جامعة ...
مواقف كلية التجارة ...
ركبت الدرج للمواقف و صارت تلتفت حوالينها ، شافته واقف بجنب سيارته ، منزل رأسه و يلعب في تلفونه ، إبتسمت و صارت تمشي له ، حس فيها تقترب منه فرفع رأسه لها ، عدل وقفته و بعدها صار ينزل أكمام دشداشته و يعدل في كمته ، إبتسمت ، عادة مستحيل يتركها و كأنه لين ألحين يريدها تنعجب فيه ، ليش ما يعرف أنها صارت تعشقه و تعشق كل شيء فيه ، إقتربت منه : إنتظرتني كثير !
إبتسم : راضي أنتظرك طول حياتي !
إبتسمت أكثر و ضربته على كتفه بخفة : يبالك تعطي دروس في كلام الحلو !
إبتسم و مسك يدها و هو يبوس كفها : دروس في كلام القلب !
سحبت يدها و هي تحرك رأسها بقلة حيلة .
ضحك و سحب الروب اللي بيدها و هو يحطه على أكتافها : إلبسيه ، أريد أشوفك بروب التخرج !
سجدة و هي تنزل الروب عن أكتافها : بتشوفني بعد يومين في حفل التخرج !
إبتسم و فتح لها باب السيارة : كيف كانت البروفا ؟
سجدة و هي تركب : متعبة !
ضحك و سكر الباب ، مشى لجهته ، ركب و حرك السيارة .
سجدة و هي تلتفت له : خاطري في آيس كريم !
عتيق و هو يبتسم : ألحين باخذك لأقرب باسكن !
سجدة إبتسمت و لفت للقدام : إتصلوا فيني ، الكل مجتمع بالمزرعة ، نروح ؟
عتيق : أنتي تريدي تروحي ؟
سجدة و هي تحرك أكتافها بخفة : عادي !
عتيق : عيل ما نروح ، بنطلع و هو يلتفت لها و يحرك حواجبه بخبث : لحالنا !
إبتسمت بحياء و هو وقف السيارة قدام باسكن : إيش تريدي ؟
سجدة : خلينا ننزل باخذ لي شيء كبير !
عتيق : ههههههه .
نزلت و هو نزل وراها و صار يلحقها للداخل ، جت بتفتح الباب بس جا شباب قبلها و مد يده ليفتح الباب ، لمس يدها بالغلط ، سحبت يدها بسرعة و هي مرتبكة ، مرتبكة بس ما مثل أول ، ما عادت تعيش بهذاك الخوف .
الشاب و هو يلتفت لها : آسف أختي .. سكت و هو يشوف عتيق يقترب منها .
مسك يدها و رجعها لوراء شوي ، رفع عيونه للشاب و تكلم بنبرة حادة و هادية بنفس الوقت : إمشي !
الشاب تبلعم : أنا آسف ! لف يمشي بسرعة .
سجدة و هي تلتفت لعتيق : كان بالغلط !
عتيق و هو يحرك رأسه بالإيجاب : أعرف ، ما سويت شيء !
إبتسمت و هو إبتسم : كان خاطري أكسر يده بس شفتيني إكتفيت بنظرة !
سجدة إبتسمت أكثر : و خليك دوم كذي مكتفي بهالنظرات !
عتيق و هو يلف يشوف على الشاب اللي صار يركب سيارته : خليني أعطيه نظرة ثانية !
ضحكت ، ضربته على كتفه و صارت تسحبه معاها للداخل ، و هو ما عاد مثل أول ، صار أهدى بكثير ، يعصب بس يحاول يتحكم بحاله ، مبسوطة لأنه قادر يوفي بوعده ، قادر يوفي بهالوعد مثل ما هو قادر يوفي بكل وعوده .
***************************
مستشفى .......... .
إلتفتت له شافته يحرك رجوله بتوتر ، مسكت يده ، ضغطت عليه و بهدوء غير اللي تحس فيه : إيش فيك هدي حالك ، إن شاء الله خير !
حرك رأسه بالإيجاب و حاوط يدها بيدينه ، متوتر لأنه ما يريد يشوف نتيجة سلبية هالمرة ، أخذها لعدة مستشفيات ، بعدة بلدان ، البعض كان يقول ما في أمل و البعض الآخر قال غير كذا ، عالجها و شفت ، هالكلام من سنة بس لين ألحين ما حملت ، كل مرة تطلع لهم النتيجة سلبية ، يعرف أنها كل مرة تحط آمال كثيييرة و بعدها تتحطم كلها ، يعرف أن هي مانها هادية مثل ما تبين بس تحاول تتدارك .
