة ويتناول مأساة رزق بن
    نايل جرامون بن عامر بن هلال قائد الهلاليني وفارسهم وأميرهم، الذي تعجب خضرة
    بخلقه وشهامته وفروسيته رغم أن فارق العمر بتهما 45 عاماً.
    والكتاب الثاني هو "أبو زيد في أرض العلامات"
    حيث أتمت خضرة خمس سنوات تحيا في منازل "الزحلان" في كنف الملك
    فاضل بن بيسم. ويسرد هذا الكتاب ما حدث لأبي زيد في بلاد الرحلان من علو المجد
    والشام وفي "مقتل السلطان سرحان" وهو الكتاب الثالث يتخفى أبو زيد في ملابس
    شاعر رباب ويدخل قصر حنظل بعد أن عرفت نساء بني هلال حقيقته وتكتشف عجاجة
    ابنة السلطان حنظل حقيقة فارس هلال فتبلغ أباها الذي يعتقل غريم بني عقيل. ليقيد
    بالسلاسل ويلقي به في السجن انتظاراً لشنقه.
    أما الكتاب الرابع (فرس جابر العقيلي) وكيف خاض أبو زيد الأهوال ليعود بالفرس
    التي حكت عنها الأجيال، وفيه يحتال الدرويش لدخول جناح الأميرة
    ليلضم لها عقداً، ويقرأ لها الطالع وتكاد جارته أن تكتشف تسلله والهدف منه،
    لكنه يقنعها بدروشته وفقره وبالرشوة أيضاً، بأن أسئلته عن "الخيمة المتبوعة"
    إنما هي من قبيل الفضول.
    وفي الكتاب الخامس (أبو زيد وعالية العقيلية) وكيف أسرت أبو زيد بجمالها وكيف
    ناضل إلى أن اقترن بها وفيه ليلة وداع البطل لعالية العقيلية حيث أولمت الولائم ووجهت
    الدعوة لحراس فرس والدها الملك (السلطان) جابر العقيلي، ووضعت في المنان مخدراً قوياً
    لينام الحراس كي يتمكن أبو زيد من امتطاء الفرس
    والانطلاق إلى خارج المدينة.
    يتمحور موضوع السيرة الهلالية عن التجربة الحياتية للحلف الهلالي
    المكون من قبائل نجد المقاتلة والمدافعة عن قيم الأمة وشرفها. وكعادة الملاحم،
    هي تستنهض الأمم بذكر أمجادها العسكرية، وبطولات القادة الذين أنجبتهم أرضها
    في السلم والحرب. وتعيد السيرة الشعبية تاريخ الأمة وتفسره بطريقة فنية
    حسب معتقدات البسطاء.
    "هلال" الجد البعيد الذي تنتسب له القبيلة المحاربة قبيلة "بني هلال" هو أحد
    رجال الإسلام الذين أبلوا أحسن البلاء في الدفاع عن الرسول في غزوة تبوك
    هذا ما تذكره السيرة و إن كان غير صحيح فاستحق بذلك التمجيد، ونال نسله فخر البطولة
    وشرف الفروسية. وفي اللحظة التي تبدأ فيها السيرة، يكون فارس بني هلال المغوار هو
    "رزق بن نايل بن جرامون بن عامر بن هلال"، حامي حمي الحلف الهلالي.
    وعبر ملابسات معينة يتزوج "رزق" من "خضرة الشريفة" ابنة الأمير "قرضة الشريف"
    حامي الحرمين وحامل مفتاح الروضة الشريفة، وينجب منها "أبو زيد الهلالي سلامة"،
    ليكون بذلك جامعا لطرفي المجد، فهو بذلك شريف من نسل النبي يأخذ ويرث من ناحية
    أمه الحكمة والعلم، ومن ناحية أبيه مجد البطولة
    وعنفوان الفروسية.
    [2]
    ولكن ينكر رزق نسب ابنه أبو زيد ويتهم أمه خضرة بالزنا وطردها من مضارب القبيلة
    وابنها لم يتجاوز 7 أيام، فتربيه أمه على الفروسية من صغره بعد أن تلجأ لحاكم مدينة
    العلامات الملك فاضل الزحلانى وتظهر على أبوزيد علامات النبوغ وهو طفل صغير،
    ويستطيع في طفولته أن يخوض صراعا مع بنى عقيل أعداء أهله بنى هلال، حتى يستعين
    مشرف العقيلى على أبوزيد بعدد من فرسان بنى هلال ومنهم عم أبوزيد الأمير عسقل
    الذى ساهم في طرد خضرة الشريفة من مضارب الهلالية ويحارب أبوزيد فرسان الهلالية
    ويقتل عمه الظالم عسقل ويأتى لأمه بحقها بعد أن يعنف أباه الأمير رزق بن نايل
    ويحكم على بنى هلال أن تعود أمه خضرة الشريفة
    على بساط من حرير تأكيدا لبراءتها.
    ويعود أبوزيد إلى أهله بنى هلال ليصبح فارسها المغوار وليقاتل العدو
    الأجنبى اليونانيين الذين هاجموا الأراضى العربية، وتتوالى مغامرات أبوزيد الهلالي ,
    ويخوض تغريبة طويلة مع بنى هلال عندما يرحلون غربا بحثا عن المرعى بعد ثماني سنوات
    من الجفاف لتتوالى فصول سيرته ليرحل إلى تونس ومعه أبناء الأمير حسن
    مرعي ويحيى ويونس وتتوالى القصص الفرعية من مقتل مرعي وحب يونس لعزيزة
    والصدام الكبير بين أبوزيد وحاكم تونس خليفة الزناتي أو حسب الرواية الشعبية
    الزناتي خليفة وتقوم الحرب بين بنى هلال وحلفائهم قبائل الزغابة من جهة وبين بني
    قابس بزعامة خليفة الزناتي وأشجع فرسانه المسمى بالعلام من جهة أخرى بعد
    أن رفض الزناتي أن يحصل بنو هلال على المرعى في أراضيه، لينال جزاءه
    مقتولا على يد دياب بن غانم كما تنبأت سعدى الزناتي.
    و "التغريبة" هي موجة هجرة كبيرة قامت بها قبائل من نجد مخترقة مصر عابرة
    إلى المغرب العربي، بعد ما مر بهذه الأرض من مجاعة أهلكت الجميع.
    واستوطنت تلك القبائل أرض تونس، بعد أن زحفت إليها تسوق رجالها ونساءها.
    تحمل آي سيرة عادتاً اسم البطل، مثل سيرة عنترة بن شداد، سيرة الأمير سيف بن ذي يزن،
    أو سيرة الظاهر بيبرس، أو سيرة ذات الهمة، لكننا لا نجد هذا الأمر في السيرة الهلالية،
    يختلف البطل حسب المنطقة الجغرافية، ففي شرق الوطن العربي بطل السيرة
    هو أبو زيد الهلالي سلامة. في بلاد المغرب يصبح الزناتي خليفة.
