رافقت "سبق" فريق المكتب الإقليمي اللجنة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا، في توزيع خطة الإغاثة العاشرة للاجئين في المخيمات الأردنية، وأماكن تجمعاتهم، واطلعت على آلية عمل اللجنة، وحصر وتوثيق المستحقين، والتثبت من هوية وشخصية كل لاجئ من واقع الأوراق الثبوتية -وثيقة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة- أو جواز السفر السوري التي تثبت شخصية اللاجئ على الأراضي الأردنية، وعدد أفراد الأسرة، وإعداد كشوف المستحقين آلياً؛ لضمان عدم تكرار الأسماء، والتأكد من عدم حصول اللاجئ أو أسرته على الإغاثة أكثر من مرة في خطة التوزيع المعتمدة، وضمان التوزيع العادل والمستحق للأسرة حسب عدد أفرادها، وإعداد "الكروت الحمراء" التي يدوَّن فيها اسم المستحق وعدد أفراد الأسرة، وتاريخ وموقع التوزيع، والاتصال بهم وإرسال رسائل الجوال لدعوتهم للموقع، انتهاءً بعملية تجميع اللاجئين في أحد الأندية الرياضية، كما اطَّلعت "سبق" على مخازن اللجنة الوطنية السعودية في الأردن، وشاهدت كيفية تخزين الإغاثة وتصنيفها، وحصر جميع ما في المستودعات، وآلية خروجها بموجب كشوف معتمدة للمخازن، بنظام "التوقيع المزدوج" من مسؤول باللجنة الوطنية، وآخر من الإغاثة الأردنية، كما رصدت "سبق" ووثقت قصصاً من مآسي اللاجئين وأحوالهم وظروفهم الصعبة، بعد أن تركوا ديارهم وانقطعت الاتصالات مع ذويهم في الداخل، والحنين إلى العودة، بعد سقوط النظام، والأنين من طول فترة الغربة.
رباع السرحان
انطلقنا في الصباح الباكر مع فريق المكتب الإقليمي اللجنة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا، إلى منطقة "رباع السرحان"، بالبادية الشمالية على مسافة 85 كم من العاصمة عمان، والتي لا تبعد عن الحدود السورية أكثر من 30 كم، حيث الموقع الذي تم اختياره لتوزيع المعونات الإغاثية، والذي يتمركز فيه عدد من اللاجئين، بالقرب من المعسكر الذي أقامته السلطات الأردنية لفرز اللاجئين، وكانت الشاحنات المحملة بالمساعدات، من مؤسسة أوقاف الشيخ صالح بن عبد العزيز الراجحي، سبقتنا إلى الموقع، بعد تحميلها من المستودعات والمخازن، وتشمل البطاطين والتمور، والسلة الغذائية التي تكفي الأسرة لمدة شهر، من طحين وزيت وسكر ومكرونة وأرز وملح وغيرها من المكونات الغذائية التي يحتاجها اللاجئون.

موقع التوزيع عبارة عن ملعب لكرة القدم لمنطقة "ربوع السرحان" حيث اكتظت المدرجات باللاجئين، في حين اصطفت الشاحنات في مساحة واسعة خارج أسوار النادي، وبدأ فريق العمل في المناداة عبر مكبرات الصوت، على أسماء الدفعة المستهدفة من التوزيع، ومن واقع السجلات كانت الأسر المستهدفة في المنطقة 1490 أسرة، بما يقارب من 8000 فرد.

وبعد أن ينادَى على اسم اللاجئ المستحق يخرج من باب المدرج إلى أرضية الملعب؛ للتأكد من شخصيته من واقع السجلات، ووثيقة مفوضية اللاجئين، ويمنح "الكارت الأحمر" المدون فيه اسمه ورقمه وعدد أفراد أسرته، فكل أسرة لها مخصص محدد طبقاً لعدد أفرادها، ويخرج المستحق في اتجاه تمركز الشاحنات ليسلم الكارت لمسؤول التوزيع، ويستلم المخصص له من بطاطين مزدوجة، وتمر وسلات غذائية، وغيرها من المخصصات المعدة للتوزيع في الخطة العاشرة الحالية.

وقامت اللجنة بتوفير عمالة لمساعدة الأسر المستحقة للإغاثة في حمل أغراضهم من الشاحنات إلى مسافة خمسة أو عشرة أمتار بعيداً عن منطقة التوزيع حتى لا يحدث تكدس أمام الشاحنات، ولحين وصول سيارة أو تاكسي أو "وانيت" يحمل مساعدات اللاجئ إلى المخيم أو المكان الذي يعيش فيه.

وقد لوحظ أن معظم اللاجئين في "رباع السرحان" من منطقة محددة في سوريا، ويعرف بعضهم بعضاً، ويساعدون بعضهم، ويواجهون المعاناة سوياً، وأن الأغلبية من النساء والأطفال، وهناك أطفال رضَّع، وُلِدوا خارج وطنهم، وتتفاوت مدة اللجوء في المكان ما بين سنة وسنتين، كما يوجد عدد من كبار السن، ومن أصيبوا فهناك من بُترت ساقه أو يده، ومن أصيب بعاهة مستديمة، كما يوجد عدد قليل جداً من الشباب، ومعظمهم كانوا ممن يعملون في لبنان قبل بدء الأزمة وجاءوا إلى الأردن مباشرة والتحقوا بأسرهم التي فرَّت خارج سوريا، ويغلب على هؤلاء الطابع الريفي والبادية، وهذا ما أكده لنا رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية في الأردن الشيخ علي مزود الجاسم، الذي كان موجوداً في الموقع هو وعدد من معاونيه، وكان يعرف معظم اللاجئين وعائلاتهم.

استمرت عملية التوزيع من الصباح الباكر حتى بعد غروب الشمس، حيث انخفضت درجة الحرارة وبدأت موجة الهواء البارد، في ظل تواجد أمني مكثف من الأجهزة الأمنية الأردنية لتنظيم اللاجئين، ومساعدة فريق عمل اللجنة في أداء مسؤولياتهم، كما تواجد عدد من أعضاء الجمعيات الخيرية والتطوعية المتعاونة مع اللجنة الوطنية السعودية.


بدر السمحان.. المدير الإقليمي
أكد المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا الدكتور بدر بن عبد الرحمن السمحان لـ"سبق" أن الإغاثة التي تقدمها اللجنة السعودية تستهدف جميع الإخوة السوريين على الأراضي الأردنية، إضافة إلى عملها على الأراضي التركية واللبنانية، وقال إن هذا هو دور المملكة في نصرة الأشقاء، وهو دورها التاريخي الذي تقوم به من منطلق عقيدتها وثوابتها، ودورها الإنساني، وبدأ منذ اندلاع الأزمة ومستمرون في دورنا الإغاثي الذي يتزايد يوماً بعد الآخر.

وقال إن آلية العمل في اللجنة تقوم على تقديم المساعدات للأشقاء السوريين سواء اللاجئون في الخارج أو النازحون في الداخل بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أو الجمعيات الخيرية والتطوعية في الأردن، منها الجمعية الخيرية الإسلامية وجمعية الكتاب والسنة، وجمعية "رحماء بينهم" وغيرها من الجمعيات الخيرية، ولدى الحملة فريق متخصص، يقوم بإعداد قوائم المستحقين وأعداد أسرهم وفق وثائق المفوضية، فلا بد للاجئ كي يحصل على الإغاثة أن يسجل لدى المفوضية العليا للاجئين، ويحصل على وثيقة هوية باسمه وصورته، وكذلك مرافقوه من أفراد الأسرة المصاحبين له.

