ذات يوم صحوت من النوم وقد بلغ مني الجوع مبلغه



فتوجهت فورآ إلى المكتبة لشراء بعض الكتب



توجهت إلى قسم " الكتب الأدبية "



هناك وكما هو معروف: كتب تتراص بجانب بعضها تتزاحم على الرفوف ويعلوها القتام...



بحثت عن روايات ..حسن علوان و أحلام مستغانمي



حصلت على مبتغاي...ولاحظت تراكم النسخ وكأن لم يمتد لها يد بشر قط



وعندما هممت بالخروج شاهدت المشرف على القسم يدندن ويعيد ترتيب



بعض الكتب..وجدت أن الأسئلة تجتاحني من رأسي إلى أخمص قدمي



عذبه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



المشرف: وعليكم السلام



عذبه : هنيئآ لك بتواجدك المستمر بين الكتب وعذرآ لإقتحامي الغير


متوقع لك...



المشرف يبتسم : نحن هنا لخدمتكم تفضلي



عذبه: لدي سؤال ..لا .. سؤالين.. ربما سيل من الأسئلة



المشرف: على الرحب تفضلي



عذبه: مابال تلك الكتب تنتحب بالزاوية وتشكو مرارة الوحدة



نظر المشرف بإستغراب وأعاد النظر لما بين يدي



ثم قال: تحملين روايات من تلك الزاوية



قلت: لم أحتمل انهمار الدموع الرقراقة من تلك الأحداق



فقررت أن أحتضن البعض ووعد بالعوده لإحتضان الآخرين



قال: ياسيده أنت من أي كوكب؟؟



"عزيزي القارئ لا أخفيك شعرت بأنني من كوكب العزة "




قلت له : أنا من كوكب العزة



فأجاب: بل من كوكب فينوس لجمال ما تحملين بين يديك



قلت : هذا وذاك واحد



انطلق لسانه كالسيل الهادر:



احترامي لك ياسيده فأنا منذ فترة طويلة اعتدت أن ابيع الكتب الأدبية



الساقطة؟؟ فهي تستهلك وتعود دار النشر بإنتاج نسخ جديدة



{ أنا لم أنبس ببنت شفه !!!} فقط استمع



فالمجتمع السعودي مجتمع يهتم بالهوامش والقراءة لدية



لا تتعدى متابعة الصحف وتتبع الفضائح والقيل والقال



والعقول الفارغة...



هنا قاطعته بالقول: أنت تتهم الشعب بالأمية الثقافية المعرفية


قال: نــــعــــم


فقلت: ومجتمعات الخليج والعالم العربي مصابين أيضآ



قال: ياسيده سأخبرك بأمر إن الكتب الأكثر مبيعا



قاطعته مرة أخرى بالقول: الروايات تحديدا



قال حسنآ: توجد روايات لايسمح ببيعها في البلاد وهناك استماتة



من قبل القارئ للحصول عليها ودور النشر تجد مكاسب مالية من وراء



تلك الروايات...



همس قائلآ.. مثل رواية " رجوع الشيخ إلى صباه "


و رواية " الأيك في علم ......." عذرآ عزيزي القارئ الحياء يمنعني


من إكمال اسم الرواية!!



حقيقة صُعقت لهذا الأمر الجلل وتجمد الدم في عروقي



فقلت: وأسفاه نحن أمة لا نقرأ



استطرد قائلآ ياسيده تسويق وبيع الكتب مثل بيع الفيديو كليب


اغاني هابطة لا تمس للفن بشئ وتشتهر وتباع لأن الكليب


يزخر بالجميلات!!


هكذا أصبحت الروايات التي تحتوي على وصف العلاقات


الجنسية والحميمية فهي تباع بنجاح منقطع النظير


أنت تشترين كتبآ لا يقبل عليها إلا القليل



قال مازحا: سأعطيك نسخة اضافية عن كل كتاب كهدية



ازدردت ريقي وعقلي مشتت فنفضت سكوتي بقول


" الله المستعان "



"وغادرت المكان"







ما مصير روايات الرائع عبدالرحمن منيف وأحلام مستغانمي



وحسن علوان وغيرهم من كتاب حقيقيون أثروا الأدب بفكرهم



الرائد المتوقد بالجمال والبلاغة رواياتهم الهادفة ذات طابع



أدبي تاريخي اجتماعي يسحر الألباب



إذا كان هذا النوع من الروايات لا يسترعي الإهتمام من المجتمع



إذآ " على الأدب السلام "



عندما تطفو على السطح روايات هابطة ذات طابع جنسي



تفتقر للقيمة الأدبية وتباع بالملايين وينعم أصحابها بشهرة



واسعة مترامية الأطراف ويلصقون بالأدب قسرا قسرا



بينما الروايات الهادفة ذات الطابع الأدبي الراقي التي تداعب



الفكر وتزيده جمال تغوص في غياهب الجُب ولا ترى النور أبدا أبدا







غاص قلبي في صدري وعلى مسامعي يتردد



قهقه الجهل وحب المال والشهرة وهو يشد وثاقه على الفكر



ويسحبه إلى مكان سحيق...



نعم إنه يقهقه ملء قلبه !!!




تحية بعبق الياسمي



عذبة السجايا