-
خالقة
[align=center]أُحبّ صوت فيروز وهو يغني أيّ شعر, فكيف الحال وهي تغني قصيدتي خالقه ?![/align][align=center]
هذا ما قاله بدوي الجبل في واحد من لقاءاته التلفزيونية النادرة.
وهذه القصيدة »خالقه« في أعلى درجات القصيد, تتربع على عرش البهاء الشعري بكل المقاييس والاعتبارات الفنية والشعرية.
ديباجة مترفة, ولغة تتخاصر كأحلى اللآلىء, على جيد حسناء, في مقتبل الاشتياق والملاحة وكلّ صورة حالة صبابة, تتوجع من حسنها كصفصافه » - سعيد عقل
وكلاهما جبلٌ شعري باذخٌ :البدوي وسعيد!
في الصدور والأعجاز تترنح النداءات دلالاً وغوايةً, وتحتدم المقولات الشعرية احتداماً انسيابياً يليق بعبقرية الشعر العربي[/align].
[align=center]خالقه[/align]
[poem=font="traditional arabic,6,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
منْ نُعْمَياتِكِ لِي أَلْفٌ مُنوَّعَةٌ=وَكُلُّ وَاحِدَة دُنْيَا مِنَ النُورِ
رَفَعْتِنِي بِجَناحَيْ قُدْرَةٍ وَهَوىً=لِعَالَمٍ مِنْ رُؤَى عَيَنَيْكِ مَسْحُورِ
تَعُبُّ مِنْ حُسْنِهِ عَيْنِي فَإِنْ سَكِرَتْ=أَغْفَتَ على سُنْدُسِيٍّ مِنْ أَساطِيرِ
أُخَادِعُ النوْمَ إِشْفاقاً على حُلُمٍ=حَانٍ على الشَفَةِ اللمْياءِ مَخْمُورِ
وَزارَ طيفُكِ أَجْفاني فَعَطَّرها=يا لَلطُيوفِ الغَريراتِ المعاطِيرِ
طُيوبُهَا في زِياَراتِ الرُؤَى نَزَلَتْ=مِنْ مُقْلَتَيَّ عَلى أَصْفَى القَواريِرِ
كَأَنَّ هَمْسَكِ في رَيَّاهُ وَشوَشَةٌ=دَارَ النَسِيمُ بها بَينَ الأَزَاهيرِ
تَنْدى البَراءةُ فِيهِ فَهْوَ مُنْسَكِبٌ=مِنْ لَغْوِ طِفْلٍ وَمِنْ تَغْرِيدِ عُصْفُورِ
رَشَفْتُ صوتكِ في قَلْبِي مُعَتَّقَةً=لَمْ تُعْتَصَر وَضِياءً غَيْرَ مَنْطُورِ
لَوْ كُنْتِ في جَنَّةِ الفِردَوْسِ وَاحِدَةً=مِنْ حُورِها لتَجَلىَّ اللهُ لِلْحُورِ
خَلَقْتِنِي مِنْ صَبابَاتٍ مُدَلهةٍ=ظَمْأَى الحنِينِ إِلى دَلٍّ وَتَغْرِيرِ
فَكَيْفَ أغْفَلْتِ قَلْبي مِنْ تَجَلُّدِهِ=لَّما توَلَّيْتِ إِبْدَاعِي وتَصْويِرِي?
وَكَيْفَ تَشْكِينَ مِنْ حُبِّي غَوايَتَهُ=وَأَنْتِ كَوَّنْتِ تَفْكِيري وَتَعْبِيري
وَهَلْ تُريدينَ رُوحِي هَدْأَةً وَوَنىً=فَكَيْفَ أَنْشَأْتِ رُوحِي مِنْ أَعاصيرِ?
أَلِفْتُ نَفْسِي على ما صُغْتِ جَوْهَرَهَا=يا غُرْبَتِي عِنْدَ تَحْويِري وَتَغْيِيري!
كَبَّرْتُ للطَلْعَةِ النَشْوى أُسَبِّحُها=أَكانَ لِلَّهِ أَمْ للحُسْنِ تَكْبِيري
ياطِفْلَةَ الرُوحِ : حَبَّاتُ القُلوبِ فِدَى=ذَنْبٍ لِحُسنِكِ عِنْدَ اللهِ مَغْفُورِ
آثامُكِ الخفِراتُ البِيضُ لَوْ جُلِيَتْ=لطُورِ مُوسى لَنَدَّتْ ذُرْوَةَ الطُورِ
كأَنَّها أُقْحُواناتٌ مُنَضَّرَةٌ=ِمُخْصِبٍ عَبِقِ الرَيحانِ مَمْطُورِ
يانَجمةً تَخْتَفِي حِيناً وتُشْرِقُ لي=حِيناً أَفانِينَ تَعْريفٍ وتَنْكيرِ
لَقَدْ هَجَرْتِ أَخاكِ الفَجْرَ وانْتَبهَتْ=شَمسُ الصَباحِ على أَنَّاتِ مَهْجُورِ
منْ مَوْطِنِ النُورِ هذا الحسْنُ أَعْرفُهُ=حُلْوَ الشَمائِلِ قُدْسِيَّ الأَسارِيرِ
فَفِي السماءِ على مَطْلُوَلِ زُرْقَتِهَا=أَرىَ مَساحِبَ ذَيْلٍ مِنْكِ مَجْرُورِ
لا تَجْزَعي مِنْ مَقاديرٍ مُخبّأةٍ=حَنا يُدلّلنا ظُلْمُ المَقادِير
عِنْدي كُنوزُ حَنانٍ لا نَـفاد لها=أَنْهَبتُها كلّ مَظْلُومٍ ومَقْهُور
أُعْطيِ بِذلِّةٍ مَحْرُومٍ فَوا لَهَفِي=لِسائِلٍ يُغْدِقُ النَعْمَاءَ مَنْهُور
جَواهِريِ في العبيرِ السَكْبِ مُغْفِيةٌ=مِنَ الوَنى بَعْدَ تَغْلِيسٍ وَتَهْجِيرِ
تاهَتْ عَنِ العُنُقِ الهاني فَأَرْشَدَهَا=إِلى سَنَاهُ حَنِينُ النُورِ للنُورِ [/poem]
-
... عضو مميز...
- معدل تقييم المستوى
- 1
رد: خالقة
يعطيكـ العافيهـ اخوي على النقل الرائع
ومن جد صووت فيرووز من الاصوات الرائعهـ فكيف وهو يغني مثل هذه القصيده
لاهنت ولاخلا ولاعدم
-
الله الله
نَصٌ فِيّ غَايّةْ الرَوووووووووووووووعَةْ
صَح كُل شَاعرهَا وَ سَلمتَ ظَميّانْ عَلىَ رُقيّ الذَائِقَة
تَقديِريّ لكْ
-
رد: خالقة
رآآآئعه بل وتضج بالحس والشعور
ظميان غدير
من القلب شكراً لما تمطرنا به من جمال :25ar:
-
رد: خالقة
موكا بارد
اهلا بك وبحضورك
اشكرك على طيب المتابعة
تحيتي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)