بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبائي ..كنت أقرأ في القرآن الكريم فوقفت عند آيات
من سورة القلم وقرأتها مرارا وتمعنت في آياتها ومعانيها..
وخلصت الى التالي :
معلوم أن هذه الأيام موسم حصاد القمح والشعير ومن واجب
المزارعين إخراج زكاة أموالهم للفقراء
ولكن مع الأسف الكثير لا يعطي حق الله ولا يعرف الله في الرخاء ..ولكن يعرفه عند الشدائد والقحط فليجأ الى الله ..
قال تعالى :

{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }الذاريات19


وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{25}

ما الفرق بين الآيتين ؟

الآية الأولى حق للسائل والمحروم أي صدقات الأموال بشكل
عام ...فمن تصدق فهو خير له
أما الآية الثانية حق معلوم للسائل والمحروم ..
(المعلوم هو الزكاة ) فتعني إعطاء الفقراء حقهم المعلوم
من الزكاة التي فرضها الله بأنواعها على مالكي النصاب من الأغنياء

ولكن من ينكر حق الله والزكاة ماذا يحل به وبماله ؟
اقرؤوا بتمعن هذه الآيات التي فيها كل عظة
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا
مُصْبِحِينَ{17} وَلَا يَسْتَثْنُونَ{18} فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ
وَهُمْ نَائِمُونَ{19} فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ{20}
فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ{21} أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ
صَارِمِينَ{22} فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ{23} أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا
الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ{24} وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ
{25} فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ{26} بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ{27}
قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ{28}
قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ{29} فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ{30} قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ{31}
عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ{32}
كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ{33}
0 سورة القلم

هذه الآيات لها قصة كما أخبرنا بها عزوجل عن أصحاب الحديقة
الغنية بثمارها والذين قرروا أن يجنوا محصولهم ويحرموا الفقراء
منها ..تابعوا معي تفسير الآيات وقصة أهل الحديقة :
- إنا اختبرنا أهل "مكة" بالجوع والقحط، كما اختبرنا أصحاب
الحديقة حين حلفوا فيما بينهم, ليقطعُنَّ ثمار حديقتهم مبكِّرين
في الصباح, فلا يَطْعَم منها غيرهم من المساكين ونحوهم,
- ولم يقولوا: إن شاء الله.
- فأنزل الله عليها نارًا أحرقتها ليلا وهم نائمون,
- فأصبحت محترقة سوداء كالليل المظلم.
- فنادى بعضهم بعضًا وقت الصباح:
- أن اذهبوا مبكرين إلى زرعكم، إن كنتم مصرِّين
على قطع الثمار.
- فاندفعوا مسرعين، وهم يتسارُّون بالحديث فيما بينهم:
- بأن لا تمكِّنوا اليوم أحدا من المساكين من دخول حديقتكم.
- وساروا في أول النهار إلى حديقتهم على قصدهم السيِّئ
في منع المساكين من ثمار الحديقة, وهم في غاية القدرة
على تنفيذه في زعمهم.
- فلما رأوا حديقتهم محترقة أنكروها, وقالوا: لقد أخطأنا
الطريق إليها, فلما عرفوا أنها هي جنتهم،
- قالوا: بل نحن محرومون خيرها; بسبب عزمنا على البخل
ومنع المساكين.
- قال أعدلهم: ألم أقل لكم هلا تستثنون وتقولون: إن شاء الله؟
- قالوا بعد أن عادوا إلى رشدهم: تنزَّه الله ربنا عن الظلم فيما
أصابنا, بل نحن كنا الظالمين لأنفسنا بترك الاستثناء وقصدنا السيِّئ.
- فأقبل بعضهم على بعض, يلوم كل منهم الآخر على تركهم
الاستثناء وعلى قصدهم السيِّئ,
- قالوا: يا ويلنا إنَّا كنا متجاوزين الحد في منعنا الفقراء
ومخالفة أمر الله،
- عسى ربنا أن يعطينا أفضل من حديقتنا; بسبب توبتنا واعترافنا
بخطيئتنا. إنا إلى ربنا وحده راغبون, راجون العفو, طالبون الخير.

- مثل ذلك العقاب الذي عاقبنا به أهل الحديقة يكون عقابنا في الدنيا
لكل مَن خالف أمر الله, وبخل بما آتاه الله من النعم فلم يؤدِّ
حق الله فيها, ولَعذاب الآخرة أعظم وأشد مِن عذاب الدنيا,
لو كانوا يعلمون
لانزجروا عن كل سبب يوجب العقاب.

اللهم علمنا ما ينفعنا ....وانفعنا بما علمتنا ..وزدنا علما إنك
أنت العليم الحكيم