ويضيف "السمحان" لـ"سبق" أنه يتم اختيار مواقع التوزيع وفقاً لمراكز تجمع وتواجد اللاجئين، ولدينا خرائط توضح هذا بالتعاون مع السلطات الأردنية والمفوضية العليا، وعند اختيار المنطقة التي سنقوم بالتوزيع فيها، يتم إحضار كشوف المستحقين وحصرهم، وتحديد الحصص المستهدف توزيعها، وتحديد الكميات، ويتم إبلاغ المستهدفين عبر رسائل نصية عبر جوالاتهم بمكان التوزيع وموعده، وذلك بالتنسيق مع السلطات الأردنية لتأمين الموقع وتنظيم عملية التوزيع، وبعد تجمع المستحقين، تبدأ المناداة على الأسماء، والتأكد من هوية كل مستحق ليعطى المساعدة؛ لتجنب التكرار والازدواجية في التوزيع وحصول الشخص على أكثر من مستحقه، فمهم عندنا بل الأمر الأساسي هو العدالة في التوزيع، وأن يحصل كل لاجئ على ما يستحقه حسب أفراد أسرته.

وقال الدكتور بدر السمحان إن الحملة الوطنية السعودية هي الجهة الإغاثية الوحيدة التي تعمل من خلال أربعة برامج إغاثة غذائية وإيوائية وصحية وتعليمية، ونعمل بين اللاجئين السوريين في ثلاث دول هي الأردن ولبنان وتركيا، إضافة إلى عملنا الإغاثي في الداخل السوري، ونستوعب كل فئات وشرائح اللاجئين، فعملنا شامل، متمدد يشمل مناطق تجمعات اللاجئين، متنوع في تقديم المساعدة والإغاثة، فهناك مخيمات في الزعتري والزرقا ورباع السرحان وغور الأردن، وهناك التجمعات العشوائية للاجئين، والزعتري يعد أكبر مخيم للاجئين في العالم بعد مخيمات دارفور، وقد أقمنا مستشفى كاملاً هناك ومركزاً للتنمية وهو لتعليم اللاجئات الأعمال الحرفية للأسر المنتجة، وتم عمل 40% للبنية التحتية للمخيم من مرافق وخدمات وبناء مطابخ وهو يقع على 880 ألف متر مربع، وبه الآن 2700 خيمة مضادة للحريق، و4500 كرافان، ويتم تغطية المخيم بالخدمات العلاجية والكساء والغذاء.

وقال الدكتور "السمحان" إن توزيع الإغاثة الحالية في "رباع السرحان" و"الزرقا" وغيرها من مناطق اللاجئين هي من تبرعات أوقاف الشيخ صالح بن عبد العزيز الراجحي -رحمه الله وأثابه- والحقيقة هي من أجود وأفضل أنواع الإغاثة سواء من ناحية البطاطين، أو من المواد الغذائية أو التمور والحليب والأرز والطحين والمكرونة والمعلبات، وهي من الأصناف ذات الجودة العالية التي تُستخدم في منازلنا كسعوديين.

وأضاف "السمحان" قائلاً: إننا نعمل من واقع تراكم خبرات أكثر من 14 سنة في العمل الإغاثي، ووفق خطط ووسائل محددة تضمن وصول الإغاثة إلى من يستحقونها، ومن خلال أجهزة الحاسوب عبر نظام "إكسل" فكل لاجئ دوَّن اسمه لدى المفوضية العليا للاجئين له اسم ورقم، ويتضمَّن حالته وعدد أفراد أسرته، ونقوم بطباعة بونات خاصة بالحملة يتم الصرف بها، والمستودعات والمخازن يُسجل فيها بدقة ما يدخل وما يخرج.

وأكد الدكتور بدر السمحان أن اللاجئ الذي يستحق الإغاثة والمساعدة هو فقط من سجَّل لدى مفوضية اللاجئين، وأشار إلى أن تدفق اللاجئين يزيد وينقص حسب الظروف في الداخل وحالة القصف.

وعن مستودعات الحملة الوطنية السعودية قال "السمحان" إن المستودعات مشتركة مع الهيئة الخيرية الهاشمية، ونعمل بنظام "القفل المزدوج" أي لا تفتح المخازن إلا في ظل وجود مسؤول من الحملة الوطنية السعودية ومسؤول من الهيئة الخيرية الهاشمية، وما يدخل بها يسجل رسمياً، وكذلك ما يخرج منها ويوقع عليه من الطرفين.

