عوض الهمزاني : الجمال من الممكن أن يكون بالجبال أو بالصحراء أو حتى بالجفاف
المصور الفوتوغرافي عوض الهمزاني:
الجمال من الممكن أن يكون بالجبال أو بالصحراء أو حتى بالجفاف
صحف - محمد الهرس تقول غادة السمان أن المصور: إنسان نادر , له أنامل نشال, وعينا قط بري , وذاكرة جاسوس, وطموح مؤرخ, ورؤيا شاعر , ومعدات فلكي, وصبر باحث في مختبر, وجرة فدائي .
وهذه الصفات متواجدة في ضيف هذا الحوار الجميل, المصور الفوتوغرافي عوض الهمزاني
من هم المصورون الذين تأثرت بهم في بداية مشوارك؟
في بداية مشواري في التصوير لم يكن هناك مجلات متخصصة ولم يكن الانترنت متوفرا كما الآن، مما خلق بعداً بيني وبين المصورين العالميين والذين قد يكون التعرض لأعمالهم في ذاك الوقت فيه مجال لأن أتأثر بهم وأتعلم من تجربتهم, ولكن ومع مرور الوقت بدأت أطلع و اكتشف المصورين الجيدين الموجودين في العالم, وتأثرت بمصور الطبيعة العالمي أنسل آدمز, ومصور البورتريه المصور العالمي ستيف ماكروي .
أما على المستوى المحلى لم يكن هناك أحد معين لأن التصوير لم يكن معروف بشكل كبير في السعودية .
كم سنة مضت على ممارستك للتصوير الفوتوغرافي؟
ثلاثة عشر عام مضت على ممارستي للتصوير .
حيث أقتنيت أول كاميرا عام 1997م واعتبر نفسي مبتدأ حتى عام 2001م ,أما البداية الفعلية أو الاحترافية فقد كانت المرحلة التي أتت بعد ذلك حيث تزامنت الانطلاقة مع بداية استخدام الكاميرات الرقمية حيث ساهمت هذه التقنية بالتعلم بشكل أسرع. والمصور في عصرنا الحالي ومع توفر المعلومات وسهولة التقنية يحتاج من ستة أشهر إلى سنة حتى يتعلم التصوير، ويتقن أساسياته .
قدمت معرضا في جامعة الإمام بعنوان "لغة العالم" للطلاب في شعبة الصحافة,هل سيستمر المعرض في الفصول القادمة؟ وهل هناك دعم من قبل الجامعة, أم من قبلك ؟
معرض لغة العالم هو فلسفة للغة الصورة الصحفية التي تتحدث لجميع الفئات من مختلف الأعمار والأجناس والثقافات ومن جميع دول العالم وجميع اللغات, حيث أرى الصورة لغة بحد ذاتها، لغة لا تحتاج أن تتعلم لتقرأها كل ما تحتاجه فقط هو مجرد استخدام حاسة النظر والتفكر، أما المعرض فهو مجهود لثلاثة دفعات قمت بتدريسهم التصوير الصحفي من طلاب كلية الإعلام في شعبة الصحافة , وتم اختيار الأعمال المميزة لعرضها، وبإذن الله سيقام المعرض سنوياً، حيث سيحمل كل معرض موضوعاً يتم التركيز عليه والتطرق له من خلال الصور .
وبحمد الله وجدنا الدعم من قبل ثلاثة جهات، الجهة الأولى هم الطلاب أنفسهم الذين شاركوا بصورهم وساعدوني في تجهيز وطباعة الصور، والجهة الثانية هي جامعة الإمام محمد بن سعود ممثلة بعميد كلية الدعوة والإعلام الدكتور عبدالله المجلي وكذلك مدير إدارة التطوير والجودة الدكتور سعد الراشد، الذين وفروا كافة الإمكانيات لنجاح المعرض، أما الجهة الثالثة فكان الدعم المادي والذي تمثل برعاية شركة ذيب لتأجير السيارات دعماً منها للشباب السعودي المبدع, وبفضل من الله ثم جهود الجميع أقمنا المعرض والذي لاقى استحسان الزوار .
