عندي جارة عانس ....!!
عاشت فترةً بعلاقة حب وعشق مع شاب أخذها لحماً ورماها عضما .. حاولت أن تسترجعه بكل ما أوتيت من إمكانات لكنه هجرها وذهب وتزوج وتركها تعاني ...!!
ظلت حيناً من الدهر تجوب الآفاق .. تعرض قوامها المياس ..أمام العيون التائهة على الأرصفة المنسية ...تستجدي نظرة من عابر ... أو تلطيشة أو تعليق من سائق تكسي هائم على وجهه في الطرقات .. لتقنع نفسها أنها السندريلا ذات الحذاء الضائع .. فتعود إلى البيت متأففة متبرمة مكتظ وجهها بالتعقيدات وهي تلعن بلسانها وقاحة المارة والسابلة الذين انشغلوا مذهولين بالنظر والتحديق والتعليق عليها ...لكن سريرتها تتراقص طربا ونشوة لهذه التعليقات التي تشعرها بأنوثتها التي تكاد أن تذهل عنها فتفر بلا رجعة ....!!

مسكينة جارتنا لم تترك محلا من محلات الألبسة النسائية يعتب عليها إلا وزارته تبحث عن جديد الموضة ..ولم تترك محلا للعطورات والماكياجات إلا وعقدت معه صداقة ...فكل المحلات تستبشر عند دخولها لئين منها لأنها مهيأة لشراء كل ما يزينه لها صاحب المحل الذي يريد أن يبيع ما كسد عنده من بضائع ...!!

وعندما تأكدت من كل المصادر أنها أصبحت عانساً لا يؤبه لها ...وأصبحت شمسها تميل للغروب ..وشاحت الأنظار عنها ...فما عاد أحد يهتم بها ...

قررت أن تكون سيدة الخير ...ورسولة الخير ...!!

فأخذت تبحث عن الجمعيات الخيرية فتذهب لتساعد الصم والبكم ...فتعقد الحفلات الخيرية لمساعدة المحتاجين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...

وتحجبت ولبست جلبابا طويلا وهجرت المساحيق ومواد التجميل ... وأخذت تتكلم في الدين ...وتقول أنه يجب أن تكون للإنسان رسالة يؤديها ..وأن تكون هذه الرسالة في خدمة الناس .. !!

وكنت أسمعها مرة على التلفزيون وهي تتحدث عن أعمال الخير والبر التي تقوم بها وتقول : أنها لم تقبل أن تتزوج .. ورفضت عروض زواج مذهلة لأنها كرست نفسها للعمل الخيري ورعاية المحتاجين ...!!

وكان الناس يصغون إليها بتأثر وهم لا يعرفون شيئا عن ماضيها ...!!
طبعا قد يقول قائل : وما أدراك لعلها فعلا قد استقامت على الخير وعمله .. وزهدت بزخرف الدنيا ومتاعها .!
طبعا كل منا يمكن بلحظة من لحظات حياته أن يتوب ويستغفر ويستبدل حياة الغفلة واللهو والشرود إلى الطاعة و الخير والذكر وعمل الخير ...ولكن على أن تكون حياته بشكل عام منسجمة على هذا الأساس ..

بينما جارتي هذه حياتها الخاصة مبنية على الفتن والغيبة والنميمة والدس والتكبر ..!!
نعم هناك من يتكبر على الآخرين بفعل الخير ...
فيرى نفسه أن أفضل من غيره ..
ولا يقبل الحق من أحد إن نصحه..
وخيريته هذه مزاجية فقد يكون يتعامل مع شخص بأناقة وأدب ويتفانى في خدمته ...بينما إذا احتاجت أمها أو أختها أو أخوها مساعدتها نراها متكبرة متعجرفة لا تسمع شكوى ولا ترفع عنهم بلوى ..!!
وتراها لا تدفع من جيبها الخاص ولو شق تمرة .. وتتباهى وتتباهى أنها تساعد الفقراء .. !! والأموال هي من المتبرعين ...!!
وجارتي إذا رأت قريبة أو صديقة أو جارة تزوجت ممن ترغب وترضى تصنع معها أي مشكلة لتقاطعها ...ورأيها بكل الرجال أنهم خونة لا يستحقون الحب والإخلاص ...!!

وأخيرا أرجو من الله أن يرزق جارتي عريسا يريحها ..