بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة ثيابك البيض

كحّلتُ عيني بطعمِ السهْدِ والأرقِ..
علّي أنال رياضَ الشمسِ والشفقِ
،،
لو كنتَ تعلمُ ما بالقلب من غرقٍ..
لكنتَ أوّل من ينجيهِ من غرقي
،،
إنّي إليكَ ومنكَ قبل طـائفةٍ..
وبعد طـائفةٍ مازلتَ مُـعتنَـقي
،،
كان الزمانُ وكنتَ الأمر في كلَمٍ
يمضي لهنَّ رضاً بالنور والغسقِ
،،

كم من صروفٍ طوال الدهر تمنعها
وكم بضوئك يزهو البدر بالألقِ
،،
حُيّيتَ يا وطناً فاضت منابعهُ..
غيثاً وعدلاً وإحساناً بلا رَهَقِ
،،
طوبى فإنَّ حشود المجد ماضيةٌ..
إليكَ أنت أليس المجد للسَّبِقِ
،،
يا من بذكركَ لا إطناب نعرفهُ..
كلّ اللغاتِ قِصَارُ الجِيدِ والعٌنٌقِ
،،
ماءُ الغدير إلى عينيكَ مبتهلٌ..
والوردُ يكتبُ أشعاراً بمتّسَـقِ
،،
ثيابُكَ البِيضُ لا عارٌ يدنِّسُها..
كنورِ أوّلِ آياتٍ من العَلقِ !
،،
لي في هواك بحورٌ موجها شغفٌ..
عشقاً قدمتُ ونزفُ الشوقِ في ورقي
،،
أنّى تكن كان إيماني ونِحلتَهٌ..
أنّى تكن كان إصباحي ومنطلقي !
،،
لولاك كنتُ مَغِيباً والردى قدراً..
يلوكني وذمار القلب للزهَقِ
،،
كالسيف جئت تصد الشر معركةً..
عدلاً أتيتَ فلا ظلمٌ على أُفُقي
،،
لولاكَ ما أينعت بالأرض مثمرةٌ..
لولاك ضلَّ حكيم القوم بالنَّزَقِ
،،
يا أرفع الناس أخلاقاً ومكرمةً..
عوّذتُكَ اللهَ بالإخلاص والفلقِ