مدونة نظام اون لاين

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 6 إلى 10 من 11

الموضوع: رواية ارادة رجل ٢٠١٤ كاملة

  1. #6

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية ارادة رجل ٢٠١٤ كاملة

    لينا في السيارة تشوف واحد يطلع من الباب الرئيسي للبيت وينتشر في لحيته السوداء الشيب ومن هيئة جسمه خمنت إن عمره في الأربعين. سلم الرجال على راكان وهي تسمع ترحيبه بلهجة جنوبية
    "أرحبوا الله حيهم يا مرحبا براكان "
    "يا هلا فيك يا أبو محمد "
    " حياكم إعداد ما سرتو عليه هلا ومسهلا "
    " الله يبارك فيك وش أخبارك وأخبار عيالك "
    " بخير الحمد لله تفضلوا "
    " أدخل أهلي أول يا ابو محمد .أبوي فيه؟ "
    "موجود بالمجلس دخل عيالك و تعال الله يحيك"
    " الله يبقيك أدخل أنت لأبوي وألحقك أنا الحين"
    دخل أبو محمد للبيت الشعبي ورجع راكان للسيارة لجهة لينا وهي تسمع خطواته على الأرض و احتكاك نعاله مع الحصى الصغير. فتح باب المعاون وقال لها
    " انزلي يا لينا و ادخلي مع الباب الثاني وأنا بعد ما يهدا ألجو أجيب لك أغراضك "
    لينا السؤال يشغل ذهنها فقالت بطريقة آلية ما تثير اهتمامه
    " هذا أخوك؟ "
    " أيه أخوي سعيد كبير العايله "
    نزلت من السيارة وهي تسأل سؤالها الجوهري اللي في ذهنها
    " ومن عيالك؟ "
    أبتسم راكان وهو يلمس الشك في صوتها
    " إحنا عندنا يقولون لزوجة أي واحد عياله ما يقولن أهله زي أهل الرياض "
    " يعني يقصد بعيالك أنا؟ "
    ضحك من طريقة استغرابها وقال
    " أيه عيالي عندك مانع؟ "
    لينا ما غيرت حربها الجديدة فقالت
    " فيه مثل يقول عندما تصل روما افعل ما يفعله الرومان "
    في هاذي اللحظة فتح الباب المخصص لنساء وطلع منه ولد وبنت وما كانوا غير إخوانه الصغار سامية وعبد الإله. سلموا على أخوهم اللي بادرهم بكلامه ولعبه ولا اهتم لشيء غيرهم وسألهم
    " ماما هنا؟ "
    عبد الإله :- " أمي وجدتي بعد وخالة شمس وخالة عايشه وخالة نورة"
    رقص قلب لينا من الفرحة أما راكان فكمل استجوابه
    " وأبوك فيه؟ "
    سامية وصوتها يتداخل مع صوت عبد الإله :-" لا حطنا هنا وراح "
    " أيوه...طيب خذوا لينا لماما داخل وأنا بروح جدي "
    هز الولد والبنت رأسهم فقال راكان
    " أدخلي معهم بس لا تنزلين غطاك إلا داخل لأن البيت شعبي و فيه أماكن كثير مكشوفة من غير إن العايله كلها مجتمعه هنا و الظاهر أن أهل الرياض معظمهم موجود بعد! "
    لينا وهي فرحانة تسأله تبغى تتأكد
    " بنام هنا؟ "
    " الظاهر هو في الغالب الحريم كلهم ينامون في البيت هذا خصوصا اللي من الرياض و أرجالهم والشباب يجتمعون في استراحة قريبه من هنا مستأجرينها لمدة طويلة عشان كذا ما أتوقع إننا نطول في الجنوب غير يومين إلا إذا بآخذك منطقة ثانية الباحة أو السوده ما أدري ألين نخلص من الحفل ونمشي نشوف وين نقدر نروح! "

    أنتظرها راكان حتى اختفت عن عينه ثم أتجه للمجلس ولقى أبوه و أخوانه وبعض عيال أعمامه اللي قاموا يرحبون فيه . مشت لينا ورى الطفلين وهي تشوف أطفال غيرهم كانوا يلعبون و وقفوا لعبهم بسبب مرورها وعيونهم تنطق أنهم ما يعرفونها فا حست بالغربة لكن قلبها يحثها تسرع عشان تقابل شمس. مرت لينا بكذا غرفة و إعجابها في البيت يزيد بشكل غير طبيعي وهي تشوف جدرانه معتقة والفرش ألوانه زاهيه مشرقة و الإضاءة متطورة كان البيت من الداخل مختلف عن فكرتها اللي كونتها من المنظر الخارجي. سبقوها الطفلين يركضون ودخلوا غرفة وأصواتهم تتداخل وهم يعلنون ووصولها. أول شخص ظهر من الغرفة طبيعي كان شمس واللي عانقتها بشوق ورحبت فيها وقدمتها للي موجود وما كان فيه أحد غريب بنسبة للينا إلا أسماء أخت راكان و أم محمد زوجة سعيد . جلست لينا فترة بين الحريم الكبيرات في السن من باب الذوق وشمس معها لكن قلبها محترق عشان تنظم لعايشه ونورة وأسماء اللي اختاروا زاوية يتكلمون فيها براحتهم . مضى على وضعها وقت وبحكم معرفة أم راكان بلينا قالت
    " لينا يا قلبي روحي ارتاحي أكيد أنك تعبانه "
    "لا أنا مرتاحة يا خالتي تسلمين "
    " والله أنك كنت تقولين لي أول يا أم سعيد وأنا أتمنى تقولي لي خالتي بس كنت أحسبني أحلم بشيء مستحيل والحمد لله اللي حقق أمنيتي "
    لهجة أم راكان فيها شيء من اللهجة الجنوبية ولهجة أهل الرياض ومع إن لينا تعرفها من قبل إلا إن الحياء غطى وجهها وعقد لسانها واكتفت بالابتسام فقالت أم راكان وهي تحاول تمهد الطريق للينا
    " هاذي بنتي أسماء مدرسة متزوجة وعندها ولد يمكنك شفتيه يوم دخلتي "
    ألتفتت لينا و ابتسمت لأسماء اللي قالت
    " تعالي يا لينا خليني أسولف معك ما أظن فيه أحد ما يعرفك غيري أنتي قابلت أمي وجدتي والآنسات خالتي في الرياض وحريم خوالي بعد اللي بيجون بكرة مع بناتهم وكلهم تعرفينهم ويعرفونك فتعالي بدردش معك"
    استأذنت لينا من أم محمد اللي كانت في غاية الذوق والاحترام وقالت
    " روحي يا حبيبتي روحي حنا حريم خلاص عجزنا ما عندنا سوالف تصلح لك روحي انبسطي مع البنات اللي في عمرك "
    شكرتها لينا لحسن لطفها و لما جلست مع البنات قالت أسماء تمازحها مع إنها ما تتكلم باللهجة الجنوبية
    " مرحبا هيل عد السيل "
    لينا :-" الله يحيك "
    انفجرت عايشه مثل عادتها بضحكة حلوة وهي ناسية اللي حولها
    "كذابة والله إنها تضحك عليك ترى تتكلم مثلنا "
    لينا مبتسمة :- " أدري "
    نورة بدلال:- " أيش دراك ؟ "
    لينا :- "كلمتني بالجوال وأنا في الرياض "
    انتبهت لينا لشعر نورة الأشقر القصير وهو يحيط بوجهها الدائري وقالت
    " هيه نوار قصيتي شعرك؟ "
    مسكت نورة شعرها وقالت :-" أيش رأيك حلو؟ "
    لينا :- " حلو بس مرة قصير ومصغرك فوق مانتي صغير"
    شمس:- "هيه بنت عبرينا أنا أكثر وحدة فرحانة فيك و ما أعطيتيني وجه من اليوم"
    لينا:- " لا ولو أنت رفيقة دربي "
    شمس:- " واضح "
    لينا أكتفت بالابتسام على غير عادتها بسبب غربتها في المكان فقالت عايشه وهي تضحك :-" بنت وش فيك متغيرة أهدي وأسترخي ما فيه أحد غريب كلهم تعرفينهم "
    أسماء :- " يمكن عشاني أنا "
    لينا برتباك :-" لا وش دعوى "
    نورة:- " ترى بنت أختي أسماء مثلنا بس مسوية عاقلة عشان... "
    وأشرت بعينه لجهة الحريم فقالت شمس لأسماء
    " ترى حتى لينا بعد اجتماعية بس ما تقدر تأخذ راحتها عشان.. "
    وقلدت حركة أختها فقالت أسماء
    " أنتم روحوا عند الحريم وخلوني أنا وياها لحالنا أنا أخت زوجها أما أنتم خالاته يعني أنا أقرب لها منكم "
    شهقت شمس ولصقت أصابعها السبابة ببعض:- " لا يا قلبي أنا ولينا صديقات من خمس سنوات كثر الله خيري ما عرفتوها إلا عن طريقي "
    عايشه لأسماء:- " إلا أنتي ولينا روحوا أجلسوا مع الحريم لأنكم خلاص صرتوا منهم أما حنا فا بنات ما يصلح نجلس معهن "
    نورة:- " كفك كفك "
    صفقت عايشه بكف نورة فقالت أسماء بابتسامتها وهدوءها وحسن سمتها اللي أعجب لينا
    " الحمد لله والشكر أجل أنا بأخذ لينا بما إننا حريم ونروح لغرفة ثانية عيب البنات الصغار يجلسن معنا"
    عايشه بصوت مرتفع وهي تمزح:-" هيه هيه هيه مضعيه الدرب شكلك! "
    في الرياض كانت لينا تشارك في مثل هذا المزح وتدور معارك كلامية بينها وبين عايشه وشمس لكن الآن مرتبكة وتشوف الكل يتكلم وما خذ راحته عداها هي .
    شمس:-" وأنتي وش دخلك بعد؟ أنا اللي لها الحق تتكلم معها بس وأنتم ظفوا وجيهكم "
    نوة :- " يا ليت راكان يجي ويسمعنا أبغي أشوف كيف يتصرف "
    عايشه :- " ما يبي لها, بيقول أنا زوجها وأقرب إنسان لها ويلقطها ويروح "
    أحمر وجه لينا خجل بسبب صوت البنات العالي وهي تشوف أم راكان وجدته أللي هي أم شمس يتأملونها بحب. وبحكم طبيعة لينا المرحة واللي كانت مسجونة الأسبوعين اللي فاتت وكلام البنات اللي حفزها قدرت تتكلم لكن بصوت منخفض وطريقة هادية
    " أها وأنتي يا أنسه ما جيتي لأبها حبا فيني مسوية إخلاص يعني! ومن اليوم مزعجتني حريم ما يجلسن مع بنات ومرة تحتكرني اعترفي بس اعترفي وش صار على موضوع ظافر؟"
    شمس :- " خالتي تقول أن بعد ما يرتاحون الناس من حفل راكان عفوا حفلك أنتي و راكان بيخطبونها رسمي "
    لينا بمكر:- " شوشو بأجل الحفل قد ما أقدر عشان ما تتزوجين من ولد خالتك "
    عايشه أكثر مرح من لينا فضحكت وقالت :- " حلو فيه تحسن بدت تتكلم الأخت "
    نورة وهي تضرب كتف عايشه :- " طالع البنت ما تستحي "
    عايشه ببراءة :- " وأنا وش قلت؟ وبعدين ما علي منك يا لينا تخلصين حفلك تخلصينه وإذا بتأجلينه بأعلن الحرب "
    لينا :- " لا عن جد عايشه مبروك مقدما "
    عايشه:- " الله يبارك فيك بس أنتي يا حلوة أسترخي أحس أنك للحين مشدودة ومتوترة أنا وأنا أصغر منك عادي"
    لينا :- " أيه لا خلاص حبيبتي بجيك لليلة عرسك وأذكرك بكلامك لا تنسينه "
    أسماء :- " قوموا بنات خلونا نروح غرفة ثانية نأخذ راحتنا فيها لان بكرة ما راح نلقى وقت نتكلم فيه مع لينا "








    الفصل الخامس عشر



    مر الحفل بهدوء و اضطر رجال بعض الأسر يتركون أهلهم ينامون في البيت الشعبي الكبير ويروحون هم للاستراحة اللي يجتمع فيها الشباب ومن ضمنهم أعمام راكان . قامت شمس الصباح بدري وشافت وجه لينا البريء وهي مغمضة عينها وتنام بسلام في كيس النوم اللي جابه راكان لها لكن حواجبها معقودة و واضح إنها تعبانه. قررت شمس تصحيها ولأن فيه بنات ينامون معهم في نفس الغرفة حطت يدها على كتف لينا وهزتها بلطف وهي تهمس
    " لينا ..لينا ..لينا قومي "
    فتحت لينا عينها وشافت شمس جالسه في فراشها قدامها وهي تبتسم لها. بادلتها الابتسام ودعكت عينها وهي تقول بهمس مثلها
    " صباح الورد "
    " صباح النور ما هي عادتك تنامين الصبح شكلك تعبانه؟ "
    " لا بس تعرفين من كثر الناس أمس أحس راسي يعورني "
    استلقت على ظهرها وقالت
    " كم الساعة؟ "
    "سبعة ونص "
    تمطت لينا في كيس النوم و ريحت يد على صدرها وحطت اليد الثانية تحت رأسها وقالت
    " والله أني أذكر أني لو نمت من التعب مستحيل أقوم لو تمر صواريخ سكود فوق راسي والحين أقوم من الهواء إذا مر "
    شافت لينا شمس متضايقة فقالت
    " هيه مقومتني من النوم عشان أشوفك كذا؟! "
    " أنا لازم أقوم أسوي الفطور للجيش هذا لأن المسكينة أسماء تعبانه من كثر شغل أمس ولا ودي أقومها تروحين معي؟ "
    " أكيد ما يبغى لها كلام "
    " طيب بسرعة تعبت من كثر ما أهمس "
    ضحكت لينا بصوت منخفض وقالت تمازحها
    " بلاه ما هو من طبعنا "

    دخلت لينا وشمس المطبخ بعد ما غسلن وجيهن و رتبن أنفسهن. صكت شمس الباب وهي تقول
    " معليه دخلتك المطبخ وأنتي عروس أجلسي عند الطاولة وسليني "
    " شكلك توك نايمه ما فقتي؟ "
    " لا والله جد وش بتقول أمي ولا خواتي لو عرفوا؟ "
    " ما راح يقولون شيء, بعدين تذكرين قبل أتزوج راكان؟ كنت تقولين لي أننا بنطبخ مع بعض وبعدين بتوديني الجبل ثم تاخذيني لمشتل الورود اللي هنا وين راح كلامك ذا كله؟ "
    "حتى ولو أنتي توك ...."
    شمرت لينا أكمام بلوزتها وقالت
    " لا توك ولا غيره وش بنطبخ ؟ "
    "طيب افترضي وحدة من حريم أعمام راكان ولا وحدة من بنات عماته دخلت علينا "
    هزت لينا كتفها وقالت وهي تفتش في الثلاجة
    " ما قدرت تخلي صديقتها في المطبخ! أقول نبدأ سوى ولا أبداء لحالي؟ "

