وسط خذلان العالم للشعب السوري الذي يواجه واحدة من أبشع المجازر والمذابح في التاريخ المعاصر، متحالفة مع الظروف الجوية السيئة التي قتلت عشرات الأطفال، برز الدور السعودي جلياً في مساعدة ذلك الشعب المنكوب في العشرات من مقاطع الفيديو التي توضّح حنكة المملكة في اختيار نوعية السلاح الذي يحتاج إليه الجيش الحر، وأبرزها صواريخ "كونكورس" المضادة للدبابات والمدرعات.وكانت الرياض قد حسمت أمرها منذ وقتٍ مبكرٍ وقررت تسليح المعارضة المعتدلة عندما رأت أن جميع الطرق الدبلوماسية والسياسية لحل الأزمة تؤدي إلى طريق مسدود، ورأت في المقابل أن عديداً من الدول، ومنها روسيا، لم تتوقف عن دعم نظام الأسد بالأسلحة، إضافة إلى أفواج المقاتلين القادمين من إيران والعراق، وقبلهم وصل حزب الله وعدد كبير من الميليشيات الشيعية المتطرفة.

وفي أغسطس 2013 قالت مصادر بالمعارضة السورية والمخابرات ومصادر دبلوماسية: إن قوات المعارضة بدأت في استخدام صواريخ من طراز كونكورس المضادة للدبابات حصلوا عليها من السعودية، ما أعطاهم دفعةً قويةً في معركتهم ضدّ بشار وإيران وحزب الله والميليشيات الشيعية.
ويظهر اليوم تأثير تلك الخطوة السعودية في العشرات من مقاطع الفيديو التي تظهر قوات الجيش الحر وهم يصطادون دبابات النظام وحزب الله بصواريخ كونكورس، ويمكن الوصول اليها على موقع "يوتيوب" بكتابة (سوريا كونكورس) أو (syria konkurs).

لماذا صواريخ "كونكورس"؟

اختيار صواريخ الكونكورس الروسية لدعم الجيش الحر يظهر حنكة العسكريين السعوديين الذين رشحوا ذلك النوع من السلاح بعد أن درسوا الوضع على الأرض جيداً، فقد منح ذلك الصاروخ، الذي يقتل الأهداف في مدى يراوح بين 70 متراً و4 كلم، قوات المعارضة تقدماً إستراتيجياً أمام عدوها الأفضل تسليحاً.
وتبلغ سرعة الصاروخ، المزود برأس شديد الانفجار، 80 متراً في الثانية عند خروجه من الأنبوب قبل أن ينتقل إلى 200 متر في الثانية معتمداً على محركه ذي الوقود الصلب.

ويعتبر "الكونكورس"، الذي دخل الخدمة لأول مرة عام 1974، من الجيل الثاني من الصواريخ المضادة للدروع، وصُمِّم للتعامل مع الأهداف المتحركة والثابتة, ويمكن تحميله على مركبات خاصّة، أو تثبيته على الأرض.