    أما في الجنوب فهو دياب بن غانم.
    يختلف منظور السيرة حسب زاوية النظر ، الرواية في الشرق بطلها أبو زيد الهلالي
    سلامة، الفارس الأسود، الذي تُتهم أمه في شرفها لسواده وهي التي دعت الله أن يهبها
    غلاما يماثل الطائر الأسود القوي الذي رأته و اختارته. في بلاد المغرب الزناتي يظهر أقوى
    وأروع آيات البطولة، ثم المقاومة بعد الاحتلال، وهو نموذج البطل الشعبي
    المناضل في السيرة. فالروايتان لا تقللان أبدا من قدر بطولة البطل الآخر، مع الاحتفاظ
    بكونه العدو. بل إن الرواية المغربية تعطي أبو زيد من الأوصاف والمقدرة والبطولة
    ما تجعله لا يهزم البشر فحسب بل الجان كذلك.
    كما أن الرواية الشرقية تعطي الزناتي من أبيات المدح في مآثره وشجاعته
    وجسارته ما يفوق الأخرى، كذلك فإن كلا البطلين لا ينكران قيمة الآخر،
    بل يكيلان المديح لبطولة الآخر. الرواية ثالثة في الجنوب تنتصر لـدياب بن غانم.
    فدياب بن غانم ليس هلاليا أصيلا، بل من الزغابة، وهي قبيلة من قبائل ملحقة
    بالحلف الهلالي، وهي في المرتبة الثانية من حيث إنهم ملحقون ومحتمون بالهلالية،
    ودياب مع قوته وعنفوانه يحاول دائما الاستيلاء على السلطة في غيبة أبي زيد الذي يردعه،
    وهو نفس ما يفعله في تونس مع "الزناتي"، لكن رواية الجنوب لا تراه رمز الخسة
    والبطش، بل تراه البطل المناوئ، هو ليس من السادة والأكابر، وليس من بيت
    الحكم، لكنه الأمل الذي يمكن للصاعد من أسفل إذا ما أجتهد أن يناله
    فيكون بذلك قد نال ما يستحق.
    [3]
    رواة سيرة بني هلال الشعبية هم من العامة والذين لا يقراءون ولا يكتبون
    في غالب الأمر، وإنما تناقلونها خلفاً عن سلف. ولو قمنا بمقارنة بين
    ما بقي من أحداث هذه السيرة الشعبية في الذاكرة الجماعية وبين ما تتداول
    في الأسواق من كتب السيرة الهلالية لوجدنا إنهما يشتركان في شخوص
    وأبطال تلك السيرة الشعبية والخطوط العريضة لتلك السيرة,
    ولكنهما يختلفان في الكثير من التفاصيل الخاصة بها.
    كان الراوي أو الحكواتي يحكي تفاصيل أخبارها وبطولات فرسانها وشجاعة
    شخصيّاتها، فتملأ نفوسهم بالعزّة والأنفة، مغتبطين بنصر هؤلاء الأبطال على أعدائهم،
    في كلّ حلّ وترحال، أو لقاء في ساحات القتال. الشعب العربي كان ولا يزال شديد التمسك
    بسيرة بني هلال كثير الإقبال على مطالعتها، يجعلها حديث لياليه، ويمجد أبطالها ويتعصب
    لهم ويرى فيهم آماله ومثله العليا، ولا شك أن شخصية أخيل اليوناني وأوروما الهندي
    أو رستم الفارسي هي بالنسبة إلى قومه كشخصية
    أبي زيد الهلالي بالنسبة إلى العرب.
    [4]
    يحكي الراوي سيرة بني هلال التي شكلت جزءاً كبيراً من الذاكرة الشعبية،
    بما زخرت به من أحداث، وبما حملته من صفات بطولية ومن صفات الكرم والشجاعة
    والمروءة والأخلاق الحميدة وتلك الأخلاق والشيم العربية التي تحلّى بها أبطال
    تلك الحكايات، فكان النصر دائماً للخير وأصحابه والهزيمة والفشل دائماً للشر وأعوانه
    و الخطىء الذي وقع فيه المؤرخين هو هذه الرواية :
    قال الراوي: بعد وفاة الزير أبي ليلى المهلهل وضعت امرأة الأوس غلاماً سمّوه
    عامراً وعندما بلغ سن الرجولة تزوج بامرأة من أشراف العرب
    فولدت له غلاماً في نفس الليلة التي مات فيها جده الجرو فسمّاه هلالاً؛
    وهو جدّ بني هلال، وكان متصفاً بالفشل والأدب.
    ولما كبر الأمير هلال تزوج بامرأة بديعة في الجمال فولدت غلاماً سماه المنذر.
    واتفق أن هلالاً زار مكة في أربعمائة فارس وطافوا حول البيت وتشرف بمقابلة
    النبي المختار فأمره النبي (صلى الله عليه وسلم) أن ينزل في وادي العباس. وكان
    النبي يحارب بعض العشائر المعادية له فعاونه الأمير هلال، ومدّه بالعساكر. وكانت
    فاطمة الزهراء راكبة على جمل في الهودج فلما رأت هول القتال ومصارعة
    الأبطال؛ حوّلت راحلتها لتبتعد عن القتال، فشرد بها الجمل في البر، فدعت
    على الذي كان السبب بالبلاد والشتات.
    فقال لها أبوها: ادعي لهم بالانتصار فهم بنو هلال الأخيار، وهم لنا من جملة الأحباب
    والأنصار. فدعت لهم بالنصر فنفذ فيهم دعاؤها بالتشتيت والنصر. ثم رحل
    الأمير هلال إلى وادي العباس وعسكر في تلك النواحي. ولما سمعت به العريان تواردت
    إليه من جميع الجهات، فكثرت عند الأصحاب والأنصار. وكان له ولد حلو الشمائل
    وكان فارساً مشهوراً وبطلاً عنيداً اسمه المنذر.
    قال الراوي: بينما كان المنذر جالساً في نافذة قصيرة، رأى ابنة قاهر الرجال
    تخطر أمامه وهي تميس حسناً ودلالاً فعشقها..". و هذا خطئ فادح ينكره المؤرخين
    العارفين اذ أن قبائل بني هلال هي أحدى قبائل هوازن و التي ترجع إلى عامر بن صعصعة
    المشهور و هي اقرب القبائل في النسب مع قبيلة عتيبة أما قبيلة الزير سالم فهي قبائل
    وائل بن ربيعة وهذا الكلام لم نجد له ما يدل عليه في بحوثنا في الكتب و المراجع
    و التي يعتمد عليها المؤرخين و لا نعلم لهذه الرواية صحة من القول ،،،

