كَانتْ قلقه كَثيراً ، ولم تنعم بقيلوله جيّده بعدَ يومْ مُرهقْ !
أسيتقضت بِسرعه وَهيَ لم تَنمْ أصلاً ، وَتعجَّبت بِ أنَّ الشمس قد غابتْ وهيَ تقضيْ طيلة هذا الوقتْ بِ التفكَّيرْ " فيْ الإختبار فَقطْ !
أخذت حقيبتها وَعبائتها بِ سُرعهْ ، ثمّ عادت لتأخذ هاتفها المحمولْ وَنزلت منَ الأعلى وهيَ تمضيْ الدرجتين في خُطوه واحدهْ !
: آآآ بدر أتذهبُ بيْ إلى الأستاذه سمر ؟
: لماذا ؟
: لأرقص معها، لماذا يعني ! لأدرسْ !
: ممم بفكّرْ
: المسأله ليست صعبه لتفكَّر ؟ نعم أو لا !
: بِشرطْ !
: أخلص ؟
: قولي عمَّي بدر
نظرت إلى أخيها المُراهق بِ نظرة إستياء لحالهْ وَقالتْ
: عمَّي بدر
: ممم وَقبَّلي رأسي
: ليس لي مزاج لك سَتذهبُ بيْ ام لا ؟؟
: لا
: أحمقْ
صعدت إلى الأعلى بنفسِ السَّرعه التي نزلت بِها
طرقت بابَ غرفته بِهدوء ، وَلم يُجبْ
عادت لتطرق بِ بقوَّه أعلى من السَّابق ، ولم يُجب أيضاً
فتحت الباب بِسُرعهْ وَإتجهت نحوَه لتوقظه
: ياسر ، ياسر
: ....
: ياسر الصلاة أقاموها منذُ وقتْ وأنت لاتزال قابع في سَريركْ
: همم حسناً دعيني قليلاً
: قليلاً عندك ساعة كامله ، هيَّا أستيقظ أرجوكْ
: أفف لاتزعجييني ! قلت بعدَ قليلْ
: حسناً أنا عندي موعد مع الأستاذه ، هل تذهبُ بيْ ؟
: لا
: لماذا ؟
: قلت لا
: تبا
: ماذا قُلتِ ؟
: لاشئ
عادت إلى الأسف بِسرعه أكبر منَ المرَّه الأولى والثانيّه ، وهيَ تتخيل شَكل صَديقاتها وهم يُبَّخونها على التأخيرْ ، وَنظرة أُستاذتها ( الخصوصيّه )المُرعبه !
: ألو
: أهليين بالحلوه ، غريبه مُتَّصله
: ألا أسأل عن أحوال أخيْ ؟
: بلى !
: سَ أقولها من الآخر هل س تذهبُ بي إلى الأستاذه ؟
: أووه دافوره والله ، تأخذين دروس في المَساء ايضاً
: تركيْ انا مُتأخَّره جداً ، هي تذهبُ بي أم لا
: والله يَ أختي الصَّغيره ودَّي بذلك ، لكنَّي الآن سَ أذهبُ بزوجتي إلى أهلها ، ثمّ سَ أذهب إلى الأستراحه وَ سَ ......
: حسناً ، حسناً فهمتْ ! لا داعيْ لأن تقول لي قصَّة حياتكْ
: ههههه الأخت معصبه ؟
: تركي ، سلامْ
عادت لتتصل بِ أبيها ، وهيَ تعلم الإجابه قبلَ أن تسأله
: ألو أبي
: نعم ؟
: أنا عندي موعد مع الأستاذه ، هل تذهبُ بي ؟
: لا أنا مشغول
: أبي ! أساساً متى كنت لست مشغول ؟ حسناً نسائكْ أولى من إبنتك وداعاً
أغلقت الهاتفْ وهيَ تتذمّر ، ستعتذر منه لاحقاً ، لو سائقهم لم يُسافرْ لما دخلت في دوّامة مُحاولات يائسهْ !
