تشاهده كل صباح ... قد تلوّح له بيدك محيياً وقد لاتفعل!!! ربما أنك تعرف اسمه فقط وربما أنك لاتعرف الا كنيته بل دعني أقول ربما أنك لاتعرفه على الإطلاق مع أنه لايفصل بينك وبينه الا جدار المنزل ولكن يا لقوة هذا الجدار ويالقوة تأثيره !!!
لقد اكسبك هذا الجدار شيئاً من صفاته وجعلك تقلد كثيراً من طباعه فهاأنت أصبحت جامداً صامتاً جافياً وحيداً تماماً كجدار منزلك وأصبح جارك يعاني الأمرين ويقع في حيرة من أمره عندما يراك فهو لم يرى في حياته جداراً يتحرك ويمشي على قدمين ولكنه مع ذلك ظل يفرك عينيه ليتحقق من الأمر .
جفاء ، وصمت ، وجمود ، ووحدة نراها تخيّم على جيران هذا العصر فأصبح الجار لايعرف جاره وقد تمضي العديد من السنوات وهو لايعرف من جيرانه الا القليل بل إن البعض يتجنب مقابلة جيرانه متعللاً في ذلك بمشاغل الحياة وضغوطات العمل !!
هي مشكلة اجتماعية ولاشك جديرة بالدراسة للوقوف على أسبابها لأنها وبكل بساطة تعيق التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وتقطع عرى المودة والمحبة بين سكان الحي الواحد كما أنها تخلق نوعاً من التنافر والتباعد بينهم ولاأريد أن أذكّركم بما كان عليه جيران الأمس القريب من حب وتكاتف وتعاون وترابط وثيق فما هو السبب ياترى في اندثار هذه الصفات الحميدة بين أبناء مجتمعنا المعاصر ؟!! وهل كان للتحضر والمدنية دور في ذلك ؟!! أم أن رواج المال وكثرة السيولة المادية وقلة احتياج الناس لبعضهم ألقى بظلاله على هذه العادات الجميلة فطمسها وزرع بدلاً منها أشواك الجفاء وأقام جدران الصمت بين الجار وجاره ؟!!! فلا تدع جارك ياعزيزي يعاني من جفوة جدرانك . ودمتم