إنفتح الباب و دخلت الدكتورة مع نتائج التحاليل ، مشت لكرسيها و جلست ، نزلت عيونها للأوراق و بعدها رفعتهم له : مدام ف ..
فاتن و هي تزيد من مسكتها على يده : ن .. نعم !
الدكتورة و هي تحرك رأسها بالنفي : النتيجة سلبية ، إبتسمت بهدوء : إن شاء الله مرة الجاية !
غصبت إبتسامة على شفايفها و حركت رأسها بالإيجاب ، إلتفتت له و من ثم إلتفتت للدكتورة ، قامت و قومته معاها : شكرا !
الدكتورة حركت رأسها بالإيجاب و هم طلعوا ، صارت تمشي للسيارة و هي تحاول تمسك دموعها بقدر الإمكان ، يكفيها و يكفيه ، ما في داعي للدموع ، كل مرة تبكي إيش تستفيد ، تحرق قلبها و تعور قلبه ، ركبت السيارة و هو ركب ، إلتفت يشوف عليها ، شافها تسكر الباب و تلف للشباك ، أخذ نفس و سحبها له ، نزلت رأسها بسرعة ، خافت يلمح دموعها ، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها لها ، طبع بوسة هادية على جبينها و بهدوء : ما راح نيأس !
غمضت عيونها تاخذ نفس ، فتحتهم ، إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب .
إبتسم لما شاف إبتسامتها ، أخذ نفس بإرتياح ، لف للقدام و حرك السيارة .

بعد شوي ...
وقف السيارة قدام الفلة ، نزل و إنتظرها تنزل ، نزلت و مشت له ، مد يده لها و هي إبتسمت و مسكت يده ، إلتفت يشوف على السيارة الموقفة بطرف الثاني من الفلة : ميان عندنا !
فاتن لفت تشوف على السيارة : اليوم الخميس ، فكذي !
حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي للداخل ، شافوهم مجتمعين بالصالة فمشوا لهم .
قاسم : السلام عليكم !
أم قاسم و ميان : و عليكم السلام !
أم قاسم جت بتسألهم بس تراجعت ، إذا كان في أي خبر كان ما تخبت فرحتهم عن أحد ، أكيد طلعت النتيجة سلبية ، تنهدت بقلة حيلة و نزلت عيونها للولد اللي جالس قدامها ، كان يمكن يكون لقاسم ، كان يمكن يكون هذا ولده بس سبحان الله ، الله ما راد يكون ولده كذي ، طفل عمره سنتين بإعاقة عقلية ، منغولي ، ما راح يكبر مثل باقي الأطفال ، ما راح يقدر يكون مثلهم .
فاتن سلمت على ميان و بعدها نزلت للطفل و حملته : باخذ علووي معاي الجناح ، إشتريت له كم شيء !
ميان رفعت عيونها لها بس ما ردت ، رغم كل اللي سوته فيها ، تعاملها و لا كأن صار شيء ، تقول نست و سامحت ، رفعت عيونها لولدها ، سامحت لأن الله عاقبها في ولدها ، يألمها تشوفه كذي بس ما تقدر تعترض لحكمة ربها ، ما عندها تقول غير الحمدلله على كل حال !
: سلاااام !
الكل إلتفت لها
سارة بمرح : خيانة مجتمعين و ما تقولوا لي ؟
قاسم إبتسم : أصلا نحن تونا بس مبسوطين إفتكينا منك بس لا ، وين تكتمل فرحتنا و أنتي كل إسبوع تراوينا وجهك !
فتحت عيونها : قاااسم !
قاسم : هههههههه !
سارة ضحكت و بعدها سلمت على الكل و جلست تشاركهم بالكلام .
فاتن ضلت شوي عندهم و بعدها ركبت لجناحها مع الولد ، دخلت و مشت للغرفة ، فسخت شيلتها و عبايتها ، جلست على السرير معاه و صارت تلعبه ، تحبه و متعلقة فيه كثير ، يمكن لو كان لقاسم كان ما قدرت تكون معاه كذي ، ما كانت بتتحمل هالفكرة بس مانه له ، ميان تزوجت قبل سنتين ، كانت رافضة الزواج بس أم قاسم غصبتها ، ما كانت مبسوطة ، ما تعرف إذا هي مبسوطة ألحين و لا لأ بس هي ما فيها تاخذ هم غيرها ، نزلت عيونها لهالطفل ، تحب إبتسامته البريئة ، تنسيها كل شيء ! رن تلفونها فإلتفتت للكمدينة ، أخذته و ردت .