    أثناء عمل شمس ولينا أنظمت لهم أسماء وساعدتهم وهي عاتبه على شمس لأنها تركت لينا تساعدها لكن لينا صارت تتكلم مع أسماء بحرية وسرعان ما تغير الوضع وصار العمل أكثر تسلية بتبادل الكلمات بينهم. بعد ما أفطر الجميع دخلت شمس وأسماء المطبخ يغسلون الموعين وجلسوا لينا ورفضوا مساعدتها. بدت عايشه ونورة يرتبون البيت وينفضونه نفض مع بنات أخوانهن ولما قامت لينا معهم قالوا إن عددهم كثير ولا هم محتاجين أي مساعدة بينما الحريم الكبيرات في السن أمثال أم شمس وأم راكان وأم محمد وحريم أعمام راكان فكانوا جالسات يتقهون في حين إن بنات أعمام راكان مشغولات بترتيب أغراضهم عشان يكونون على استعداد أنهم يروحون . لينا ودها تجلس مع جدة راكان وخالتها لكنها تراجعت لما شافت كثر الحريم حولهن وقررت تجلس تنتظر شمس وأسماء أو أي وحدة من البنات غيرهم تخلص شغلها و تجي تجلس معها. أثناء الجلبة والناس الرايحه و الجايه جت وحده بياض بشرتها مثل الثلج وشعرها أسود ناعم طويل وكانت ترفعه فوق رأسها بطريقه معينه أشبه ما يكون بكعكة لكن كان جزء من طوله متروك بحريه . جت وسلمت على لينا وهي تقول
    " ليش جالسة لحالك مو حلوة الوحدة أبدا؟ "
    قالت لينا وهي تبتسم لها بأدب
    "أنتظر البنات يخلصون شغلهم "
    " سمعت أنك صديقة شمس من أيام الدراسة؟ "
    "أيه صحيح تعرفنا من أول ثانوي "
    " وش رأيك في أبها أعجبتك؟ "
    " ما فيه أحد يكره أبها بس ترى حتى الرياض مع إن جوها حار بس حلوة "
    " شكلك تحبين الرياض؟ "
    " طبيعي أني بحبها ما سبق أنك زرتيها يا ...معليش ما أعرف أسمك؟ "
    " نجلاء "
    بدت السوالف بين البنتين رسمية بعض الشيء لكنها بدت تتلاشى مع طبيعة نجلاء اللي كانت تقول للينا أسم كل وحدة تشوفها تمر من قدامهم وصلة قرابتها بعائلة راكان و أيش مؤهلها العلمي لكنها أبدا ما تكلمت عن نفسها غير إنها خريجة قسم علم اجتماع حتى تكلمت في النهاية وقالت
    " أذكر أن راكان خطب أكثر من وحدة من بنات عمه وبعد النظرة الشرعية كان يهون وفي النهاية معاد أحد صار يزوجه وهذا اللي تركه يآخذ من برى الجماعة "
    ما ردت لينا لإنها تحسب لكل كلمة تقولها ممكن تنتشر ويضيف الناس عليها وتسبب مشاكل لنفسها ولكل من يقرب لراكان وأولهم أبوه اللي تتشوق لمقابلته كملت نجلاء بلهجة ما فيه أي عداء بالعكس كانت لهجة تدل على محبتها للينا وخوفها عليها
    " أنا بقول لك شيء بيني وبينك يا لينا أنت فعلاً تنحبين وتدخلين القلب ومحظوظة شمس يوم لقت بنت مثلك لكن لا تأمنين راكان لأنه بصراحة أناني ومتكبر وما يستاهل وحدة طيبه مثلك حتى أنه إلى الآن متعلق في خطيبته الأولى لكن بسبب تركه لها أول مرة و كثر البنات اللي شافهن ثم تركهن ما عاد صار أهلها أو أهل أي أحد يعرف راكان يوافق عليه وهذا اللي خلاه ما يتزوج إلى هذا الوقت.وزواجه هذا كله عشان يسكت أبوه و ألسنة الناس اللي تقطع فيه ولا هو إلى الآن متعلق في ذيك البنت "
    لينا تسمع وتحاول توازن بين عقلها وقلبها فسألت نجلاء
    " وأنتي ليه تقولين لي كل هذا؟ "
    " لأني أحبك "
    رفعت لينا حواجبها وهي في قلبها آلاف المشاعر الغير مفهومة وفي عقلها آلاف الأفكار وقالت
    " لو كنت تحبيني كان خليتيني أعيش وأنا مرتاحة من غير ما أسمع كلامك! "
    " أنتي ما تفهمين أنا ما أبغيه يضرك "
    لينا وهي تكذب حتى على نفسها قالت
    "ما عمري سمعت أن راكان ضر أحد "
    " لأن شمس ما راح تقول لك كل شيء عنه هي خالته وبتستر عليه هم ما صدقوا أنه يتزوج "
    لينا بسخرية غير معهودة منها
    " وبرأيك كيف يقدر يضرني؟ "
    " بيسوي مثل ما سوى أبوه بعد ما جاب أربع عيال يطلقك "
    لينا انفجرت مشاعرها مع غضبها وقالت بنبرة تأنيب لنجلاء
    " أنا ما أسمح لك يا نجلاء تتكلمين عن عمي وزوجي وشمس أو أي شخص يقرب لهم وخليني أقول لك شيء أنا الطلاق ما هو في قاموسي لأني بعيش حياتي مثل ما الله يكتبها لي "
    "أنتي ما فهمتيني أنا قصدي قبل ما يرميك راكان وبعدين أنتي توك بنت وما شاء الله عليك كل وحدة تتمناك لولدها "
    لينا قالت ببرود قاتل وهي في داخلها تتمنى تصفع وجه نجلاء بسبب وقاحتها
    " شكيت لك أنا يا نجلاء؟ ثم الطلاق شيء ما أعرفه وبنت مثلك أكبر مني بكثير المفروض تعرف إن اللي قالته مفروض ما ينقال حتى لو نيته طيبه والشيء الثاني أنا ما سمحت لك تتكلمين في حياتي ولا طلبت مشورتك؟ "
    " بكيفك أنا نصحتك وأنتي حرة وأسفه انك فهمتيني غلط وأنسي أني جيت وكلمتك "
    تركت نجلاء لينا اللي وجها أحمر وعيونها فيها حدة للإنسانة اللي وقفت وتركتها. صحيح إن نجلاء كانت تتكلم بلهجة ما فيها غير الإخلاص لكن لينا سألت أنه مستحيل ما يكون بدون هدف لأن وحدة مثلها تملك جرأة تكلمها في ثالث أسبوع من زواجها وتقترح الطلاق وتشوه صورة راكان قدامها بحجة إنها خافيه عليها وإنها حبتها من أول يوم شافتها فيه ,هذا شيء غير منطقي أبداً. لكن جزء من كلامها كان صحيح فعلاً لأن شمس قالت لها بعضه قبل يخطبها راكان وهو أنه كان أكثر من مرة يخطب ولما يشوف البنت يتراجع وهذا اللي ترك أبوه وأمه يفكرون ما عاد يتدخلون في زواجه فأيش اللي يمنع ما يكون الجزء الثاني اللي قالته نجلاء صحيح وإن شمس لما عرفت إنها هي اللي تزوجت راكان خافت على مشاعرها وأخفت الشيء هذا عنها. شمس كانت توها طالعه من المطبخ وشافت نجلاء يوم بعدت عن لينا وشافت وجه لينا أحمر والنار في عيونها فا مشت جهتها وجلست قدامها وقالت
    " لينا فيك شيء؟ "
    لينا تأملت شمس وكان ودها تقول لها لكن قالت إن الناس حولهم كثير وهذا مهوب وقته
    " لا "
    " نجلاء قالت لك شيء؟ "
    لينا تتمنى تقول لشمس اللي ما بينهم أي أسرار وتسألها من غير ما تعرف من اللي دخل الفكرة براسها لأنها ما تحب تكون مدخل للشر في العائلة فقالت
    " وش بتقول يعيني! "
    " مدري عنك من شاف وجهك يقول إنها قايله شيء ما يسر بس أسمعي أنت من زمان وأنتي تكررين علي لا تصدق كل ما تسمع وصدق نصف ما ترى "
    لينا تغير الموضوع
    " أسماء وينها ما كانت معك؟ "
    شمس فهمت لينا ولا حبت تضغط عليها فقالت
    " راحت تشوف ولدها وتسلم على أعمامها قبل ما يمشون.أقول يا بنت وش رايك نسوي كوب شاهي في المطبخ لين يروحون الناس و يهدا الجو بعدين نرجع ونشوف كيف نقدر نقطع الوقت"

    لينا وشمس يقلبون صفحات الجريدة في المطبخ حتى خفت الأصوات في البيت و هدا تقريبا. شافت شمس صورة للملك عبد الله وعلقت على الخبر الموجود ثم قالت
    " يا أختي الله يكثر خير بابا عبد الله ويحفظه يا أني أحبه "
    " يستاهل كل خير أبو عابد ينحب ها الإنسان الله يكره من يكرهه "
    قلبت شمس صفحة الجريدة و انتبهت لراكان لما دخل و وجهه عابس فخمنت أنه سمع كلمة لينا الأخيرة ولا فهم المقصد و حبت إنها تفتح الجريدة مرة ثانية بطريقة عفوية وتبين له الموضوع لكن هو سبقها وقال بسرعة وهو يتجاهل لينا على غير عادته
    " شمس صلحي قهوة وشاهي لأبوي "
    وبمثل دخوله السريع طلع نزلت لينا كوبها وهي تحس بحرقه لأنه تجاهلها وعلقت السبب بالكلام اللي سمعته من نجلاء. أدركت شمس إنها ارتكبت من قبل غلطة وما صلحتها فقررت تقول للينا
    " لينا "
    لينا تناظر في كوبها ومن غير ما تفتح فمها قالت
    " هممم "
    " فيه شيء بقول لك إياه بس لا تزعلين "
    رفعت لينا عينها وقالت
    " من متى زعلت من صراحتك؟ أصلا بزعل لو خبيتي علي "
    " لا المرة ذي أنا غلطة غلطة بس كانت من غير قصد "
    شربت لينا من كوبها وهي تفكر في سبب تغير راكان أكثر من غلطة شمس ولما حطت كوبها مرة ثانية على الطاولة وهي تناظر فيه قالت بمزح
    " أيه أنا تعودت عليك يا شمس ومن عرفتك كل غلطاتك بريئة و من غير قصد تكلمي وش سويتي ها المرة"
    " قبل اعرف إنك تزوجت راكان كنت أكلمك على التلفون وأقول إن عبد الله جن علينا يوم عرف إنك تزوجت وكنت أقول لك دايم إنه يحبك.... "
    " ما جبتي جديد وين المشكلة؟ "
    لينا تشرب من كوبها وتسمع كلام شمس
    " أيه وأنتي تعرفين أني دايم أتكلم عنك عند أهلي وأخواني وكل أللي يقربون لي؟ "
    لينا حست بوخزت خوف تزحف لقلبها وبدت تتنبأ من مقدمات شمس فحطت عينها بعين شمس وقالت
    " شمس اختصري و هاتي من الآخر "
    غزى بشرة شمس البيضاء اللون الأحمر بشكل مندفع بسبب نظرة لينا وهي عارفه أن اللي سوته كان خطاء لكن لازم تفاتحها لأنه مستحيل يكون بينها وبين لينا أسرار ولأنها ما تقدر تخلي لينا ما تفهم أي شيء ممكن يخليها تفهم ركان. فقالت مرتبكة
    " يوم صكيت التلفون كان راكان عندي وقتها ما كنت أعرف أنه ....يعني أن هو اللي تزوجك وقمت أقول له عن عبد الله "
    لينا من داخلها أنفجر البركان اللي سخنته نجلاء لكنها سيطرت على نفسها وقالت لشمس
    " لا تقولين أنك قلتي لراكان أن عبد الله يحبني! "
    هزت شمس رأسها فقالت لينا وهي تحس بالضياع
    " شمس حرام عليك! أنا كم مرة قلت لك لا تتكلمين عني عند أحد من عايلتك غير أمك و خواتك؟ "
    ما ردت شمس وهي تشوف إن وجه لينا مقطب وما فيه غير الغضب وقررت في نفسها إنه يحق للينا تعصب. انتبهت شمس على صوت لينا وهي تقول
    " يوم قلتي له كذا هو وش قال لك؟ "
    شمس بتردد
    " سألني إذا أنتي تعرفين وإذا كنت تهتمين له "
    لينا بيأس
    " يا حبيبي كملت, وش رديتي عليه؟ "
    شمس مندفعة وهي تتوقع إنها أفحمت راكان بردها
    " قلت له إنك لو كنت تحبينه ما كان وافقتي تتزوجين غيره "
    لينا تتمنى تنصهر ثم تتبخر في الهواء ولا يبقى منها ذرة في هذا الوجود. رد شمس له زاد من تعقيد الموضوع لأنها ما تعرف إنها مجبورة عليه بسبب الدين اللي على أبوها و راكان بيفسر رفضها الجريء له وقدامه إنها متعلقة في خاله وهذا اللي يخليه غريب في تصرفاته إذا جت سالفة عنه. كملت شمس كلامها
    " أنا أتوقع أنه للحين شاك في كلامي و ما هو مصدقني وشكله لما سمع كلامك عن الملك عبد الله ظنك تقصدين عبد الله أخوي "
    لينا بصوت هادي وهي مصدومة
    " يا الله "
    ثم فجأة انفجرت من القهر و اختفى هدوءها على غير عادتها مع شمس
    " أسمحي لي ولد أختك هذا مجنون و مخرف إذا كان يفكر زي كذا وإذا كان شاك فيني من البداية وراه أخذني ولا عشان ما أحد يبيه حتى خطيبته الأولى اللي للحين يفكر فيها "
    كانت لينا من فرط غضبها ترجف ويديها محمرة لأنها ضربت بها الطاولة اللي قدامها. قامت شمس بسرعة وصكت باب المطبخ وقالت للينا
    " أهدي أهدي أنا بصلح غلطتي وأقول لراكان السالفة وما فيها "
    لينا وهي تعرف إن راكان ما راح يصدق أحد
    " لا لا تقولين له ولا شيء خليه على عماه "
    " إن ما كلمتيه أنتي كلمته أنا "
    "شمس! "
    "الله يرحم والديك يا لينا خليني نخلص من ها السالفة وبعدين تعالي هنا قولي لي من اللي قال إن راكان متعلق في خطيبته الأولى؟ "
    " ما أحد قال لي"
    " أنا عارفه إنها نجلاء "
    " أف شمس والله أني أحس أني مخنوقة "
    " إن كانت نجلاء فهي تكذب عليك "
    " وش يخليها تكذب؟ "
    " لأنها هي خطيبته الأولى وهو عشان ما يتزوجها ترك الديرة ودرس في أرامكوا "
    لينا بسخرية ودمعها محبوس في عينها
    " وإذا ما كانت هي وش اللي أكد لك أنه ما هو متعلق بوحدة غيرها؟ "
    " اللي أكد لي إنه لو كان متعلق في أحد ما كان فكر يتزوجك "
    " لا يقدر طالما إن الكل رافض يزوجه و أنتي حتى قلتي لي أن أبوه وأمه ما عاد يتدخلون في زواجه لأنه كان يتراجع عن البنت لما يشوفها "
    " أيه بس ما هو بالمعنى اللي أنتي متخيلته ترى هو قبل يتزوجك أعمامه يلحون عليه يا خذ من بناتهم بس هو رفض "
    ابتسمت لينا ابتسامة خفيفة ساخرة مصحوبة بزفرة ألم بسبب حبل القهر اللي تحس به في رقبتها واللي خلى دموع ساخنة تنزل على وجهها الكئيب. كانت أصواتهم مرة ترتفع ثم تنخفض لكن ما أحد سمعها بحكم بعدهم إلا راكان اللي رجع عشان يجيب القهوة لأبوه. فتح راكان الباب وعيونه الحادة تطلب تفسير لكل هذا الصوت وشاف وجه لينا فادخل وقرب منها لكن هي وقفت وتجاوزته عشان تطلع. مسك يدها و وقفها مكانها وقال وهو يتناسى اللي في قلبه
    " وش فيك؟ "
    لينا تمسح دموعها عن وجهها وفي عينها نظرات أكثر حدة من نظراته وقالت
    " فك يدي "
    " وش صاير لك أنتي اليوم؟ "
    كان الاشمئزاز منه في ملامح وجهها المتقلص وهي تحاول تخلص ذراعها منه بقرف وتقول
    " ما صار لي شيء وإن كنت تبي تكلمني أنا ما لي خلق لك الحين "
    " فهميني وش اللي صاير لك طيب؟ "
    نفضت لينا يدها من يده ونار شكه فيها تحرقها وقالت
    " خل شمس تفهمك "
    وطلعت بسرعة ولأن البيت مهوب بيتها ولا تقدر تنفرد بغرفة لحالها حتى ما تسبب كلام أهل البيت دخلت الحمام وغسلت وجهها بالماء اللي يخالط دموعها .









