البعض ترك مهمته ليجلب "المفاطيح" للفنانين وقيادة سياراتهم والتقاط "الصور التذكارية"
في "مهرجان الدوحة".. صحفي سعودي تفرغ لحمل ملابس المهندس و آخر انضم لـ "كورال أحلام "
عبدالعزيز العصيمي - سبق – الرياض: كشف عدد من المسؤولين عن الصفحات الفنية في الصحف السعودية عن تصرفات مسيئة لبعض المحررين الفنيين السعوديين في "مهرجان الدوحة الغنائي"، الذي أحياه عدد من الفنانين العرب، وعبّروا عن استيائهم من التصرفات التي ارتكبها هؤلاء في تعاملاتهم مع بعض الفنانين، وما صدر منهم من سلوكيات غير مسؤولة أساءت إلى الصحفيين السعوديين. مؤكدين أن الصحفي يمثل بلده قبل أن يكون ممثلاً لصحيفته، وأن ما صدر من هؤلاء الذين وصفوهم بالقلة تسيء إلى الصحفيين السعوديين.
وقال مسؤول عن الصفحات الفنية في صحيفة سعودية كبرى لـ"سبق": لقد قام بعض المحررين السعوديين في المهرجان بأعمال مستهجنة، لا تُقبل منهم بوصفهم صحفيين؛ فقد عمل أحدهم سائقاً للفنان ماجد المهندس، وكان مسؤولاً عن نقل ملابسه، وشوهد من قِبل زملائه الصحفيين السعوديين وهو يحمل ملابس الفنان في الفندق الذي كان يقيم فيه الفنانون، وقام بشراء الاحتياجات التي يريدها، وكأنه "مراسل" عنده، أو سكرتير له، ونسي أنه جاء في مهمة صحفية، ومثل لصحيفته، وقبل كل ذلك ممثل لبلده. مضيفاً أنه أُصيب بالصدمة وهو يرى تصرفات هذا المحرر، مطالباً بوضع حد لهذه التصرفات التي أساءت لنا نحن الصحفيين السعوديين.
وعبّر مسؤول ثان عن الصفحة الفنية في جريدة سعودية يومية كبرى عن استنكاره لما شاهده في مهرجان الدوحة، خاصة عندما شاهد محرراً فنياً سعودياً يشارك في الكورال الذي يردد الأغاني خلف المطربة أحلام أمام الجمهور وهي تؤدي وصلتها الغنائية، متسائلاً: هل هذا تصرف من صحفي جاء لتغطية المهرجان؟ إنه أمرٌ مستهجن، وليت المسؤول عن الصحيفة يشاهد صور المحرر وهو يغني ضمن الكورال خلف "أحلام"؛ ليعرف هل أوفد محرراً صحفياً أم "كومبارس" في فرقة غنائية للفنانة.
وكشف صحفي فني سعودي عن انشغال محررين سعوديين ممن حضروا المهرجان بجلب "المفاطيح" وإحضار "المأكولات الشعبية" إلى غرف الفنانين وضيوفهم، والسير خلفهم في الطرقات وكأنهم "بودي جارد" أو من "جوقة" الفنان، ونسوا أنهم صحفيون! وهناك من انشغلوا بالتقاط الصور التذكارية، واكتفوا بنشر البيانات المعلبة التي تأتيهم من المنسقين الإعلاميين للفنانين أو البيانات التي يصدرها المركز الإعلامي للمهرجان، التي تكيل المديح للفنانين والفنانات، وتُثني وتشيد بالمهرجان والحضور الجماهيري للحفلات، والتي يكتفي المحرر بوضع اسمه فقط عليها ويرسلها إلى صحيفته، رغم الأحداث المثيرة والساخنة التي شهدها المهرجان – على حد وصفه- والتي وصلت إلى حد المضاربات التي وقعت بين عدد من الفنانين اللبنانيين، وحضور الأمن والشرطة للقبض على أحد الفنانين اللبنانيين الذي اتهمه صحفي لبناني بضربه والتهجم عليه، وتم تحرير محضر في الشرطة للقبض عليه.
وأضاف المحرر الفني قائلاً: بعض المحررين السعوديين انشغلوا في مطاردة الفنانين، ليس لإجراء حوارات معهم أو معرفة جديدهم، ولكن من أجل حمل ملابسهم، وجلب المفاطيح لضيوفهم.
وتوقع أحد رؤساء الأقسام الفنية في صحيفة سعودية فشل المهرجان إعلامياً قبل أن يبدأ، وقال لـ"سبق": هذا السبب جعلني أرفض حضور المهرجان. وانتقد بشدة تغطيات بعض المحررين السعوديين لفعاليات المهرجان، ووصفهم بأنهم كانوا مجرد "بوق" لبث الأخبار المعلبة، وغض الطرف عن أي خبر قد يسيء إلى المهرجان؛ خوفاً من عدم دعوتهم مرة أخرى. بينما أكد رئيس قسم فني سابق أن الصحفي السعودي الفني تغير تماماً، وتغيرت النظرة إليه بعد أن كان مصدر خوف لأي جهة تقوم بدعوته؛ لأنه كان عيناً ناقدة للمهرجان؛ يُظهر الإيجابيات والسلبيات، وليس مادحاً لكل شيء.
وأضاف أن بعض المحررين الفنيين السعوديين في المهرجانات الفنية أصبحوا مجرد ناقلين لبيانات المراكز الإعلامية للمهرجانات.
المصــدر
مواقع النشر (المفضلة)