صالح حسين اليامي

دائما ما يهتم علماء الإدارة بهرم ما سلو للاحتياجات النفسية وماسلو هو أحد علماء النفس الامريكيين, الذي وضع هرمه المشهور وأصبح مقياس عالمي للاحتياجات النفسية للإنسان, وقد بدأ ما سلو قاعدة هرمه بالمأكل والمشرب, ثم الامن ثم الحاجات الاجتماعية والشكر والتقدير والانجاز أخيرا.

لقد وردت آيات كريمات وأحاديث شريفه تحدثت عن الاحتياجات النفسية حتى أصبح الأمن والجوع كلمتان متلازمتان كما هو موضح بالآيات الكريمات حيث يقول الله تعالى: (ولنبلونكم بشي من الخوف والجوع..) البقرة 155.(وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنه يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) النحل 112.(الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) قريش 4. وفي حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (من أصبح آمنا في سربه ,معافا في بدنه ,عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) .رواه البخاري. هذا الحديث أيضا يمثل قاعدة هرم ما سلو وهي الاحتياجات الفسيولوجية, وتمثل القاعدة الاكبر والاهم على الاطلاق في الهرم والتي لا يستقيم الهرم بدونها.,

هذا الهرم الذي أصبح يُدَرس في علم الإدارة دائما من أجل تحقيق الاستقرار وزيادة الإنتاجية والانجاز للموظفين بصفتهم البشرية, والهرم يتوافق تماما مع نصوص الشريعة الإسلامية كما سبق ذكره ,فعندما يفقد الإنسان الامن فإن جميع متطلبات الحياه الاخرى من صحه وتعليم ووسائل ترفيه وسيارات وطائرات. الخ, هي في الاساس لا تعني شيء. فعند ولادة الإنسان ومع أول صرخة له في الحياه فإنه يبحث أولا عن الطعام. ثم تأتي عاطفة الأبوين ثانيا التي تمثل الامن هنا وهي الأهم في التسلسل الهرمي.

مما سبق نستنتج أن نعمة الأمن هي ركن أساسي في قاعدة الحياه, بل وتعتبر القاعدة الثانية بعد المأكل والمشرب . وعندما نكون نحن المواطنون السعوديون نتمتع بهذه النعمة العظيمة ونحن محسودون بالطبع عليها من كثير من دول العالم , والتي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله جُل اهتماماتها ممثله في وزارة الداخلية والتي تتضح جهودها الكبيرة التي يلمسها كل مواطن بكل فخر واعتزاز, حيث تسعى لراحة هذا المواطن وتذليل كل الصعاب من أجل راحته واستقراره وأن ينعم بالهدوء والطمأنينة .هنا يحق لنا جميعا كمواطنون أن نشكر ونفخر ونعتز بحكومتنا الرشيدة حفظها الله بما تقدمه من جهود كبيره للحفاظ على أمن الوطن والمواطن ,ونسأل الله ان يحفظها ذخرا لهذا الوطن الغالي الذي هو قبله للمسلمين في جميع أنحاء العالم,

وفي الختام وحتى يشعر الإنسان بنعمة الأمن فإن عليه ان يضع الأمن الوظيفي كمقياس بسيط جدا لنعمة الأمن بشكل عام , فعلى سبيل المثال اذا افتقد الموظف البسيط الامن الوظيفي فانه يعيش في قلقل مستمر وعدم استقرار حتى تأتي الضمانات الوظيفية لمستقبله حتى يشعر بالأمان الوظيفي على عمله أو وظيفته , هنا يبدأ الاطمئنان والهدوء والراحة والاستقرار النفسي للموظف , واذا كان الأمن الوظيفي هاجس لكل موظف ,فإن الأمن الشخصي على ضرورات الحياه لكل الناس.الدين,النفس,والنسل,والمال,والعقل.هي من يجب حمايتها من باب أولى ! ليس في الشريعة الإسلامية فحسب بل في جميع الشرائع والاديان السماوية التي تحث على حمايتها . فهل بعد نعمة الأمن على ضرورات الحياه التي نتمتع بها نحن كمواطنون سعوديون دون غيرنا نعمة أخرى تضاهيها. !؟