    الفصل السادس عشر




    " وش فيها لينا؟! "
    شمس حست بذنب وإنها هي سبب الخلاف اللي بينهم ولأنها تشارك لينا في كل شيء شاركتها الآن حتى في دموعها وحزنها. صك الباب عشان ما يدخل أحد وقال وهو منفعل
    " شمس ناقص لك أنتي الثانية تبكين! وش فيها لينا؟ "
    " أنت يوم دخلت و إحنا نتكلم عن الجريدة وسمعتها وهي تقول إن أبو عابد ينحب وهي كانت تقصد الملك عبد الله عرفت إنك فهمت أنه عبد الله أخوي لأنك كلمتني وتركتها "
    راكان وفي عينه وصوته تهديد
    " طيب؟ وإذا كلمتك وما كلمتها يعني أنا عندي شيء؟! "
    " أنا قلت لها إني سبق وعلمتك إن عبد الله كان يهتم فيها وأنك أنت سألتني عنها فقلت لها انه يمكن تكون شاك "
    راكان وهو معصب
    " حسبي الله على شيطانك وأنتي كل اللي في قلبك تقولينه من غير ما تفكرين؟ "
    " ما كنت أقصد غير إنها تكلمك "
    صرخ فيها
    " فاضي لك الحين أنا؟! بروح أشوف وين راحت المجنونة الثانية وأنتي سوي القهوة وخلي أسماء توديها أبوي وقولوا له أني طلعت برى وإذا رجعت يصير بينا كلام "
    شمس بلعت ريقها لأن راكان إذا عصب يرمي كلام وهو ما يحسب له. راكان يدور لينا في البيت وسأل عايشه فقالت
    " في الحمام دقيت عليها الباب وما طلعت أتوقع إنها مطولة أنت روح عند أبوك وأنا أخليها تكلمك بالجوال إذا طلعت "
    تركها ورجع لشمس وقال
    " روحي عطيني عباية لينا من غير ما ينتبه لك أحد "
    رجعت له شمس بعباية لينا و حطتها في يده وراحت للمطبخ قبل يسألها أحد عن عيونها الحمراء. طق راكان باب الحمام بهدوء عكس أعصابه المنزعجة فقالت لينا اللي حست إنها طولت في الحمام
    " أوكي عايشه ثواني الحين طالعة "
    فتحت الباب وما كانت تتوقع تشوف راكان ولما كانت بترجع تصك الباب سحبها من يدها وطلعها وهو يقول
    " أنا ما ينقصني هبال الأطفال هذا البسي عباتك بنطلع "
    أخذت عباتها من يده ولبستها وتراكها تمشي قدامه حتى ركبت السيارة وصك الباب من بعدها ورجع وأخذ مكانه وأنطلق بسيارته عشان يوقفها عند مكان جبلي ما يتواجد عنده أحد. لم هدا محرك السيارة قال
    " ليش ساكته؟ "
    "وش تبيني أقول لك؟ "
    صرخ راكان
    " عن غبائك هذا! تكلمي وش اللي عندك؟ "
    "ما عندي شي أقوله أنت اللي سحبتني بيدي وجبتني هنا "
    " شمس قالت لي "
    " عن؟ "
    كانت لينا هادية على عكس النار اللي بداخلها وكانت مسترخية في جلستها ولا رفعت غطاها عن وجهها وبشكل مفاجئ سحب راكان غطى وجهها ورماه في المرتبة الثانية وقال بانفعال واضح
    " أنا إذا تكلمت تردين علي "
    ما ردت لينا فقال
    " وبعدين معك أنتي؟ "
    لينا انفجرت وتركت هدوئها
    " وبعدين معي أنا؟! ليه أنا وش سويت؟ أنا اللي أخذت وحده من بيت أهلها و بديت أشك فيها إنها ما تبيني وتبي خالي؟ "
    "صدقيني إن هذا كلام شمس مهوب كلامي "
    " لا تكذب "
    التفت لها وهو عاقد حواجبه بعصبية من صوتها الحاد المرتفع بسبب غضبها ما كنت تبكي مع إن عينها تلمع بدموعها لكن وجها كان أحمر ولا ترددت يوم شافت عصبيته هو الثاني وكملت
    " فوق أنك ما خذني من بيت أهلي تبغى تذلني بشكك وتبغى تخليني بالغصب أهتم في خالك وحتى لو مر أسمه ولو إنه شخص ثاني تناظر لي وكأني مسوية غلط وفوق هذا تبيني أصدق إنك ما تشك؟ "
    " أنتي مجنونة "
    " بأجن صدق لو صدقتك "
    راكان واضح من صوته إنه منفعل لكن حركاته صارت اهدأ
    " يا بنت الحلال أنتي تعرفين شمس تقول اللي يصدقه قلبها ..."
    قاطعته
    " لا ترميها على شمس. شمس قالت لك أني لو كنت مهتمة فيه ما كان تزوجت ولأنك تعرف أنك ما خذني من دون رضاي قمت تشك فيني "
    راكان يحس بتعب نفسي من مجادلتها في هذا الموضوع ولو كان يعرف إن وصوله للجنوب بيسبب له كل هذا كان طلع برى المملكة شهر كامل ورجع. أنتظرها لما سكتت وهدت أنفاسها ثم قال بهدوء
    " لينا تسمعيني ولا لا ؟ "
    ما ردت عليه وهي تناظر في الجبل الأخضر اللي قدامهم فقال
    " أنتي تؤمنين بالله؟ "
    لينا بصوت منخفض
    " لا إله إلا الله محمد رسول الله "
    " صحيح إن شمس قالت لي عن عبد الله وأني سألتها وكل اللي قالته صدق أما مسألة أني شكيت فيك فأنا أحلف لك بالله إن ها الشيء عمري ما حسيت فيه "
    " اجل يوم سمعتني وحنا نقرأ الجريدة وش تسمية؟ "
    " أنتي مصدقتني الحين أني ما أشك فيك ؟ "
    لينا ما قدرت تمسك دموعها لأن مشاعرها كانت تتمنى تصدقه وهذا خلاها تحس بالضعف وقالت
    " أصدقك! وش أصدق لصدق . أنك ما شكيت فيني ولا ... ..."
    كانت على وشك تتكلم عن الموضوع اللي طرحته نجلاء عليها فتراجعت وكمل راكان لما شافها سكتت
    " أقسم لك بالله العظيم ثم والله ثم والله أني ما عمري شكـيــــــت,خلاص دخلت مخك؟ "
    لينا بيأس
    " ما دري؟ "
    " لا حول "
    قالت لينا بشكل آلي
    " يا أخي وش ...."
    قاطعها صوت راكان الهادي
    " لا تقولين يا أخي أنا مهوب أخوك "
    سكتت و ما كملت كلامها فقال
    "كملي "
    " وش أكمل وأنا كل كلمة أقولها حتى العفوية محسوبة علي "
    " أنا أكثر من مرة أحذرك لا تقولين ذا الكلمة ومن قبل زواجنا فا مهوب شيء جديد أذكرك لا تقولينها. المهم كملي "
    " ما عاد عندي شيء "
    " صدقتي أني ما أشك فيك؟ "
    " أصدق إذا قلت لي ليش إذا جاء أسمه ولو طاير من بعيد تاكلني بلسانك واليوم يوم بس قلت أن أبو عابد ينحب وأنا أصلا ما أقصد خالك حرقتني بعيونك وكأني ..."
    ما تدري وش تقول فا سكتت و ريحت ذقنها على يدها فقال بهدوء لكن واضح أن الكلمات تطلع بصعوبة من لسانه
    " لأني أغار عليك منه "
    ألتفتت له لينا وهي تشك في كلامه وقالت
    " أنت فاتح عينك صح؟! شكلك تشوف أختك سامية مهوب أنا "
    أول ما سمع كلامها نزل من السيارة وخبط الباب وراه بقوة خوفتها وجاء جهتها وفتح الباب وقال
    " أنزلي "
    لينا بخوف
    " ليه؟ "
    " لا أبد الحين أعلمك ليه "
    لما شاف عيونها قال
    " لا لا لا تخافين؟ ماني تارك هنا ورايح "
    " تستهبل؟ "
    " مدري عنك أجل ليش خايفة ؟ "
    " ما أحد قال أني خايفة "
    ونزلت من السيارة وهي تشوفه يصك الباب بعدها ثم قال
    " عيدي اللي قلتيه لي يوم انك في السيارة "
    لينا خايفة إلا أنه في شيء في راكان يخليها تطمئن أنه مستحيل يأذيها فقالت وهي تناظر في الأشجار حولها والهواء البارد يحرك طرحتها
    " وش قلت؟ "
    " أنا اللي أسألك ؟ "
    " أنت سمعتني مهوب لا زم أعيدها "
    "أيه بس عشان أسمعها زين "
    " أجل أسمعها أنت شكلك تشوف اللي قدامك سامية الصغيرة مهوب أنا "
    ومن غير أي مقدمات ضمها راكان بقوة و نشر قبلات حارة على أجزاء وجهها ثم قال
    " هاه للحين تحسبيني أشوف سامية "
    لينا تحاول تحتفظ بغضبها لأنه هو الشيء الوحيد اللي يقدر يكون جدار حماية لقلبها قبل يقتحمه راكان لكن هي تعرف أن هو بأسلوبه يقدر يمتص غضبها قالت لينا
    " راكان ترى للحين ما خلصنا كلام "
    " لا خلصنا كنت تظنين أني أحسبك تهتمين لخالي لأنك تعرفين أنه كان حاط عينه عليك وأنا قلت لك أني أعرف انك ما تفكرين فيه أصلا وتصرفاتي كانت بسبب غيرتي أغار منه ومن أسمه إذا سمعته إذنك وأغار من كل شيء حولك خلاصنا يا حبيتي "
    لينا مصدقة مسألة أنه يغار عليها لأن من الطبيعي لأي رجال أنه يغار على زوجته من شخص ثاني لأنه يعتبرها شيء من أملاكه بس ما هو بدلاله على أنه يحبها لكن اللي محرق قلبها فعلا إحساسها بوجود إنسانة ثانية خلف الستار إلى الآن ما ظهرت. إن ما كنت نجلاء فأكيد وحده غيرها والشيء الثاني اللي لا زال يشوه صورة راكان طريقة زواجه لها و إحساسها أنه من الخيانة والضعف إنها تغفر له عنجهيته وأسأته. هواء الجنوب بارد بنسبة للينا اللي تحس بدفيء في حضن راكان و هي تفكر إنها ما تعرف وش هو الموقف الصحيح اللي ممكن تتخذه اتجاه راكان اللي من عاشت معه والصور السلبية اللي في ذهناها عنه تختفي يوم بعد يوم .والأمر الأخر إنها بدت تتقبل الحياة معه مع العيوب اللي فيه فحتى لو كان إنسان صعب حاد في طبعه إلا أنه بسرعة ينهي الخلاف اللي بينهم وبطريقة هي ما تتخيلها .في أقل الأحول كانت تتوقع منه يسكتها أو يسفها أو إنه يقابل سطوتها ولسانها بعنفه وقوته لكن هو أبدا ما تركها بعد أي خلاف بينهم إلا تفكر بشيء واحد المعاملة اللي هو يستحقها منها .لما ما شاف راكان منها أي جواب ضمها له أكثر وسند ذقنه على رأسها وقال
    " خلصنا من هذا كله, كل الوساوس اللي في ذهنك اختفت "
    ما ردت عليه لينا فقال
    " الحمد لله السكوت علامة الرضا "
    سندت يدها على صدره وبعدت عنه وقالت
    " باقي شيء "
    تجمدت ذراع راكان حولها وقال
    "وشو؟ "
    " أنت لما تعصب تقول كلام أنا ما أحبه "
    " أيه عاد هذا غصب عني أنا إذا عصبت صدقيني أقول كلام ما أقصده "
    " تقول لي مجنونة؟ "
    "ولا يهمك المجنون أنا مهوب أنتي "
    " لا والله جد الظاهر أني تأثرت بسببك بعد ما قالت لي شمس أنك ممكن تشك فيني قلت عنك أنك مجنون ومخرف "
    " ما يخالف مجنون ومخرف بس ما هو قدام شمس عاد، تصدقين الظاهر أني رديتها لك من غير مدري يوم هاوشت شمس قلت لها أنك مجنونه وخبله بس خلاص من يوم رايح بيكون بينا تفاهم على قولتهم حضاري رضيتي ؟ "
    " لا باقي أني ما أبغى منك تستخدمها حتى مع غيري و أولهم شمس "
    " يا أني أغار من ها الشمس وأحسدها "
    "إلا شمس تراها صديقتي "
    راكان يمازحها وهو يشوف عينها جفت من الدمع لكن أثر البكاء فيها
    " ما أحد قال عن صديقتك شيء أنا كنت أكلم الشمس اللي طالعة هاذي "
    بادلته الابتسام عفويا فقال لها
    " ما ودي أخليك بس أبوي كان يبي يشوفك و أنا دخلت المطبخ وصار اللي صار وطلعنا من البيت الحين لازم نرجع له بس هاه لا يدري أني زعلتك ولا ترى يكسر رقبتي "
    ما ردت عليه لينا لأنها تحس بالضياع داخلها لكن ابتسامتها لازلت على وجهها فقال
    " شكل أبوي المنافس الجديد الله يستر لا يطلع لي أحد ثاني عشان ما أخطفك وهاجر برى البلد "
    دق جوال راكان فطلعه من جيبه ولما كانت لينا بتبعد وترجع لسيارة لفها بذراعه وقربها منه وقال
    " هذا أبوي أكيد أنه معصب "
    حط الجوال عند أذنه وقال
    "آلو .هلا وعليكم السلام "
    ثم فجأة بعد الجوال عن أذنه وصك وحدة من يعونه وهو يبتسم لها وسمعت لينا صوت أبوه يصرخ عليه و راكان يرد عليه
    " طيب طيب ...خلاص .... ألحين راجعين للبيت ... يا هلا....حياك الله مع السلامة "
    رجع الجوال لجيبه وقال للينا
    " ما قلت لك يا حلوة أنه بيكسر رقبتي خلينا نرجع له و أبغى منك قبل ما نوصل هناك تنسين كل شيء صار اليوم وترمينه في ها المكان "








