بدا جمهور ملتقى نرعاك الثاني، الذي يختتم أعماله اليوم الثلاثاء، أكثر جرأة من أي جمهور في الملتقيات الأخرى؛ إذ ناقش الملتقى سلسلة من الظواهر المجتمعية، التي تشكل خطراً على أمن الأسرة واستقرارها.
ومن بين أبرز مداخلات الجمهور ما قالته فتاة، فضلت عدم التواري والاكتفاء بالكتابة التي غالباً تكون بلا اسم صريح.

وقد التقطت الفتاة مايكروفون الصوت متحدثة إلى خبيرَي التنمية الأسرية المستشارَين عبدالله الفوزان وميسرة طاهر بسؤال قالت فيه: "إني أعمل في وظيفة بسيطة، وتقدم لخطبتي رجل كبير في السن، لكنه ثري جداً، فهل من الخطأ الموافقة عليه، وخصوصاً أني أحتاج إلى من يكفيني حاجة الوظيفة؟ أرجو الإجابة بنعم أو لا".

ليجيب عليها الدكتور ميسرة طاهر، بعد أن ظهرت على وجهه علامات التعجب: "يا ابنتي.. ليس دائماً هكذا تكون الحلول، ولا يمكن أن أجيب عن موضوع كهذا بنعم أو لا".

وبإصرار الفتاة على طلب الإجابة، قال "طاهر" لها: "هل عندك ضمان أن هذا الرجل الكبير الثري سوف يتعامل معك، ويحترم إنسانيتك؟ هل عندك ضمان أن هذا الرجل سيؤدي واجباته الزوجية بأكمل وجه؟".

لترد الفتاة أمام الحضور: "نعم.. وأنا متأكدة".

ليرد عليها الدكتور ميسرة: "كيف لك أن تعرفي وأنت لم تتزوجي منه؟".

قالت: "جلست معه أكثر من مرة"!
هذا الحوار دفع الدكتور "ميسرة" للقول: "هذا السؤال يُشتم منه أنها ترغب فيمن يعطيها الضوء الأخضر، وأنا لا أستطيع تحمل المسؤولية. القرار بيدك، وليس بيدي. وأنت مقبلة على مشروع فيه مساحة من المغامرة".

هذه واحدة من المداخلات التي تكشف حاجة المجتمع إلى مرجعية علماء الاجتماع.

وفي الوقت ذاته، تناول الدكتور ميسرة طاهر والدكتور عبدالله الفوزان في أول أيام الملتقى ظواهر مجتمعية عدة، من بينها "ظاهرة تسلط الزوج على أموال الزوجة العاملة"، أو "الزوجة الوارثة".

ويقول المستشار الأسري الدكتور ميسرة طاهر: "قد تكون الزوجة صريحة مع زوجها، وتتحدث عن دخلها وما لديها من ممتلكات.

عندها من الممكن أن تـثـير في نفس الزوج مظاهر الطمع".

وأشار إلى أن هذه القضية تحتاج إلى دراسة؛ إذ يعتقد بعض الأزواج أن ما تمتلكه زوجته له حق فيه، كذلك الزوجة قد تعتقد أن لها حقاً فيما يمتلكه زوجها، بما يجعلها تطمع.

والطمع سيكون مضاعفاً إن اعتقدت المرأة أن مال زوجها وكل ما يملكه لها ولأبنائها، وخصوصاً حينما ينفق الزوج على والديه، بما يجعلها تغضب معتقدة أنه ينفق من مالها.

وقال "طاهر" إن شريحة من الأزواج لم تبلغ قناعتهم المبدأ الشرعي "مال الزوجة ملك لها وليس ملكاً لك"، متسائلاً: من الذي يعطي الزوج حقاً في مال زوجته، إلا إذا تفضلت هي من تلقاء ذاتها؟
مبيناً أنه حينما تكون المستويات التعليمية منخفضة يشيع "طمع الزوج" في مال الزوجة، بل إنك تشتم رائحة "أنه ما تزوجها إلا لأنها موظفة"؛ إذ يصادر بعض الرجال "بطاقة الزوجة للصراف الآلي"؛ ما يجعلها تتوسل إليه لكي يمنحها راتبها. مؤكداً أن بعض الرجال يبتز زوجته حتى يحصل منها على المال، ومشيراً إلى أن أقبح صور ابتزاز الرجل لزوجته بدافع المال هو ابتزازها في "فراش الزوجية".

داعياً إلى عمل مشترك بين وزارة الداخلية ووزارة العدل، غرضه حماية الزوجات "جسدياً ومالياً" من خلال الأنظمة والقوانين.

أما عن ظاهرة البويات فقال الدكتور عبدالله الفوزان: إن من عوامل تحول الفتاة إلى فتاة مسترجلة ما يقع من قِبل الأسرة أو محيط الفتاة بلا قصد، بما يجعل الفتاة تنتقم من أنوثتها.

مدللاً على قوله بما يفعله بعض الآباء حين ينحازون لأبنائهم الذكور على حساب حقوق الفتيات؛ ما يجعل الذكر هو المنتصر؛ الأمر الذي يجعل الفتاة تعتقد أن سمات الذكر هي مصدر القوة المطلقة؛ بما يجعل الفتاة تلعب دور الرجل.