الفصل الخامس الجزء 4
وصل ناصر للمطار وهو مشتت .. ما حب النظرة اللي كانت في عيون هدى شتقصد لما قالت له انها ضحت ؟؟ .. استرجع كلماتها في راسه مره ثانية
(( أنا ضحيت بحياتي وانت رافض تضحي بصديقك ؟؟ )) ..
ضحت بحياتها ؟؟ أي تضحية ؟ وكل هالضجة بسبب أنه رفض أنه يتخلى عن فايز في أكثر اللحظات اللي بيحتاجها فيه ؟ .. كل سنه يصيفون في اوروبا .. كل سنه !! .. يترك مصالحه ومشاغله عشانهم ويتقبل ثقل دم اخوانها وطلباتها المزعجة .. كل سنه !! .
كان فايز ينطره وابتسامه عريضه على وجهه .. سأل ناصر للمرة المليون
" قالت لك زوجتك أنهم قبلوا بي ؟؟ .. "
كان ناصر معصب فطلع صوت مبهم اكثر منه اجابه " هممم ..."
" انزين ماقالت لك متى العرس ؟؟ متى أشوفها ؟؟"
بطرف عيونه طالع ناصر لفايز وفجأة كل العصبية اختفت لما شاف نظرة غريبة على ملامح فايز .. شيء ماشافه من زمان .. الراحه !! .. ملامح فايز كانت مرتاحه ومبتسمه بطريقه ما يألفها .. قال بسخريه " لاتستعيل كأنك ياهل .. بس نوصل يصير خير .. "
ياهل .. بالضبط ملامح فايز في هاللحظة كأنه ياهل ناطر يروح الألعاب .. ورجع ناصر لأفكـاره أول ما جلس على مقعده في الطياره .. تذكر معجبه اللي قالت له عن موافقة أهل الريم المبدئية .. وسكرت التلفون بدون أي كلمة ثانية هل هو يظلمها ؟ ولا هي اللي تظلمه ؟
" شالسالفه ناصر من ييت المطار وانت في عالم ثاني في شيء ؟؟ "
حس ناصر أنه يخرب شعور فايز بالفرح فإبتسم وقال " أفكـر في قصة جديده نويت انشرها "
فجأة طق بيده على راسه " نسيت المقالات ! "
" أي مقالات ؟ "
" اللي كتبتها للجريده .. مب مشكله بذكر هدى تطرشهم فاكس لرئيس التحرير "
" اييه المقالات .. تدري .. أحيانا أنسى أنك كاتب لأنك ولامرة تكلمت معاي لا عن الكتب ولا عن الثقافة ولاحتى سألتني عن رأيي في كتاباتك "
حس ناصر بخيبه فايز وعتبه لكنه قال الحقيقة
" فايز .. أنا أهرب من كل شي لما أيي وأيلس معاك .. أهرب من الحروف والكتب والثقافة وكل شيء . ..أنت تعرف ان في مجالس ثقافية في بيتي كل شهر .. بس لما تتعب نفسيتي ما أفكر على طول اقص تذكره وانط هنا لعندك اغير جو أفضفض لك ..لاتظن أني مستعد أضيع معاك دقيقة في الكلام الخرابيط الل اكتبها .. ""
***********
كانت الريم طول اليوم منعزلة في الغرفة تفكـر .. هل بتتزوج ؟ معقولة ؟ .. شعور سيء لما الأنسان مايتوقع ابسط الحقوق لنفسه ..
دخلت البندري وهي متضايقه وعيونها حمرا
" وينج ؟"
طالعت لها الريم واستغربت النبرة المبحوحه
" أنا طول اليوم في غرفتي في شي ؟؟.. "
" انزين تعالي معاي للمستشفى .. أنا تعبانه "
" اوكي بس أغير ملابسي "
بدلت الريم ملابسها والبست نقابها وهي مستغربه من حالة البندري .. اسندت البندري وراحت مع جدها للمستشفى ،أول مرة تشفق الريم على البندري تقريبا هي وحيده ومحد يحبها !! .. حتى أبوها مب معطها أي اهتمام ..
بعد ساعتين من الانتظار طلعوا من المستشفى الريم وجدها بروحهم ..