    و من قصائد أبو زيد الهلالي :
    يقول أبو زيد الهلالي سلامة
    ....... عرض الفتى مثل القزاز الرهايف
    صونه عن الانذال لايكسرونه
    ....... ومن جانب الاجواد مانيب بخايف
    ثلاث معانٍ ماوطاهن خيّر
    ....... لك الحمد انا منهن ثيابي نضايف
    منهن من يضوي على بنت عمه
    ....... وهو سترها الضافي نهار الكشايف
    ومنهن اعراض الفتى عن قرينه
    ....... الى مشعوا حدب السيوف الرهايف
    ولانيب من يعطي عطاه ويمنه
    ....... لو جا من المعطي امورٍ عنايف
    الى مضى الماضي وفات الذي مضى
    ....... اخس ماتطري الرجال الحسايف
    رغم ما يقال أن بنو هلال هم أول من قاموا بتغير مسار الشعر العربي
    الذي عهده العرب الأوائل و أصبح الشعر الشعبي على شكل اليوم ، رغم ما يذهب إليه
    الكثيرين من معارضة هذا القول و يقولون أن عمر الشعر الشعبي قديم من زمن الأنباط
    لذلك يذهب الكثيرين لتسميته الشعر النبطي للدلالة على الشعر الشعبي و سواء هذا أو ذاك
    فيبقى الشعر الهلالي لون من الوان الشعر و بحر صعب لا يجيده
    إلا شاعر جزل أيما جزالة .