ضحك مع سارة شوي و بعدها قام يركب لجناحه ، فتح الباب و صار يمشي للغرفة ، شافها على السرير و علي يلعب قدامها ، إبتسم و إقترب منها بس إختفت إبتسامته و هو يشوف دموعها ، إقترب أكثر و جلس على السرير بمقابلها ، رفع رأسها له و بخوف : فاتن ، إيش فيك ؟ إيش فيك تبكي ؟ يا حياتي لا تزعلي ، ما راح نيأس .. إذا ما اليوم ، بكرة ، الله كريم !
رفعت عيونها له ، إقتربت منه و حطت رأسها على صدره : قا .. قاسم أنا حامل !
فتح عيونه : إيششش ؟؟ بعدها عنه بسرعة : أنتي إيش تق ..
حركت رأسها بالإيجاب لتأكد له ، إبتسمت من بين دموعها و تكلمت : أنا .. حامل !
قاسم و هو يحرك رأسه بعدم تصديق : بس .. بس الدكتورة ..
فاتن و هي تبتسم أكثر : ما كان تقريري .. ألحين إتصلوا فيني من المستشفى .. و أكدوا لي !
قاسم ضل يشوف عليها شوي و كأن مانه قادر يستوعب ، إقتربت منه ، حضنته و صارت تبكي ، إبتسم و حاوطها له بقوووة : الحمدلله ، الحمدلله !
حضنته أكثر و هي تحس الدنيا ما سايعة فرحتها ، تبكي و تضحك ، مبسووووطة و طايرة من فرحتها ، راح تكون أم ، راح تحس فيه يكبر بداخلها ، ولدها هي !
بعدها عنه و صار يمسح دموعها : قومي ، يا حياتي ، قومي خلينا نصلي لنا ركعتين !
إبتسمت و إلتفت لعلي ، سحبته لحضنها و تنفست بإرتياح : الحمدلله !
إبتسم على حركتها ، قام و قومها معاه ، صاروا يطلع لبرع الجناح ، يبشروا الكل بفرحتهم .
***************************
فلة أبو داؤود ...
وقفت قدام التسريحة تمشط شعرها ، رفعتهم و ربطتهم ، سمعت الباب ينفتح فرفعت عيونها للمراية تشوف عليه ، إبتسم لها و هي ردت بإبتسامة ، لفت له و صارت تمشي له ، باسته على رأسه و عدلت وقفتها : إيش فيك ؟
عمر و هو يتنهد بملل : مليت ، ليش ما رحنا مع الكل ؟
سناء إبتسمت أكثر : لأنه راح نطلع لحالنا !
عمر و هو يتنهد مرة ثانية : وين نروح ؟
سناء : مكان يعجبك !
ضل ساكت شوي و بعدها : نروح البحر ؟
ضحكت و حركت رأسها بالإيجاب
ضحك بفرح و صار يركض لبرع الغرفة : أروح أخبر بابا !
إبتسمت و لفت للكبتات ، مشت لهم و فتحت أحد الأبواب ، أخذت نفس و طلعت الصندوق ، طولت كثير ، ما عاد في داعي تخليه عندها ، ما عاد في شيء يربطها فيه ، مجرد ذكرى اللي ما له بحياتها أي مكان ، ما له أي معنى ، راح تتخلص منه ، تتخلص لتفك نفسها حتى من هالذكرى ، سمعت خطواته تقترب منها فإلتفتت ، إقترب منها أكثر و حاوطها من بطنها و هو يحط رأسه على كتفها : ناديتيني ؟
إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب : خلينا نروح البحر و نسهر مثل قبل !
إبتسم و هو يطبع بوسة هادية على جبينها : ما طلبتي شيء ! و هو ينزل عيونه للصندوق : ليش طلعتيه ؟
سناء و هي تأخذ نفس : أتخلص منه !
داؤود و هو يرفع حاجب : جد ؟
إبتسمت على حركته : جد ، جد و هي تمشي للسرير و تحمل بنتها النايمة : يللا خلينا نمشي !
