الدمام: عواطف الثنيان
في المنطقة الشرقية أو في سوريا أو في أي منطقة بالوطن العربي، الجريمة هي هي، شباب ورجال معدومو الضمير مجردون من الإنسانية، يتحولون إلى وحوش ضارية تنهش في طفلات بريئات، ولا يراعون حرمات ولا قيم المجتمع ولا ترهبهم العقوبة، ففي الدمام أُلقي القبض مؤخرًا على «وحش الشرقية»، بعدما تناقلت أنباء في الشارع السعودي أن عدد ضحاياه، تجاوز 200 فتاة سعودية ومقيمة، كان من بينهن قاصرات، وفي حلب أُلقي القبض على 4 شباب، أحدهم متزوج، بتهمة اغتصاب طفلة والشروع في قتلها.
"سيدتي".. ومن منطلق حرصها على الأسرة العربية وحمايتها، تلتقي بعض أسر الضحايا، وتستطلع آراء خبراء علم النفس والاجتماع حول الإجراءات الواجب اتخاذها للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث.
غضب جماهيري ساد الشارع السعودي، وامتد إلى وسائل الإعلام، بعد تتابع شكاوى المواطنين إلى هيئة الأمر بالمعروف ومراكز الشرطة في المنطقة الشرقية، ضد مقيم عربي يعمل سائقًا، متهم باغتصاب أكثر من 200 فتاة، بينهن قاصرات وسيدات، تحفّظن في البداية عن رواية قصصهن لـ «سيدتي»، لكن ما إن تم القبض على المجرم، حتى تشجع الأهالي لكشف الحقيقة والاعتراف بها، على الرغم من مرارتها.
أول خيوط كشف هذه الجرائم -حسبما أكد مصدر أمني لـ «سيدتي»- عندما أبلغت طفلة سعودية في الثامنة من عمرها والدتها عن تعرضها لمحاولة اغتصاب من قِبَل السائق الذي يوصلها إلى المدرسة، حيثُ كان يشتري لها الحلوى مقابل دفعها للقيام بأمور غير لائقة، تحرّت الأم من ابنتها عن بعض التفاصيل، وتأكدت من إصرار الفتاة على صحة كلامها، ثم أبلغت والد الفتاة، الذي شرع بدوره بالإبلاغ عن السائق، حيثُ أعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية -مؤخرًا- أنها قبضت على مقيم عربي تورط في عمليات استدراج فتيات قاصرات واغتصابهن وتصويرهن، وجاء القبض على المذكور البالغ من العمر 48 عامًا، في زمن قياسي، وبعد استكمال إجراءات البلاغ، حيثُ وضعت هيئة الدمام خطة للإيقاع به تحت إشراف مدير شرطة الدمام، ومتابعة مدير شرطة المنطقة الشرقية، وتضمنت الخطة جمع معلومات تفصيلية عن الجاني، ثم تفتيش مقر سكنه، وكشفت إجراءات التحقيق معه عن سلسلة من الجرائم المُشابهة، حيثُ عُثر في جهازه النقال على مقاطع فيديو لفتيات صغيرات في السنّ يعتدي عليهن، كما تم ضبط أجهزة ومواد إباحية وصور فوتوغرافية لضحاياه، بالإضافة إلى كاميرا سرية خبأها في سيارته للتجسس والتلصص على الفتيات والنساء، وأكد المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية، علي القرني صحة الواقعة، وأبان القرني أن المتهم متورط في ثلاث قضايا أخلاقية في أوقات سابقة مسجلة لدى الشرطة، في حين أن هناك قضية واحدة أخلاقية مقيدة لدى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتمت إحالته للجهات المختصة لاستكمال إجراءات القضية تمهيدًا لمحاكمته.
«سيدتي» التقت ببعض عائلات الضحايا، لمعرفة الحقيقة، والوقوف على التفاصيل، وكانت البداية مع أم عمر، والدة إحدى الضحايا، التي قالت: «لم نكن نعلم عن أمر السائق شيئًا، ولم يساورنا الشك فيه إطلاقًا، خاصة أنه كبير في السن، لذلك ائتمناه على فلذات أكبادنا، ولكن فجأة غاب عن توصيل ابنتي، التي تبلغ السابعة من عمرها، إلى المدرسة، دون سابق إنذار، ولم يعد يرد على مكالماتنا، فتحدثت إلى بعض المعارف، الذين كانت بناتهم ضحايا لذلك المجرم، لأستطلع الأمر»، وتكمل أم عمر: «أخبروني بجريمته، وبأنه تم القبض عليه، لا أخفيكم أنّ الخبر نزل فوق رأسي كالصاعقة، وكانت ابنتي في المدرسة، وبدأ صبري ينفد، وأخذت أتنقل ما بين النافذة وباب المنزل، وما إن وصلت حتى فتحت لها الباب وأخذتها في حديث ودي، واستدرجتها في الكلام، فاعترفت لي بأنه كان يعطيها حلويات مقابل أن تقوم ببعض الممارسات!! وكانت صدمة قاسية»، وأضافت: «أسرعت متوجهة مع ابنتي إلى أحد المستشفيات للتأكد من سلامتها».. .
فيما تسرد أخت إحدى الضحايا، البالغة 21 عامًا، وتدرس في الصف الثاني الثانوي، التجربة القاسية التي عاشتها قائلة: «لم يساورنا الشك بالسائق، ثم إنه دائمًا ما كان يتصل ليخبر والدتي بأن أختي أحيانًا لا تذهب إلى المدرسة، بل تطلب منه أن يوصلها إلى منزل صديقتها، وكثيرًا ما كان ينصحنا بالأسلوب الأمثل للتعامل مع الأطفال، أو المراهقات، ليخفي ما يدور في نفسه، وللأسف فقد نجح في استغفالنا لمدة طويلة من الزمن، امتدت لسنوات، حتى جاء اليوم الذي فضحه الله وكشفه لنا على حقيقته، بعد أن اعترفت أختي بأنه اعتدى عليها، وابتزها ماديًّا ونفسيًّا، كما قام بتهديدها، وحاليًا نفكر في الرحيل من المنطقة الشرقية لنبدأ حياة جديدة في منطقة أخرى».
وتقول «م.ع»، مندوبة تسويق، فضلت عدم ذكر اسمها، إنّ الجاني كان يعمل مديرًا عامًّا في الشركة التي كانت تعمل بها بمدينة الخبر، (تحتفظ «سيدتي» باسمها) وكان يشترط عند تقدم أي سعودية للعمل أن تكون متحررة، وغيرة ملتزمة، وكان يحاربها إذا كانت ترتدي النقاب، ويعمل جاهدًا لإبعادها، وكانت له بعض التجاوزات بالشركة، وأقام علاقات غير شرعية مع بعض الفتيات، وصلت لحد إجهاض بعض منْ وقعن في شراكه ووعوده الكاذبة، حيثُ كان يخبرهن بأنه سوف يجعلهن يترأسن القسم النسائي، وافتعل العديد من المشاكل التي تسببت في انسحاب بعض النساء اللاتي يعملن مندوبات تسويق بالشركة، بينما البعض الآخر قاومنه وتقدمن بشكوى ضده باتهامه بالتحرش والضغط عليهنّ بالعمل حتى يرضخن لنزواته، فتم فصله، ثم انقطعت أخباره، وتضيف: إلى أن عَلِمنا بقصة القبض عليه بعدما تنكر بمهنة السائق، ولا أخفيكم استيائي، فكان من الممكن ألا تحدث كل هذه التطورات لو كانت الشركة بلّغت الجهات المسؤولة ضده في حينها».
ماذا قالت الاختصاصية النفسية نورة العتيق والشيخ المحامي حسين سعيد الغامدي؟
تابعوا كل التفاصيل والآراء في العدد 1525 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق... وشاركونا بآرائكم من خلال مساحة التعليقات...
سيدتي - مجلة المرأة العربية ((رابط الموضوع))
الله يستر على بنات المسلمين
مواقع النشر (المفضلة)