مَرارةٌ الِإحتِياجُ تُجبِرُ مَنْ يَتجَرعهَا لِ مَدَّ يَدِهِ طَالِباً العَونْ مِمَنْ حَولهُ
سَواءً كَانَ إِحتياجَاً مَعنويّاً أَوْ غَيّرَ ذَلكْ .!
فَ مَثلَاً نَحنُ الذيّنَ نَعيّشُ بِ رخَاءْ عِندَمَا تَشتَدُ الحَاجَةْ
بِنْا إِلىَ شَئٍ مَا نُسارعُ إِلىَ إِشباعِ تِلكَ الحَاجَة فَ نَجتَهدْ وَ نَبحثُ طَويِلَاً عَنهَا ,
حَتىَ نَحصُلَ عَليّهَا , هَكذا نَحنْ نُحبُ أَنفسنْا لِ درجَةِ أَنْنا كَثيّراً مَا نَنسىَ ,
مَنْ يُعانُوا أَكثَرِ مِنْا بِ دُروبِ الحَياةْ , وَ الفَرقُ بَيّنْنا وَ بَينَهمْ كَبيّرُ جِداً , فَ إِحتيَاجِهمْ
قَائِماً عَلىَ مُحاولةِ سَدِ رَمَقِ الجُوعِ وَ العَطشْ فَقطْ الذيْ أَجبرتهُمْ ظُروفُ الحَياةِ القَاسيّةْ
عَلىَ تَجرعهُ بِ مَرارةْ , لَيسَ كَ إِحتيَاجَاتِنْا نَحنُ وَ التيْ مِنْ وِجهةِ نَظريْ الشَخصيّةْ
/ لَا تُسمىَ إِحتيَاجَاتٌ , وَ إِنمَا كَمَاليّاتْ ..!!

فَ إِنَ المُحتَاجَ مِنهُمْ يَضطَرُ أَنْ يَلجَأُ إِلىَ مَنْ يَمنحهُ شَيئاً يَسيّراً مِمَا رَزقهُ الله إِياهْ
وَ الوَاجِبُ مِنْا أَنْ نُقابِلهُ بِ مَدِ أَيديّنْا لهُ وَ مُساعَدتهُ دُونَ أَنْ يَدورُ بِ عَقلِكَ أَفكَارٍ سَلبيّةْ
قَدْ نَحملُ بَ سببهَا ذُنوبٍ عَظيّمَةْ ..!!

فَ أَنْا مَثلَاً كَثيّراً مَا أُصادِفُ أَشخَاصاً يَطلبُوا المُساعَدةْ
فِيْ أَماكِنٍ مُختَلِفَةْ , خَاصةً عِندَ تَوقفُنْا بِ السيّارةِ فِيْ إِنتِظارِ الِإشارةِ المُروريّةْ
يَكونُ أَغلبهُمْ مِنْ النِساءِ , وَ الَأطفَالْ الذيّنْ تَحملُ نَظراتهِمْ البرئيةْ حُزنْاً مَؤشومَاً بِ الَآلمْ ,
وَ خَوفاً يَرتَسمُ عَلىَ مَلَامِحهُمْ الطُفوليّةْ مِنْ ذَلِكَ ( المُستِقبلُ المَجهُولْ ) ,
/ الذيْ يَخشونَ قُدومِهْ .



عِندمَا يَقتربُوا مِنْ زُجاجُ السَيّارةْ
فَ إِنيْ أُخرجُ مَا أَقدِرُ عَليّهْ حَتىَ وَ إِنْ كَانَ "رِيالَاً " ، لِأنهُ
يَصعبُ عَليِّ أَنْ أَردُ " مُحتَاجَاً " , حَتىَ وَ أَنْ تَكررتْ النْصائِحُ التيْ أَعتَدتُ
عَليّها مِنْ "أَهليْ " , فَ غَالبَاً مَا يَنتَقدُوا مَا أَفعَلهْ وَ كَ أَنْنيْ أَرتَكبتُ
جُرمَاً , وَ يُردِدُوا عَلىَ مَسامِعيْ :
( هَذا لَيسَ مُحتاجَاً وَ إِنمَا يُشغِلُ وَقتهُ بِ هَكذَا عَملٍ سَخيّفْ , أُجزمُ أَنهُ
يَمتَلكُ مَا لَا تَملكيِّهْ , أَيضاً الجَمعياتُ الخَيريّة تَملَأُ الوَطنْ , فَ هيَّ المَسؤولةْ
عَنهُمْ وَ مَنْ يَتكَفلُ بِهمْ إِنْ كَانُوا فِعلَاً ذُو حَاجَةْ وَ لَيسَ أَنتِ ) .

حَتىَ وَ إِنْ كَانْوا كَذلِكْ ,
( فَ هَلْ سَ يَضركُمْ الَأجرُ الذيْ أَبحثُ عَنهْ ..!! )
هَلْ يُؤلِمكَ أَنتَ :
( أَنْ تَرىَ إِبتسامَةَ طِفلَاً بَريئ عِندمَا يَحصُلْ عَلىَ بَعضِ النُقودْ مِنكْ ..! )
وَهَلْ يضَايُقكَ أَنتِ :
( أَنْ يَدعُوا لكِ إِمراةٌ عَاجِزَة أَوْ شَيخَاً كَبيّراً عِندمَا تَمنحيّهْ بَعضاً مِنْ مَالكِ ..!! )

" كَمْ نَحنُ بِ حَاجَةِ لِ دَفعِ مَا يُصيّبنْا فِيّ هَذهِ الحَيَاةْ ,
فَ رُبمَا بِ تَصدقكَ سَ تَدفعُ عَنكَ آَمرَ سُوءْ كَانَ سَ يُصيّبَكْ لَا سمحَ الله ,
وَ كَمْ أُناسُ نُحبْ أَخَذهُمْ المَوتُ بَغتهْ يَحتَاجُوا مِنْا تَذكُرهُمْ وَ التَصدقُ عَنهُمْ بِ نيّةٍ صَافيّةْ
فَ رُبمَا هُمْ فِيّ أَمسِ الحَاجةِ لَنْا فِيْ هَذهِ اللحظَةْ فَ لَا يَخلوا إِبنَ آدمْ مِنْ الذُنوبِ ,
وَ لَسنْا مُنزهُونْ عَنْ الَأخطَاءْ لَا أَحياءٌ
وَ لَا أَمواتْ .

/ كَمَا أَنْ الله سُبحانهُ قَالْ : (وأما السائل فلا تنهر) ,
هَذهِ الآيهُ العَظيّمَة التيْ تُحذرنْا مِنْ رَد مَنْ يَلجَأُ لنْا وَ يَقفُ أَمامُنْا يَطلبُ المُساعَدَةْ
وَ نَحنُ نَفكِرُ بِ هَذهِ الطَريّقَة المُتعجرِفَةْ , فَ لنُخرجُ مَا نَستَطيّعْ فَ إِنَ لنْا خَيراً فِيْ ذَلِكْ
وَ جَزاءٌ عَظيّمْ . أَمَا إِنْ كُنتَ لَا تُريّدْ فَ قُلْ لهُ دَعوةٌ طَيّبةْ رُبمَا تَفتحُ لهُ وَ لكَ أَبوابُ
رِزقٌ لَا تُغلقْ ، وَ تُغيّرُ مَجرىَ حَياتُكَ بِ سببِ عَملِكَ الطَيّبْ فَ تَكسبُ بِ ذلكَ
رِضا الله سُبحانهُ وَ العَيشُ الرَغيّدْ فِيْ دُنيّاكَ وَ آخرتَكْ .

نَبضُ :
( مَلَائِكيّةُ الحَرّفْ )