: أمَّي
: نعم حبيبتيْ ؟
: عندي موعد الآن مع الأُستاذه ، ولم اجد أحداً لِ يصطحبني ؟
: لاعليكِ ، سَ أتَّصل بِ السَّائق مٌحمَّد فهوَ أمين جداً وأنا أثق فيه
: كيفَ تثقين فيه يَ أُمَّي ؟
: إنَّي دائماً أتعامل مَعه ، وطوال الوقت وَهوَ يضع في مُسجلته أشرطة قُرآن ، وَلديه " لحيه طويله " لاتخافيْ ، هوَ مطوَّعْ
: حسناً ، أتَّصلي إذاً
لاتعلم لما أصابتها رهبه شديده منذ أن ركبت السيَّاره ، بدأت تقرأ معوّذاتها وَبعض الأدعيه
أخرجت كتابها من الحَقيبه وَبدأت تُخمَّن كَيفَ سَيكون الإختبار
نعم لاحظت أثناء شَرحها وهي تُركَّز على هذهِ النُّقطهْ ، وَهذهِ أيضاً ، أممم وَأذكر ً بِ أنّها قالت هذهِ الفقره مُهمّه !
رفعت رأسها لتنظرْ كم سيتبقَّى من الوقت لتصلْ ، وَ
: محمَّد هذا ليسَ طريق الأستاذه ؟
: أعرف
:عفواً لم أفهمْ !!
رأت طيف إبتسامته من المرآة وَقال
: سَنذهب لنستمتع قليلاً
لم تستوعب فيْ البدايه ماذا يعنيْ ، ! وعندما رأت الحارَّه الضيقه والشقق القديمه وَ المَكان المُظلمْ والمُرعب جداً
صَرخت بِ أعلى صَوتها لااااااااااااااااااااااااااااااا أرجوووك أعدني إلى بيتنا
أرجووووك
وبدأت بِ بُكاءٍ قاتل ، هيَ نفسها لاتعرفْ كيفَ صرختْ ! كيفَ تكلَّمت
لكنَّها تعرف انها لن تعود إلى البيت عَذراء !!
قالت بِ صوتٍ غلبهُ البُكاء ، وَكادَ أن يَخرجْ !!
محمَّد أرجوووك أعدني ، أنت تخاف الله أليسَ كذلك ؟ أعدني إلى البيييييييت أُريد أمَّيييي
آآآآآآآآه أمَّي !!
وبدأت تصرخ بشكل هستيري
توقَّفت السيَّاره وكَأنَّ الأفكار عادت إليها من جديدْ
تذكَّرت هاتفها ؟ كم كنت غبيَّه !! أخرجته بِسرعه وَأرادت الإتصال بِ أيّ شخص في المُقدَّمه
أففف لاتوجد شبكه !! اللعنه !
رفعت رأسها وَنظرت إليه وَهوَ يٌراقبها بِ نظرات خبيثهْ ! وَكأنّه مُستمتع ب حيرتها
أخذت يداه وقامت بتقبليها وهيَ تتوسَّل إليه
وَأجهشت بِ بُكاءٍ قاتِلْ
: حسناً لاتبكي ، سَنذهب إلى الأستاذه ، توقَّفيْ عنِ البُكاء أرجوكِ ، لا أتحمَّل ذلكْ
: أعدني إلي البيت أولاً
: لا سَ نذهبُ إلى الأستاذه ، أرجوكِ لاتُخبري أهلكْ ، انا كُنت أمزح معك فقط
: حسناً ، لن أخبر أحد أعدك لكن أوصلني بسرعه
لايزال قلبها يدقّ بشده ، حتّى رأت بيتْ الأستاذه سمر ،
نزلت بِسرعه من السيَّاره ، وَ
لمْ تكن مع توبيخ صديقاتها لها ، وَلا مع الأستاذه عندما بدأت تَشرحُ الدَّرسْ
لمْ تسمعْ ايَّ شئ ، سوا صوت بٌكائها
كانت كفَّيها الصغيرتينْ ترتعشان ، حتَّى نظرتها كانت بعيده جداً
صحت على صوت الأستاذه وهيَ تقول ، إنتهينا ، ذاكرو جيداً يابنات ، لاتنسو أن إمتحانكم غداً!
: بيان أيُمكنْ أن تُوصلينيْ ؟
: ماذا بكِ ؟ وجهكِ يبدو شاحباً وَكنتِ طوال الدرس سَرحانه
: لاشئ ، تعب قليل لم أنم منذُ عُدت
: حسناً أخي سَيأتيني الآنْ
: شُكراً
وَصلت إلى البيتْ ، وَأخذت تجرّ نفسها حتَّى تصعدْ ، لم تعد تشعر بِتلكَ الحيويه التي تَدبّ في جسمها
دخلت إلى غُرفتها ، وإستلقت بِسريرها ، أخذت الكِتابْ وظهرت صُورته امامها
ألقت بِهِ بعيداً ، وَشيءٌ مَـا فيها قدِ إنكَسَرْ !!
شبيهة المطر ،اليومْ "
مواقع النشر (المفضلة)