    هذه كانت نبذة بسيطة
    عن سيرة الفارس ابو زيد الهلالي الشعرية وحياته الحافلة
    بالبطولات والمواقف الجميلة .
    أتمنى أن أكون وفقت في هذه الوقفة و إيصال مايروق لكم أحبتي
    و ما يليق بهذا الشاعر المُميزْ :25ar:

    ملائكية الحرف
    :25ar:

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    13,511
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: [ وَقفَةٌ مَعَ الشَاعِرْ الفَارسْ أَبو زَيّدْ الهِلَاليّ ]

    شكرا لك يا خيالية
    سيرة عطرة وجميلة وسرد ممتع
    ودراسة مستفيضة

    بالنسبة لي يعتبر ابوزيد الهلالي وشعره من أهم المراجع في الشعر النبطي
    كونه بدأ الشعر النبطي في اول بدايات الشعر النبطي وبداية اكتشاف ما يسمى بشعر النبط

    وهو شعر عربي بلهجة عربية بدوية لكنه لا يلتزم شروط النحو
    ولقد نشأ مثل هذا الشعر في ظل ظروف انكسار اللغة العربية وضياعها..
    ولقد ذكر لنا ابن خلدون في مقدمته شعرا نبطيا لاحدى الشعراء النبطيين البدو في شمال افريقيا
    قائلا ان الشعر وبلاغته ليس لها علاقة بالنحويين ...ونقل قصيدة نبطية في مقدمته ....

    تحيتي لك وجهد رائع

المواضيع المتشابهه

  1. نُبذةٌ مُختَصرةْ عَنْ الشَاعِرْ : (عَبدُالله البَردونِيْ )
    بواسطة خَيَاليّه في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 17-02-2011, 10:32 AM
  2. { مُعَانْاة اْلرِيَاْل مَعَ اْلشْعَبِ اْلسُعُوْدِي‎ }
    بواسطة !¦[ssسعــــــودss]¦! في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-12-2009, 11:33 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-10-2009, 01:51 PM
  4. بَرََّنَّآمَجَّ أَلِفَوتوشوب .. مَعَ الشَرَحَ بالََصَوَّر
    بواسطة بنت عز ما تنهز في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 25-02-2009, 02:24 PM
  5. ღ نَوَافْ القَطَانَ مَعَ اِبْنَتِهِ } -
    بواسطة هــَايدي في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 06-07-2008, 11:56 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •