مدونة نظام اون لاين

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أطفالنا في رحاب الإسلام..

  1. #1
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    بين حنايا الشوق والتغريب
    المشاركات
    2,169
    معدل تقييم المستوى
    3

    Star أطفالنا في رحاب الإسلام..

    أطفالنا في رحاب الإسلام

    إن أسرتنا المسلمة صورة مصغرة لمجتـمـعـنـا الإسلامي الكبير،وهي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع المؤمن.. فيها تعد معاييره ومبادئه ومـثلــه العليا، وفي ظلها يتلقى الأطفال مشاعر الخير، وبذور الإيمان ، وكلما نجح الأبوان في أداء هــذا الواجب ، نجح المجتمع وتمكن من الوصول إلى غاياته وأهدافه.


    "

    ولقد دلت تجارب العلماء على ما للتربية في الأسرة من أثر عميق خطير، يتضاءل دونه أثر أية منظمة اجتماعية أخرى في تعيين الشخصيات وتشكـيـلـهـا ، وخـاصــة خــلال مرحلة الطفولة المبكرة ، أي السنوات الخمس أو الست الأولى من حياة الفرد.

    وذلك لأسباب عدة منها:


    أن الطفل في هذه المرحلة لا يكون خاضعاً لتأثير جـمـاعـةأخرى غير أسرته. ولأنه يكون فيها سهل التأثر سهل التشكل ، شديد القابلية للإيحاء والتعليم.. قليل الخبرة ، عاجزاً ضعيف الإرادة قليل الحيلة.. وتكون السنوات الأولى من حياة الطفل فترة حاسمة خطيرة في تكوين شخصيته ،

    وتتلخص خطورتها في أن مايغرس فـي أثنائهــا مــن عــادات واتجاهات وعواطف ومعتقدات يصعب أو يستعصى تغييره أو استئصاله فيما بعد، ومن ثم يبقى أثراً ملازماً للفرد في عهد الكبر " (1).


    وقـبــل ذلك بـيـن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- :» أنه ما من مولود يولد إلا ويولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو يمجسانه«(2) ،

    "هذه الفطرة لو ترك الطفل من غير تأثير لما كان إلا مسلماً، ولـكـن الحـجـب قد تحول دونها بالتوجيه للاعتقادات الباطلة"(3).


    يقول ابن القيم-رحمه الله-: " وأكثر الأولاد إنمــا جــاء فـســادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسـنـنـه، فــأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً، كما عاتب بعضهم ولده على الـعـقـوق فـقـال : يا أبتِ إنك عققتني صغيراً،فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً"(4).


    لذا فواجب الأبوين المسلمين: رعــايـة الفـطـرة والاجتهاد في تحسين تربية أبنائهما، ولا يكفل لهما النجاة يوم الحساب إلا أن يبذلا ما في وسعهما لصلاح رعيتهما، وصيانة الفطرة من الانحراف ،» كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته «.


    وفي ظل المجتمع المسلم ،يعرف كل فرد دوره ورسالته ، ويتحمل مسؤوليته متطلعاً إلى ما هو خير وأبقى من الدني االفانية، وبالإسلام تعرف المرأة أنها ذات رسالة تؤجر عليها إن أدتها كما يريد الله سبحانه وتعالى . وهي رسالــة تتناسب مــع تكوينها الفطري . إنـهـا المحـضــن الدافئ العطوف للأطفال.. فهي أقدر من الرجل على إرواء حاجات الطفل من المحبة والـحـنــان وبقية حاجاته الأساسية، التي لو حرم منها الطفل لعانى الكثير من المصاعب في مستقبل حياته.


    "

    والطفل في سنواته الأولى على الأقل يحتاج إلى أم متخصصة لا يشغلها شيء عن رعاية الطفولة وتنشئة الأجيال، وأن كل أمر تقوم به خلافا ًلتدبير أمور البيت، ورعاية الأطفال، إنما يتم على حساب هؤلاء الأطفال ، وعلى حسابالجيل القادم من البشرية"(5).

    أما لوثة انشغال الأمهات، فهي لـوثــةحـديـثـة، هاجمتنا مع دعاة الغزو الفكري لتهدم بنياننا من الداخل ، وتقبَّلها أتباع كل ناعق .. رغـم أن الـعـقـلاء عند الأمم الغربية بدئوا يشكون من تمزق الأسرة، وتتوالى صرخاتهم من تلك الديار تشكــو انشغال الآباء، وضياع الأبناء.



    فماذا حصَّل المجتمع؟ ماذا لاقى الأطفال؟ بل ماذا جنت المرأةن فسها؟! لقد تحول كثير من بيوتنا إلى مسخ قاتم بدلاً من أن تكون جنة يتفيأ ظلالها جميع أفرادها. وصارت الكآبة تكلل الجميع ، بعد أن أتلف العمل كنز عواطفها وجفف ينابيعه . وأنَّـى يلقــى المجتمع العلاقات الإنسانية النبيلة، التي وأدناها يوم أن عملت المرأة، وتركت الأطفال يعيشون في أجواء يفقد فيها الحنان والحب والاستقرار .


    فالتعب والكدح قد أثقل كاهلها واستقطبا وقتها، فحرمها من رحابة الصدر التي تعينها في توجيه أطفالها ومداعبتهم ، وأصبحت موزعة العواطف مشتتة الجـهــود، لاتجـد وقتاً تخلو فيه لحاجاتها الضرورية، بل الراحة والاستقرار ، وإذا أكدنا علـى أهـمـيــة المرأة، ذلك لأن الطفل أكثر التصاقاً بها في سنوات العمر الأولى لحاجته الماسة إليها.


    إلا أن الأسرة ليست أمومة فحسب ، وإنما يكمل كل من الزوجين الآخر ولكل دوره. والمرأة والرجل قطبا الإنسانية - كما يقول مالك بن نبي -رحمه الله - (6) ، فالرجل بما يوفر لزوجته من سكن نفسي وطمأنينة وتأمين الكسب الذي يكفل لها ولأبنائها الحياة الكريمة لتؤدي مهمتها باطمئنان.


    وكلا الزوجين بلغة العصر " الجندي المجهول " الذي يربي الأجيال ، أو بالأحرى من الأخفياء الأتقياء، يتعاونان في إعداد شباب المستقبل وأمهاته ، رغبة في الأجر واحتساباً لما عند الله بعيداً عن الظهور والمجاراة، وطمعاً بثواب صدقة مستمرة تبقى إلى ما بعد الموت.


    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:»إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له«(7).


    أما وقد أصبحت العادة في بعض البيوت أن تتنازل الأم عن دورها، فتوكل إلى الخادمة أمر أطفالها، إطعاماً ورعاية، بل توجيهاً وتربية، فذلك ضريبة أخرى تدفعها الأسر بدل عمل المرأة ،وإن كان الأمر لا يخلو من حالات أخرى تسند فيها الأم أعمالها إلى الخادمة ، ولعل من أسباب وجود هذه الظاهرة:


    1 -

    كسل الأمهات.

    2 -

    التهرب من المسئولية.

    3 -

    التباهي في الرفاهية والمظاهر الكاذبة، والأنفة من القيام بواجباتهن الأسرية.

    والسبب الأصيل لكل ذلك هو: البعد عن التصور الحقيقي للإسلام. وتكون الطامة الكبرى عند استقدام الخادمة - الأجنبية الكافرة - فهي تنقل عادات قومها وقيمهم إلى أبناء أسرنا بسبب تأثيرها المباشر عليهم.


    وأصبح كثير من بيوتنا فيه خلط عجيب من الأخلاق والعادات والتقاليد. والواقع المحسوس يأتي بالمضحكات المبكيات.


    إن الرقي الحضاري لايكمن في تأمين الرفاهية وتوفير الخدم ، وإنما هو نتاج تربية واعية مدروسة، لا تقد رعليها الخادمة، وهي أمية غالباً ، وقد تكون على دين يخالف ديننا.


    والأب الأناني الذي تخلى عن واجبه الأسري دونما سبب ذي بال إلا أن يلهو مع أقرانه ، أويشتغل بتنمية ماله.. فعهد إلى السائق أو الخادم أن يقوم بدور الأب ، هو الموجه وهو صاحب السلطان.


    وهكذا.. أصبح كثير من الأطفال - صانعي المستقبل - لا ارتباط حقيقي لهم بدينهم ولا بأسرهم ، بسبب هذا الوباء الذي عم كثيراً من الآباء والأمهات : الانهزامية والتهرب من المسئولية.


    فيا أختي المسلمة : لا اعتراض على وجود الخادمة، إن كنت بحاجة إليها، ولا تنسي أن لها مهمتها ولك مهمتك ، فلا تتنازلي لها راضية عن عملك أُمَّاً مربية لأطفالك وهذا أخص خصائصك.. ساعدي ابنك على البر بك.


    إن الحنان الذي يرافق إطعامك لطفلك ، والبسمة التي تشجعه إذا أصاب ،والنظرة العاتبة التي ترده إلى جادة الصواب إن أخطأ.. كل ذلك له الأثر الذي لا يمحى من ذاكرة الطفل.


    وأنت أيها الأب الكريم: ليسع عطفك ابنك ، وهذا هو خير عطاء تمنحه إياه ، إن دخولك المنزل تحمل الأغراض التي ساعدك بشرائها الخادم ، وتقدمها بيديك لزوجتك وأولادك لا يعوض عملك هذا ملء البيت ألعاباً وتحفاً وملابس وحلوى يباشر تقديمها لهم الخادم. والله أسأل أن يوفق أسرنا المسلمة إلى التربية البناءة الواعية .



    -----------------------
    الهوامش:
    1 -


    أصول علم النفس ،د. أحمد عزت راجح ص 426، والتربية في الإسلام ، للأهوان، ص 130.
    2 -

    متفق عليه.
    3 -

    الفتاوى لابن تيمية4/247.
    4 -

    تحفة المودود لابن القيم / 139.
    5 -

    منهج التربية الإسلامية، الأستاذ محمد قطب 108/2.
    6 -

    شروط النهضة / 116.
    7 -

    أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم في "صحيحه" (صحيح الجامع الصغير م 1/199).




    الكاتبة : خولة درويش

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    جــ عروستي ــدة
    المشاركات
    5,622
    معدل تقييم المستوى
    6

    افتراضي رد: أطفالنا في رحاب الإسلام..

    السلام عليكم ورحمهـ الله وبركاتهـ
    موضوع جداً هادف ومهم
    وللاسف هذا مايحصل في اغلب البيوت من اهمال شديد لهؤلاء الاطفال
    وصار الطفل يفتقد لعنايه والديهـ، والام وهم ايضاً لاهون في هذهـ، الدنيا
    ولا يكون هناكـ، اعتناء لهذا الطفل وعدم تربيتهم التربيه الصحيحه بل
    يضعون اخرون هم من يكونو سبب تعاسه هذا الطفل عند بعدهـ عنهم وعن تقاليدنا
    نسأل الله الهدايهـ، والصلاح
    يسعدكـ ربي ع النقل
    الف شكر


  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين دجله والفراات
    المشاركات
    12,343
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: أطفالنا في رحاب الإسلام..

    بصراحه الاهماال من طرف الوالدين صار بكثره حيل
    حتى الاطفال قاموا مايعرفوون شنو دينهم
    تقاليدهم

    والسبب من الاهل والام بشكل خاص

    موضوعك هادف

  4. #4
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    بين حنايا الشوق والتغريب
    المشاركات
    2,169
    معدل تقييم المستوى
    3

    افتراضي رد: أطفالنا في رحاب الإسلام..

    منورين بالمرور العطر..

    لكم ودي وتقديري..

المواضيع المتشابهه

  1. أطفالنا من أخطأهم يبدعون!!!
    بواسطة !..أنفاس الفجر..~ في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 29-11-2007, 03:43 AM
  2. أطفالنا والتربية النفسيه .....!!!!!!!
    بواسطة " ميلآد الهدى " في المنتدى عالم حواء
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 26-11-2007, 06:19 PM
  3. أطفالنا........ وكيف نتعامل معهم؟؟؟؟؟
    بواسطة فاطمة محمد حسين في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 30-03-2006, 08:01 PM
  4. أنشودةخطيرةكان ومازال يرددها أطفالنا
    بواسطة أسيرةالصمت المجروح في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14-02-2006, 04:28 PM
  5. كيف نرغب أطفالنا في الصلاة ؟ ... مفـــــيد جدا
    بواسطة يتيمة الشوق في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 08-09-2005, 11:23 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •