((حكايات شاعر عاشق جدا ))
الفصل الاول:
يجلس أحمد ليلا في غرفته الصغيرة ، يتأمل دوما تفاصيل حياته الغريبة ، ويفكر دوما كيف ستكون النهاية
مع حبيبته ندى .هل سيكون اللقاء ؟؟ هل سيكون الفراق ؟؟ هل سيكون الزواج؟؟ هل سيكون نهايته بلا تفاصيل
يحاول الاتصال بها رغم أن كل الكلام الذي يريد قوله انتهى..وهي كذلك
لكنه يتصل !!
احمد: ألووو
ندى: أهلا
احمد: كيف حالك اليوم؟
ندى: انا بخير ..لكنني تعبانة ومرهقة اليوم.
احمد: سلامات هل أخذت علاج القلب أم نسيت ِ كالعادة.؟؟
ندى: لا عليك أنا معتادة على هذا التعب
احمد: يصرخ !! أقول لك هل أخذت العلاج أم ماذا؟؟
ندى: نعم أخذته لا تصرخ ..لكنني متعبة
أرجوك مضطرة للإغلاق سأتصل بك حينما أكون مرتاحة
أغلقت التلفون..
وبدا الغضب المخلوط بنكهة الحزن على وجه أحمد
وخرج من غرفته للخارج ....وبدأ يدخن سيجارة تلو سيجارة...
داهمه التعب عاد لغرفته ونام ...
وفي الصباح التالي ذهب إلى عمله لحسن حظه أن عمله يعتمد على الحضور الذهني
ومن خلاله يستطيع أن ينسى الانسان نفسه مشاكله فهو يعمل في التسويق السياحي
ووظيفته هو إقناع العملاء بأخذ عروض سياحية ...
دخل مبنى الشركة ..سلم على زملائه جلس يدخن حتى يحين وقت الاجتماع مع المدير
دخل المدير وبدأ يقول :
وظيفة المسوق السياحي هي أن يجعل العميل يحب السفر وليس شرطا أن يكون عميلك
يحب السفر وظيفتك ان تجعله يحب السفر ..
لأنه لو أحب السفر لن يكون لديه أي عائق مادي ولربما سيضطر للتدين كي يشتري العرض السياحي مهما كان
هل رأيتم بالأمس المندوب طارق ماذا فعل مع أحدى العملاء؟؟
لقد جعله يبيع ذهب زوجته وبرضا زوجته ..لانه استطاع اقناعهما بمتعة السفر ؟؟
وأدخل في عقليهما فكرة وهي أن السياحة ليست شيئا كماليا ..بل هي ضرورة
حينما يكون المندوب مقتنعا بأن السياحة ضرورة سيستطيع بعدها ان يقنع العميل بضرورة السياحة والسفر كل عام
إما لو لم يقتنع ..لن يكون لديه القدرة على الإقناع!!
أليس كذلك؟؟
لذا عليكم أن تحبوا السفر والسياحة ....كي تقتنعوا بكل كلمة تقولونها للعميل
من غير الحب لا يستطيع الإنسان أن ينجح ...والذي لا يحب السياحة لا يستطيع ان ينجح
لاحظ المدير حين إلقائه الكلمة شرود أحمد ..وناداه وقال : هيه أحمد
فانتبه له وقال له: لماذا لم تبع بالأمس للعميل الخرافي الذي وهبتك إياه
لماذا لم يقتنع بشراء العرض السياحي؟؟
قال له احمد: بذلت ما بوسعي لكنه لم يقتنع ....
قاطعه المدير وقال: هل تعرف لماذا لم يقتنع
لأنك كنت كئيبا ....كنت حزينا ....وهو لم يرد ان يشتري المتعة والضحك والسياحة من شخص كئيب!!
تعود دائما ان تنسى مشاكلك الشخصية وان تركز في العميل
هل تعلم أن افضل عميل في المبني بالامس هو عميلك
دخله 90 الف ..ولديه تجارب مع السفر ..وهو من النوع الذي يحب السفر
لكنه لم يقتنع بك!!!!!
بينما طارق كان عميله فقيرا ولم يعرف السفر والسياحة....ودخله فقط 4500 ريال
ومع ذلك اتفق مع زوجته ان يبيعوا الذهب ليشتروا العرض السياحي!!!
هل عرفت الفرق بينك وبين طارق يا أحمد؟؟؟
قال احمد: نعم عرفت...
المدير : هل لديك استعداد اليوم ..أن تختلق القصص الكوميدية في السياحة والسفر وتتكلم عن بلد لم تزره وتزعم انك زرته ووجدت فيه كذا وكذا وتتكلم كثيرا وتجاوب علىالاسئلة بابتسامة جميلة
وترفع صوتك وتخفضه وأنت تنتبه لزوجة زبونك وتعامله باهتمام ...الخ
احمد: نعم نعم ..اعرف ....ولقد فعلتها مرات ومرات
المدير: انا فقط اذكرك لأنه لو استمر مستواك بهذا الانخفاض
سأضطر اعطيك عملاء ضعفاء ........ولن اعطيك العملاء الذين يكون نسبة شرائهم مضمونة
لأنه منذ اسبوع كامل وأنت تضيع عملاء مضمونين ولا تقنعهم ..
سأعطيك أسؤا عميل غير قابل للشراء ابدا إن لم تبع عرضا سياحيا في خلال اسبوع!!
احمد : حسنا حسنا...
عاد احمد وقابله زميله في العمل ثامر ..
وطلب منه ان يذهب معه للعشاء قبل ان يذهب للبيت
فرافقه احمد وركبا السيارة ...وتكلما كثيرا عن مشاكل العمل
وقال له ثامر : ماذا بك يا احمد ..انت معروف بأنك مندوب مقاتل ولا تستلم مهما كان العميل
وتستطيع ان تبيع وتقنع أسؤا العملاء ....فلماذا اضعت العميل المثالي ؟؟؟
احمد يقول متاففا: لا ادري يا ثامر ..ربما تكون لعنة او سحابة صيف
او ربما بدأت اقتنع أن لا حظ لي ..أو بدأت اقتنع اني اكره الكلام والجدال مع العملاء
قاطعه ثامر: هنالك مشاكل تمر بها؟؟
احمد نظر إليه ولم يجب..
ثامر : متى اخر مرة كلمت ندى ؟؟؟ هل تمران بمشاكل مع حبيبتك؟؟
احمد: لا أدري ..ليست هنالك مشاكل ...لكن هناك ما يجعلني اكتئب كثيرا
لان ندى لا تهتم بنفسها كثيرا ..وهي محبطة دائما وكأنها لا تريد ان تعيش
ونادرا ما تضحك او تبتسم ....احس انها مهملة نفسها ..
شيء ما لا أفهمه
ثامر: هي تحتاج لاهتمامك اكثر ..هي تحتاج أن تحبها اكثر وتكون حنونا معها
احمد: صدقني يا صديقي ..أهتم بها كثيرا وحتى احاول ان ارسل لها مسجات لأذكرها بموعد الدواء
لكنها لا مبالية ...
ثامر : هل خططتمما للزواج
احمد: انا خططت لكن هي لم تخطط
ثامر: هي لا تريد الارتباط بك؟؟
احمد: لا ليست المسالة كذلك...لكن كما ترى هي امرآة لا تستطيع ان تتمرد على تقاليد العائلة
ولا تستطيع أن تتزوج من خارج العائلة
ثامر: لماذا لا تتركها إن كنتما لن تتزوجا....لماذا تعلقتما مع بعض على اساس خاطئ
او لنقل لماذا مرتبطان بحب مستحيل
احمد: لا أدري ..ربما الانسان يحب ما كان مستحيلا
ربما انا اخاف لو تركتها يتأثر قلبها ..ربما نحن اصبحنا نرضى ان نتكلم في الجوال فقط دون ان نصل لمرحلة متقدمة!!!
اسباب كثيرة .....
ثامر : أنت تعرف أنك تضيع مستقبلك وهناك فتيات كثر يرغبن بالارتباط والزواج ..وربما تعرفهم من محيطك لكنك تتجاهلهم لانك تفكر في المستحيل ..تفكر في ندى؟؟
أحمد: نعم هذه هي الحقيقة ..ولن تتغير .....
ثامر: انت شخص غريب وستحرقك التفاهات العاطفية !!
احمد: شكرا لك ....دعنا ننزل نتعشى في هذا المطعم ثم نذهب للبيت
ثامر : حسنا....
عاد احمد للبيت و سلم على والدته ...كان كئيبا لدرجة الاختناق
اراد ان يجلس مع والدته لكنه فضل عدم ذلك كي لا يعدي والدته بالكآبة وفضل الدخول لغرفته سريعا
واستلقى .....وراح يهيم ويفكر بلا فائدة
اخرج دفاتر الاشعار التي كتبها لحبيبته ندى ...وصار يقرأ فيها
وفجاءة
رفع جواله واتصل على تاجر الممنوعات عمر
احمد : الووو
عمر : اهلا أهلا بالرومنسي ..
احمد: سأمر عليك بعد قليل اريد شراء بعض الاعشاب !!
عمر : حياك الله مر علي ..ستجدني ان شالله في حديقتي وجزيرتي العشبية!!
احمد : شكرا لك
ذهب احمد إلى عمر وقابله في جزيرته ...كناية عن احد المقاهي !!
واشترى منه اعشابا...وهي ليست اعشابا بل هي الحشيش
اعطاه المال وذهب...وقبل ان يذهب
ناداه عمر وقال: هل صحيح انك لست مدمنا لكنك تحب الحشيش
قال له احمد: نعم ....
عمر: الحشيش يفتح آفاق ومدارك العقل ويجعلك ترى ما لاتراه
احمد: نعم اعرف ذلك
عمر : لماذا تشتري الحشيش وتقول لي دائما انك تشتريه ليساعدك على التفكير؟؟
فيم تفكر عادة؟؟؟
احمد: أنا ادخن الحشيش لأكتب القصائد ...ادخن لانني حزين
لكن الحشيش مجرد وهم ..فأنا استطيع الكتابة لكن...أحب أن اخدع نفسي
بأنني لا استطيع الكتابة سوى بالحشيش..لأنني ادخن من أجل الحصول على الشعور بالاسترخاء
عمر :
يعجبني انك تفهم نفسك جيدا وانك صادق مع نفسك ..
احمد:
لست مراهقا ...لست مدمنا ...وانت تعرف انني استطيع قطع الحشيش للابد
عمر :
اعرف انك لست مدمن.....للحشيش
واعرف انك تشتريه على فترات متباعدة وهذا دليل عدم ادمانك
لكن ربما أنت بدأت تدمن شيئا آخر..
احمد: وماهو ؟؟
عمر : بدأت تدمن الحزن والكآبة ........
احمد : ربما
أنا ذاهب ....................
عمر : انتبه لنفسك
الفصل الثاني يتبع
مواقع النشر (المفضلة)