    الفصل السابع عشر


    وصلوا للبيت وجلس راكان مع لينا في الغرفة وهو يتأملها وهي تبدل ملابسها وترتب نفسها عشان تروح معه لأبوه ولما انتهت من ملابسها فتحت علبة المكياج فقال
    " لينا المكياج بيخرب بشرتك لا تحطينه أنتي تعجبيني كذا "
    كانت لينا تتوقع إن كلماته اللي كانت في الفندق مزح لكن الآن أدركت أنه جاد فقالت
    " بس ما هي حلوة أروح لعمي وعيوني واضح فيها البكاء "
    " سوي اللي تشوفينه "
    ومثل عادتها لينا ما تركته ينتظر طويل لأنها تعرف الشيء اللي يناسبها من المكياج ولما جت تحط العطر قال راكان
    " لحظة "
    ألتفتت له وقالت
    "فيه شيء؟ "
    " أيه هو فيه واحد من عطوراتك أنا ما أحبه "
    رفعت حواجبها بتسأل فخاف تزعل منه و قال
    " لو أقول لك لا تستخدمينه وش بتسوين؟ "
    " هو أمرا ولا طلبا؟ "
    " لا والله طلبا "
    شعور غريب جميل اجتاحها وهي تشوف ابتسامته ومن دون تفكير مسبق قررت إنها تحاول قد ما تقدر تعامله بمثل كرمة ولطفه وإنها تنسى الماضي مهما كانت مرارته وتدفنه في أبعد مكان حتى لو رفضه قلبها وكرامتها ومن ساعتها هاذي بيكون تفكيرها في حاضرها ومستقبلها. جاء لذهنها ذكر نجلاء والدين فأبعدته عنها بألم وهي تكرر إن عنادها ما يفيد وإذا كانت ترفض الطلاق في معظم الأحوال فعليها إنها تسعى لتحسين الوضع اللي بينها وبينه أكثر من تفكيرها في انتقام ما له أي معنى لأنه يدمرها قبل يدمره بفقدها شخص متفهم لطبيعتها ومتقبلها كإنسانة باحترامه لها وإشراكها في كل شيء يتعلق بعلاقتهم المقدسة ولا تركها أبدا تسمع في أي نقاش حاد يدور بينهم إنه أشتراها بفلوسه مع إن أي واحد بمثل حدة طبعه وعصبيته ممكن تطلع منه الكلمة ولو فلته من لسانه. ما فكرت لينا عن سبب تغيرها لأنها تعرف أنه هو اللي غيرها بمعاملته لها خلال الأسبوعين اللي راحت وخلاها تجرب تنظر له من منظار ثاني . نحت لينا تفكيرها بقرارها الجديد لأنها أصدرت حكمها ولا عاد فيه إي تراجع حتى وإن كان وجود وحدة في قلبه يكدرها لكن هي عندها ثقة بأنها تقدر تبعدها. نتيجة لحكمها التفتت لراكان بغنج وقالت بصوت هادي ناعم مليء بالعاطفة
    " غالي والطلب رخيص أي عطر اللي ما يعجبك "
    لاحظت الاستغراب في عين راكان بسبب تغير نظرتها و طريقة حركتها وكلامها أما هو فما حب أنه يشير لها عن هذا الشيء و قال
    "أنا أعرفه لو شميته لأنك تعطرت فيه مرتين "
    " أوكي طيب أنا أطلع لك العطورات اللي استخدمتها الفترة اللي راحت وأنت قل لي أي واحد فيهم "
    أفتحت لينا شنطت التجميل حقتها وطلعت كذا عطر وحطته قدامه وقالت
    " هممم أي واحد ؟ "
    بسبب تغيرها راكان حس بالإحراج ولأول مرة يكون خجلان منها لأنه ظن أنه ثقل عليها وقاعد يطلب منها تسوي شيء هي ما تبيه فقال
    " لا خلاص يا لينا ما عاد له داعي تعطري بأي واحد تبين وخلينا نروح لأبوي "
    مسكته لينا من ذراعه قبل يبعد وأنتبه راكان أن حركتها ما كانت عفوية مثل عادتها لأنها في الغالب تسحب يدها بسرعة أما الآن فشدت على ذراعه وتناظر في عينه بنظرة قوية ما هي مترددة وقالت
    " والله ما نروح لين تقول لي أي واحد فيهم "
    " أخاف أني قاعد أخليك تتركين عطر تحبينه والسبب أنا "
    " مهوب كل العطورات من اختياري في شيء من ذوق أختي عبير وأخوي ناصر وحتى لو كان من العطور اللي أنا أحبها فخير يا طير يعني غيره تسعين عطر "
    " لا خلاص ما له داعي "
    " أنا حلفت ولا عندي استعداد أكفر عن يميني "
    شافت في عين راكان تردد ما يساعدها أبدا و حاولت تستجمع شجاعتها لأن قلبها ينتفض مع كل حركة تسويها وهي تعتقد إنها حركة جريئة. دست يدها تحدت ذراعه وهي تسحبه جهة العطور وتقول
    " جد راكان بلا دلع أي واحد؟ "
    " ملزمه؟ "
    " إيه "
    " لازم "
    لينا تحاول تتصرف بطبيعتها المرحة
    " أفآ وأنا بنت خالد تردني "
    راكان يضحك منها وهو ما هو مصدق تصرفها وفي قلبه يخاف إنها بعد يوم أو يومين ترجع لوضعها الأول معه ويختفي كل هذا الجمال لكنه قال
    " ما عاش من يرد بنت خالد بس كان قلتي ما حد يرد حرم راكان "
    " ولا يهمك "
    قربت العطور منه فا شم عطر الأول " Bvlgari" ثم " Clinigue happy heart" وبعد ما مسك عطر “Jador ” وقربه من أنفه العربي المستقيم وهو مرخي أجفنه لينا احتبست أنفاسها لأنه عطرها المفضل وتحسه جزء من شخصيتها فقال راكان
    " عطرك هذا يعجبني تعطري منه على طول "
    قالت مبتسمة بارتياح
    " ما لقيت العطر؟ "
    كمل بحثه وشم عطر " Glamour" و "Sentiment "و "Lapidus " حتى يئست لينا لكنه فجأة عقد حواجبه وفي يده عطر وقال بصوت ثقيل وكأنه في كهف
    " كوكو شانيل "
    ابتسمت له و شفايفها تكشف عن أسنانها اللي أبدعها الخالق سبحانه وكانت المرة الأولى لراكان اللي يستقبل منها مثل هاذي الابتسامة الممزوجة بالحنان وتسمح له إنه يشوف كل هذا الجمال وتمنى لو إنها تضحك من غير أي قيود ويبقى هو يتأملها فقالت
    " خلاص أنا بأهدية لناس غالين علي "
    " لمن؟ "
    نظرت له بنصف عينها وأخذت منه العطر
    " أنت اليوم روعت شمس وللحين من جينا ما شفناها وعقابا لك لازم تعطيها العطر مع بطاقة محترمة و وردة حمراء إن قدرت وإن حطيت معها مبلغ سنع يبيض الوجه كثر خيرك "
    " وإذا ما سويت؟ "
    لينا بدلال ومسوية بريئة
    " بقول لأبوك إنك زعلتني "
    " لا فيها تهديد خلاص أوعدك بس نرجع من عند أبوي أشيلها فوق راسي و أدور فيها "
    كان يتوقع يسمع ضحكتها ويشوفها لكن ابتسامتها المشرقة كانت هي نصيبه وما عنده مانع يكتفي فيها إذا بقت في المستقبل على مثل وضعها هذا. لينا تمشي جنب راكان ورافعه أطراف فستانها النحاسي عن الأرض كانت متشوقة تشوف عمها اللي حبته من صوته ليلة زواجها ولأن وقتها كانت متوترة و ما رفعت عينها لأحد غير أخوانها تساءلت قد أيش راكان ورث من صافت أبوه لأنه واضح أنه ما أخذ من أمه إلا لون عينه الأسود. و صلوا عند باب المجلس فوقفت لينا ورتبت الشيفون الخفيف اللي يلتف حول خصرها ويتدلى للأسفل بارتفاعات مختلفة وأطرافه خيطت بالحرير وكأنه يشكل شلال في وقت الغروب وفي الجزء اللي يفترق فيه الشيفون إذا مشت وكشف عن القماش الحريري المزين بيد خبيرة و يظهر من عند الخصر أربع خيوط حرة طولها إلى نصف ساقها منظومة بالخرز. مررت لينا يدها عليها وقالت لراكان
    " أحس أنه ما يصلح ألبس هذا الفستان الحين "
    حط راكان يده حول أكتافها وقال
    "هو ما يتوقع تسلمين عليه إلا وأنت بها الشكل "
    "شكلي مرتب "
    " أحلى من القمر "
    ابتسمت وهي تقاوم خجلها و دخلت المجلس الواسع عشان تقابل أبو راكان وهي تسابق خيالها اللي رسم له صورة فريدة. شافته جالس وهو مستند على متكئ و تشخيصت شماغة بكاريه و تغطي الجزء العلوي من وجهه وهو مرخى رأسه لدلال قدامه. أنتبه لدخول لينا فا مسك عصاه و وقف مستند عليها وما حبت لينا تقول له يجلس مكانه وتسلم عليه لأنها خافت يعتبرها أهنه منها خصوصا وهي ملاحظة أنه ما كان ضعيف إلى درجه كبيره بحيث أنه ما يوقف إلا على عصا لكن واضح إنه متعود إن عصاه تكون معه خصوصا وهي تعرف إنه يملك غنم. الشبه كان قريب جداً ومع كثر الخطوط اللي انتشرت في وجهه إلا إنها عرفت إن الأب أكثر حده من ملامح ولده وأكثر جمال منه. بمختصر قول السعوديين إنه إنسان له شخصية وأكثر ما شد انتباهها له عينه الرمادية. كان للأب وولده نفس وسع العين ونفس النظرة الإلكترونية الغريبة ونفس الطريقة في النظر واللي تعبر عن النقد أو الاتهام واللي كانت لينا تتخيل إن راكان كان يتعمدها لكن واضح الآن لها إنها كانت فطرة وموروثة وسألت في نفسها إنها كانت تهاب نظرة راكان بسبب النقد الخفي اللي فيها فكيف لو فعلا وجه لها نظرة نقد وش ممكن تسوي معه. مد أبو راكان يده يصافحها فصافحته ورفعت نفسها على أطراف أصبعها لأنه كان طويل وقبلت رأسه في تقدير و احترام في حين راكان وقف ورى ظهر أبوه وصار مقابل لوجه لينا
    أبو راكان :- "وش لونك يا بنتي؟ "
    لينا:- "حمد الله يا عمي زان لونك "
    أبو راكان:- "وكيف حالك؟ "
    لينا :- " بخير طاب فالك وحالك الله يسلمك "
    أعجب أبو راكان بلسان لينا لأن معظم محارمه اللي في سنها ما يعرفون يردون عليه بمثل هذا الترحيب ثم فجأة فتح عيونه ولمع اللون الرمادي فيها وهو يقول
    "وش أخبار شوقك معك؟ "
    لينا كررت الكلمة في داخلها بدهشة "شوقي!" لأنها ما تذكر إنها سمعتها من أحد أو طريقة الرد عليها. انتبهت لحركة راكان اللي خلف ظهر أبوه وهو يأشر على نفسه و يبتسم لها بود. ناظرت في أسنانه الجميلة وركزت على حركت لسانه وهو يقول من دون ما يصدر صوت
    " أنا شوقك"
    وأدركت في هاذي اللحظة بذات إن راكان فعلا شوقها وحبها. تداركت لينا نفسها وقالت لأبو راكان اللي ما خفا عليه ترددها
    " شوقي ينعم بخير الله وفضله أنت وش أخبارك يا عمي عساك طيب؟ "
    " طيب طاب لونك "
    وفجأة قال
    " ولد وراك واقف و راي "
    راكان :- " سم يا بوي "
    تجاهله أبوه و قال للينا
    " أجلسي أجلسي وأنا أبوك "
    رجع هو لمكانه قدام دلاله وحط عصاه خلف ظهره وترك لينا تجلس قدامه لكن عن يمين وقبل يجلس راكان عن يسار أبوه قال أبو راكان
    "قم قم ،قم أجلس هنا وصب القهوة لبنت خالد "
    راكان فتح عينه بمزح للينا وجلس قدامها و الدلال بين يدينه وأخذ الدله و صب في الفنجال ومده على أبوه أللي أشر بيده أنه يعطيها للينا. أرخت لينا عينها وهي تشوف راكان يبتسم لها ويمد لها الفنجال وفي عينه نظرة هزل وهو يقول
    " تقهوي يا بنت خالد "
    أبو راكان وهو يعتزي:- " أخوك يا أختي ! أنت وش فيك على البنت بدال ما تقول لها يا عمري يا قلبي تقول يا بنت خالد "
    راكان فاهم أن أبوه يحاول يحرجه هو ولينا خصوصا بعد ما تركه وقال للينا
    " ما عليك منه, هو توه صغير ما يفهم إذا ضايقك ولا قال لك شيء علميني تراه رجال مودي "
    لينا ما فهمته ولا انتبهت للهجته فقالت
    " لا بالعكس يا عمي مهوب موذي "
    راكان ناظر في السقف وهو يبتسم لأنه عارف إنها ما استوعبت وأكلت المقلب. جلجلت في الغرفة ضحكت أبوه وهو يقول لها بمكر الكبار في السن
    "he’s moody man “
    حمر وجه لينا لما فهمت الموضوع و أخجلت من اللي قالته لكنها شافت راكان ما هو معصب فاسترخت أعصابها وهي تسمع أبوه راكان يقول
    "أنا كنت أحكي بالإنجليزي وأقول إنه رجال مزاجي "
    رمى بعجم التمر من فمه في طبق صغير قدامه وقال
    " أنتي وش تدرسين؟ "
    راكان :- " تدرس في كلية التربية قسم إنجليزي "
    أستند أبوه على المركى وحط يده على خده وألتفت لراكان اللي عن يساره وقال وهو يحرجه
    " أنا سألتك؟ "
    راكان :- " لا, بس هي زوجـتـ...."
    أبو راكان :-" أجل أسكت محد كلمك "
    لينا حمر وجهها أكثر وهاذي المرة ما هو خجل لكن عشانها خانقه ضحكتها أما راكان فكان متعود على أسلوب أبوه ولا قال إنه رجال عمره واحد ثلاثين و ما يصلح يعاملني كذا واللي كبر راكان في عين لينا أكثر أنه حتى وجهه ما بين عليه غير الرضا و الاستمتاع بكلام أبوه وطريقته. بداء أبو راكان يسألها عن حال أبوها وأهلها وإذا كان أبوها عنده غنم مثله ولأن لينا تتكلم مع أبوها وإخوانها كثير قدرت إنها تتجاوب معه وتتكلم في أي موضوع هو يطرحه وبحكم حبها لشعر بأنواعه الفصيح والنبطي قدرت تتماشي مع ذكره لأسماء الشعراء القدماء مثل الوقداني و أبو ذيب شالح القحطاني و أبن حميد و غيرهم و رددت على مسامعه شيء من الأبيات اللي تحفظها ثم تطرقت معه لتاريخ جمع بين الحرب والشعراء وأبو راكان يزداد تفاعله معها. راكان مع أنه مستبعد من الكلام وهو يصب القهوة لهم كل ما انتهت فناجيلهم إلا أنه مستمتع باللي يسمعه وهو مهوب متوقع حفظ لينا لمثل هذا الأدب الشعبي ولا تاريخ صراع القبائل. أخيرا هز أبو راكان رأسه وهو يستعيد ذكريات الأولين ثم قال لها وهو يبي يفتح معها موضوع ثاني بعد ما زاد إعجابه فيها
    " أقول يا بنتي "
    " سم يا عمي "
    " سم الله عدوك أنتي ذقتِ لبن غنمنا "
    لينا مستغربة
    " لا محد قال لي أنكم تسوونه "
    " ما هم قايلين لك هم ما يشربون غير لبن البقرة المصنع لبن الغنم ما يبونه "
    لينا تتكلم بصدق وهي تعرف إن أبو راكان مبسوط معها
    " عاد لبن الغنم هو الزين "
    " أجل أنتي تشربينه؟ "
    " أي والله أني أشربه كان أبوي يجيب الحليب من حلالنا ونسويه "
    راكان كان متوقع غير هذا لأن أخته أسماء وبنات أخوه سعيد وسعد وكل قريباته ما يحبون يشربون لبن الغنم عادا شمس وجاه صوت أبوه
    "راكان "
    " لبيه "
    " قم جب للينا لبن "
    راكان حس إنه طول الوقت هاذي هي شغلته إنه يقهوي ويخدم من غير ما يكون له أي دور ثاني في كلامهم غير إنه يتأمل لينا وعشان كذا قال بأدب
    " شوي لو دخلت بتشرب منه "
    " أنت ما عليك قم وهات اللبن "
    " يمكن لينا ما تبغي تشربه الحين بعد ما تقهوت "
    التفت أبو راكان لها وقال
    " تبين تشربين اللبن الحين ولا بعدين؟ "
    لينا تشوف راكان يتوسل لها فقالت
    " لا يا عمي نفسي فيه الحين"
    لما ألتفت عنها أبو راكان وقال لولده يقوم لينا حركت حواجبها بطريقة سريعة لراكان اللي بادلها الابتسام و هو يتوعدها فقال أبوه
    "يلله بسرعة stand up "
    وقف راكان وطلع ولينا تتأمله بحب ثم ألتفتت لأبوه وهي معجبة بالنغمة الغريبة في لغته الإنجليزية .
    أبو راكان :- " شفتي هاذي الصورة "
    رفعت لينا عينها لصورة الكبيرة المعلقة في وسط الجدار وأبو راكان يكلمها عن ذكرياته فيها. كانت صورة عائلية لأبو راكان وهو جالس على كرسي بحيث تشوف وجهه يلتفت لها وعليه ثوب أسود وفي حجره بنت صغيرة لابسه فستان أحمر داكان وعن يمينه ولدين وعن شماله ولد .عرفت لينا راكان بينهم لأنه هو الوحيد اللي ورث ملامح أبوه أما أخوه سعيد فأقرب ما يكون لأمه. دققت في وجه أبو راكان وهي مأخوذة بحدة و جمال ملامحه وبالنظرة الثاقبة في عينه تحت حواجبه اللي بينها عبوس خفيف. أعجبتها الأنفة والعزة عند أنفه والحزم والقوة في تعبير فكه لكن الغريب إن العين الرمادية لشخص اللي في الصورة لها روح لأن لينا شعرت بشيء غريب في داخلها وهي تحس إنه يشوف أعماقها بتركيزه على عينها. دخل راكان المجلس وفي يده كاس اللبن و شاف لينا وأبوه واقفين قدام الصورة .وفكر راكان إنه مرت مدة طويلة ما شاف فيها أبوه يوقف مع أحد قدام الصورة لكنه عرف في داخله وبيقين إن لينا تعني لأبوه شيء كثير وإلا ما كان أهتم يكلمها عن الصورة .

