لن يكون شهر رمضان المبارك عادياً هذا العام لقرّاء الصحيفة الكرام, فمثلما عوَّدتكم "سبق" - سنوياً - على تقديم تقارير ميدانيّة متنوّعة تتناسب وروحانيّة شهر رمضان الفضيل, تواصل الصحيفة تميُّزها المعتاد, لكن هذه المرة من خلال فكرةٍ جديدة, حيث أوفدت فريقاً صحفياً إلى أوروبا؛ للقاء المسلمين الأوروبيين الجدد, ورواية قصص إسلامهم المشوقة, وكيف اقتنعوا بالإسلام ومَن أثّر فيهم وكيف تغيَّرت حياتهم للأفضل, مع رصدٍ لتفاصيل الحياة الرمضانية للمسلمين وسط المجتمع الغربي.
وستبدأ الصحيفة نشر تفاصيل الجولة الأوروبية تباعاً خلال شهر رمضان الكريم بإذن الله.

فريق العمل المكوَّن من الزميلين محمد حضاض وعمر السبيعي، زار ٤ بلدان أوروبية وتجوَّل في ٨ مدن مختلفة خلال ١٠ أيام، قطع خلالها آلاف الكيلو مترات جواً وأرضاً مستخدماً الطائرات تارةً والقطارات السريعة والسيارات تارةً أخرى، والتقى خلال الجولة ٣٠ مسلماً أوروبياً جديداً، وتعرَّف على عديدٍ من قضايا المسلمين وطبيعة حياتهم اليومية في ذلك الجزء الغربي من العالم، وسينقلها الفريق بتفاصيلها كافةً.

قصص مسلمي سويسرا

رحلة الزميلين بدأت من مطار الملك عبد العزيز بجدة منتصف شهر شعبان، وكانت محطة الوصول الأولى مدينة جنيف السويسرية، وانتقلا بالقطار السريع إلى العاصمة السويسرية بيرن، حيث زارا مجلس الشورى الإسلامي السويسري القائم بجهود ذاتية لخدمة آلاف المسلمين من مواطنين ومقيمين، وهناك استمع الوفد لقصص مؤثّرة لإسلام عددٍ من السويسريين، تنوَّعت بين الغرابة والطرافة والمؤثرة حدّ البكاء.

اليوم التالي غادر فريق العمل بالقطار إلى مدينة شتوتجارت الألمانية، وتجوَّل على مساجد ومراكز إسلامية عدة، والتقى عدداً من المسلمين الألمان الجدد، واستمع لتفاصيل قصصهم الماتعة.

قطار الرحلة واصل مسيرته وكانت الوجهة هذه المرة مدينة ميلوز الفرنسية، ذات الموقع الإستراتيجي حيث تتوسط مثلثاً يضم: سويسرا وألمانيا وفرنسا، وتمثل موقعاً إستراتيجياً ونقطة تمركز لآلاف المسلمين المواطنين والمهاجرين العرب.

إضراب القطارات

في ميلوز كانت الجولة مملوءة بالمواد الصحافية المتنوعة، ولم يعكر صفوها إلا إضراب عمال القطارات الفرنسيين المطالبين ببعض الحقوق، وسط تجاهل حكومتهم.. وبعد ١٠ ساعات من الانتظار التي خفّف من وطأتها الضيافة الكريمة من أبناء المسلمين في ميلوز، تواصلت رحلة العمل حتى حطت رحالها في ليون الفرنسية، حيث يعيش ما لا يقل عن ٦٠٠ ألف مسلم.

في المدينة الواقعة شرقي فرنسا، كان توقيت الوصول موفقاً للغاية، وتصادف مع إقامة ملتقى للمسلمين خُصِّص عن واقعهم في أوروبا بحضور مجموعة من العلماء والدعاة.

في ليون، كان اللقاء شيقاً مع معتنقي الإسلام الفرنسيين، كانت قصصهم تحمل عديداً من الغرائب وتُظهر عجائب القدر، وسيتم سردها بالتفصيل مع بداية الحلقات المقرر لها مطلع رمضان، بإذن الله.

بعد ٣٦ ساعةً من العمل المتواصل انتقل الزميلان إلى العاصمة الصاخبة باريس، وهناك اطّلعا على عديد الفعاليات المُميزة والأنشطة الدورية لجامع باريس الكبير، ولعل أبرزها الدرس المخصَّص لإقناع الفرنسيين المسيحيين المتردّدين في دخول الإسلام، حيث ستسلط الصحيفة الضوء على تلك الأنشطة التطوعية التي يشرف عليها عددٌ من أبناء المسلمين.

مسجد بروكسل والملك فيصل

لم يطل البقاء في العاصمة الفرنسية طويلاً وتحول الفريق غرباً باتجاه العاصمة البلجيكية بروكسل، وفيها استمع الزميلان لقصة بناء جامع بروكسل الكبير، التي كانت بمبادرةٍ نادرةٍ تبناها المغفور له - بإذن الله - الملك فيصل بن عبد العزيز، قبل نصف قرن، وجاءت إيذاناً بالاعتراف الرسمي للدين الإسلامي في بلجيكا ثم تبعتها الدول الأوروبية.

هلال فرانكفورت الأخضر

في بروكسل، كانت اللقاءات مختلفة مع معتنقي الإسلام من أبناء البلجيك، تنوّعت تفاصيلها بين المؤثر حتى البكاء، والطريف حدّ الضحك.

آخر محطات الفريق كانت مدينة المصارف الأوروبية، ذات المطار الشهير فرانكفورت الألمانية.. وفي مراكزها الإسلامية، كانت فرحة لقاء الموفدين القادمين من بلاد الحرمين الشريفين باديةً على ملامح الألمان، وجاء الاستقبال مميزاً، مثل باقي المراكز الإسلامية التي زارها الفريق.

كانت اللقاءات حافلةً بالتفاصيل الغريبة، وتعرَّف الفريق على تجربة "الهلال الأخضر الفرانكفورتي" تلك التجربة الحضارية التي تبناها عددٌ من المتطوعين لخدمة المُسنين من أبناء الديانة نفسها، وسيتم نشر تفاصيلها لاحقاً بإذن الله.

بعد تلك الجولة الشاقة الطويلة، عادت طائرة الزميلين إلى أرض الوطن محملةً بعشرات القصص والانطباعات عن مسلمي أوروبا، وسيتم تقديمها بلغةٍ صحافيةٍ سلسة؛ لا تليق إلا بـ "سبق"، ويستحقها قرّاء الصحيفة الكرام خلال أيام الشهر الكريم.