وقال "السمحان" إن الإغاثة السعودية كسبت ثقة اللاجئين بما تقدمه على الأرض في المخيمات والجودة واتباع المعايير الدولية، والعدالة في التوزيع، وقبل كل ذلك روح الأخوَّة مع الأشقاء الذين يعيشون في محنة ويجب الوقوف معهم ومساندتهم.


أربعة أنواع من البرامج
ويقول مدير مكتب الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا بالأردن سعد السويد إن العلم الإغاثي السعودي يجسد رؤية وتوجهات القيادة والشعب السعودي، الذي هبَّ لنصرة الأشقاء اللاجئين السوريين على الأرض الأردنية وفي الداخل، وقال "السويد" وهو خبير عمل إغاثي عمل في العديد من المناطق في العالم لتقديم الإغاثة السعودية، إن البرامج الإغاثية التي تقدمها الحملة السعودية للأشقاء في سوريا، تتضمن أربعة أنواع من البرامج تبدأ بالخدمة الغذائية ثم الإيوائية فالخدمات الصحية والتعليمية، وهي تقدم في إطار خدمة متكاملة.

وعن مناطق عمل الحملة السعودية على الأرض الأردنية قال "السويد": إننا نعمل على جميع الأراضي الأردنية في أي منطقة بها تجمع للاجئين الأردنيين بالتعاون مع السلطات الأردنية والمفوضية العليا للاجئين بالأمم المتحدة، ولدى المكتب فريق متخصص يقوم بتقديم الإغاثة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الأردنية.

وحول كيفية إعداد القوائم الخاصة بالمستفيدين من الإغاثة قال سعد السويد، إن إعداد قوائم اللاجئين السوريين من اختصاص الجمعيات الخيرية والتطوعية المسجلة في الأردن، فاللاجئ عند عبوره الحدود الأردنية يقوم بتسجيل نفسه وعائلته لدى مفوضية اللاجئين، ويمنح وثيقة تثبت هويته، ثم إلى مناطق فرز اللاجئين، وبعد ذلك يتم إيواؤه، إما في المخيمات أو مناطق الإيواء الأخرى، حيث يتم تسجيله لدى إحدى الجمعيات الخيرية في المنطقة التي يعيش فيها، وعند توزيع الإغاثة يتم إعداد القوائم من قبل الجمعيات الخيرية، التي تتواصل مع اللاجئين، أما التاكد من هوية المستفيد وتسليمه الإغاثة فهذا يكون من اختصاص اللجنة السعودية؛ لتضمن وتتأكد من وصول الإغاثة إلى المستهدفين.

وقال "السويد" إن عملية إيصال الإغاثة إلى المستفيدين تتم عبر معايير وضوابط صارمة ودقيقة، فلا يحصل على الإغاثة إلا من يسجلون أنفسهم لدى المفوضية، ومن لم يسجل لن يحصل على الدعم ولا على الإغاثة، وكذلك من لا يحمل وثيقة أصلية لا يحصل على الدعم، فنحن هدفنا اللاجئ السوري أولاً وأخيراً، وقبل كل شيء، ولذلك يطلب من اللاجئ إحضار أصل الوثيقة الخاصة بالمفوضية وبها مدوَّن اسمه كاملاً ورقمه وعدد أفراد أسرته.


نوعية الإغاثة.. والمواصفات والجودة
ويقول الدكتور عبد الله المطوع مدير إدارة الإعلام في إدارة أوقاف الشيخ صالح بن عبد العزيز الراجحي، إن ما رأيته في عملية توزيع الإغاثة على اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية، وجهود الحملة الوطنية السعودية وفريق الحملة، يثلج الصدر، من تأكد من هوية المستفيد وعدد أفراد أسرته، وطريقة إبلاغ المستفيدين ومناطق التجمع وضبط عملية التوزيع، والحرص على ضبط العملية من كل الوجوه يؤكد الحرص على وصول الإغاثة ودعم المتبرعين إلى المستحقين.