قالت لجدها " الطبيب يقول اذا تحركت في خطر على حياة الجنين .. فإذا تبي هالحمل يثبت لازم تترقد .."
قال الجد مستغرب " لكنها في الشهر الثالث .. بتم ست شهور في المستشفى ؟"
" أعتقد أنها مابتتحمل .. "
قال الجد بلهجة آمرة " مالج شغل فيها .. بطرش الخدامة تجابلها .. لاتروحين لها وأذا حد قال لج غر هالحجي قولي لي "
" بس يا يدي حرام .. خل أكسب فيها ثواب "
" انتي وراج عرس إذا الله كتب .. أنا سألت عن الريال وعجبني اللي سمعته الكل يمدح بأخلاقه ..ورفيجي سأل عنه في مصر وسمعته هناك انه محترم وايد .. الله يكتب اللي فيه الخير يا بنيتي .. "
نزلت الريم راسها ..وتمت تفكر ف المجهول .. لكنها قررت في نفسها انها لازم تحفظ كرامتها قبل كل شي .. فكرت ف الشروط اللي وصلت لها .. مابتقول لحد غير الملا اللي بيجيبونه ..
" وين سرحت يالريم ؟ "
" سلامتك يدي ..بس أفكار لاتودي ولاتييب "
شغل جدها الراديو وكانت فيه اغنية لعبادي .. صكره جدها على طول لأنه مايحب الأغاني .. ..
" الله يقطع الزحمه .. بنتم ناطرين هنا لوقت طويل .."
طالعت الريم للسيارات عبر الدريشه مايهمها ان انطرت في الزحمة ..رغم انها بترتاح من ازعاج البندري لها في هالفترة لكنها آخر شي تبيه هو انه ترجع للبيت .. لأنها بترجع لوحدتها وحياتها الفاضية ..
*********
" يا حبيبي ..فديت عيونك ماما في المستشفى حبيبي .."
كانت شيخة تحاول كل جهدها أنها تهديء محمد اللي انتابته لحظة شوق لخلود .. شمس اوقفت بعيد تتفرج .. ببرود عجيب قهر شخه ونوير اللي يحاولون يهدون ف الولد .. وكل هالمأساة بدت بس لأن أمهم جوزة راحت الجمعية مع خالتهم معجبة وكان محمد نايم وماهان عليهم يصحونه ..
التفت نوير لشمس
" شمسه فديت روحج سوي شي .."
ردت ببرود
" آخذه لأمه ؟"
كان ردها صدمه لشيخه ونوير .. تموا يطالعونها مستغربين .. في هاللحظة دخلت جوزة ومعجبة وأول ماشافت جوزة حالة حمود اركضت ولمته متجاهله حالتها الصحية وعطته من الألعاب اللي يابتها وكأن جوزة بديل لخلود رضى محمد بشوفتها و نسى موال (( أبي أمي )) ,,
راحت شمس لغرفتها ودخلت معجبة لقسمها وتمت شيخه والنوري مع امهم علقت شيخه
" يمه شفيها هالمجنونه شمس ؟؟ و لا كأنه ولدها كأنه ولد الجيران !! ""
قالت جوزة بأبتسامه " بعد عرس الريم بتفرغ لها وأشوف شسالفتها "
صرخوا البنات (( عرس منو ؟))
" عرس الريم .. بنت خالتكم انخطبت أمس ويدها طلب مهله يفكر .. بس تقريبا هو موافق ماعنده مانع .. بس مجرد شكليات .."
ابتسمت شيخه ونوير .. قالت نوير " أخيرا !! .. عرس في بيتنا !! آخيرا بلبس فستان وأروح الصالون ؟ .. كنت أتمنى هالأشياء البسيطه ..خصوصا بعد مانبذونا اهلنا "
لكزت شيخه نوير بعد ماتغيرت ملامح جوزة .. مسكت جوزة محمد وخذته لغرفتها ونادت الخدامه تييب الأغراض التفت شيخه بسرعه للنوري " انت ماتستحين ؟؟ شالكلام اللي يضيق الخاطر ؟؟ امي ماصار لها أيام طلعت من المستشفى تبين تردينها له ؟ "
" اسم الله عليها بس انا ما قلت شي .."
طلعت شيخه لغرفتها وتمت نوير في الصالة مكتئبة جلست على السوفا وتمت تقلب في قنوات التلفزيون بدون تركيز ..