إقترب منها و حملها عنها : أنتي إلبسي شيلتك و بتشوفيني تحت !
حركت رأسها بالإيجاب و راحت تلبس شيلتها بسرعة ، أخذت الصندوق و نزلت لتحت .

بعد نص ساعة ...
جلست على الرمل و هو جلس على ركبه قدامها و هو يحاول يشعل النار ، إلتفت لها : ما يصير ، في هواء !
سناء و هي تقطب حواجبها : أنت جرب بالأول !
داؤود : صار لي ساعة أجرب ، ترى مانها سهلة !
حركت عيونها بملل ، دفعته و جلست بمكانه ، حاولت كم من مرة و إشتعل ، إبتسمت و إلتفتت له : سهلة !
ضحك : إنزين ، إنزين ، لا يكبر رأسك ألحين !
ضحكت و فتحت الصندوق ، أخذت أول دفتر و جت بترميه بالنار بس وقفها بسرعة .
عمر : ماما لااااا !!
سناء و هي ترفع عيونها له : ليش ؟
عمر و هو يقطب حواجبه : كذي بتلوثي الجو !
سناء : أنت خليك عند سمر ، روح إلعب معاها !
قطب حواجبه أكثر ، لف و صار يمشي لأخته و هو يتمتم لحاله بكلام غير مفهوم .
داؤود ضحك و إلتفت لها : ترى جد ، بتلوثي الجو !
سناء و هي تقطب حواجبها : إيش فيكم علي ؟ ألحين بغير رأيي !
داؤود و هو يحاوطها من أكتافها : يللا ، يللا ، إنزين خلينا نبدأ !
أخذت نفس ، أخذت أول دفتر و رمته في النار ، أخذت دفتر ثاني و ثالث لين وصلت لآخر دفتر ، إبتسمت و فتحته على آخر صفحة ، قرأت اللي مكتوب فيه و كتمت ضحكتها ، أخذت الورقة ، كسفته و حطته في حضنها .
إستغرب من حركتها : ليش ؟؟
سناء : كاتبة فيه عنك !
تذكر فسحب الورقة من حضنها بسرعة ، قام و صار يفتحها .
شهقت و قامت : داؤود لا تقرأ !
داؤود إبتسم بخبث و صار يعدل وقفته : أحم .. و صار يقرأ : داؤود و علامة تعجب واحد هههههههههههههه ..
سناء ركضت له بسرعة : لآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ !! جت بتسحب الورقة منه بس هو رفعها و صار يقرأ .
داؤود و هو يضحك : إنسان غريب بنظرات أغرب هههههه ..
سناء و هي تضربه بإحراج : لا تضحك !!
داؤود : ههههههههههه .. امم .. خاطري أفهمه بس يخوفني .. هههههههههههههههه ..
سناء قطبت حواجبها و تكتفت و هو صار يضحك أكثر ، نزل الورقة و صار يقرأ التكملة لنفسه بهدوء ، لما خلص ، كسف الورقة ، مسك يدها و سحبها له ، و هو يحضنها : هالإنسان الغريب اللي ما كنتي تفهميه كان متعذب بحبك .. و هو يزيد من مسكته عليها : أحبك !
إبتسمت و حاوطته بدورها ، ريحت رأسها على صدره و صارت تستنشق ريحته ، ما تعرف كيف كانت بتكون بدونه ، بعد عنها لأربعة أسابيع ، أربعة أسابيع و بس ، بس كانت أصعب أيام مرت في حياتها ، عاشت بين الخوف و رجاء ، خوف أنها بتفقده و رجاء أنه بيرجع لها ، ما قدرت تتنفس بدونه حوالينها ، وجوده صار أهم شيء بحياتها ، حبه لها قدر ينسيها كل شيء ، كان صادق بكل كلمة قالها ، هي بنت الوحيدة بحياته و راح تكون بنت الوحيدة و هي واثقة من هالشيء ، مبسوطة معاه كذي و ما راح تغير في و لا شيء ، ما راح تغير حتى ماضيها ، لولا هالماضي ما كانت بتجتمع فيه كذي ، لولاه كان ما عرفت أنها تقدر تحب مرة ثانية ، ما تعرف متى صارت تحبه هالكثر بس حبته و هو صار كل شيء بدنياها .



الـــــنـــــهــــــايـــــــــــــة ...