بسم الله الرحمن الرحيم

ها أنا ذا اعود للسراب

هأنذا للقبرِ لا نعيٌ ولا دموع..
تجهّمتْ وغادرت حبيبتي ، قبيلتي ، منازلي ومُزِّقَ الرجوع..
وأُغرقتْ سفينتي بالهجرِ والخنوع..
وأُطفِئتْ شموع
***
هأنذا أعودُ للسرابْ..
مبعثرٌ أصحو على عذابْ ، أغفو على عذاب..
كأنني بين الورى أسطورةٌ ، خرافةٌ يلعنُها مؤلّفُ الكتابْ ..
وقارئُ الكتابْ
***
هأنذا للريحِ للترحالِ للتغريبِ للغيابْ..
سلالمُ العتوِّ والشروع..
تحطمت قريحتي، ويُتّمَتْ قصيدتي ، وجُندِلَ اليسوع..
وما يزالُ في دمي لوجهها نزوع
***
هأنذا دمشقُ يا أعرابْ..
يلوكني الشتاتُ والنزيفُ والخرابْ..
لا أُذنٌ تسمعني ، لا جبلٌ يعصمني ، لا قمرٌ يعشقني..
فكلكم خناجرٌ ، وكلكم ذئابْ
***
هأنذا من صفحتي يهاجرُ الضياءُ والينوع..
فأحرفي دجى..
وأسطري جُزوع..
ومسلكي دعا..
وحيرتي خشوع..
كأنني لجذوة اليبابِ مصطفى..
وذكرياتي والمنى حرائقٌ تضوع..
***
يا قبلةَ الزمانِ والمكانِ كيفما..
قررتِ أن أكون هكذا..
فـإنني أكون