الشرطه المجتمعيه واهميتها في المرحله الحاليه

يصنطلع جهاز الشرطه بمهام جسام لتحقيق الامن والاستقرار بالبلاد ويحصرص كل الحرص في ادائه لوظائفه علي الالتزام بالقوانين السائده في المجتمع دون افتئات علي حقوق المواطنين وحرياتهم السياسيه وبطبيعه الحال فان هذا الجهاز بحكم طبيعته وظيفته يمس عن قرب حقوق الافراد وحرياتهم والامر الذي يستلزم ان تاتي جمبع تصرفات العاملين به من ضباط وافراد في اطار من الشرعيه وسياده القانون دون تجاوز او انحراف في مجالات العمل الامني المختلفه حتي يسهم بفاعليه في الحفاظ علي تلك الحقوق ولا شك ان الشرطه في ظل الظروف الراهنه هي احوج ما تكون الي مسانده وتعاون المواطنين وذلك لما نعيشه حاليا من اوضاع امنيه مقلقه وعمليات ارهابيه متكرره تحركها افكار متطرفه ويقوم بها افراد سيطرت عليهم قيادات تحاول اسقاط البلاد وترويع العباد لتحقيق مصالح شخصيه وذلك من خلال بث افكار مسمومه بان عمليات التفجيرات التي يقوم بها ضد الجيش والشرطه والمواطنين والامنيين هي طريقهم الي الجنه وللاسف فقد واكب زرع تلك الافكار الهدامه تطورا في اساليب تنفيذ تلك الاعمال الارهابيه من سيارات مفخخه علي تفجرات عن بعد الي الغام متطوره صغيره الحجم الي قنابل زمنيه وغيرها من تلك الرسائل والاساليب التي يصعب احيانا التعامل معها لقد اصبح رجال الشرطه في أي موقع يخرج من منزله لا يعرف متي سوف يعود اليه او هل سيعود اليه اصلا واصبحت العناصر المتطرفه تقوم بعملياتها الارهابيه دون النظر الي تبعتها او الي الخسائر التي سوف تترتب عليها سواء بين رجال الشرطه والجيش او بين المواطنين الابرياء سواء في المواقع الاستراتيجيه او الاماكن الاهله بالسكان لقد اصبح الدمار والدماء هو هدفهم دون تمييز او تفكير ومن قم فقد اصبح التعاون بين الشعب والشرطه امرا ضروريا لمواجهه هذا التيار الهادم الذي يحاول التاثير علي مكونات المجتمع الاساسيه ومحاوله الحد والسيطره علي تلك الجرائم … ومن هنا جاءت اهميه تفعيل دور الشرطه المجتمعيه خلال تللك المرحله الحساسه التي تمر بها البلاد كذلك لاجهاض ما يدعيه البعض من مؤيدي القيادات المتطرفه والاخوان المسلمين بتنامي نفوذ الاجهزه الامنيه وتراجع قضايا الحريات والتنميه
ان ما يقوم به رجال الشرطه حاليا من بطولات وانجازات وتطور في الاداء لا يمكن ان يستمر الا بمسانده المجتمع ومؤسساته فلابد ان يتكالف الجميع حتي نعبر بالبلاد من هذه المرحله العصيبه بالقضاء علي الارهاب الاعمي لقد اصبح الامن مسئوليه مشتركه بين الجميع لانه ببساطه عندما يعم الامن سوف يشعر المجتمع كله بذلك سواء بين رجال الشرطه او بين افراد الشعب فكلاهما واحد لا يتجزاء
وتقوم فلسفه واستراتيجيه الشرطه المجتمعيه علي غرس ثقافه الوقابه من الجريمه والحد من انتشارها من خلال مشاركه جميع افراد المجتمع ومؤسساته علي جهاز الشرطه وانطلاقا من مبدأ المسئوليه المشتركه لدي الطرفين واعتمادا علي تثبيت القيم الدينيه وتقاليد المجتمع حيث اصبح من المؤكد ان جهاز الشرطه مهما بلغت امكانياته البشريه والماديه لم يستطيع وحده حمايه المجتمع من الجريمه وتعقب مرتكبيها وانما يسظل دائما في حاجه الي دعم ومسانده افراد المجتمع وذلك كم خلال المبادره بالادلاء بالشهاده او الابلاغ عن جريمه او الارشاد عن احد العناصر الاجراميه والمتواحده في دائرتهم وكذا الوقايه الذاتيه بتامين الذات والممتلكات بتضيق فرصه ارتكاب الجريمه