ويضيف "المطوع" قائلاً: لقد شاهدنا كيف يتم ضبط الأمور، وإعداد كشوف اللاجئين من واقع بيانات المفوضية العليا للاجئين، والعمل الدؤوب من المسؤولين في الحملة الوطنية السعودية، وفريق العمل الذي يعمل معهم، وهذا عمل شاق وجهد كبير، يقوم به العاملون ابتغاء مرضاة الله، ولنصرة أشقائهم السوريين، ويشير الدكتور "المطوع"، الذي تفقَّد المخازن والمستودعات وكيفية تخزين الإغاثة وتصنيفها وحفظها، واطلع على ضبط عملية إخراج المواد الاغاثية وحصر الكميات، إلى أن هذه العمليات محكمة ودقيقة وتتم وفق آليات يطمئن لها الإنسان، ويثق في القائمين عليها وقدراتهم وحرصهم على القيام بدورهم المنوط بهم.

ويقول "المطوع": حرصت على أن أشارك إخواني في الحملة الوطنية السعودية ممثلاً لإدارة أوقاف الشيخ صالح بن عبد العزيز الراجحي، منذ بدء عملية التوزيع، ومؤازرتهم في عملية التوزيع، ومخاطبة المستفيدين من الأشقاء اللاجئين عبر مكبرات الصوت، ناقلاً لهم تحيات الشعب السعودي والداعمين والمتبرعين لهم، وأن المملكة حكومة وشعباً تقف معهم وتساندهم من منطلق الدين والأخوَّة في الإسلام والعروبة، وأن الجميع معهم في محنتهم وأن الدعاة والمشايخ والأئمة يدعون لهم بالنصر والثبات حتى يعودوا إلى ديارهم ووطنهم آمنين مطمئنين.

وأشار الدكتور عبد الله المطوع إلى حرصه على استطلاع آراء المستفيدين من الإغاثة من اللاجئين على ما يقدم لهم في السلة الغذائية أو البطاطين والتمور وهل تلبي رغباتهم، فكانت الإشادة بجودة الإغاثة ونوعية الأصناف التي تحتوي عليها السلة الغذائية، وجودة البطاطين وغيرها من الأصناف، وقال: إن هذا الثناء من المستفيدين بما يقدم لهم يدفعنا للمزيد من العمل، وبذل الجهد، فالأعداد كبيرة من اللاجئين، وتزداد كلما ازداد القصف، وطالب "المطوع" ببذل الجهد في دعم اللاجئين وتنفيذ البرامج الإغاثية والطبية، فالأوضاع صعبة، وخصوصاً للأسر التي لا تسكن في الإيواء أو المخيمات فإيجار المساكن مرتفعة جداً؛ فالحجرة بدورة مياه تأوي إليها أسرة كاملة بمبلغ كبير، ويكون الوضع صعباً جداً للأسر التي فقدت عائلها أو خرجت دون عائل.


تجمع "الزرقا"
وفي اليوم الثاني كان التوزيع في نادي الزرقا الرياضي التي تبعد عن العاصمة عمان قرابة 55 كم، حيث وصلت الشاحنات إلى الموقع وفريق الحملة ومعه الكشوف والبونات الخاصة بالتوزيع، بحضور ممثلين عن الجمعيات الخيرية، ووصلت أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين المتواجدين في محيط الزرقا، إلى مدرجات الملعب، وقسم المستفيدون إلى قسمين قسم خاص بالنساء وآخر للرجال، وصُنِّف كل قسم إلى نصفين الأول للأسر التي أعدادها أقل من ستة أفراد، والثاني للتي أكثر من ستة أفراد، ولوحظ تواجد كبير للأجهزة الأمنية للمساعدة في التوزيع، وكذلك شارك في الترتيب عدد من اللاجئين لمعاونة الحملة، وكان التوزيع في الزرقا أكثر ضبطاً وإحكاماً وسهولة في المناداة على الأسماء وتوزيع البونات والحصول على المساعدات، ويغلب على اللاجئين في الزرقا الطابع الحضري، فمعظم النازحين من المدن السورية عكس المتواجدين في "ربع السدحان" الذين يغلب عليهم الطابع الريفي والقروي، واستهدفت عملية التوزيع في الزرقا ألف أسرة بواقع ستة آلاف شخص.