لنوير قصة خاصة فيها ... قصة ببساطه انتهت لما عرفت بنت جيرانهم ان اخوها يبي نوير زوجه له .. نوير ماكانت تحب أحد .. وبنت طريقها محدود من البيت للجامعه ..لكنها تفاجأت في يوم من الأيام ببنت جيرانهم ساره آل خليفه تدخل بيتهم وتهزأها وتطلب منها انها تبعد عن اخوها !! .. طبعا نوير كانت تحمد الله مية مرة ان محد كان في البيت في هذيك الحزة غيرها
(( هيه يا بنت الناس احترمي نفسك وابتعدي عن اخوي مانبي قربكم ولانبي نناسبكم .. احترمي عيوزكم و لاحنا من ثوبكم ولا انتم من ثوبنا .. ))
عصبت نوير وردت بقهر " ومن انتي ومن اخوج ومن سمح لج تدخلين هالبيت وتتطاولين علي بالحجي .. "
(( سحرت اخوي يالسحاره طيحتيه في حبالج من انتي ؟؟ انت ولاشيء !! لاتحلمين بـ خليفه آل خليفه !! تراه حلم شوفي لج حد من مستواج ولاتطالعين للعالي ترى بتنكسر رقبتج))
انقهرت نوير واغرورقت عيونها ولكنها قاومت دموعها وتنهدت وقالت بلهجه بارده (( اسمحي لي ..البيت يتعذرج ولاتحلمين في يوم اني بوافق على اخوج اذا طلبني بعد هالكلام اللي نطقتيه ,,ريحي قلبج والله يشهد اني لا اعرف اخوج ولاسحرته ..واسمحي لي مابقوم بواجب ضيافتك .. اعتقد انج تدلين الباب )) ..
تمت نوير واقفة مصدومه وطلعت البنت من هذي البنت ؟ ومن اخوها ؟ وليش تهجمت عليها في بيتها ؟؟ لكن نوير قررت انها تنسى ..لكن الأيام مارضت تنسيها لأن في الكورس اللي طاف انصدمت في أن هالبنت معاها في نفس المقرر فتجاهلتها نوير ..خليفه آل خليفه .. شتبي مني ؟؟ ومن وين تعرفني ؟ .. لكنها أسئله ماتحلم أنها بتلقى أجوبتها في يوم من الأيام ..
" وين أمي ؟"
صحت نوير من أفكارها على صوت ماجد " في الغرفه ..تبي شي ؟"
جلس ماجد جنبها وسألها " شفيج ؟"
حطت راسها في شليله
" الريم بنت خالتي انخطبت .."
ماعلق ماجد قرر يسكت وكملت نوير " وانا كنت فرحانه انه بتصير مناسبه نفرح فيها وقلت كلمه ضايقتها .."
مسح ماجد على شعرها بحنان وماعلق ..كان في داخله امواج من الافكار والمشاعر .. اكيد امه بتحقد عليه ..
"انزين يا حلوة ..اخوج يوعان شتحطين له ؟"
" الحين فديتك خسى الجوع .."
نطت نوير للمطبخ وتم ماجد يفكر ..يتمنى أنه سافر يبعد لين ينتهي موضوع الريم على خير ..لكن بيته كله حريم ..مايقدر يخليهم ويسافر وهالأيام الوضع صار يخرع يسمع من الشباب دايما عن مواقف عن عيال الحرام اللي يتهجمون على بنات خلق الله ويلحقونهم لين بيوتهم .. ابوه ترك له مسؤولية اربع بنات .. اللي تقدموا لهم لحد الحين مايناسبونهم ابدا ..خواته جامعيات وجميلات واخلاق .. كان مفتكر انه بزواج شمس ارتاح من همها لكنه للأسف ابتلش زياده .. صافية ونوير وشيخه الخطاب محدودين ..صج للحين خواته صغار .. بس الأيام تركض . لو عيال عمه مب مقاطعينه كان انحلت هالمشاكل .. باستثناء احمد اللي دايما معاه ..لكن عيال عمه نايف وسعد الكبار ولايعبرونه في كلمه ..بس هو مايرخص بخواته لأي كان .. نايف وسعد سمعتهم في المغازل والسفر معروفه مستحيل يبيع خواته برخيص علشان يرتاح من همهم لأشخاص مثل عيال عمه ..
