نساء الجيل السابق منحوا نساء هذا الجيل الكثير من الأشياء ..
منحوهم الروائح ..
رائحة المسك على الرقاب والحناء على الكفوف ..
والياسمين بين الجدائل ودهن العود على الثياب ..
منحوهم الألوان ..
الكحل والزعفران والهيل والتوت البري
والبلح حين تحدق به الشمس ..
منحوهم الأصوات ..
رقرقة الماء ورنة الخلخال وصوت الخشوع قبيل الفجر ..
ولكنهم أبدلوها .. أبدلوها جميعًا !!!!!!
أنهم الآن.. يتعطرون بـ الين.. وفلاور بمب.. وكوكو شانيل ! ..
ويضعون على أظافرهم الوان الغسق
أو درجة الأحمر الحانق من ماك فور إيفر ..
ويرون الألوان هكذا 07 من شانيل ..
39 من إستي لودر ..
و 13من تدرجات ألوان جيفانشي
أنهم الآن لايسمعون صوت الخشوع ..
أو قضاء ليلة كاملة على صوت الرياح و قرقعة احتراق الحطب ..
ولكنهم يستمعون لأشخاص يصنعون الضجة والموسيقى ...
لقد نسوا شعور اللذة في قطف التوت .. أو ملاحقة أرنب ..
ولكنهم الآن يضعون مرطباً بنكهة التوت .. لغرض الترطيب
ولديهم بيجاما في صدرها أرنبًا صغيرًا يقول أحلامًا سعيدة ..
وينامون على وسادة حمراء .. أشتروها في تخفيضات دبنهامز ..
ضوء الشمس لم يعد يعقد صداقة مع أجسادهم ..
فلا يخرجون الا بعد أن يضعون طبقة واقية من حاجز الشمس..
تجعل الضوء يقترب.. ويعود خائباً ..
لم يعودوا يشعرون بسخونة الأرض تحت الأقدام ..
فهم لايعرفون كيف يمشون بدون حذاء شاهق ..
نساء هذا الجيل لا أحد يعرف ملامحهم مطلقاً ..
وصورتهم الطبيعية تنطفيء شيئاً فشيئاً ..
نعم إنها الحقيقة ،،،،،
المرأة تنتقل بين الأماكن بدون جهد ..
وتتأفف أن قاطعتها أشارة مرورية ..
تشعر أن العالم سوف ينتهي أذا عترض طريقها
حادث سير من شأنه أن يؤخرها عشر دقائق ..
المرأة هي آبنه مدللة أنجبتها الحياة وتركتها عند * الناني *
تأكل وتشاهد التلفاز وتذرف الدمع على المسلسلات التركية ..
أنها لاتملك مفاهيم قاسية تنحتها كبشر ..
مواقف نختبر فيها طاقتها ضد الموت ..
بأستثناء الرقص على قدم واحده .. :148[1]:
تنهمك في السخط وتنهمر في الدعاء على الظلم
وجبروت الحياة وصعوبة العيش لأنها
أبتلشت بمطاردات نسائية من نوع " جاكيتها من السيزن الفائت "
" صدقيني ساعتها مو ألماس .. هذا زليكون "
وأهم من ذلك كله .. أنها لاتقدر الحياة
وتهدرها " كماء الحديقة " في تجميع الاشياء ..
نحن نشعر بالخوف وهم يشعرون بالملل ..
نتناول الموت يومياً هم يتناولون آخر
اخبار الصرخات العالمية ..
مواقع النشر (المفضلة)