  2. #7

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية ارادة رجل ٢٠١٤ كاملة

    الفصل الثامن عشر


    بعد الغداء راكان طلب شمس لحالها وأعتذر منها زي ما طلبت منه لينا وهذا اللي ترك شمس ما تصدق نفسها لأن لينا ما قالت لها أي شيء. رجعت للينا اللي جالسة لحالها بحكم إن البنات كلهم طلعوا يتمشون في المشتل وقالت
    " أنا ما أفهم شيء! "
    لينا وهي تشوف الهدية بيد شمس
    " وش تفهمين؟ "
    " راكان كان قبل يتركني اليوم مهددني وقلت يمكن يعلع عيوني من راسي والحين يعطيني هدية وهو ما عودنا كذا؟! بالعادة يهاوش يصرخ يعفس الدنيا فوق تحت والحين ما أدري وش أقول! حتى كلامه مهوب هو و بصعوبه يطلعه ويقوله! وأنتي من اليوم ساكتة ولا تقولين شيء؟ "
    " أها أنا ما قلت لك أننا تصالحنا؟ "
    شمس وهي فرحانة لكن معصبه في نفس الوقت و خبطت ساق لينا وقالت
    " وليه ما قلت لي تاركتني على أعصابي من الصبح "
    لينا تضحك وتفرك ساقها
    " أح يا أختي حبيت أفاجئك ما قصدي! بعدين أحسن تستاهلين عشان ثاني مرة ما تتكلمين كثير "
    "هاذي خاتمتها؟ "
    "لا لا أمزح معك لا تزعلين كم عندي من شمس؟ "
    " لا جد أنتي اللي لا تزعلين عشان اللي قلته والله يا قلبي أني أسفه وأنتي عارفة أني ...."
    "لا عادي ما صار شيئ "
    ولما لاحظت شمس شرود لينا قالت
    "ماشي أنتي ليش متضايقة طالما أنكم تصالحتوا؟ "
    لينا مرتاحة بما إنها تصالحت معه لكنها معذبه في قلبها ونفسيتها تعبانه أكثر من قبل بعد ما عرفت إنها تحبه وتعشق الأرض اللي يشم هواها و لا قدرت تحتمل فكرة إنه في وحدة ثانية يفكر فيها مع وجودها هي في حياته. تبغي تكون هي الوحيدة في عالمه مثل ما هو الوحيد في عالمها. الخوف الخفي اللي في قلبها بسبب كلام نجلاء ما اختفى ولا راح يختفي إلا إذا عرفت إن اللي في قلب راكان إنسانه وحدة وتكون هي. في نظر لينا إن طريقة تصرفاته كلها تدل على أنه رجل محترم في كل أفعاله إلا في زواجه منها مسكت رأسها لو تقدر بس تمحي هاذي الذاكرة من مخها وللأبد. تحسرت أكثر وهي تتذكر كل الأحدث و لما تذكرت نصيحة ناصر اللي ما عملت فيها ندمت على كل لحظة أفسدتها بغبائها في وقت كان راكان يحاول يخليها شيء من الذكريات الحلوة اللي ممكن تتذكرها. كانت تتحرق عشان تسأل شمس السؤالين اللي يشغلون تفكيرها لكن الكلام معها في هذا الموضوع ما يجيب أي نتيجته بحكم إن ما يعرف الإجابة إلا راكان وصعب تسأله. قررت ما تضيق صدر شمس معها و جاوبتها على سؤالها
    "لا بس... يعني... تعرفين شيء طبيعي وحده تشتاق لأهلها بعد الزواج لأنها ماشافتهم، أقول لك شيء شمس بس عادي يعني؟ "
    " كلي أذان صاغية "
    " ترى الموضوع يتعلق فيك توعديني ما تزعلين؟ "
    " أوعدك وترى حنا ما نعرف الزعل "
    " مهوب سر كبير بينا بس أذكر أني سألتك إذا أنتي تهتمين لمحمد إلى الآن وقلتي لي لا. أنا اليوم بس أجزم أنك تكذبين . هو يهمك بس أنتي قاعدة تكابرين و خايفه! "
    شمس بتوسل
    " لينا وش الفايده من كل ها الكلام؟ "
    " ودي أسأل ...أنتي بترجعين له؟ يعني.... لو تقدم لك مرة ثانية! "
    شمس وهي تغالب مشاعرها
    "هو الموضوع أنتها من زمان خلاص "
    " مرة قلتي لي أن بين محمد وبين راكان قرابة بس أنا نسيت. وش كانت صلة القرابة بينهم ؟ "
    " شفتي أبو راكان "
    " أها "
    " أمه تصير خالة محمد يعني هو وأبو راكان عيال خالة "
    لينا تفكر لأمد بعيد إذا فيه أي طريقة وأمل تصلح الأمور وتجبر بقلب شمس
    "أها يعني محمد و راكان يصيرون عيال خالة بعد. طيب كيف علاقتهم مع بعض قوية و لا بينهم ....."
    وفجأة قاطعتها شمس اللي تجلس قدامها وقالت بانفعال وبصوت مرتفع مثل عادتها
    "صدق وش أخبارها تصدقين مشتاقة لها توقعت إنها نستنا "
    فهمت لينا حركت شمس لأنهن تعودن على مثل هاذي الحركة و أي وحدة تقلب الموضوع فجأة فهو دلاله على وجد شخص غير مرغوب فيه يسمع اللي يقال و ما على الثانية إلا أنها تتكلم بنفس الانفعال وتوافقها في كلامها فقالت لينا وهي ما تقدر تجاري انفعال شمس لأن في داخلها شيء ثقيل تعجز تفسره
    "أيه و أنا بعد توقعت تنسانا بس طلعت أصيلة و تراها تخصك بالسلام "
    "يا قلبي الله يوفقها ما تزوجت إلى الآن؟.... "
    ثم قطعت شمس جملتها وقالت
    "حيا الله من جانا تعال أجلس "
    وقف راكان مكانه فتره بسيطة ثم تقدم وقال
    "وين أمي؟ "
    شمس:- "داخل مع جدتك "
    أنتقل للينا وقال
    "جهزتي شغل الطلعة؟ "
    لينا بهدوء:- " كل شيء جاهز"
    شمس:- "على وين النية بتطلع أنت والشباب؟ "
    راكان أساسا متفق مع لينا أنهم يطلعون لوحدهم لكن حب يجادل شمس
    " الجو حلو قلنا نطلع أنغير جو نترك البنات يخذن راحتهن"
    شمس:- " أيــه يـبـلــــــغ والله من النذالة اللي فيكم خلونا نطلع حنا و أجلسوا أنتم هنا ترى ما جينا هنا عشان نقعد بين أربع جدران؟ و أنتي لينا تكلمي و قولي شيء لزوجك أنتي بعد تبين الطلعة "
    راكان يمزح:-" خالتي شمس لا تحرضين زوجتي علي وبعدين أنا كنت مقرر أخذك أنتي وهي معي بكرة لكن عقاباً لك بأخذها لحالها "
    وقفت شمس و حطت يديها عند خصرها وقالت وهي تبادله المزح
    " شف شف الولد لا تهددني ترى أنا خالتك وماني مترجيتك وبعدين أنا أعرف لينا قبلك من يوم أعمارنا 16 سنة ومهيب تاركتني"
    راكان:-"ما عندك غير ذا الاسطوانة اللي دبلت كبدي! دوري جديدة غيرها"
    شمس:-" المهم عندي أني أنا ولينا ما نفترق, صح لينا ؟ "
    كانت لينا تبتسم مع كآبتها ولما حول الكلام لها وناظرت في ملامح راكان الهادية حست بشعور غريب وقالت لشمس وهي تحاول تقلد مرحها
    " صح أنتي أختي ورفيقة دربي وتوأم روحي و ما أروح وأخليك يا نروح سوى ولا نقعد سوى "
    قفزت شمس باتجاه لينا وقبلتها وقالت
    "بعدي والله وفيه "
    شاركتها الابتسام وهي تقول
    "دوم "
    قاطعهم هاذي المرة راكان يمزح وهو ملاحظ ألكدر في وجه لينا
    "هيه أنتي أصحي متزوجك عشان تقابليني أنا ولا عشان ذا الشمس وبعدين توأم روحي هاذي أنصحك تسحبينها لا أرتكب جناية "
    لينا سبقها لسانها باللي يشغل قلبها :- " أتوقع إن شمس كان أكبر أغراء عشان رضيت فيك "
    فهم راكان مغزى كلامها وعشان يغير الموضوع إلي وصلوا له وتروح الغيمة السوداء اللي مرت التفت لشمس وقال
    " أنتي شمس أنتي؟ أظنك شمس المعارف مهوب شمس"
    شمس شهقت بتصنع لأنه سماها بأكبر كتاب لسحرة وقالت
    " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله علي الرحمن الرحيم من كتب الدجالين أنا الشمس وش يعرفني بذا الخرابيط؟ "
    راكان:-" أوريك أنتي أللي ساحرة زوجتي ومخليتها تفضلك علي "
    ودون سابق إنذار قرب من شمس و رفعها عن الأرض ودار بها وشمس تصرخ بصوت مرتفع فا جت أم راكان مسرعه بتجاه الصوت وشافت راكان يدور بشمس و لينا تضحك عليهم
    أم راكان معصبه :- "بس الله يرج شياطينكم مسوين إزعاج يقوم العفاريت من مكانها وأنت ما تبطل حركاتك نزل خالتك على الأرض "
    ثم وجهت كلامها للينا
    "وأنتي يا لينا عاجبك الوضع ما تأدبين زوجك اللي مقلقنا من أخذك وهو مستخف ما عاد هو بصاحي"
    راكان وهو يبتسم من كلام أمه نزل شمس على الأرض وهي في حاله يرثى لها في حين لينا قالت لأمه تمازحها
    "خليها من قال لها تتكلم في أمور عائلية وتدخل بيني وبين زوجي؟ وبعدين بيني وبينك يا خالة شكلها يفطس من الضحك ".
    ومع شعورها بهمها يخنقها ضحكت وهي تحط قبضت يدها قدام فمها فقالت شمس وهي تضحك معها و وجهها أحمر
    "هاذي خاتمتها قال وفيه قال! أقول روحي هناك ولا أقول راكان نخيتك ما نخيت رخوم "
    راكان يضحك:-" وش تبين؟ "
    شمس :- "قل تم "
    راكان:- "على حسب الطلب أشوف "
    شمس:- "لا يعجبك بعدين أنا قلت نخيتك! "
    راكان:- "خلاص دخلتي أطلبي وأمرك يلبى تم "
    شمس:- " شل لينا ودور فيها ودوخها مثل ما دوخت راسي"
    كان وجهه راكان ما يعبر عن شيء لكن اللي لينا متأكدة منه أنه ما يقدر يلعب معها بمثل هاذي الانطلاقة لأن الجروح اللي بينهم ما التأمت بالكامل عشان كذا بقت في مكانها مطمئنة وبثقة وقالت تبعد عنه الحرج
    "أنا ما غلطت مثلك يا قلبي "
    أبتسم راكان باحتيال وقال وهو يقرب منها وفي عينه مكر
    "لا يا شيخه ما سويتي؟ "
    ارتبكت لينا وهي في مكانها وقالت والشك في عينها
    "أنا وش سويت؟ "
    "من قال لك تضحكين على خالتي حبيبتي شمس كم عندي شمس أنا؟ "
    قالت شمس بمكر
    "يبلغ يبلغ واضح الغلاء عندك بسم الله عليك أشوفه طالع من عيونك, أخلص علي شلها "
    أسرع راكان جهت لينا لكن هي قفزت من مكانها و اختفت خلف ظهر خالتها أم راكان
    "دخلت يا خالة دخلت عليك "
    صارت العجوز بينهم ولينا مثبته يديها على كتف خالتها و راكان يقوم بمناورات مع أمه حتى إن حماسته زادت عشان يشيلها ويبعد سحابة الحزن اللي يعرفها عن وجهها .والأجمل انه حس بالسعادة في هذا الجو المرح لإنها المرة الأولى اللي يمزح فيها مع لينا ويشوفها تتعامل معه من دون حذر أما هي فكانت تصيح من الخوف فقالت العجوز لراكان
    "خلاص أدخلت أدخلت يا راكان "
    "السموحه بس زوجتي وأنا حر "
    "أقول لك أدخلت علي "
    " يعني بتصيرين أطيب مني على اللي يدخل عليك؟ أنا بعد دخلت علي شمس "
    التف بسرعة من يمين أمه وما انتبهت لينا إنها لفت خالتها معها واتخذتها حاجز لكن راكان مد يده من خلف ظهر أمه ومسك يدها فا صرخت لينا
    "راكان تكفى الله يخليك لا "
    لا زالت يدها متشبثة بالعجوز التي تخلت عنها وخافت على طرحتها لا تتقطع بين يدين لينا اللي تشدها بقوة وكانت شمس تضحك و تشجع راكان. وما كانت غير ثواني إلا وهي محمولة بين ذراعه و لا إراديا لفت رقبته بذراعها لأنها خايفة تطيح على الأرض بسبب سرعة راكان اللي ما صار يملا إذنه وعالمه غير لينا وصراخها وهو يدور فيها. تعب راكان من كثر ما لف فيها فا هدا ووقف وهي للحين بين يدينه و وجهها أحمر بشكل غير طبيعي وشعرها متناثر عليه بسبب لفات راكان السريعة. مع إنها تتمنى تبقى على وضعها معه إلى الأبد إلا أنها تبغى تكون لوحدها عشان تبكي وتفرغ المشاعر المتلاطمه اللي في قلبها وترتاح منها
    لينا برجاء :- " نزلني راكان "
    شمس تضحك:- " لا لا لا ..لا تنزلها خلها كذا "
    راكان بدهاء:- " إذا قالت شمس نزلها أنزلك "
    لينا :- "راكان مهوب حلوة يجون البنات ويشوفنا كذا "
    شمس :- "وخير يا طير زوجته وبعدين هن متعودات عبد الله دايم يفحط فيهن "
    لينا ارتبكت لأنها حست بعضلات راكان تنقبض ولاحظ هو توترها يوم قالت بتلعثم
    " راكان البنات بعضهن صغيرات ما يفهمن زي منال وتهاني ,نزلني قبل ما يجون "
    نزلها وهو يحس بكل دقات قلبها و ارتجاف جسدها وتعبها النفسي ومهما حاولت تخفي داخلها هو يحس فيه. صار يعرف تعبير وجهها حتى السريعة منها ما تغيب عن عينه. يعرف متى تعانده متعمده ومتى تكون باردة وحذره ومتى تكون زعلانه و معصبه ومتى تكون سعيدة و مرتاحة ومتى تكون متضايقة وحزينة يعرف الهم في عينها و أيش معناه يعرف الكآبة والكدر حتى لو كانت تبتسم وتضحك عشان تخفيه يفهم لمعان عينها وتحرك جفنها حتى ارتعاشه شفايفها الخفي. يعرف كل شيء عنها ويحفظه ويلمسه ويفهمه وقبل كل شيء يحسه بروحه وقلبه وغريزته حتى لو إنها ما بينت لأحد عنه. عدلت لينا جلابيتها ورتبت شعرها فتأكد وهو يدرس وجهها إنها تتمنى تكون لحالها لكن ما رضا يتركها على هاذي الحاله ويلغي طلعتهم خصوصا وهو ما عنده عذر مقنع و لان وجوده معها لحالهم ما يساعدها قال لشمس
    " شمس أنا كنت واعد لينا أطلعها اليوم لجبل أحسن من اللي رحتي له أنتي وأسماء وش رأيك تروحين معنا؟ "
    شمس بدهشة :- " لا معليش أنا في الرياض رميت وجهي عليكم أما الآن أسمح لي موقعي من الأعراب خطاء "
    راكان:- " عن فلسفتك بتروحين معنا غصب عنك وإذا رفضتي بحطك في السيارة بنفسي "
    لينا ارتاحت لكلامه لأنها ما تقدر تجلس معه من دون ما يكشف اللي عندها و وجود شمس بيمنع أي مواضيع خاصة ممكن تطرح, فقالت بحماسه
    " شمس تعالي معنا والله الطلعة ما تسوى من دونك "
    راكان :- " شفتي حتى لينا تبيك ما عاد لك عذر دام إن ثنينا نبيك معنا، هاه وش قلتي؟"
    شمس بعدت عنهم و هي في طريقها عشان تطلع وتترك الغرفة لهم لأن اقتراحهم غير مرحب فيه بنسبة لها. هم في الشهر الأول من زواجهم ولا تبغى تدخل في حياتهم قبل ما يستمتعون فيها لوحدهم . قالت وهي على وش توصل الباب
    " هزلت! و بعدين أنا عندي شغل مقدر أخلي أمي لحالها. طلعة ثانية إن شاء الله"
    مشى راكان جهتها وقال بأمر ما يقبل الرد وصوت رجولي خطير
    " لحظة لحظة تعالي هنا إذا أنا أكلمك ما تمشين إلا لين أخلص كلامي زين هذا أولا، ثنين أنا ما علي من أي شيء تقولينه مع صلاة العصر بنمشي على طول وإن كان مرادك جدتي أنا بكلمها "
    ثم ألتفت يكلم البنتين مع بعض وهو يحاول إنه يخفف من جو التهديد اللي وجهه لشمس
    " أسمعني مع صلاة العصر إن لقيت وحدة فيكم ما هي جاهزة شغلها بيكون معي واضح ويا ليت تلبسن شيء يسهل المشي لأني بسوي لكم تمرين مكثف إن ما خليتكم ترقون الجبل ما أكون أنا راكان. علم "
    شمس وهي مستغربة طريقته :- "علم "
    راكان :- "أنا بروح أشوف أبوي ولا تنسن مع صلاة العصر أشوفكن واقفات عند الباب "
    بعد ما طلع وتركهن لينا صحيح ما ودها إن راكان يضغط على شمس لكن الشيء هذا أسعدها وهي تشوف إجباره لها فيه شيء من الطيبة أما شمس فا من دهشتها قالت
    " أقول لك شيء أنا ما أدري إذا قد قلته لك ولا لا؟ الولد هذا من تزوجك وهو متغير وعلى وشك يستخف "
    " من أي ناحية متغير؟ "
    " من كل النواحي أسلوبه طريقته في الكلام ما دري أحس أن كل شيء فيه تغير "
    " للأحسن ولا للأسوأ؟ "
    " لا والله للأحسن لو دارين كان خطبناك له من زمان "
    " مهوب لها الدرجة عاد "
    " والله أني جادة حنا كلنا نحب راكان بس كنا نخاف من ردة فعله إذا قلنا أي شيء يمكن أنا الوحيدة ترى اللي تتكلم مع راكان و تراده مع أني أعرف أنه ما يحب ها الشيء لكن بما أن قاعدتنا أنه ما فيه شيء شين إلا ويتغير كنت أتحمل اللي يجيني. قبل كان أما يسفهني أو يهزأ أو أنه يطلع معصب ولا أشوفه وبعدين نتقابل ولا كأن شي صار والحين لا! إذا رديت عليه أو جادلته يعطيني وجه وإذا غلط علي يعتذر و لا قبل شوي معطيني هدية بعد! والله لو أقول للبنات ما يصدقوني "
    "لا تقولين لهم خلينا نشوف إذا هم لاحظوا تغير فيه ولا لا؟ "