رجعت نوير بيدها صينيه فيها فطاير وسلطه ودجاج بمايونيز
" الصبح امي مسويه هالفطاير روعه . . يلا سم بأسم الله واقهر جوعك "
"تسلم ايدين الغالية اللي سوتها ويعطيج العافية يا اختي على هالوجبه السنعه "
************
الفصل الخامس الجزء 5
مر اسبوع تم فيه كل شيء حسب الأصول ..ورد الجد على فايز بالموافقة وتمت الخطبة وقرروا يملجون في الوقت نفسه .. قرروا البنات انهم يسوون حفله للريم فجهزوا كل شيء ومعجبة كانت تآخذهم بالمشاوير وحجزت المصورة والصالون ووصت على الفستان من دبي ..
تكتمت الريم على اللي في قلبها من اسبوع والكل كان يحس بتوترها ..
قبل الملجه بيوم في المجلس العود كان ماجد وناصر وفايز وعبدالهادي وأبوه وابو طلال جالسين يتكلمون عن كل الترتيبات .. العرس بيكون محدود خاص بالعايله بس خصوصا ان فايز تقريبا ماله حد بهالبلد غير اصدقاءه وجيرانه اللي بيحضرون عرس الرياييل بس ..
الجد عجبته وايد شخصية فايز كان يحس انه ريال فاهم وعاقل وذكي .وفكر بطلب الريم فخذه على جنب لداخل وقال له " ياولدي لك الحق بالشوفه الشرعية . انطر هنا دقيقة انادي لك خطيبتك تفضل لهالمقلط .. "
دخل الجد كانت الريم تجلس مع شمس وهي متخوفه كانت طلبت من جدها انها تكلم فايز بروحهم قبل الملجة بعد ما سألها جدها عن رأيها .. وقررت أنها تلبس بدله حلوة .. طبعا لافتقار الريم لبدله مماثله احتاجت تستلف من شمس وحطت لها شمس شوي مكياج خفيف والبست شيلتها وغطت شعرها ..
دخل الجد وكان اول مرة يشوف الريم بهالجمال واعجبه اكثر انها كانت محتشمة .. قال لشمس اللي تجلس جنبها " يا بنتي بدخل خطيبها يشوفها وانا ساحبه بالخش لأني عارف عيالي مجانين يعتبرون الشوفه الشرعيه حرام وعيب فدخلي لغرفة داخل .. "
وافقت شمس وانسحبت وتمت الريم قلبها يدق بقوة ودخل فايز بعد ماناداه جدها ..
تفاجأ فايز بهالملاك الي وقف جدامه هالملامح الجميله وهالهدوء ووالخجل اللي ارتسم في هالة غريبه حولها .. حتى ما تجرأت ورفعت عيونها له كله تطالع الأرض في خجل وارتباك .. طلع الجد شوي ونطر برا .. تقدم منها فايز واقترب وايد وهي ابعدت شوي من الخوف .. بسبابته ورفع راسها بحركه بسيطه وشاف عيونها اللي تحاول تهرب منه وانسحر بشفافيتها وهدبها الأسود وحواجبها .. كانت جدامه الأنسانه اللي بيقترن فيها آخر عمره .. قطعه من الجنه ..
همس لها
"طاالعي لي .. "
التقت نظراتهم حست الريم برجفه داخلها وهالانسان يطالع لها هالنظرات .. هاالغريب اللي ملامح ويهه سمحه فيها شيء غريب ونبرة صوته فيها رقة غريبه
وكان فايز حاس أن عندها كلام تقوله لأنه ما اقتنع بفكره أن الجد يبي له الشوفه الشرعيه .. فقال
"يالغالية اذا انتي مجبورة على شيء تكلمي .. واذا في خاطرج شي .. لاتستحين ..هذا زواج .. هل عندج شروط خاصه ؟"
ابتعدت الريم شوي عنه وخذت نفس علشان ترتب اللي تبي تقوله . ..
" يا أخوي .."
" أنا مب اخوج .. أنا بصير ريلج .. ناديني بإسمي فايز "
"أستاذ فايز .. "
"" بدون استاذ ..لاتحطين الكلفه بينا "
حست الريم يأرتباك غريب ..
