بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة سئمتك إبحاراٌ

كوجهِ اليتيمِ الحائرِ المتطفِّلِ..
رماني بأحزان العروبةِ مَنْهلي
،
ولستُ على هذا وهذا بقادرٍ..
وقد قُدَّ في خَطْبِ المصائبِ كَلْكَلي
،،
أهيمُ إليها والمواجعُ فيلقٌ..
يصولُ بأجنادٍ عليَّ ويعتلي
،
وما سرَّني حين العناقِ عناقُها..
ولكنَّ حالينا كجذعٍ مُجندلِ
،،
تقول بأنَّ العُرْبَ أفناهمُ الهوى ..
فأشرعَ أوهاماً وحُلْكةَ ألْيَلِ
،
لعمركِ إنْ كان المقالُ إجابةً ..
فليس عِناقي عن عُبابٍ وكَوْثَلِ
،،
سئمتُكِ إبحاراً وجئتُ مودّعاً..
وأبياتُ شعري بين نَصْلٍ ومُنْصُلِ
،،
همى بالردى ما كان يسمو بعينهِ..
وبتَّ حبالَ الوصلِ بعد تململِ
،،
وكم من أسيرٍ ما فكَكتُ وثاقهُ
يلوعُ بقلبٍ عاشقٍ متزلزلِ
،،
سقاكِ إلهي ما سقيتِ معذّباً..
بأوجع ممّا ذقتُ حين تجحفُلِ
،،
أمِنْ بؤس فقري عابسُ الدهر هادمٌ
محاريبَ أنفاسي ويُدمي ويبتلي ؟!
،،
وقد كنتُ بل مازلتُ سيفاً مهنّداً..
إذا همَّ ذئبٌ ذادَ عنكِ بمقتلي
،،
وإنَّ صنيعاً لا يسرُّ جزاؤهُ..
لبئس مصير الشاعرِ المتأمّلِ
،،
وما أنا للإشفاقِ ويحكِ سائلاً..
ولكنْ لعشقٍ لا يمورُ ، وَ لي وليْ !
،،
فأين نهارٌ قد وُعِدتُ بشمسهِ..
وأنت بوجهٍ لا إليَّ ولا عليْ ؟!!
،،
أجيبي بعدلٍ ينفضُ الليلَ إنّني ،
لعدلٍ مُضيءٍ ساهرُ الليلِ ، مُختلي !
،،
وإلا فإنّـي للوداع مُـوجِّهٌ..
رِكَابي وآمالي ومائي وجَرْوَلِي