( ما اجمل الوفاء يا من تحبون )

روي أن عبد الملك بن مروان سأل كثير عزة عن أعجب خبر له مع عزة فقال : يا أمير المؤمنين حججت ذات سنة وحج زوج عزة معها ولم يعلم أحد بصاحبه ، فلما كنا ببعض الطريق أمرها زوجها بابتياع سمن تصلح به طعام لرفقته فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت إلي وهي لا تعلم إنها خيمتي وكنت أبري سهما ، فلما رأيتها جعلت أبري لحمي وانظر اليها حتى بريت ذراعي وأنا لا اعلم به والدم يجري ، لما علمت ذلك دخلت إلي فامسكت بيدي وجعلت تمسح الدم بثوبها ، وكان عندي نجئ سمن ( وعاء سمن ) فحلفت لتأخذه فأخذته ، وجاء زوجها فلما رأي الدم سألها عن خبره فكاتمته حتى حلف عليها لتصدقنه فصدقته فضربها وحلف عليها لتشتمني في وجهة فوقفت علي وقالت لي وهي تبكي : يا ابن ( … ) أنشدت



خليلي هذا ربع عزه فعقلي ... قلوصيكما ، ثم ابكيا حيث حلت
ومسا ترابا كان قد مس جلدها ... وبيتا وظلا حيث باتت وظلت
وما كنت ادري قبل عزة ما البكا... ولا موجعات القلب حتى تولت
أناديك ما حج الحجيج وكبرت ... بفيفا عزال رفقة واهلت
وما كبرت من فوق ركبة رفقة ... ومن ذي عزال أشعرت واستهلت
تمنيتها حتى إذا ما ريتها ... رأيت المنايا شرعا قد أظلت
فلا يحسب الوشون أن صبابتي ... بعزة كانت غمره فتجلت
فو الله ثم الله ما حل قلبها ... ولا بعدها من خله حيث حلت
فيا عجبا للقلب كيف اعترافه ... وللنفس لما وطنت طيف ذلت
واني وتهيامي بعزة بعدما ... تخليت مما بيننا وتخلت
فانسأل الواشون فيم هجرتها ... فقل نفس حر سليت فتسلت