" عندي شرطين .. أتمنى انك تراعيني فيهم . .أولهم مهم والثان حسب ظروفك وامكانياتك "
" لاتستحين مني يابنت الناس .. طلباتج أوامر .. "
كان فايز مسحور بهالكيان اللي جدامه ..بهالانسانه واللي دخلت قلبه من اول نظره .. وسكنته وحركت فيه شعور جميل ماحسه في حياته .. يبي يحميها ويبيها تكون بس له .. يشيل أحزانها ويكرمها ويحبها ..يحبها اي يحبها ..
قالت الريم بأرتباك رغم ان مشاعرها كانت متضاربه وكانت بعد ماعاملها بهالطريقه بتتراجع عن شروطها .. لكنها لازم تشرط عليه .. قالت بهمس
" ببدأ بالشرط الثاني .. أبي أسافر لأخوي .."
" أخوج ؟"
" أخوي عايض ..هاجر لأمريكا .. وانقطعت أخباره .. "
رغم احساس فايز ان الشرط الأول بيكون صعب .. لكن هالشرط كان تافه بالنسبة له ..فقال مبتسم " مثل ما تآمرين .. والشرط الأول ؟ "
سكتت الريم لفترة ..لكنها استجمعت شجاعتها وقالت
" اليوم اللي تعايرني فيه بأمي بكون محرمه عليك .."
انصدم فايز ماتوقع مثل هالشرط .. لكنه سكت شوي نزل عيونه وقال
" ماكون ريال اذا عايرتج بشيء مالج دخل فيه .. أنا شاريج انتي .. "
كلامه ريح الريم وايد وادمعت عيونها من شعور غريب احتل كيانها .. قالت
\" وانت ما عندك شروط خاصه ؟"
رفع عيونه من على الأرض وقال " ما أتجرأ أشرط عليج .. حياتي بتكون ملك لج .. وشاريج من دون شروط .. وكبرتي في عيني بهالشرطين اللي طلبتيهم . ..أذا في خاطرج شي لاتستحين . ما سألتيني عن اخلاقي ولا عن طباعي "
ابتسمت الريم بعفوية " الأطباع المكتوبه في قلوب اصحابها ماتنقال ..بس بنعرفها مع الأيام .. ونتعرف عليها .... والأخلاق أنا متأكده أنك سيد الناس بأخلاقك .. بس حبيت أعرف رأيك بشيء "
" شرط ثالث ؟"
هزت راسها " لاء .. بس ..رأيك .. "
" ممكن اعرف عن ايش ؟"
في حياتها كلها كانت الريم مترددة تطلب أي شيء لنفسها .. لكن هالرغبه كانت في نفسها من زمان ..
" هل بيزعجك اذا كملت دراستي ؟"
انصدم فايز .. دايما يسمع البنات يشترطون اكمال دراستهم قبل كل شي ..وهالانسانه ماتبي تشرط هالشي عله بالعكس تبي تعرف رايه بس .. يعني بتمشي حسب شوره ورغبته لا أكثر .. ابتسم بود وقال براحه
" طبعا ما أمانع .. بالعكس بيسعدني هالأمر "
ادمعت عيونها ..ولمح دمعتها وكان وده يمسحها بأصابعه .. بس احترم نفسه واستأذن وطلع بعد ما حس ان الوقت سرقهم وانه بيخذل الجد بأخلاقه أذا استغل انفراده فيها ... كان الجد يجلس في المقلط .حس فايز انه الجد يبي يعرف شصار بينهم . جلس فايز جنبه وقال له
" انا شاري بنتكم يا جدي .. وماشفت منها إلا كل زين وأخلاق .. "
قال الجد بتوتر " هل كانت لها شروط تضايقك .؟"
" بالعكس شروطها معقوله ولها الحق فيها .. "
" ممكن أسأل يا يبه شنو شروطها ؟"
سكت فايز شوي بس قال بعد فتره " بس تبينا نسافر لأخوها ..تبي تعرف وين أرضه .. "
ما اقتنع الجد .. لكنه قال " ترى بنتي الريم ماشافت من هالدنيا الا القليل .. انت بتفتح عيونها على كل شي ..على السفر واشياء وايد .. بس أنا مربيها وانا واثق من اخلاقها .. مهما كان الشرط اللي تخفيه أنت عني انا واثق انه ماراح يسيء لكرامتها .. "
دخل في نفس اللحظة عبدالهادي وابو طلال مستغربين ..لكنهم من شافوا فايز وابوهم يالسين ويتكلمون تغيرت نظرة الشك اللي في عيونهم فعرف فايز انه كان عنده حق انه ترك الريم وماطول الحجي معاها .وإلا كان سوا له سالفه ..