وقد كانت هناك العديد من المحاولات المختلفه لتطبيق تجربه المشاركه المجتمعيه مع الشرطه في اعقاب قوره يناير 2011 في اربع مدريات امن هي القاهره والجيزه والاسكندريه واسيوط من خلال عشره اقسام شرطه في تلك المحافظات بهدف تحقيق التواصل الفعال مع المجتمع والشعب بجمبع طوائفه وخلق قاعده تعاون في المجالات الامنيه بحيث يتم اختيار من 5 الي 7 مواطنيين من القاطنيين بدرائره القسم يشكلون لجنه مشاركه مجتمعيه وان هذه اللجنه تقابلها لجنه اخري من العامليين في اقسام الشرطه المختاره برئاسه ماموري تلك الاقسام وان هذه اللجان تفقد اجتماعات دوريه يكون هدفها غرض جميع المشاكل الجماعيه التي تشكل مخاطر اجراميه مثل وجود بؤر اجراميه اتجار بالمخدرات او الابلاغ عن وجود عناصر مشبوهه اجراميه كانت ام الارهابيه او وجود شقق يتردد عليها في اوقات مختلفه بعض الغرباء عن المنطقه باشكال تدهوة للاشتباه الا انه مع تسارع الاحداث او تسارع الاحداث او تسارع الاحداث وتصاعد حدتها وماوت به بعض العناصر الاجراميه فيما عارف باللجان الشعبيه من تجاوزات واعمال بلطجه اساءت الي الهدف الذي من اجله حاول البعض تفعيل دور تلك اللجان واختلط مفهومها بمفهوم الشرطه المجتمعيه بالرغم من الاختلاف الكبير بينهما هذا بالاحنافه الي الاهتمام رجال الشرطه بتحقيق الامن والقبض علي مرتكبي اعمال التخريب والبلطجه والارهاب في المناطق التي يعملون فيها … والامر الذي ادي الي انحسار تطبيق فكره الشرطه المجتمعيه بمفهومها المشار اليه وعدم تفعيلها بالشكل المرجو منها ثم تصاعدت الافكار الخبيثه لبعض قيادات الجماعات الاسلاميه والاخوات المسلمين وتابعيهم التي نادت بضروره اعاده هيكله وزاره الداخليه للتخلص من العديد من كوادرها بل وتقليص عملها والغاء بعض الادارات والمصالح والقطاعات ودمج البعض منها .. ثم الدعوة الي قبول اعدادا من خرجي كليات الحقوق والمعاهد الرياضيه وتدريبهم لمده 6 اشهر ليقومو باعمال ضباط الشرطه من خريجي الاكاديميه لا يخفي علينا ان معظم هاؤلاء ولا شك سوف تكون لهم انتماءات لتلك الجماعات وتدريجيا يتم ادماجهم في كافه القطاعات الامنيه التاليه لوزاره الداخليه تمهد للسيطره مستقبلا عليها اما الان بعد قيام ثوره يونيو 2013 فانه لابد من اعاده النظر في تفعيل دور الشرطه المجتمعيه بمفهومها السليم الذي يهدف الي تحقيق صالح المجتمع الي التعاون المثمر والبناء مع اجهزه الشرطه المختلفه وتحقيق الوقايه الاستباقيه من الجرائم من خلال جمع المعلومات عن الظواهر الاجراميه في المناطق المختلفه والاشخاص القائمين بها والابلاغ عنهم والمساهمه في معالجه المشاكل الامنيه التي يمكن حلها بالطرق الوديه وبالحدود التي يسمح بها القانون وذلك لكي تتفرغ اجهزه الشرطه للمهام الجسام للمقاه علي عاتقها وتعزيز الوعي الامني الشامل لدي الجمهور وبناء جسور الثقه المتبادله بين المواطن ورجال الشرطه … وقد حققت تطبيق فكره الشرطه المجتمعيه نجاحات كبيره عند تطبيقها في العديد من الدول العربيه مثل دوله الامارت والسعوديه والبحرين والاردن والعراق والدول الاجنبيه مثل انجلترا وفرنسا ولا شك ان وزاره الداخليه في مصر لديها من الكوادر القياديه اواعيه والمثقفه مما يجعل وضع اساليب واسس تطبيق فكره الشرطه المجتمعيه في مصر هدفا استراتيجيا وامنيا يتم من خلاله تحقيق اعلي درجات الامن والامان الذي ينشده المواطن الشريف الذي له الحق في ان يعيش مطمئنا امنا في وطنه



اللواء محسن الفحام