من خلال متابعتي لأعمالك أجد أن الصور الطبيعية تغلب عليها, هل نطلق عليك لقب مصور الطبيعة؟
يشدني الجمال أينما كان، والطبيعة جزء من هذا الجمال الموجود في حياتنا وقد أسرتني طبيعة المناطق الريفية في مدينتي حائل لأن أوثق هذا الجمال .
فقد كنت في موسم الربيع أشاهد الأماكن تتحول بشكل جميل إلى لوحة فنية, وكان هذا الشيء يشدني كثيراً لأنه بعد شهرين أو ثلاثة يختفي هذا المنظر الجميل ويبدأ الصيف .
وكانت مهمتي هي توثيق هذا الجمال خصوصا أن هناك من لا يستطيع الخروج ومشاهدته والاستكشاف والاستمتاع بما وهبنا الله به، حيث كان الهدف من التصوير نقل الطبيعة كما هي بشكل يحافظ عليها ويجعلها تدوم أكثر, وبعدها زاد اهتمامي بالتصوير وتطورت الهواية وتطورت معها أفاق التصوير .
في آخر أعمالك اتجهت إلى الأفلام القصيرة مثل فلمي "البحث عن الروح, والفراق", هل ستواصل العمل في الأفلام القصيرة؟
كنت في البداية أهتم بالإخراج ويشدني كثيراً ولكن لصعوبة ممارسته وتعلمه وتكاليف معداته, أتجهت للتصوير الفوتوغرافي، ولكن التقنية الآن ساهمت في إيجاد منتجات لتصوير الفيديو بجودة عالية وتكاليف أقل مما دفعني للعودة الى شغفي الاول وهو الاخراج، أما بالنسبة للأفلام القصيرة فما زلت لاتتعدى كونها محاولات .
أقمت معارض كثيرة فما هو المعرض الذي تعتبره نقطة تحول خلال مشوارك الفوتوغرافي ؟
المعرض لا يمكن أن اسمية نقطة تحول, المعرض هو عبارة عن توثيق المرحلة التي وصلت إليها .
وعرض أعمالك الى شريحة جديدة من المجتمع، وقد أقمت عدة معارض أبرزها معرضي في حائل والذي شرفني بافتتاحه أمير المنطقة الامير سعود بن عبدالمحسن حيث قدمت في المعرض مجموعة من الصور التي تمثل الطبيعة الجميلة في منطقة حائل.
نعلم أن الصورة البورترية تبرز الجسد وملامح الوجه, ثم مشاكل شرعية تواجهك في هذا الجانب؟
لا يوجد في الصور البورترية مشاكل شرعية, ولو رجعنا إلى قول الشيخ أبن عثيمين حيث يرى أن الصورة البورترية أو تصوير الوجوه هو كانعكاس المرآة, والكاميرا تعكس الشيء نفسه, فأنت عندما تلتقط صورة لشخص لا تخلق شيء غير موجود .
بل تنقلة كما هو.
البيئة في منطقة الرياض غير ثرية بالتفاصيل الحياتية أو الطبيعية, كيف نتجاوز هذا الفقر في مشاهدنا الطبيعية؟
المصور عينة تلتقط الجمال , واللقطة لا يهم أن تكون جميلة , فالجمال من الممكن أن يكون بالجبال أو بالصحراء أو حتى بالجفاف, وهذا ما يميز طبيعة المنطقة، ونرى الأجانب حين يأتون إلى المملكة يستمتعون بالصحراء لأنه بالنسبة لهم شيء جديد لم يروه من قبل , وعندما ترى الصحراء تجد انعكاس لطبيعتك, والطبيعة هي التي تكونها من خلال رؤيتك البصرية, والبحث في هذا الجانب مهم والتوقيت مثل فصل الربيع وأوقات الأمطار , الصباح الباكر, وهذه تساعد على تشكيل المشهد بشكل أجمل وهو تحدي بالنسبة لنا كمصورين .
