معجزات الرسول صلى الله عليه و سلم .. انقياد الشجر .. العـــ ( 4 ) ــــدد







إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً
عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ،



سنتعرض معكم في هذه السلسلة لمعجزات النبي صلى الله عليه و سلم الحسية التي شهدها الصحابة
الكرام رضوان الله عليهم رأي العين، بحيث سنتطرق و إياكم في كل عدد لمعجزة، و سنكتفي بما صح
عنه صلى الله عليه و سلم ، فترقبوا معنا هذه السلسلة يا إخواني و أخواتي
الفضلاء و أسأل الله أن يوفقنا و إياكم لكل خير و يهدينا و يستخدمنا في طاعته و يجعل مثوانا الجنة .



-- المعجزة الرابعة "انقياد الشجر له صلى الله عليه و سلم "
روى مسلم بسنده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته
فأتبعته بإداوة فيها ماء، فنظر فلم ير شيئا يستتر به و إذ شجرتان
بشاطئ الوادي فانطلق إلى أحدهما فأخذ ببعض من أغصانها وقال: انقادي علي بإذن الله.
فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده
حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما أي جمعهما، وقال: التئما علي بإذن الله .
فالتأمتا قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس بقربي منه فيبعد فجلست أحدث نفسي
فحانت مني إلتفاتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا
وقامت كل واحدة منهما على ساق .
فهذه إحدى المعجزات الخارقة للعادة التي لا تكون إلا لنبي من الأنبياء




وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ
في سفر فأقبل أعرابي، فلما دنا قال له النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ: أين تريد؟،
قال: إلى أهلي، قال: هل لك في خير؟، قال: وما هو؟،
قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله،
قال : مَنْ شاهد على ما تقول؟ قال: هذه الشجرة، فدعاها رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ
وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخد الأرض خدا(تأتي بسرعة) حتى جاءت بين يديه،
فاستشهدها ثلاثا، فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها .
ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن يتبعوني آتيك بهم، وإلا رجعت إليك فكنت معك )
( الطبراني ).


فهذه إحدى المعجزات الخارقة ، و هي دليل نبوته صلى الله عليه و سلم
وسبحان من خص نبيه الكريم بهاته الآيات و المعجزات المبهرة ،
وقد تبت انسياق الشجر لنبينا صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة
وضعت لكم اثنين منها ، بعد أن تحريت صحتهما
لأنــه كما قلنا ، سنعتمد على ما صح عنه صلى الله عليه و سلم
أسأل الله أن يسقينا من يد حبيبنا محمد شربة هنيئة لا نضمأ بعدها أبداً