بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة اعرني بعض عينك

أعِرني بعضَ عينِكَ يا غزالُ..
فعيني قد تخطّفَها الجمالُ
،،
وقلبي ليس يُحسِنُ أي نبضٍ..
وماءُ الوصلِ ممنوعٌ مُحَالُ
،،
تباشيرُ الشروق ثيابُ جفنٍ..
وشمسٌ بالخدودِ لها فعَالُ
،،
وفي شفتيكَ أعنابٌ وتوتٌ
تعانقُ.. ليتَ موصوفي خيَالُ !
،،
عجيبٌ أن تكون هنا وحيداً
وأعجب منهُ أن تُدمى الجبالُ
،،
كأنَّ اللهَ أرشدني لكنزٍ..
وبعض الحسْنِ سيفٌ واقتتالُ
،،
أتعلمُ كم بروحي من جفاءٍ..
عن الدنيا وكم للسوءِ حالُ؟!
،،
أصابعُ كفّ آمالي قبورٌ..
وأوجاعٌ من الثكلى تنالُ
،،
على تلك الديارِ سُلبتُ شيئاً..
إذا سلبوهُ من بحرٍ يُزَالُ
،،
معاطبُ من بطون الدهرِ جاءت..
تعانقني ليتلوني ارتحالُ
،،
أميلُ إلى الجنوب فلا اجتنابٌ..
وأدنو للشمالِ ولا اشتمالُ
،،
تقاسمت الرياحُ عتاد عيشي..
فأبصرْ كيف صيّرني النبَالُ
،،
جموحي بين أفواهِ الصحاري..
إذا سُئل الأقاربُ عنهُ قالوا:
،،
مضى للآل حتى لم نجدهُ..
وأغوتهُ المسارحُ والرمالُ
،،
ألا يا قومُ لو تدرون ما بي..
لهانت في نواظركم ثِقالُ
،،
وأيقنتم بأن الصمتَ غِمْدٌ..
وسيفي ليس يعميه النِّزَالُ
،،
لئن كان القتالُ لكم أُجاجاً..
فعندي ماؤه عذبٌ زُلالُ
،،
جناحي بالسماءِ يرفُّ رفّاً
وسيري لا يعطلُهُ الشِّكَالُ
،،
بناتُ الدهر في جفني حِسَانٌ..
وإنْ ذُبحت بمشرقِها ظِلالُ
،،
فلستُ على منازلها حريصٌ..
ولا بالحرص محمودٌ يُخالُ
،،
يَؤحُّ القلبُ إذ طافت خيولي..
على نقصٍ وبالمرأى الكمالُ
،،
أنِرْ دربي وسايرني قليلاً..
ولا تجفلْ فقافيتي ابتهالُ
،،
لعمري كلّ أوصابي عروجٌ
وإسراءٌ إذا المأوى غزالُ !
،،
ألم ترَ كيف دُكَّ الليلُ دكّاً..
بنورٍ منك واكتمنَ الهلالُ ؟!
،،
أعِرْني ، ليس أمراً بل دعاءً..
فما عيني لمأمولٍ تطَالُ