شبيه الريح وش باقي من الالام والتجريح
وش باقي من الاحلام.. وش باقي من الاوهام
غير اني ألاقي في هجيرك في
وألاقي في ظلامك ضي
وأوقد شمعتي في الريح.. شبيه الريح
* * *
شبيه الريح انا ما اقدر اكدر صفوك العاصف
شبيه الريح انا من لي سوى احساسك الجارف
بقايا زيف اشواقي.. سما أمطار أحداقي
شبيه الريح وش باقي
* * *
ابي اعرف متى تسكن رياحك
وابي اعرف غرورك هو متى يطلق سراحك
وابي اعرف متى تعصف، ومتى تعطف، متى تنزف جراحك
وابي اعرف اذا باقي في بحرك موج اكسر فيه مجدافي
وابي اعرف اذا باقي في همك هم ما شالته اكتافي
وابي اعرف اذا باقي في هالدنيا حزن ما مرني واستوطن اطرافي
بقايا زيف اشواقي .. سما أمطار أحداقي
شبيه الريح وش باقي
* * *
سنيني يم، وقلبي المركب المتعب وانت الريح
مجاديفي عذاب وهم، وزاد الوجد والتبريح
وصبري صبر بحارة بغوا باليم محارة
غشاهم موج كان من الغضب اغضب
وكانوا للهلاك اقرب، لولا كثروا التسبيح
* * *
حبيبي الأصدق الأكذب
تعبت اوصل شواطئ طبعك الأعذب
تعبت اجمع الم كل الموادع في الموانئ واحضن اطيافك
تعبت السهد في ليل الشوارع والثواني تنطر مصابك
تعبت الظلم واجحافك
بقايا زيف اشواقي.. سما أمطار أحداقي
شبيه الريح وش باقي !
[youtube]p_PRIIK2Is8[/youtube]
شبيه الريح
دعونا نتوقف عند هذا التشبيه .. ونتعرف على المشبه به .
" الريح " الريح هي الغلبة والقوه .. فمن هذا المدخل نستشعر حالة حب
عاصف يكابد صراعها شاعرنا ويتسأل ..
وش باقي من الألم والتجريح ؟ ..
في هذا التسأل يكشف القناع عن روح هذه القصة المنتظرة لنستقبل
معانات متكررة.. "الألم .. التجريح .."
ولم يمهلنا كثيرا حتى جاء بهذا التسأل
وش باقي من الأحلام ..؟؟
هل يسألها عن أحلامه .. أو أحلامها .. فمحبو بته "شبيه الريح .." قد تجاوزت
الخضوع للأحلام ومن هنا نستشعر بأن التسأل .. عن أحلامه ..
ثم يردف هذا التسال بطرح تسال آخر اكثر مفاجئه ..
وش باقي من الأوهام ؟!
!ولعل الأوهام جمع وهم .. والوهم هو الذهاب للشي ووجود
عكسه أو غيره فماذا كان يظن شاعرنا .. وماذا وجد .. ثم لماذا يسألها
عن أشياء قد تكون أجابتها عنده ..
فعندما نعرف حال الشاعر ومحبو بته .. ندرك بان هذا التسال تسال العتب
الرقيق النابع من الشعور بالألام والتجريح ..
هاهو ينهض قواه ليؤكد لنا قدرته علي الفهم والإدراك ..
غير أنى ألاقى في هجيرك في ..وهنا .. يعلن أحلامه "وش باقي من الأحلام ..
" في البحث عن التخلص من القسوة والخلود الى الاسترخاء ..
وفي أجابه أخرى .. يؤكد بحثه عن الإخلاص في التخبط بالوهم في الطريق
المظلم بقوله ..
ألاقى في ظلامك ضى
ثم يردف تلك ألا منيه الحالمة
واوقد شمعتي في الريح
ولكي يؤكد لنا بشكل قاطع قدرته على الإدراك والتحدي وقهر القهر بالقهر ..
يعلن هذا الخطاب ..
شبيه الريح ..