في الناحية الثانية ..ملامح فايز الأسمر بعارض خفيف وأنف طويل وعيون سودا في بالها .. طوله وعرض كتوفه و رقته معاها .. استغربت الريم هل ابتسمت لي الدنيا ؟؟ معقولة ؟؟ قالت لشمس عن خطيبها وافرحت شمس لها .. وعلقت " حبيتيه ؟؟ "
لكن الريم عقدت حواجبها " تعرفين اني احقد على هالمسمى .. ما أحب الحب .. انا ارتحت له لا أكثر .. "
قالت شمس " مصيرج تحبينه "
"لاتكونين متأكده من هالشيء "
ضحكت شمس وقالت " تراهنين ؟"
" أراهن .. كم تبين ؟؟ "
قالت شمس " ما أبي فلوس .. بس أبيج تعترفين لي أن الحب تمكن منج .. لا أكثر "
ضحكت الريم " انا واثقه من نفسي .. ماراح أحب .. أكره الحب .. فاعتبري نفسك خسرتي الرهان .. أنا أبي منج ساعه ""
" اوكي .. بعد سنه ؟"
" بعد سنه "
********
**********
كانت معجبة في قسمها حطت قناع الكيوكامبر بالأفاكادو تجهز أشياءها لحفلة بكره ..وصلها مسج . ." صاحية ؟ "
الرقم غريب .. أكيد ناصر ..متى غير رقمه ؟ .
دقت على الرقم ورد صوته وانعش شي من روحها رغم كل التهدجات الل فيها
" ناصر انت في البلد ؟"
" ايه فديتج .. اشتقت لج .. "
"أنا أكثر .. جيت مع فايز ؟ "
كان ناصر يتمشى على الكورنيش في هاللحظة الشارع اللي يحبه فالليل ويحب انه يتمشى فيه ويشتاق له رغم سفراته الكثيرة ..
" طبعا ما أقدر أطوف مناسبة مثل ذي "
" الله يبارك لهم "
" انزين حبي .. تعالي لي .."
ارتبشت معجبة وطالعت القناع الاخضر على ويهها والأغراض اللي ترست الغرفه وتحتاج منها لمسه ترتيب ..وبعدين طالعت الساعه 8 .. بس قالت في نفسها ليش لأ ..تطور من ناصر انه يبي يلتقي فيها في داخل هالبلد ..
" انت وين ؟"
" بروح بيتي ..تعالي لبيتي البيت فاضي .."
" بيتك ؟"
" ايه .. هدى والعيال مسافرين .."
انقهرت معجبة وانترست عيونها دموع
" انت شفاكر نفسك ؟؟ كل مرة اهاناتك تزيد عن حدها واطنش بس يوصل الامر لهالدرجه ؟معقولة ؟"
" شفيج معحبه ؟؟ شبلاج انتفضتي جي شاللي قلته ؟؟"
" صج لاقالوا ..أن كنت تعلم فتلك مصيبة ..وأن كنت لاتعلم فتلك مصيبة اكبر .. انا زوجتك على سنة الله ورسوله مب من خايسات هالشوارع اللي تهربهم لبيتك ..لي كراامه ولاتظن بدخل بيت هدى مثلي مثل اي وحده من الشارع .. خلاص يا ناصر تعبت منك .. "
صكت التلفون وبيأس مسحت بيدينها القناع اللي مالحق يجف على ويهه وهي تبجي ..
كان ناصر منصدم من شيئين .. شلون مافكر بهالشي ء ؟ ليش ماحط لها بيت ؟؟ شلون اهانها وطلب ان يلقاها مثل اي اثنين ماعندهم ذمة ؟؟ رجع يتصل فيها وهو مغمض عيونه ندم
ردت معجبة " نعم "
" أنا .. آسف .. انزين تعالي ابي اشوفج هنا على الكورنيش او مطعم .. "
نست معجبة كرامتها للمرة المليون ووافقت على انهم يلتقون في مطعم بيجننز ..
