هي البقية من الماء أو غيره في الإناء ..
و سؤر الحياة هنا تعني إذابة الحياة الدنيا ثم الإبقاء على شيء من سائلها في إناء ما و هي صورة لا نكاد نتصورها في سهولة و ذلك لصعوبة صهر الحياة و إذابتها.
هب أن الناس يمثلون الحياة كل تمثيل ، و هم السائل المقصود و المادة المنصهرة ، فمنا الذي فيه فائدة كاملة ، أو فائدة محتملة سهلة المنال إن جاءت التربية سليمة قويمة.
ثم يبقى عنصر لابد من بقائه و ذلك لإنعدام الرجاء و فقدان الأمل في سلامته وصحته ، وبذلك ينال درجة سؤر الحياة و هي درجة لابد من أن ينالها هذا أو ذلك اليوم أو غداتئذ.
و سؤر الماء بقية تافهة قذرة تعافها النفس ، و تشفق الأرض على حملها ، و هي مهملة عديمة الفائدة ، ففي الناس مَنْ تجده منحطاً قذراً سؤراً لأنه حثالة و بقية جاءت بعد شبع أو ريّ ، و كل ما جاء بعد الظمأ و الجوع إنما هو عنصر غير مرغوب فيه البتة ، بل و يتفاني الناس على إزالته و الخلاص منه وإعدامه كاملا.
هذا هو سؤر الحياة. هل فهمتموه الآن.
ميزان منطقي و واقع مدرك لكل ذي إدراك و حواس فإن طبقناه كان الأمر ظاهراً ، وسرعان ما نعرف السؤر من سواه.
ولكل طبقة من طبقات مادة الحياة – الناس- علامة ظاهرة و علامة السؤر أنه في المؤخرة يسرق كل فوائد الحياة بما يفعله في عضد الحياة.

والله أعلم ... !!