بسم الله الرحمن الرحيم
المشي السريع يوميا قد يحد من الجينات المورثة للسمنة

بينما يصر الباحثون على أنه لم يثبت بعد أن التمرين هو العامل الوحيد.


كتابة: راندي دوتينجا


أشار بحث جديد إلى أنه يمكن لأولئك الذين يمارسون المشي السريع لمدة ساعة يومياَ أن يحدِّوا من الاستعداد الوراثي للسمنة لديهم، مقارنة بغيرهم ممن يقضون الوقت أمام أجهزة التلفاز.
ويؤكد الباحثون أن نتائج البحث لم تُثبت بعد أن التمرين هو العامل الذي يصنع فرقاَ نوعياً، لأنه من الممكن أن يكون هناك شيئا آخر يجعل من يمشون أكثر رشاقة. كما يشيرون إلى أن الفرق يعادل أقل من نصف كيلوجرام عند كثير من الناس.
وقال معد الدراسة كيبين تشي، وهو زميل أبحاث مع قسم التغذية في كلية هارفارد للصحة العامة: "الرسالة هي: بما أننا لا نستطيع تغيير الجينات، إلا أنه يمكننا أن نفعل شيئا لتغيير تأثير تلك الجينات عن طريق زيادة النشاط البدني والحد من السلوك الخامل". وأضاف تشي : "تشير الأبحاث إلى أن الصفات الموروثة قد تكون مسؤولة عن ٥٠٪ من حالات السمنة. وبينما ينهمك العلماء في دراسة ما يسبب السمنة للناس من وجهة نظر بيولوجية، تبرز إحدى المسائل الكبرى وهي: كيف يمكن للشخص أن يوقف المد الوراثي الذي يجعله قابلاَ لاكتساب المزيد من الوزن لمجرد أنه ولد لأب وأم بعينهما؟".
وقد حاول تشي وزملاؤه استخلاص إجابة في دراستهم الجديدة، وخرجوا بإجابةٍ لاتخلو من المحاذير. فقد قام الباحثون بتحليل نتائج دراستين لمتابعة حوالي ٧٧٠٠ أنثى و ٤٦٠٠ ذكر ممن يعملون في مجال الصحة. وشملت الدراستان بيانات حول الوقت الذي يقضيه الناس في مشاهدة التلفاز وفي المشي، وذلك لمدة عامين قبل أن يتم قياس أوزانهم.
درس الباحثون قياسا يسمى مؤشر كتلة الجسم (bmi) الذي يحلل ما إذا كان طول الشخص ووزنه متناسبين. ومعادلته = الوزن (كجم) / مربع (الطول بالمتر). فوجدوا أن الجينات المرتبطة بالسمنة قد عززت ارتفاع الوزن بنسبة 0,13 كجم / م مربع.
فكان أولئك الذين مارسوا المشي السريع لمدة ساعة يوميا، كان لديهم نقص في تأثير الجينات بنسبة 0,06 كجم / م مربع. ومقابل كل ساعتين يقضيها الناس في مشاهدة التلفاز ترتفع كتلة الجسم (bmi) بنسبة 0.03 كجم / م مربع.
تلك الاختلافات لا تصنع فرقاَ كبيراَ عند كثير من الناس. فمثلاَ الشخص الذي يبلغ طوله 180سم ووزنه 90,7 كلجم ومؤشر كتلة جسمه (bmi) يساوي 27,1 ، عندما يزداد وزنه بمقدار نصف كيلو سيزداد مؤشر كتلة جسمه إلى 27,3 - أي أن الفرق لا يتعدى 0,2
يبقى السؤال: هل علينا إذاَ أن نمارس المشي ساعة يوميا لنصد المورثات الجينية لدينا؟
تقول روث لوس، مديرة علم وراثة السمنة والصفات الأيضية ذات الصلة في كلية جبل سيناء للطب: "إننا لا نعرف ما إذا كان النشاط البدني فقط هو الذي قلل من خطر الجينات، أو أن نمط الحياة الصحي بشكل عام له نفس التأثير"، وأضافت: "الناس ذوو النشاط البدني يميلون إلى الأكل الصحي أكثر، وإلى التقليل من التدخين وما إلى ذلك. وفي هذه النوعية من الدراسات يكون من الخطآ صرف النظر عن مساهمة هذه الجوانب المختلفة من نمط الحياة الصحي".
ومن المقرر أن تُعرض هذه الدراسة يوم الأربعاء في اجتماع لجمعية القلب الأمريكية في سان دييغو. وسيتم النظر إلى البيانات والاستنتاجات على أنها أولية لحين نشرها في صحيفة محكمة.