تعد الاجتماعات أبرز مصادر تطوّر المنظمة وتغذية فكر القيادة العليا والإصلاح والتطوير المستمر, لذا تلجاء القيادات إلى عمل اجتماعات دورية لمن هم يمثلونها من مختلف المستويات القيادية, وتكتمل حلقة الاجتماع حول طاولة قد تتخذ أشكالا عدة, إلا أنها قد تتخذ من معالم أشكالها حقيقةً وواقعاً, خاصة حينما تكون تلك الطاولة ذات زوايا فهناك من يمثل الرؤؤس لدى القيادة العليا في تقبل طرحهم وآرائهم والاستجابة لمتطلباتهم رغم محدودية علمهم وقدراتهم ومهاراتهم, ويضل البقية ليمثلوا الجوانب حتى وإن كانوا ذو نظرة ثاقبة ورؤية استشرافية مستقبلية وفكر مبدع وحس مجتمعي عالي, لنترك بعدها الصفحات تعبر عن الواقع المر لبعض المنظمات.
عندها يعود بنا التاريخ إلى تلك الزاوية الجميلة في تلك الأسطورة التاريخية ونسدل الستار على جوانبها المظلمة, إنها تلك الأسطورة التي تتصل بسيرة الملك آرثر الإنجليزي الذي أعدّ مائدة مستديرة ليجلس حولها مائة من الفرسان يمثّلون زعماء المملكة دون أن يكون لواحد منهم ما يميّزه عن غيره حتى تنتفي بينهم المنافسة, فليس هناك رئيس للطاولة، ولا تفضيل في الأصوات بين الحضور.
هذه الطاولة لم تكن طاولة بالمفهوم المادي فقط, بل كانت تجسد روح التساوي والعدالة بين المجتمعين، لذا فأن أي من الجالسين له موقع مميز ويعامل معاملة مستوية ومتكافئة مع أقرانه كتساوي جوانب تلك الطاولة المستديرة, إن اجتماع الطاولة المستديرة يتخذ من التساوي صفة ظاهرية وقيمة داخلية لدى القائد, كما أنها تهدف إلى تسهيل بحث المشاكل واتخاذ القرارات الصائبة, إنها تتعامل مع الموضوعات الأكثر صعوبة وتعقيدا في جو مفعم بالحماس والمسئولية الجماعية والانتماء النابع من الشعور بالعدالة.
إخوتي القادة
تعد المائدة المستديرة رمزا للثقافة السياسية في أوقات الأزمات في المجتمعات التي تتعدد فيها الرؤوس والرئاسات, أليس من حق منظماتنا الإسلامية أن تكون الأولى بكل ما يرمز إلى العدالة والمساوة؛ ليحقق وطننا ريادة عالمية في جميع المجالات منبعها الحب والانتماء في قلوب القادة والأفراد العاملين المخلصين.


أ.غالية بنت عبدالعزيز