اغسلت وجهها وحطت مكياج والبست بدلتها وعباتها .. ونزلت تحت .. كانت شمس رجعت من بيت الريم
" طالعه يا خالتي "
" ايه .. تعالي متى تداومين ؟ اجازتج طويله ؟"
تنهدت شمس وقالت باستسلام " استقلت من الدوام من اسبوع وشيء "
" شنو ؟؟ ومتى ؟؟ وليش ماقلتي ؟؟"
" بسبب تحيزهم السخيف مثل هالعله ناصر اللي قلت لج عنه يغييب اسابيع مايتكلمون ..اطلب نقله مايتحركون ..لكن انا اغيب لان امي فالمستشفى سوى لي تحقيق ..طلعت بكرامتي .. خالتي لاتقولين لأمي .تعرفين صافية توها مستقيله .. فما حبيت امي تتكدر . روحي لطريقج .. أنا تعبانه من الصبح مع الريم وابي أرتاح "
طالعه معجبة ساعتها وقالت " مابتأخر عال11 برجع ... "
كانت الساعه 9 الا ربع .. تأخرت وايد .. ركبت سيارتها وتوجهت للمطعم .. الديكور كان عبارة عن صور وآلات الجاز .. كان مريح نوعا ما .. اخذوا طاولة عند قسم العائلات . ..
مسك يديها وقال " آسف .. ما أعتقد أني كنت أفكر .. "
قالت برجا " أرجوك ياناصر ..لاتفتكر أني بدون أخلاق وأني بنتهك حرمة بيت هدى لأي سبب من الأسباب "
" قطي النقاب ."
بهدوء شالت النقاب والتقت عيونهم .. فيها عتب وشوق
" شالجديد ؟ .. غر يبه انك طلبت تشوفني ... أعتقد أن زواجنا مبني على أساس انا مانشوف لبعض في الدوحه ."
دايما تخرب هاللحظات باستغرابها وسخريتها .. قال بعصبية
" انتي مصرة يعني تهزأين مني ؟؟ انتي تعرفين اني بسافر اوروبا ورى زوجتي واهلها ولابرجع لين شهر 9 .. يعني لازم تذليني وتذكريني ان سبب ابتعادنا هو خوفي من زوجتي واهلها ؟؟ لازم تسألبين هالأسئلة الماصخه ؟ .. ودي مرة أقولج شي ماتسأليني ليش أو غريبة .. اقول اشتقت لج تقولين مامداك ؟؟ .. معجبه أنا أحبج .. عندي ظروفي صحيح .. بس لاتكسريني بسخريتج . الكل يضغط علي . .ما احتاج لأي ضغط اضافي "
يا الويتر وحط لهم المنيو مسكتها معجبة وطلبت ستيك وناصر طلب سلطة وفاهيتا .. اول ماراح الويتر قالت معجبه بهدوء
" وأنا أبيك تعاملني كزوجه ..مب عشيقه ولا رفيجه ولا وحده تلعب معاها فالتلفون ..أبيك تتذكر ان لي كرامه .. سخريتي جزء من دفاعي عن نفسي .. دايما تكلمني بأنحطاط كأني أقل منك بدرجااات .. دايما تطلب مني أشياء لاعقل ولامنطق يرضى فيها .. أرجوك ناصر تذكر اني زوجتك ..بس أطلب منك انك تتذكر اني زوجتك .. عاملني بأحترام شوي .. انا رضيت بكل شروطك صحيح بس لاتحرمني من أبسط حقوقي أنك تعاملني كأني زوجتك .. ما أبيك تكون مسؤول عني في أي شيء .. بس على الأقل يوم تكلمني في التلفون ..تذكر اني شاريتك واني زوجتك ..وأن بينا عشرة وعيش وملح . وأني أحبك .. تذكر هالشيء .. لاتجرحني وتخليني اطفش منك .. اختي كانت في المستشفى بين الحياة والموت ومااتصلت فيني تقويني وتساندني مع اني طرشت لك مسج .طلعت اختي ماسمعت منك الحمدالله على السلامه .. "
قال ناصر " أنا طرشت بوكيه ورد "
" بدون اسم !! ... توقعته منك .. "
