محتارة أنا بين عقلي وقلبي .......... تُرى من منهما صاحب الرأي السّديد والقرار الرشيد
هل أنا عاطفية ................ أم عقلانية ........ وأي شخصية أحمل .....
لمعرفة ذلك لابد أن أستمع لقلبي وعقلي .
القلب : أنا النابض بالحياة ..... أنا مستودع المشاعر الرقيقة .... والعاطفة الندية .
أنا نبع الكلمات الحانية والمشاعر الرقراقة الدافئة .
العقل : وأنت أيضاً مستنقع الحقد والغيرة .... والحسد ... وأنت مصدر المشاعر البغيضة ...... التي تؤثر في قراراتك وكثيراً ما تتحول العواطف الجياشة إلى عواطف تدمر صاحبها
القلب : ومن أنت
العقل : أنا مستودع الذاكرة والتفكير والتدقيق والتدبير ..... أنا كل خطواتي محسوبة وقراراتي موزونة ومدروسة .
القلب : رويدك تمهل ...... وإياك والتسرع .... أما سمعت قولة تعالى ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها )
لقد امتدحني الله عز وجل في آيات عديدة
العقل : ولكن لا تنكر إني مركز الإحساس أنا من اصدر الأوامر التي تسري في الأعصاب أسرع من طرفة العين فتصل إلى جميع الأعضاء
القلب : وأنا عضلة بحجم قبضة اليد أضخ الدماء إلى جميع الأعضاء .... فإذا توقفت عن العمل ....تهلك جميع الأعضاء بما فيها أنت
العقل : أذا كنت لا تعلم مدى أهميتي أيها الجاهل ... فا اعلم إني احمل بين أحضان تلا فيفي مركز البصر ... ومركز السمع ومركز الكلام والتذكر وان عطب أي منها سبب إعاقة لصاحبها وأ نا ما أميز الله به عن سائر المخلوقات
القلب : لست أنت وحدك قال تعالى ( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )
فانا نعمة أعطاها الوهاب للإنسان وقد ميزته عن سائر المخلوقات
العقل : ولكن لا تنسى إني أنا مناط التكليف إذ لا يكلف الله الإنسان البالغ إلا إذا كان عاقلا فجعلني شرط من شروط التكليف
القلب : أما سمعت قوله تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم أم السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا )
والفؤاد هو وسط القلب .... هل تدرك الآن مدى أهميتي
العقل : أيها القلب العزيز أنا لم أنكر أهميتك ابدآ بل أنا احترمك وأجلك فقد قال تعالى ( فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور )
فأنت بصيرة المؤمن
القلب : إذا لابد إن يكون القرار قرارنا معا فقد ميزنا الله عن باقي الأعضاء فأنا النابض بالحياة وأنت النابض بالإدراك والتفكير والذاكرة
العقل : أشكرك على مدحك لي وثقتك بي فنحن الاثنان نسكن جسدا واحد وأنت مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .
إن صدى هذا الحوار مزق شرنقة حيرتي وبدد الظلمات من حولي لتسير شخصيتي في بحر هادئ
لتصل إلى بر الطمأنينة والاستقرار
فأنا في النهاية صاحبة شخصية عقلانية وعاطفية أي إن شخصيتي تكونت نتيجة لاندماج القلب والعقل معا في قالب واحد لتصنع شخصية واحدة .

اختكم / مودة