ما هو الدور الذي تقدمة الجمعية السعودية للتصوير الضوئي للمصورين؟
وما هي المعارض التي قدمتها الجمعية للمصورين السعوديين؟
الجمعية من المفترض أن يكون لها أدوار كثيرة من خلال دعم المصورين وإقامة المعارض والورش وتقديم العضويات التي تساعد على تعارف المصورين, ولكن الجمعية في بداية طريقها وتواجهه مشاكل إدارية وتأسيسه ولا يوجد لها مقر, ولكن أتوقع خلال السنوات القادمة قد تقدم شيئاً للمصورين في السعودية .
هناك عدد من المصورين الفوتوغرافيين السعوديين شاركوا في عدة مسابقات عالمية, وحصدوا جوائز عالمية, لماذا لم يشارك عوض الهمزاني في هذه المسابقات ؟
الفن من الصعب تحكيمه , وممكن أن نعرض صورة ويتفق معها المتلقي أو العكس , ولكن هي تعتمد على النظرة الفنية , والنظرة الفنية لا يمكن أن أحكمها لأنها مسألة أذواق, وأنا لست مهتماً بالمسابقات لأنها تحتاج إلى متابعة وبحث ومراسلات, ولا هو شغفي الأول الفوز بجائزة .
وفوزي الحقيقي بالتصوير هو حين أصل للناس وللعامة فعندما يرون الصورة ويستمتعون بها ويتأثرون منها أعتبره بالنسبي لي فوزا وتكريماً .
نعلم أنك أستاذ في جامعة الأمام لمقرر التصوير الصحفي؟كيف تتعامل مع الطلاب خاصة أنهم في بداية مشوارهم في مجال التصوير؟
التصوير يحتاج إلى دعم نفسي في البداية, وهذا هو الشيء الذي تعلمته من خلال تجربتي, فكلما كان لديك دعم نفسي وتشجيع من شخص أكثر خبرة منك يكون لديك حماسة لتبدع , وطلابي في بداية مشوارهم أعمل معهم على مبدأ التوعية بأهمية الشيء الذي يقومون به , ثم ننتقل إلى مرحلة التطبيق والممارسة والتشجيع, وحين ينتهي الفصل الدراسي ولم يتقن التصوير بجميع فنياته أحمسهم للاستمرار ومواصلة التعليم خارج الجامعة، وان لا يتوقفوا عند حد معين .
نصيحة تقدمها للمصورين المبتدئين؟
المبتدئ يجب عليه في البداية أن يقتني كاميرا مناسبة له حتى لا تكون سبب إحباطه, مهم جدا أن يقتني الكاميرا التي لا تكون أعلى من مستواه ولا أدنى .
ومن المهم أن يبحث عن المعلومة ويسأل المتخصصين ويختار كاميرا جيدة فيها مواصفات جيدة. ويجب على المبتدئ أن يتحلى بالصبر والمثابرة, وأن يمارس التصوير كلما سنحت له الفرصة , وان يتعلم من أعمالة فيسأل نفسه لماذا أعجبته هذه الصورة ولم تعجبه تلك .
حتى لا تتكرر أخطاؤه, وهذا أفضل مدرس وأفضل دورة ممكن أن تحصل عليها أن تتعلم من نفسك. وبكل تأكيد المشاركة في الانترنت والمنتديات ومواقع التصوير ومشاهدة الصور بأكثر عدد ممكن لها أثر كبير في تطوير مستوى المصور .
لأنها تتشكل كمخزون بصري في العقل الباطن وبالتالي يستشعر جمال ما حوله بمجرد التأمل.
مواقع النشر (المفضلة)