" عجووب .. خربتي مزاجي كله .. "
طالع الأطفال الي يلعبون في قاعه الألعاب اللي جنبه .. انزلت دموع معجبه
" كالعاده .. المهم انت ..مزاجك انت .. ومشاعرك انت .. وهلك انت .. وأنا .. طز .. "
وقفت لكنه مسك بيدها ومنعها " اجلسي "
اجلست وهي تبجي بقهر .. " أنا أحبج .. "
طالعت له معجبه منصدمه " انتي تفتكر اني مراهقة تنطر هالكلمة بلهفة ؟؟أنت متوقع اني بشفى وبنسى بس اسمعها ؟؟ تحبني ؟؟ لا يا ناصر ..أنا أحبك بس انت أصلا ماتعرف الحب ..خساره أنك مفكر ان الحب كلمه تنطق .. الحب التزام ..الحب احترام .. الحب اخلاص الحب ثقة .. .. اذا تحبني صحيح .. ما فكرت تذلني .. مافكرت تدفنني بالحياه يوم طلبت مني أسوي عمليه وأصكر انابيبي علشان ما أييب عيال ..ماوثقت فيني خفت أعلقك في ياهل .. لو تحبني صحيح .. ماتسببت بطرد شمس من شغلها .. لو تحبني صحيح .. كان قدرت مشاعري ولاكلمتني وزوجتك جنبك .. "
مسكت شنطتها وطلعت وهالمرة ماوقفها .. تم يطالع نقابها اللي نسته وبدون وعي مسكه وشمه .. كانت ريحتها فيه .. وبدون وعي فكر ان هذي آخر مرة بيشم هالريحه ..
هذي اول مرة تتكلم معاه معجبة بهالجبروت وهالقوة .. كانت دايما قنوعه وراضيه ..كانت دايما دايسه على كرامتها .. يمكن لأنها في بلاد غريبه وتخاف يرميها في الشارع او تضيع ؟؟ هل الوطن يعطي هالقوة للانسان ؟ ..
***********
في الموقف ماقدرت معجبه انها تسوق ..انهارت على السكان تبجي حست بذل مابعده ذل .. مسحت دموعها وشغلت السياره وهي تقول لنفسها
" أخيرا !! .. انتقمت لكرامتج وخسرتي حبج الوحيد ؟ "
تذكرت هذيك اللحظة لما أخذها للعيادة .. وطلب منها هالطلب .. كانت في نص القاهرة وشعور بالضيااع يتملكها .. وتو تزوجوا من شهر ..سوت العملية بعد ما أكد لها الطبيب بعيد عن ناصر انه في امكانيه انه تعكس العملية .. ما كرهت ناصر بالعكس .. انتابتها احاسيس كثيرة ..
شغلت الراديو .. وصوت عبدالمجيد يرن بأحساس
خلص حنانك مابقى إلا قسوتك ..
اقسى علي اقسى حلالك فدوتك ..
قبلك قست دنياي وأنت تمون ..
شفت السعاده يوم عيني شافتك
أسعدتني الله دايم يسعدك ..
لو سقت لي هم وحزن هالكون
شفت الحزن فيني فرح مخزون ..
صكرت معجبة الراديو .. امسحت دموعها وتذكرت انها بدون نقابها . تلثمت بشيلتها وساقت لين البيت ونفسيتها منهارة .. احبك ياناصر بس انا محتاجه افكر شوي .. اللي سويته عشانك وايد .. بس .. انت ماسويت شيء..
دخلت البيت كانت جوزة في الصالة .. من شافت دموع معجبة قالت
" في شي ؟"
" لا .. بس تهاوشت معاه .. قهرني وانفجرت في ويهه .. بس لاتخافين القطو يحب خناقه .. مالي إلا أني أرجع له وهو ما نطق كلمه كأنه واثق من هالشيء .." "
ما سألتها جوزة عن شي .. قالت بهدوء وهي تطالع الساعه " قومي نامي ..بكره الصبح لازم تروحين الصالون وبعدين ملجة الريم بكره .. لاتنسين ريحي اعصابج "
مواقع النشر (المفضلة)