علمت "سبق" من مصادرها أن أحد موظفي الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" زار مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض اليوم، في تطور جديد لحرب البيانات الإعلامية التي انطلقت أمس بين الجهتين.
وتأتي زيارة الموظف عقب ٢٤ ساعة فقط من إعلان مجمع الأمل أمس أن أحد موظفي "نزاهة" كان يمارس عمله بطريقة خاطئة، ويتبنى رأي أحد الموظفين المقصرين.

وتشير المعلومات إلى أن موظف "نزاهة" دخل ظهر اليوم، يرافقه شخص آخر، إلى مبنى إدارة المجمع، وكان بادياً عليه الغضب والعصبية، وطلب عاجلاً المدير التنفيذي، الذي كان خارج المجمع، فطلب من المسؤولين الاتصال به فوراً، وطلب حضوره.

وتبيِّن المعلومات أن موظفي "المجمع" قاموا بتهدئة الموظف، وأحالوه إلى أحد مساعدي المدير، لكنه أصر على الاتصال بالمدير التنفيذي، وتواصل معه، وسأله عن موقعه ومتى خرج من المجمع، وأين سيذهب.

وبيّن أحد موظفي المجمع لـ"سبق" أن موظف "نزاهة" كان في غاية الغضب، وحاول مسؤولو المجمع تهدئة غضبه، وطلبوا منه الهدوء والحديث بدون رفع الصوت، بينما طلب موظف "نزاهة" من أحد المساعدين ملف أحد المرضى، فأبلغه المجمع بسرية ملفات المرضى وبياناتهم، وطلبوا منه خطاباً من "نزاهة" بتكليفه بهذا العمل، فعاد واشتاط غضباً، وهدد بصلاحياته، ثم أبرز بطاقته، وتم إحضار الملف، وحضر المساعد الطبي للترجمة له؛ لأن التقارير باللغة الإنجليزية.

وقال أحد مسؤولي المجمع في اتصال هاتفي مع "سبق": إن المجمع يحترم عمل "نزاهة"، وأبوابه مفتوحة لها، ولكل الجهات، ويقدم لها ما تحتاج من معلومات.

وأكد المسؤول بالمجمع زيارة موظف "نزاهة"، رافضاً التصريح بأسلوبه في الحديث، وما دار في الاجتماع، مؤكداً أن المجمع ينظر بثقة للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وإن وجدت ملاحظات على أي موظف في "نزاهة" فسيبلغ المجمع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والجهات المختصة، مفيداً بأنه لديه ثقة بأن المسؤولين بـ"نزاهة" سيحاسبون الموظف متى ما ثبت إساءته لأعماله أو استغلاله لصلاحياته.

وأشار إلى أن "المجمع يعمل على مدار الساعة، وعليه ضغوطات كبيرة من المرضى وأسرهم نظراً لازدياد عددهم؛ ولا بد أن تحدث أخطاء وملاحظات في العمل". متمنياً أن تكون الجهات الرقابية مساندة وموجهة للعمل، دون مساس بشرف العاملين، واتهامهم بناء على شبهات لم تثبت، وأن تحترم الجهات الرقابية بعضها دون أن تقوم جهة بنسف كل ما قدمته الجهات الرقابية الأخرى، وتستهين وتشكك فيه، وأن يتم معالجة أي خطأ دون تضخيم، وبحكمة.

وطالب المسؤول بالمجمع بأن يكون الحديث عن الصحة النفسية في وسائل الإعلام محفزاً للمرضى للعلاج والمراجعة، دون تشويه سمعة المجمع وتخويف المرضى من مراجعته. وحذر من أن المرضى النفسيين "غير مستبصرين"، بمعنى أنهم لا يدركون أنهم بحاجة إلى علاج، فإذا سمعوا هذا التضخيم والتعميم السلبي عن المكان الوحيد بمنطقة الرياض الذي يقدم لهم العلاج ستزيد شكوكهم ضد العلاج؛ ما قد يجعلهم يوقفون تناول العلاج ومراجعة المجمع؛ ويعرضهم للانتكاسة.

ويأتي هذا التطور بعد يوم من إصدار "نزاهة" بياناً، أشارت فيه إلى رصدها مخالفات في المجمع. فيما رد المجمع في بيان آخر، أوضح فيه أنه يحترم عمل "نزاهة"، وأشار إلى أنه نبهها إلى أن أحد موظفيها المحققين يمارس عمله بطريقة خاطئة، وهو متبنٍّ بشكل غير حيادي رأي أحد الموظفين المقصرين، مفيداً بأنه أبلغ "نزاهة" بأن تحقيقاتها مخترقة، وأن هذه التحقيقات تنشر في معرفات وهمية في موقع "تويتر" منذ شهر.