يُعدُّ طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمدينة الرياض من أجمل وأحدث المشاريع التنموية، بطاقة استيعابية متوقعة تصل إلى 520 ألف سيارة يومياً، تعبره من الشرق إلى الغرب، والعكس.. إلا أن البيروقراطية، وسوء الإدارة، وفوضى المقاولين، وإهمال وضَعف قدرات مقاولي الباطن، واستهتار الشركات المنفذة، أبت إلا أن تشوّه جمال هذا المشروع الحيوي الذي يخدم المواطنين، ويريحهم من الاختناقات المرورية بالمنطقة.
والمشروع متأخر تنفيذه إلى أكثر من خمس سنوات، امتلأت بالأخطاء الهندسية، والتحويلات الخاطئة، والمسارات البديلة الرديئة التي تسببت في إزعاج سكان الأحياء المجاورة للطريق، وضايقت مرتاديه، وسائقي المركبات، وتسببت بخسائر مالية فادحة لأصحاب المحال التجارية الذين توقفت أعمالهم، وتعرضوا للخسائر منذ بدء المشروع.

وتحوَّل طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بما يحمله من اسم عزيز علينا، مع مرور سنوات التنفيذ إلى "لغز محير"؛ فالمشروع الذي بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه عام 1429هـ بتوقيع الهيئة العامة لتطوير الرياض عقده مع شركة سعودي أوجيه (المقاول الرئيسي) بطول 25كم، كان الهدف منه فك الاختناقات، وتحقيق انسيابية المرور بين شرق العاصمة وغربها، وقد دخل الآن عامه السادس متجاوزاً سنوات التنفيذ الفعلية للمراحل كافة.

ومع ذلك لم يتم الانتهاء من الطريق بشكل كامل؛ ما جعله طريقاً مزعجاً، تتكاثر حوله علامات الاستفهام؛ فالتنفيذ متأخر، وهناك فوضى في التحويلات، والصبات الأسمنتية كثيرة في كل زاوية منه تقريباً؛ ما عجَّل بالحوادث المرورية، وضيّق الطرق الرئيسي، وأربك حركة المرور، وما يحيط به من شوارع.

ومع ذلك لا تزال المراحل المتبقية من الطريق، خاصة في الشرق منه، لم تُنفَّذ بالشكل الصحيح، ولا تزال أعمال الحَفْر مستمرة في بداياتها، وآليات المقاولين والمعدات الكبيرة تضيّق المكان، والطرق البديلة المقترحة رديئة؛ وتلحق الضرر بمستخدميها.

ولا يزال المواطنون في شرق الرياض يتساءلون: "إن كان هذا المشروع الحضاري الكبير على مستوى العاصمة، وأحد أهم المشاريع التنموية وأضخمها، الذي نعقد عليه أمانينا الكبيرة بفك الاختناق المروري الذي نعانيه بشكل يومي، وتحقيق انسيابية حركة السيارات، يُنفَّذ بهذه الطريقة (المزعجة) لنا، فمتى نُنصف من (تخبُّطات) شركات ومقاولي المشروع ومنفذيه؟".