  3. #8

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية ارادة رجل ٢٠١٤ كاملة

    الفصل التاسع عشر


    رجع راكان بعد ما صلى في المسجد وشاف لينا وشمس واقفات داخل ينتظرنه ومجهزات أغراضهن وما صدق إنهن أخذن كلمته بجد و تيقن وقتها أإن درجته في المزح مع البنات صفر. قبل يأخذ الأغراض قرر إنه يمثل دور المدرب ويحاول يمزح معهن قد ما يقدر. أول شيء سواه أنه طلب منهن يفتحن العبايه يشوف إذا ملابسهن تساعد على المشي ولا لا. فقال
    " ما شاء الله من أولها مخالفة للأوامر "
    شمس:- " معاذ الله يا رجل. ليه وش سوينا ؟ "
    راكان:- " أولاً يا عزيزتي تنوررتك ما هي حقت ركض البلوزة ما تهمني ..."
    قبل يكمل قاطعته شمس اللي تأقلم أخيرا على طريقتها :- " أنت جاد ولا تمزح؟ "
    راكان :- " جد الجد بعد ثانيا النعال العادية ماش ما تخالج لازم تلبسون رياضية "
    لينا :- " أيه بس حنا أقل شيء بنسويه إننا نجلس هناك ثم نمشي شوي ونرقى شيء بسيط من الجبل ونرجع "
    راكان يمد شفايف بمزح وقال :- " أنا قلت كذا؟ "
    لينا وهي مستغربة حركاته :- " لا "
    راكان وهو يرفع يده :- " أها الحمد لله أوكي أرجعوا غيروا على ما أغير أنا ثيابي بعد "
    دخلوا مرة ثانيه يبدلون ملابسهم وكانت لينا بتلبس تنورة أوسع من اللي لبستها قبل لكن راكان رفض ونسق لها وش تلبس. اجتمعوا مرة ثانية عند مدخل البيت فا سبقت شمس ولينا ركان لسيارة على ما يشيل هو الأغراض ولما جلس راكان في مكانه وصك الباب قال للبنتين
    " جبتوا القهوة؟ "
    شمس جالسة بالمرتبة الثانية ولا تكلمت عشان تجبر لينا تتكلم. فقالت لينا وهي تتساءل عن سبب سؤاله لأنه شيء بديهي إنهم يجيبون كل شيء ضروري
    " أيه "
    " والشاهي؟ "
    " جبناه "
    " وسيدة المائدة التمرة؟ "
    في صوت لينا الضحكة :- " جبناها "
    " الحلى؟ "
    "جبناه "
    " الفطاير؟ "
    " جبناها "
    "المكسرات؟ "
    "جبناها"
    "المويه؟ "
    "جبناها "
    " الترمس؟ "
    هنا لينا وقفت مع إنها كانت ناويه تقول لشمس تكمل عنها بعد ما تعبت من تكرار كلمتها وسألته
    " ليه الترمس ؟ "
    " عشان نحفظ فيه العصير والغازيات إذا اشتريناها "
    لينا :- " ما له داعي اللي معنا يكفينا بعدين حنا ما حنا مطولين هناك ولا؟ "
    راكان :- " بنقعد إلى قبل صلاة المغرب بشوي ثم نرجع "
    لينا تمزح بسبب كلامه:- " وش رايكم ننام هناك بعد مهوب أحسن؟ "
    راكان يضحك من تعليقها:- "و الله الفكرة جت في بالي بس ما أضمنها لك "
    ثم أضاف بأسلوب أكثر مرح " ما تشوفين من اليوم أعدد عليكم الأشياء ومسوي فيها مدرب مصدق نفسي إننا في رحلة استكشافية للجبل و ما ناقص غير نجيب ورقة وقلم ونحط صح قدام اللي مسوينها معدات "
    شمس :- " هي بنسبة لي و لك مهوب رحلة استكشافية أما للينا لا. وش رايك أنا وأنت نلعب دور المرشد السياحي "
    راكان يتصنع الذكاء :- " لا لا ما تصيرين مرشد سياحي بوجودي, أنا عارف إنك تهربين من التدريب عشاني أنا المدرب أعترفي يا شمس مكشوفه."
    ضحكوا من تعليقه فقال
    " أقول خلوني أنزل أجيب الترمس ولا وقفنا مكانا للمغرب "
    نزل من السيارة ولاحظت لينا في جيب بنطلونه مسدس صغير فقالت
    " راكان "
    "هلا "
    " ليش شايل معك سلاحك؟ "
    " لأني ما عمري طلعت بدون سلاحي "
    " حتى الأسابيع اللي راحت؟ "
    أبتسم راكان وقال:- " و في كل يوم عشتيه معي بس أنا كنت أخبيه عنك "
    لما صك الباب تأملت لينا قميصه الأسود اللي يحتضن عرض أكتفاه و بنطلونه الزيتي اللي يوضح طول ساقه وشعره الأسود الناعم اللي أختار وقت العمرة إنه يقصره. كان أنيق في تنسيقه لملابسه اللي تلامس عضلاته المرنة و جسمه الرياضي يتحرك بطريقة مهيبة وهو يمشي باستقامة وخطواته ترسم أثر مستقيم على الأرض اختفى داخل البيت فقالت شمس
    " خايفة من السلاح؟ "
    " الله لا يحوجنا له أنا أعرف إن السلاح مهم خصوصا في السفر ولا إذا خفتي أحد يسرقك بس فكرة إنه يكون معه على طول خوفتني "
    " لا تلومينه أنتي تشوفين بعينك راكان رجال مستحيل إذا مر يقول واحد إنه ما شافه، الشيء الثاني انه واحد من زملاء الدراسة قبل تخرجه من أرامكوا طلع معه للبحر و .....تعرفين عاد أنتي وش ممكن يفكر فيه زميله ذا؟ "
    حست لينا بنغمة الكره في صوت شمس وقالت " تقدرين تكملين؟ "
    قربت شمس من مقعد لينا و أسندت ذقنها عليه وقالت
    " اللي طلع معه كان تفكيره منحرف إذا أنتي فاهمتني؟ "
    لينا باشمئزاز:- " أعوذ بالله "
    شمس :- " هذا اللي صار وهو صرح باللي في نفسه و طبعا راكان أول ما سمع كلامه ضربه ضرب مجنون وزين ما ذبحه المهم أنه ركب السيارة وتركه مكانه عاد الولد راح الشرطة وأشتكى عليه وهو يقول إن راكان أعتدي عليه وضربة"
    " الحيوان "
    " طبعا جت الشرطة و أخذته وسين وجيم وخضعوا لتحليل كلهم وطلعت النتائج سليمة ما فيها شيء ثم كلموا أبو راكان و الله يجزا الضابط المسئول عن القضية خير لأنه أول ما شاف الفرق بين الاثنين وسمع القصة من راكان صدقه وما ادري كيف انتهت قضيتهم لكن من يومها و راكان شاري له سلاح و مصرحة ولا يتركه أبد "
    " حسبي الله ونعم الوكيل "
    " أقول لينا لا تكلمين راكان في السالفة تراه ما يدري أني أعرف "
    " وأنتي وش دراك؟ "
    " لأن راكان جاء لعبد الله أول ما دخل الجامعة وحذرة من أنه يطلع مع شباب ما يعرفهم من قبل أو ما يكونون من الجماعة وقال له سالفته وأنتي تعرفين أصوات الشباب إذا انفعلوا تصير مرتفعه فسمعتهم ترى ما أحد يعرف بقصته حتى أمه, المهم إن راكان ما عاد يثق في أحد غير عيال عمه وجماعته و أذكر وقتها إنه قال لعبد الله الحمد لله اللي ستر ربك وكان واحد وقدرت عليه مهوب عشرة "
    لينا وهي مضطربة ولأول مرة تحس بالخوف على راكان و إنها مرعوبة من فكرة فقده
    " يا الله الحمد لله اللي حفظه ربي الله يحفظه العمر كله "
    كلهن انتبهن لراكان لما رجع ومع هذا قالت لينا
    " أش هذا راكان جاء "
    رجع راكان مكانه وصك الباب وقال وهو يبتسم
    " معليه تأخرت عليكم "
    لينا :- " لا عادي ما صار شيء"
    حس بنبرة الصوت الجديدة وفهمها فقال بمرح وهو يحرك السيارة ويرجع بها وراء
    " أشفعي لي يا شمس من تزوجت لينا وهي ما تعرف غير ذا الكلمة "
    ودخلوا في معمعة الضحك وبدت المجادلة المرحة اللي تعودت لينا وشمس عليها لكن الجديد إن راكان صار معهم على نفس النهج . أخذهم راكان لمنطقة هو يعرف أن ما أحد يجيها بسبب صعوبة الطريق اللي يوصل لها . حطوا بساط لهم جنب السيارة وجلسوا يسولفون و مع إن الوقت صيف إلا أنه معروف إن جو أبها بارد واللي زاد البرودة الآن الهواء اللي يلفهم ويبعثر شعر رأسهم مع الأشجار الخضراء اللي تحيط فيهم من كل مكان. أستبشر راكان وهو يشوف لينا تتكلم بأريحية وتعبر عن إعجابها في المكان من حولها والفضل بعد الله يرجع لشمس اللي تفتح المواضيع وتناقش بأبعاد مختلفة ومحاور متنوعة ثم بدا التعلق بينهم على بعض الذكريات اللي يحفظونها. حسوا أنهم أكتفوا من الجلوس فقال راكان
    " وش رأيكم نرقى الجبل الحين؟ "
    شمس:- " أخيرا أتحرى الكلمة من اليوم "
    لينا :- " ناخذ عباياتنا معنا؟ "
    راكان :- "لا ما له داعي ما في أحد يجي قريب من هنا "
    ربطت كل من شمس ولينا شعرها حتى ما يضايقها و بدوا يتسلقون الجبل وهم يعلقون على أشكالهم وطريقتهم لان شمس رابطه طرحتها حول وسطها أما لينا فكانت طرحتها معلقة على رقبتها و أطرافها اللي على صدرها مسكتها ومررتها تحت ذراعها وربطتها عند ظهرها فصار يذكر بجراب المسدس. طبعا راكان سبقهم بشيء بسيط وفي يده علبة مويه ويساعد أي وحده من البنتين تحتاج مساعدته. وقف وألتفت وراه يشوف وضعهن. لينا ما كانت تعاني من أي مشكلة ولا تحتاج لبذل جهد لأنه ألزمها تلبس بنطلون أسود ما يبين من ساقها إلى حركت انثنائها الناعمة بعكس شمس اللي كأنها سندرلا في طريقة رفعها لتنورتها التركوازيه الفاتحة المناسبة لبلوزتها البيضاء. مدت لينا يدها لشمس و تسلقت معها الصخور اللي قدامهن وأول ما رفعت رأسها لراكان وشاف وجهها البيضاوي وامتداد عنقها و نظرتها البريئة والسعادة تلمع فيها اجتاحته مشاعره تشده لها خصوصا مع الهالة اللي تحيط فيها والجاذبية الفريدة اللي تمتلكها ولأنها تلبس بلوزة صفراء صافي لونها وتلامس بشرتها برقة وياقتها مفتوحة و مكوية بعناية حس أن هذا اللون يضيف معنى جديد لها ولشخصيتها. نزل علبة المويه عند رجله و مد يده اثنتين اللي كان رافع أكمام قميصه عنها فبينت عضلات ذراعه القوية. مسك لينا وشمس وساعدهم حتى صاروا في مستواه و لاحظ برودة يد لينا فقال
    " تحسين بالبرد؟ "
    "يعني، مهوب مرة طبيعي كوني جايه من الرياض من درجة حرارة 46 إذا ما زادت لـ 48 بعد! و بيوم واحد تبيني أتعود على درجة حرارة 17 صعب!"
    شمس:- "سبحان الله عكس العالم الكل يدور البراد إلا هي "
    لينا :- "هذاك قلتيها أنا عكس العالم يبغى لي كم أسبوع عشان أنسى البر و حره "
    شمس:- " لك كم يوم في أبها للحين ما تعودتي؟ "
    لينا :- " يا حياتي فيه فرق لما أكون في البيت وبين أربع جدران وعلي ملابس سميكة شوي غير عني في الجبل والهواء يلفح رقبتي وظهري وملابسي خفيفة ما تعدي منه شيء "
    حس راكان انه خارج الموضوع فا حب يشاركهم ويطلع من كلامهم عن الجو اللي شافه ممل بنسبة له
    "لو كنت لابس لبس رياضي كان عطيتك جاكيته بس شوفت عينك "
    شمس:-" أحلى "
    جمدها راكان بعينه عشان ما تزعج لينا فقالت شمس
    "خلاص بطلع منها "
    راكان :- "المهم لو نتسابق ونرقى الجبل يمكن تدفين "
    كانت لينا بترد عليه لكن شمس قالت لها بمكر لأنها ما تتجرأ تقول لراكان
    "عندي إحساس أني جاية غلط معكم كان يمديك دفيتي لو أنكم لحالكم ؟ "
    الحرج غط الاثنين فقالت شمس للينا تزيد من إحراجها
    " ترى وجهك صار احمر! "
    لينا زاد حرجها واحمرارها وقالت بسرعة لأن عين راكان تراقبهم
    "لا هذا بسبب الهواء البارد "
    ضحكت شمس بقوة فقال راكان اللي طول الوقت مبتسم وكأن الوضع بدى يعجبه
    "البنت مبسوطة باللي تسويه شغلك عندي "
    خطف جوالها من يدها وركض فيه لوهله كانت شمس عادي لأنها تعودت أنه يأخذه لكن فجأة تذكرت شي في الجوال وبسرعة حاولت تلحقه وهي تصرخ عليه يرجع ولينا بدورها لحقتها لكن بهدوء لان ببساطة شمس ما تقدر تبعد بسبب تنورتها الطويلة الواسعة اللي ما تساعد. فقالت شمس