أنا ما أقدر أكدر صفوك العاصف
لن يقابل الريح بالريح .. ويجعل من قصة حبه " رياح.." ولعل الرياح عندما
تتصادم مع بعضها تأخذ في السكينة ..
وشاعرنا لا يريد أن يصل مع محبو بته إلى هذه الهدنة .. لماذا ؟.
أنا مالي سوى إحساسك الجارف .
.نعم هنا يثبت لنا تمتعه وتلذذه بهذا العصف من الإحساس الجارف ..
بقى يا زيف أشواقي ..
هنا نعيش لحظه ذهول .." زيف " وكأنه يؤكد لنا الوهم .."وش باقي في الأوهام
" فان كان كذلك .. ما الذي يجبره على هذا مع قدرته على الخلاص ..
لن نسبق الأحداث .. فالقصيدة لم تكتمل بعد ...
سماء أمطار أحداقي
"أمطار" وصف للعطاء السخى المثمر ..بعلو وكبرياء .." سماء " والمصدر
هنا "أحدا قي" موطن الغلى. ولكن بعد كل هذا ..يأتي السؤال
من شاعرنا إلى محبوبته ..
شبيه الريح ..
وش باقي..؟!!
أبى اعرف متي تسكن ريا حك ..
لعل شاعرنا بداء يشعر بالتعب من مصارعة هذه الريح ..
ولكن لماذا استخدم كلمة رياحك .. يتضح لنا بأنها ريح تتعاقب
في المكان والزمان متعددة لذا تكون مجموعه
من الرياح العاصفة ويؤكد لنا هذا .. قوله .. " الألم " فهو ليس ألم واحد
في موقع واحد و" التجريح " ليس جرح واحد بل مجموعه
من الجراح لذا قال "رياحك"
وأبى اعرف غرورك هو متي يطلق سراحك ..
هنا حكم على تصرف لا يعطي صاحبه الحق في فعله .. وإنما هو نتاج حاله
.."غرور " صدقة الفاعل فالتزم به ..
وأبى اعرف متي تعصف ؟.
هنا تأكيد على أن كلمه رياحك ليست في زمان ومكان واحد لذا هو لا يتنباء
لحظه وموقع حدوثها ..فهي تعصف متي وأين ما شأت
متي تعطف ؟.
ومتي تنزف جراحك .؟!
هنا نعود إلى " وش باقي من الأحلام " فالعطف .. في متى تعطف ..
وتبادل الشعور في .. "تنزف جراحك " تحقيق للأحلام
.. لو حدثت ..؟!!
وأبى اعرف إذا باقي في بحرك موج اكسر فيه مجدافي ..
يبدو أن شاعرنا يعيش هدنة ويترقب اي عاصفة .. ولكن هل يرفض
هذا الانتظار .. أبدا .. بل هو يتقبله .. بدليل قوله .. " اكسر فيه مجدافي " ..
ولم يقول " تكسر فيه مجدافي " إذا هو يستكين ويرفض الخروج
من هذا الصراع رغم الألم
والتجريح بإرادته ..
وهذا يعيدنا إلى قوله .. " أنا ما اقدر أكدر صفوك العاصف "..
وكأنه يتلذذ بهذه العاصفة الجارفة للمشاعر ..
وأبي اعرف إذا باقي في همك هم .. ما شالته اكتافي ..
نلاحظ أن الهم الذي يحمله شاعرنا يستقيه من هموم محبوبته وكأنه اراد أن
يقول لكي استخلصك من الوجع .. احمل عنك
كل الوجع ..
وأبى اعرف إذا باقي في ها الدنيا حزن مامرني واستوطن أطرافي..
..هنا شعور بعدم الشعور بالحزن .. وهذه نتيجة طبيعيه فالشي إذا تكرر وزاد
تبلد الشعور بحدوثه ..
وشاعرنا يعيش تراكمات متكررة متعددة المواقع في الألم والتجريح تنبت
الأحزان ..
وبعد هذا الشرح للحال .. يعود ليقدم لنا هذا التقرير عن حالته ..
سنيني يم
وقلبي المركب المتعب
وأنت الريح ..
رحله أشبه ما تكون سويعاتها .. باليم .. وما هي وسيله الغوص لهذا الشاعر
هل اختار عقله دليلا له .. لا بل اختار قلبه .. " وقلبي المركب
.." واي مركب " متعب."
هكذا وصفه .. وما هو دور الحبيبة هنا .. هل أتت لتلمم شتاته ..
أبدا .. "أنت الريح " بل هي العاصف العابث في الموج ..
فكيف كان هذا القلب المتعب يتعامل مع هذا الريح
مجاديفي عذاب وهم ..
وزاد الوجد والتبريح
يصارع من اجل البقاء .. بالعذاب والهم .. هل يشعر الحب بالوهن ؟..
أبدا بل زاد الوجد والتبريح ..
ثم يقابل هذا الاستسلام .. بالصبر ..
صبري صبر بحاره
بغوا في اليم محاره ..
البحارة يركبون الموج في أعماق البحر ويعرضون أعمارهم للفناء من اجل
المحار واستخراج اللؤلؤ ..
وهكذا حال شاعرنا .. يمتطي الخطر من اجل بقاء الحب ..
رغم الشعور بالموت ..
غشاهم موج ..
وكان من الغضب اغضب
وكانوا للهلاك اقرب ..
لولا كثروا التسبيح
لك أن تتخيل هذه الصورة موج يعبث فيه ريح عاصف .. ليكون اغضب
من الغضب
نفسه .. يغشى تلك الشاعر..
فيشعر بالهلاك ..
ولكن يبدأ ويكرر ويستمر في التسبيح
وهنا ربط عقائدي .. يستوطن بنا في قصه يونس
عليه السلام عندما التهمه الحوت فاكثر التسبيح ونجاه الله سبحانه
بدعائه المعروف .."لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين"
ثم يعود شاعرنا لتقييم محبوبته بهذه الجملة ..
حبيبي الأصدق ألا كذب ..
الأصدق في عصفه وثورة موجه
والاكذب في تدميره واغتياله .. وكأن الشاعر أراد أن يقول لنا بأن محبوبته
تعشق الدلال وتستمتع بصبر الحبيب علي الحب ..
تعبت أوصل شواطى .. طبعك الاعذب
هنا تأكيد علي أن شاعرنا يعيش حاله رضاء باستعذابه للحب .. ولكن يبحث
في الاعذب وهو الخلاص من هذا العصف الجارف والاستقرار
على شواطى المتعه الوجدانية ...
تعبت اجمع ألم كل الموادع ..
عندما تهجره محبو بته يشعر بالالم وهو يقف
في المواني واحضن أطيافه ..
والها في" الطيافه " تعود على الوداع فطيوف الوداع وهذا دليل تكرار الهجر
والفراق تلازم شاعرنا الم وتعب ...!!
تعبت السهد في ليل الشوارع
هكذا هو يشعر بالأرق " السهد " في ليل الشوارع .. الليل هو تلك الحظه
الحالكة السواد غامضه الملامح مجهولة المواقع والأحداث
والمصير ..
والشوارع هي الطرقات التي تنقلنا من موقع لموقع ..
إذا هو يعيش حاله ارق من هذه التنقلات غامضة
المصير ..
والثواني تمطر انصافه .
هنا نعود مع شاعرنا إلى " سماء أمطار احداقي "
وكأنه ارد التأكيد على العطاء بالسخاء وثبات التضحية إنصافا للحب
فهو ينصف الليل رغم غموضه ..
ثم ينهي الرحلة بهذا الشعور المجرد
تعبت الظلم وإجحافه
نعم هو كل هذا العطاء والتضحية والمخاطرة والصبر ومحبوبته
تهديه الألام .. والتجريح والهجير والغرور العاصف ..
وتنتهي رحلتنا مع شبيه الريح والسؤال
لا يزال قائم
شبيه الريح ..وش باقي ؟!!!
مواقع النشر (المفضلة)