بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة هل قررت مقتلنا ؟

يا صاحبَ السحبِ هل قرّرتَ مقتلَنا؟..
لن ينبتَ العشبُ إن هاجرتَ يا ماءُ
،،
لن يرقصَ الطيرُ فوق الغصنِ من فرحٍ..
لن تطلعَ الشمسُ والأوطانُ ظلماءُ
،،
أنتَ الذي كانت الأشعارُ تطلبهُ..
مُذْ كانَ آدمُ بالدنيا وحوّاءُ
،،
تجفو ونحنُ بلا لقياكَ في كدرٍ..
والحزنُ يمضغُنا والشكُّ والداءُ
،،
أفعى تلفُّ على أرواحِنا وجعاً ..
هذا الغيابُ ، ألم تأتيكَ أنباءُ ؟
،،
ما للحياةِ إذا أنفاسُنا ذهبت..
..إلا الزوالُ وما للموتِ إطفاءُ !
،،
عُد إنّ بَعْدَكَ هذا الكونَ أجمعَهُ..
..كسُنبلٍ أتلفتهُ الريحُ والشّاءُ
،،
كنملةٍ وعِكَابُ الحيّ تنهشُهَا..
كلوحةٍ قادها للنارِ غوغاءُ
،،
كالعُرْبِ إذ تستبيحُ العُجْمُ موطنَهِمْ..
وسيفهم بعصورِ العقلِ ضوضاءُ
،،
يبكون مجداً طوى التاريخُ مَنزِلَه..
كأنّهم بين خلق الله أشلاءُ
،،
همُ الهِزَبْرُ إذا العَدَاءُ بينهمُ..
أمّا لمستعمّرٍ ، ضبٌّ وحرباءُ
،،
ما أجملَ العلمَ ما أبهى محاسِنَهُ..
لكنّهم لقبيحِ الجهلِ أثداءُ
،،
أنّى يكونوا يكُن ذلٌّ يمزّقهم..
وما يميتُ ذهابَ العزِّ إفتاءُ
،،
أفٍّ لهم كم تمادت بالمدى ظُلَمٌ..
تنثالُ مثْلَ بلاويهم إذا جاؤوا
،،
يا منبع النشءِ إنّ النأيَ أعظمُ من..
كلّ الوصوفِ ولم يبلغهُ إنشاءُ
،،
فارحمْ فإنّ إلهَ العرش حاشرُنَا..
وأنتَ للجنّةِ العلياء علياءُ
،،
وأنتَ تعلمُ ما حاكَ الزمانُ لنا..
وأنتَ تدركُ أنَّ الحالَ صحراءُ
،،
هذي الدموعُ على الأطلال نذرِفُهَا..
تبكي ونبكي وعينُ الأرضِ حمراءُ
،،
عُد ليس بعدكَ من نورٍ يلملمُنَا..
عُد كيفما كنتَ ، أنتَ الحاءُ والباءُ