    " لينا ألحقيه بسرعة وهاتي الجوال "
    " هذا من يمسكه شوفي وين وصل؟ "
    " لا تقدرين أنتي سريعة ولابسه بنطلون "
    تعلقت شمس بيدها وقالت
    " تكفين "
    لينا ما أعجبها كلام شمس فقالت
    " طيب خلاص خلاص بعدين حنا ما بينا رجاء "
    " بسرعة "
    " شوفي خلينا نطنشه ونجلس وهو بيزهق و يرجع "
    " على كذا يمديه يقرا الرسالة "
    " أي رسالة؟ "
    " في رسالة جاتني من وحده من باب المزح وأخاف يقرأها "
    لينا تعاتبها
    " وليه ما مسحتيها بعد ما قرأتيها؟ "
    " يا الله هذا وقته أنا كنت حافظتها عشان تقرينها وبعدين أمسحها "
    "خلاص أنا بشوف, أسمعي خلينا نروح له من غير ما نركض عشان ما يتحمس "
    تسلقت لينا مع شمس الصخور اللي قدامها وهي تشوف أصابع راكان الطويلة تضغط على مفاتيح الجوال فقالت عشان تشغله و هي تتوقع أنه يقلب في ملفات الصور والصوت
    " هيه راكان رجع جوال شمس "
    طق طق بلسانه من بين أسنانه وهز راسه علامة على الرفض فقالت
    " طيب خذ جوالي أنا وهات جوالها "
    " ما في جوالك شيء جديد كل اللي فيه أعرفه "
    " طيب أسمع والله عيب تأخذ جوال وحدة بنت وهي ما تحبك تشوفه "
    راكان يتكلم وهو مشغول بالجوال
    " ما عليك منها ترى هي تسوى أمانه وضمير وأنا دايم ألقى جوالي في يدها من غير ما أسمح لها "
    " أيه بس أنت جوالك جوال رجال ما فيه شيء أما هي بنت يعني فيه كلام بنات وسوالفهن و هن ما يحبن أحد يقراها "
    " يا سلام حلال عليكم حرام علينا "
    " لا مهوب كذا بس أنك تأخذ جوال بنت من غير ترضا ما يصلح "
    " أفكر أفكر راجعونا بعد الصلاة"
    لينا تمشي بهدوء وراكان واقف مكانه أما شمس فنارها داخلها تحرقها . و فجأة ضحك راكان بصوت عالي وهو حاط يده على بطنه وما يقدر يوقف عن الضحك فجمدوا البنتين مكانهم. ناظر راكان في عيون شمس وهو يضحك ثم ناظر للجوال وهو يقول بصوت عالي
    " كيف تصطادين المعرس؟ "
    شمس شهقت وقالت
    " لا راكان "
    فقال راكان وهو يضحك
    " ليه لا. كيف تصطادين المعرس أنطقي في البيت لين يجيك "
    ولأنه يضحك شمس اندفعت جهته وتعثرت و تعورت ساقها فقالت لينا لها وهي تسندها وتمسك يدها
    " صار لك شيء؟ "
    " لا بس الحقي الخبل هذا بسرعة قبل يقرأ الرسالة كلها "
    ولأن لينا حاسه بحرج شمس بسبب الكلمات اللي سمعتها من راكان شافت أن في ساقها نشاط عشان تركض له وتقفز بين الصخور برشاقة. شافها راكان فأسرع وكمل طريقة ولينا تصرخ وراه وتناديه يرجع لأنها عارفه إنه من المستحيل إنها تجاريه أبدا. أما هو فكان يكمل قرأته و يتهجى بعض الكلمات اللي شاف إن مصطلحاتها غريبة وهو يضحك بدون أي قيود فما قدرت لينا لأن ما بيدها حيله غير إنها توقف وتتأمله. لما شافها وقفت وهي عاقدة حواجبها رجع لها وهو يقول
    " الله يعين الشباب عليكم أثر عندكم خطط وحنا المساكين ما ندري لا و نايمين على أذانا الله يخلف بس ويحفظنا من كيدكم "
    لينا تحس بالإحراج مثل شمس فقالت
    " أقول جب الجوال وأنت ساكت من كثر الزين اللي فيكم يوم نخطط عليكم لا شكل ولا مؤهلات ولا حتى تصرفات! نخطط عليكم على أيش؟ "
    راكان قال لها وهو يحط الجوال قدام وجهها
    " هذا هو الدليل تنكرين "
    انتبهت لينا لصورة الكاريكاتيرية المضافة لرسالة فحمر وجهها وأخذت الجوال من يده
    " هاذي مزحه بين البنات لا تصدق ترى أنتم الرجال تخذون كل شي جد "
    غمز لها بعينه وقال
    " مهوب دايما على الأخص مثل هاذي الرسايل "
    رجعت لينا لشمس اللي تمشي على مهل بسبب ألم ساقها وهي تشوف راكان يمشي وراء لينا و يقول مبتسم
    " والله وطلعتي منتي سهله يا شمس "
    " أقول لا يكثر "
    لما وقفوا جنبها قال يمازحها
    " عندي لك خطه غير هاذي الخطط لأنها ما عاد تمشي, تعرفين الناس الحين تبصرت! أنا أقول أرقدي و كبري وسادتك ألين يجي أمير القصر و يصحي الحسناء النائمة بمعنى أنه يطق بابك أو وش رأيك نترك تنامين هنا مثل البطلة أوديلا في رواية باربرا كرتلاند وداع للخوف يوم لقاها البطل و قومها عاد بطلك أنت بيلقاك وقولي له ضيعت أهلي وهو يجيبك لنا وبعدين يجي لنا طويل العمر طالبا يدك بعد ما شافك وأعجب فيك"
    كل البنتين وقفن وهن ما يصدقن اللي يسمعنه وكل وحدة فاتحه عينها على أتساعها وتناظر فيه فتجرأت لينا وقالت
    " أنت تقرأ روايات رومانسية؟ "
    راكان وشعره الأسود الناعم متناثر على عينه يحركه الهواء وكان حاط يده في جيب بنطلونه و حرك كتفه و هو يرفع حواجبه
    " ليه فيها شيء ولا الروايات بس لكم؟ "
    لينا :- " لا بس ما توقعتها منك, العادة أنكم يا الشباب تحبون الشيء الإجرامي أكثر من الرومانسيات "
    شمس وهي تمد يدها للينا :- " لا و زيدي على هذا أنهم يعيبون فينا إذا قرينا الروايات الرومانسية ويقلون إننا غبيات عشانا نقرأ كلام فاضي ويضحكون منا وهم يحسبون إننا نصدق الكلام الخيالي، أما هم جلفين بشكل ولا عندهم أي حس! "
    راكان :- " أشوف مسوين هجمة على أبناء جنسي وأنا واحد ضد أثنين وين العدل؟ "
    لينا :- " إلا أبو العدل يا شيخ شهادة الرجل بشاهدة امرأتين وميراثه ميراث ثنتين أجل حتى في الحوار واحد ضد أثنين "
    راكان بهزل :- " أنتي وشمس أثنين؟ أنتم الوحدة فيكم عن ثلاثين "
    لينا :- " وأنت عن عشر طعش "
    شمس تبتسم :- " حلوة, بس راكان أنت جد تقرأ الروايات الرومانسية؟ "
    راكان:- " ما فيه مانع أني أقرأها بس ترى قليل لأنها بصراحة ما تستهويني معظمها ممل وبنفس الأفكار بس هاه هذا ما يمنع ما أصير رجال رومانسي "
    شمس مسويه حكيمة وهي تهز رأسها وتضرب أخماس في أسداس :- " ماش ما في فايدة خيب أملنا "
    لينا :- " إلا صدق راكان ليش الشباب ما يحبون الرومانسية ليش إذا ....."
    قاطعها راكان :- " لا لحظة حبه حبه أرد عليك أما مسألة إن شبابنا ما يحبون الرومانسية فا مهوب صحيح أظاهر إنهم هم أبو الرومانسية وأبصم لك على هذا بالعشرة صحيح إنكم تشوفون أشكالهم الخارجية جادة وإنهم حقين حركات شبابية بس صدقيني إذا جلست مع الواحد منهم ألقاه متولع يا في بنت عمه ولا خالة ولا وحدة تقرب له مدري من وين يكفيك إنهم أزعجونا بأغاني الحب حقتهم شافها وحبها و شافته وتعلقت فيه من غير إنهم يكتبون أشعار وخواطر الصراحة حلوة و بعدين الشيء هذا ما راح تشوفه إلا اللي تتزوجه وهي بدورها بتخاف من عين الناس وبتظلمه وتقول إنه إنسان عادي "
    لينا :- " أوكي وليه يحبون الأفلام اللي فيها أكشن أو الروايات البوليسية أنا ملاحظة أنكم تحبون كل شيء فيه حركة أو إجرام "
    راكان:-" حبيبتي هذا يرجع لطبيعتنا أنتي ما تتوقعين إن فيه رجال يصلح له حتى و إن مسك وردة إذا جاه الحرامي قال له يوحش بعد عني! عشان كذا شيء بديهي نحب القوة أو أي شيء يتعلق فيها سواء أفلام أو روايات أما الإنسان الضعيف منا حرام عليه كلمة رجال إذا ما حفظ مراجله بس مهوب معناه إننا جلفين زي ما قالت الآنسة شمس "
    شمس صفقت له :- " والله مدري وش أقول لك عشرة على عشرة"
    لينا تبتسم :- " سكتنا ما ندري وش نرد ما عندك شي في قاموسك ينقذنا؟ "
    شمس:- " عندي بس ما يمشي على راكان "
    لينا لراكان:- " ما قلت لك أنك عن عشر طعش؟"
    راكان :- " يعني فزت عليكم؟ "
    شمس:- " بلا فخر نعم "
    لينا والحوار عجبها :- " طيب راكان أنت ما عندك شيء تسألنا عنه ما تفهمه في البنات أو ما يعجبك؟ "
    راكان وهو يفكر:- " لا ما عندي "
    لينا :- " إلا عندك مهوب معقولة يعني أنه ما يكون فيه ولا شيء صغير ما تفهمه أو تكرهه فينا "
    راكان :- "أكره في البنت تبرجها وقلة حياها و سماجة لسانها وخفة عقلها ورجت حركتها طبعا يفرق البنت المرجوجة عن البنت الحركة النشيطة أنا ما أقول كل البنات كذا أنا أقول بعضهن اللي تسوي ها الشيء أنا أكرهه منها، أما شيء أنا ما أفهمه فما أذكر أنه في شيء ما أفهمه في البنات؟ "
    شمس :- " وكيف فهمته حضرة سموك؟ "
    راكان :- " لأني أقدر أقراه في عيونكم "
    شمس وهي ترفع يديها في الهواء: - " يا سلام , على فكرة لينا زوجك هذا عليه حركات وفلسفه عمري ما شفت مثلها في حياتي "
    راكان :- " والله أني جاد أنا أفهم كل محارمي "
    شمس:- " ما قلنا شيء بس أنت يا قلبي عمرك ما جلست معهن و سولفت أو خليتهن يكلمنك "
    راكان :- " عاد هذا ما يخليك تحكمين علي؟ "
    لينا :- " أوكي الليلة نختبرك "
    شمس :- " والله ما يصدقن البنات لو جاء وجلس معهن صدقيني "
    لينا :- " خلينا نجرب وصيري أنتي الحكم "
    راكان :- " لا لا إذا القاضي شمس أنا أرفض. صيري أنتي القاضي "
    لينا : - " ليه؟ "
    شمس:- " معليه صيري أنتي القاضي وأنا ممثل الإدعاء "
    لينا :- " ما يصلح يصير القاضي أحد ثاني؟ أنا بصير ممثل الدفاع عشان أدافع عنك "
    راكان وهو يضحك :- " قاضي أقوى عشان تصدرين الحكم موثق مضمون "
    لينا :- " المشكلة أنه مطعون في حكمي وشهادتي "
    جلس راكان مكانه وهو يقول :- " إذا تبون يصيبكم دوالي خلكم واقفين "
    جلست لينا جنب راكان و جلست بجنبها شمس وقالت
    " خليك بيني وبينه "
    لينا وهي تضحك من طريقة شمس اللي تقلد فيها الأطفال:- " ليه؟ "
    رفعت شمس صوتها بمزح وقالت لراكان:- "راكان ترى للحين أنا زعلانه منك "
    لينا :- " بعد كل ذا السوالف انتبهتي أنك للحين زعلانة منه؟ "
    شمس مسوية تهمس وهي تسمع راكان :- " أش عشان يعطيني هدية ثانية "
    أبتسم راكان وقال :- " ما عندي غير ذا المويه تبينها "
    أخذت شمس علبه المويه وقالت :- " هاتها نعمة المويه تفك أزمة خصوصا أني عطشانة بعد الركض وراك"
    فتحت شمس العلبه وشربت فقالت لينا لراكان
    " إذا ما رجعنا بتظلم الدنيا "
    شافت في عينه نفس النظرة الغريبة و هو يتأملها فقال لها
    " أنا أنتظر ها الوقت من الصبح عشان تقدرين تشوفين الغروب "
    لفت لينا نفسها بذراعها بسبب الجو البارد و أصرفت عينها للشمس الحمراء اللي على وشك تغيب وهي تتمنى إن راكان يفهم احمرار وجهها على أنه بسبب الغروب أما شمس فتجاهلت الوضع ولا كأنها سمعت شيء وفي داخلها تمنت للمرة المليون إنها ما جت معهم ولو على قطع رقبتها أما نجم الشمس اللي يسبح في الأفق فكان يشكوا الوحدة لأن كل من الثلاثة يبحر في أعماق أفكاره و مشاعره .

