بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة ناصر القحطاني سالفة عمري , اشعار محمد الاحمد السديري , شعر سالفة عمري , ابيات من كلمات الشاعر ناصر القحطاني



(سالفة عمري)

مسا الخيرات وإن طال البطا يالمنزل المهجور
ترى ما ابطا بي الا حالةٍ مثلك يقدرها
إذا عندك عتب لا مانع من معاتب المذكور
واذا عز الرضا تفداك الأعذار ومقابرها
أنا اللي جيت لك و الريح تعوي و الشتا مسعور
ولا به من دفا و المربعانية بأواخرها
تغيّر و انطبع دربك بلون المسك والكافور
وهذي رعشة كفوفي ولابه من يدثّرها
بعد ما كنت أجي بابك بدستور و بلا دستور
و لا أدري إلا وذيك الدرفه اليمنى على آخرها
طموحي عارضته اللي معاها كل شيء يبور
وجاء كسر الطموح أهون علي من كسر خاطرها
سنة ما أقبل نذير الشيب كانت بأوّل الطابور
وكنت أحلامها ذيك السنه و أوّل سرايرها
لقت قدامّها فوضى و قلب وشاعر و جمهور
و جات ورتبتني من جديد و صرت شاعرها
بقييت أسري لها لا همّني وحشه ولا ديجور
أشيل أحلامنا تحت النجوم وهي تفسّرها
سقى الله يوم جابت لي قبل يومين من عاشور
هذاك العسجد اللي جابه الله من عشايرها
غلاها كان تحويشة عمر بشعور فوق شعور
إلين اكتظّت الأشواق و ألهاني تكاثرها
ربت ماهي تحت ريش النعام و في بلاط قصور
و لكن لا ترف له قيمه إلا تحت أوامرها
يحملن أمّهات البيض تسع شهور تسع شهور
على رجوى بشايرها و لا لاحت بشايرها
تقل بدرٍ و لا بأيّات بدر تقول بدر بدور
ولا بأيات بدر بدور.. يعني ما إنت خابرها ؟!
لو استقصوك عنها ما إنت محتاج لشهادة زور
تحت سقفك سحايب ملحها و أمواج سكرّها
ما أرّق المتحف اللي من ورى ضلوعك فدتك الدور
و أنا ما أقوى نظر ما فيه بعد غياب ناظرها
حديقة بيت أهلها .. سورها العالي .. حمام السور
زخارف بابها .. شبّاك غرفتها .. ستايرها
ورق جدرانها .. سجّادها .. تقسيمة الديكور
خزاينها .. هداياها .. رسايلها .. خواطرها
تحفها .. مزهريّتها .. قصصها .. شِعرها المكسور
صورها .. مكتبتها .. أقلامها لمّة دفاترها
زمام السيف .. شال الليل .. حنّا الكف .. كحل الحور
حلقها .. عطرها .. فستانها الأبيض .. جواهرها
مرايتها .. فصوص الساعة البيضا أمّ خمس سيور
خواتمها .. قلايد جيدها .. نقشات أساورها
ملابسها .. بروق ألوانها .. دولابها الممطور
من أزرقها الى أحمرها الى أخضرهاالى أصفرها
نسانيس الهوى اللي ترتشف يشمومه المنثور
صخيفات المناديل اللي احتضنت عبايرها
مصابيح المكان اللي خذا منه النهار النور
سنون أمشاطها اللي ما نست عشرة ظفايرها
بطاقاتٍ يطرزّها صغارٍ يحملون زهور
رحيل الدبله اللي ما تهنّت في خناصرها
زوايا كنّها بلور في بلور في بلور
مسا رزنامةٍ غاب الحرير اللي يغيّرها
وش أقول ليتاماها الكثير الممتلين كسور
و أنا أشياها تحاصرني و أحسب إنّي محاصرها
بكيت و صارت الدنيا قفص و استوحش العصفور
ضحكت و ملّت شبوك القفص من كذب طايرها
عرفت شلون الأرض تدور و أيام الزمان تدور
و الأعيان إن صفت كيف ومتى تذبح محاجرها
و متى تصير القبور بيوت و تصير البيوت قبور
و كيف الذكريات يذوب ماضيها بحاضرها
على الله .. و انت أبيك المتحف اللي للعرب معذور
إذا جتك العيون و صدّت أبوابك نواظرها
تمر أجيال و تصدّر سواليف و تعيش عصور
و تروي سالفة عمري من أولها لأخرها