كم ملأت الفراغ فيكم بأشعاري
وكم أهديت الضحى أزهارا
أنا علّمتُ العطر كيف يغني
صار من شدوه الفضا معطارا
أومثــلي يلقى جفاءً طويلا
ويلاقي الإنكار والأدبــارا
كنت أرعى ورودكم يا صحابـي
وبقلبي سألتمو الأمطــــارا
فجعلتـم للتافهـيـن مجالا
ونسيتم سياط شعـري مـرارا
كان منكم خبيثة النفس تهدي
خبثها للورى نهارا جهارا
قل لها كيف تشتهين للطمي
كنت أرضى لو تلبسين السوارا **
أنت كالدود كالجراثيم كالقار
كشعر لقد حوى الأقذارا
إن تدثرتِ فالدثار سواد
أو تغسلت ِكان ماؤك عارا
فاضح فيكِ ذلك اللؤم حتى
هو كالشمس ليس ينوي استتارا
رغم هـذا وذاك يشفـقُ قلبـي
أن أضـرّ الحميـر والأبـقـارا
ليس من همي أن تكونوا خصومي
لستم ُ مثلـي .. لستـم ُ أحـرارا!!
أنا صخرٌ أبـى كـل ضيـم
بعنـاد ٍ يفتـت الأحـجـارا
يفخر الرمل من خطاي ويزهو
حين أمشي وأترك الآثارا
يركع الشعر حين أدعوه عندي
كيف لا يأتي إن أراد الثمارا
أنا إعصار ٌ كنت أخشى عليكم
غضبتي ، هلا ّ خفتم ُ الإعصارا ؟
قد تركت الغثاء دون التفات
ليس مثلي لمثلكم نظّارا
أنا ظمـآن لو علمتـم فإنـي
عبقـري ٌ يهـذّبُ الأشـعـارا
وأديب ٌ وفـوق كـل أديـب ٍ
فاشكروا الله كنت فيكم نهارا!!
** البيت مقتبس من المثل المشهور:
( لو ذات سوار لطمتني )
شعر: ظميان غدير
مواقع النشر (المفضلة)