للقبر ضغطة لو نجا منها أحدا لنجا سعد بن معاذ فقد روى النسائي أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال في سعد بن معاذ : " لقد تحرك له العرش
وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة ولقد ضمه
ضمة ثم فرج عنه "
وهذا الضغط أو الضم يكون بعد سؤال الميت ويختلف الضم
باختلاف العمل فالصالح يضمه القبر كما تضمه الأم الحنون لولدها
والطالح يضمه القبر ويضغط عليه حتى تختلف أضلاعه
وحكمة ضغطة القبر وضمه هي ما رواه ابن أبي الدنيا عن محمد
التيمي قال :
كان يقال : إن الأرض أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها الغيبة الطويلة
فلما ردوا إليها ضمتهم ضمة الوالدة التي غاب عنها ولدها ثم قدم
عليها فمن كان عاصيا ضمته بعنف
وسخط منها عليه لربها
وقال الحكيم الترمذي : سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا
وقد ألم بذنب فتدركه هذه الضغطة جزاء له ثم تدركه الرحمة
وروى الترمذي أن رسول الله دخل مصلاه فرأى أناسا يكثرون
الكلام فقال : " أما أنكم لو أكثرتم الكلام من ذكر
هادم اللذات لشغلكم عما أرى منكم فإنه لم يأت على
القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول : أنا بيت الغربة أنا بيت الوحدة أنا
بيت العذاب أنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا
وأهلا أما أنك كنت لأحب من يمشي على ظهري فإذا آويتك اليوم
وصرت إلي فسترى صنعي بك فيتسع له مد البصر
وقال هانىء مولى عثمان بن عفان قال : كان عثمان رضي الله عنه
إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته فقيل له تذكر الجنة
والنار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي فقال : إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " القبر أول منزل من منازل
الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد "
قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
ما رأيت منظرا قط إلا القبر أفظع منه " رواه الترمذي
مواقع النشر (المفضلة)