  4. #9

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية ارادة رجل ٢٠١٤ كاملة

    // الفصل العشرون //



    في المساء أجتمع راكان مع قريباته أمه وجدته و أسماء أخته و خالاته عايشه ونورة و أولهم شمس وأخواته اللي ما تجاوزوا العشرينات منال وتهاني حتى سامية الطفلة البريئة كانت موجودة معهم وبنات أخوه سعيد فاطمة (22 سنة) و سحر (20 سنة) و أشواق (16 سنة) أجلسوا معهم وكل وحدة منهن الفرحة ما هي واسعتها لأنها بتجلس مع عمها وتسمع سواليفه و بالمثل بنات أخوه سعد وفي قلب كل وحده موجودة في مجلسه نفس أمواج السعادة اللي تخليهم يشكون في اللي يشوفونه. الشيء اللي كان يحيرهم كلهم سبب وجوده معهم لكنهن علقنه أنه بسبب وجود لينا وتسألن عن نوع المواضيع اللي ممكن يتكلمون فيها معه؟ إضافة إلى أنهم لابد يحاسبون على كلماتهم ولا يمزحون معه زي مزحهم بينهم ولا يجادلون بأي فكرة يطرحها وهم يعرفون قناعاته فيها. أول من بداء يتكلم مع راكان أمه وجدته بحكم انه ما هو شيء جديد عليهن يتفقدهن وكانوا أقرب الناس له في المجلس لأن أبعدهم لينا اللي جلست في أبعد مكان بجنب شمس اللي تشارك أمها وأختها في كلامهم مع راكان . راكان يحس بعين لينا تراقبه وتراقب وجه كل وحدة من قريباته فبداء يكلم قريباته وحده وحده حسب ترتيبهن في الجلوس ولما وصل عند عايشه وسألها عن وضع دراستها وأخبارها فتح معها موضوع زواجها من ظافر وبداء يمازحها وكان واضح إن عايشه مبتهجة بكلامه معها وهو يعلق عليها وعلى ظافر وكيف إنهم يناسبون بعض ولأنها مرحه نست حذرها وقالت بأريحية
    " أقول أقلب وجهك بس "
    جمد المجلس للحظة والكل يحسب ردت فعل راكان لأنه ما يسمح لأحد يعامله بمثل هاذي الميانه والعفوية ويستخدم ألفاظ مزح مثل هاذي الألفاظ غير الشباب زملاءه وأقاربه ولأن الجو صار بارد ثقيل وهو مستند على متكئ ويلعب بالسبحة بين يدينه حب يزيل التوتر اللي أوجده السكوت المفاجئ وحبس الأنفاس و علق على كلمة عايشه وقال
    " أقلب وجهي على صفحة رقم كم؟ "
    ضحك كل اللي في المجلس فعلقت شمس عليه وقالت
    " أما عاد! "
    رد عليها راكان
    "عاد ولا ثمود "
    شمس:- " ألوضع اليوم معكوسة "
    راكان:- " مع كوسة ولا مع بامية "
    فزاد الضحك وأعصاب قريباته هدت وهم يتأملون لينا بحب و أمتنان لأن وجودها بينهم كان مدخل خير عليهم . راكان يبغى يغيض شمس فبدا يكلم أخته أسماء بالإنجليزي وهي تجاوبه بمثل أسلوبها العذب وبنفس سمتها الهادية اللي عرفته عنها لينا لكن شمس ما عجبها الوضع فقالت
    "هيه أنتم أصحو عشاني ما أعرف إنجليزي تتكلمون به "
    ضحك راكان ورفع حاجبه وقال لها
    " والله ما لنا دخل ما احد قال لك ما تتعلمين, دراسة من أول متوسط لين ثالث ثنوي ست سنين يا ظالمة ما تعلمت والله عيب أستحي على وجهك يا شمس "
    دست شمس ذراعها تحت ذراع لينا وقالت
    "أنا أصلا قررت أخذ دروس مكثفة عند صديقتي "
    " هيه تراها زوجتي يعني خذي أذني أول و نتفق على الرسوم وكم بتدفعين لي لأنك بتحرميني منها و بتاخذين من وقتي الثمين معها و اللي ما يتعوض و بعدين ذيك الساعة بعد ما نتفق تبدين تأخذين دروسك الخصوصية يا ماما "
    زمت لينا شفايفها لأنه ما أعجبها هذا التملك العلني وسمعت شمس تقول له
    "تراها صديقتي يا فالح قبل ما تعرفها أنت يعني أكبر فضل لي عليك أنك عرفتها عن طريقي المفروض تحج فيني كل سنة"
    " الفضل لله سبحانه وبعدين زوجتي وأنا حر وش عندك؟"
    " زوجتك ما قلنا شيء بس تحرمنا منها هذا اللي أنا أحتج عليه"
    "يا سلام و أنا تزوجتها ليه؟ إن شاء الله عشان تتركني وتقابلك "
    أخيراً تكلمت لينا واختارت إنها تقطع الصمت اللي يلفها
    "معليك شمسي بنسوي منظمة سرية و أعلمك إنجليزي ولو بغيتي نتعلم شيفرة مورس بعد نتعلمها سوى"
    شمس:-" يا سلام كفو والله كفو يا بنت خالد هاتي بوسه "
    تبادلت البنتين العناق فقال راكان بلهجة جادة ما تخلو من المزح
    "هاذي مؤامرة علنية وعيني عينك "
    قالت لينا وهي مستمتعة بالمزح
    "و إذا فكرت أنك توقفنا ترى بننظم للمافيا "
    "بعد تعاون مع اللصوص الخارجية! "
    كان الجميع يضحك حتى لينا اللي لأول مرة يشوفها راكان تضحك بقوة وعينها في عينه كان لنغمة ضحكتها المرتفعة بصوت ناعم وقعها على راكان اللي أبتسم لها وهو يتأمل أسنانها البديعة اللي ظهرت له فقال يكمل
    "طيب يا مدام نبي نتفق خلينا نختبر شمس أسئلة بسيطة إن نجحت تبدون في الدروس الخصوصية و بنعطيها درجة أسمها مهوب التوفل أسمها لينا بس للأسف ما هي معترف فيها دولياً ."
    قالت شمس بتفاخر يتناسب مع الموقف
    " أتفضل أطرح أسئلتك أي شيء عادي free بس طبعاً في مساعدة من صديق "
    ناظر راكان للينا بمكر وقال
    "خذي راحتك بس بشرط صديق واحد فقط "
    " ما يبغى لها كلام لينا, أتفضل أطرح أسئلتك "
    قال وهو ينقل بصره للينا أكثر من مرة وكأنه يقول أنتي المقصودة

    "طيب السؤال الأول
    “Late at night ,when I should be asleep , into my heart you quietly creep”
    ابتسمت لينا وقالت
    " قولي له
    " Get away from my face ‏ ‏ "
    راكان مد شفايفه ثم كمل
    “I sit and wonder how this could be , but you must have stumbled across the key”

    فقالت لينا وكأنها تفكر
    "You still boring "

    تجاهل راكان الرد وقال
    ”I know I could mean so much but it's up to you to open the doors of your heart “

    شافت لينا ابتسامته فقالت
    “I think it’s better to stop this conversation and focus on those people around us “

    قال لها راكان وهو يهدد
    “ Can you tell me? what’s your last word? sweet heart”

    لينا حفزها التحدي فشاف منها ابتسامة مشرقة موجهه له وقالت بمزح وهي تتصنع الكبرياء والغرور
    “ I shall think about what You say and try to know if you mean something to me “

    راكان وهو حاط من نفسه معصب
    "أجل كذا أنا ولد أبوي "
    رمى شماغة الأحمر جنبه وأستعد يوقف وما سمعت لينا غير صراخ البنات من حولها بكل حماس و انفعال
    " لينا هجي ...لينا حطي رجلك بسرعة "
    ومع أن الموضوع كله مزح إلا أن ساق لينا تلقت الأوامر وقفزت واقف قبله و تركت لساقها حرية الطريق وهي تركض بسرعة. اندفعت من خلال باب الصالة اللي يوصل للأرض الخضراء المكشوفة اللي يزين سماها النجوم المتناثرة على ستار الظلام حول القمر المكتمل ولأن صراخ البنات لازال يحثها فكرت تختصر الطريق و تروح لأبوه لأن هناك بس ما يقدر يتمكن منها ويكون الموقف أكثر متعة لو أنظم أبوه للموضوع لكنها سمعت صوت البنات يرتفع بضحكهن ويصرخن بقوة وهن يقولن
    "يا وليك بسرعة ...وصلك ..."
    وأضافت وحدة وهي تصيح
    " راحت فيها "
    استنتجت لينا إن راكان قريب منها فقررت تضيعه بلفاتها ولا تمشي بخط مستقيم وهي اللي ما قدرت تبعد كثير صدمها إنه مسك معصمها وأدارها له بسرعة ولفها بذراعه الحرة كان على وجهه اللي يضيئه نور القمر ابتسامه ماكرة وهو يقول
    "أجل أنا عندك ولا شيء يا لينا "
    "لا ركان كنت أمزح وبعدين أنت سألت شمس وهي اللي جاوبتك أنا ما لي شغل "
    صرخت شمس وهي تحط يديها على خصرها
    "لا يا حبيبتي لا تحطينها على رأسي أنا كنت أقول شيء أنا ما أفهمه و يا ليت أحد يقول وش السالفة ويترجم لي عشان أضحك من قلب مهوب ضايعه في العجه "
    قال راكان بتشفي
    "شفتي هاذي أخرتها خيانة خلي شمس تنفعك ها الحين "
    قالت لينا وهي ما تقدر تحرر يدها ونفسها من بين أيديه
    "أنا وش دخلني أنا عطيتها البندق و وريتها الشارة هي اللي رمتك "
    شمس:-" أنت اللي قلتي أرميه"
    لينا بمزح:- "طيب يا شمس أوريك إن ما علمت البنات فنون التعذيب عليك ما أكون لينا و بيجي يوم واقلبها على راسك "
    شمس تمثل دور الضعيفة الخايفه
    "لا لينا تقولينها صادقة"
    " جربيني خمس أسنين ما عرفتك فيني "
    قاطعهم راكان
    "خلاص بس ولا كلمة, الكلمة لي الحين شغل الخمس سنوات هذا أنسوه فجرتو أذني ومرارتي فيه , يا شمس بسرعة جيبي ...."
    وقبل يضيف تذكر أن من بين اللي يشوفه بنات صغيرات فقال للجميع
    "كلكم داخل بسرعة إلا شمس "
    قالت لينا متصنعة البلاهة
    "أجل يلله بروح مع البنات عشان تخذون راحتكم "
    قال راكان وهو يوقفها عن الحركة ويرجعها مكانها
    " لاااااااا يا حلوة أنتي اللي ورطتي نفسك تحملي ما جاك بتوقفين هنا "
    " راكان والله عيب ما هو قدام البنات "
    قالت شمس تضحك
    " لا أنا مطلقة أول مرة أقولها بسعادة بلا فخر طبعاً و كله عشان ما يفوتني المشهد الأخير من الفلم الهندي"
    قطع راكان الضحك بصوته الجهوري
    "يلله بنات بسرعة داخل ,أعد لثلاث واللي أشوفها هنا انتم تعرفون وش بيصير لها واحد ..."
    وما نطق الرقم واحد إلا و دخل الكل وضحكاتهم تختفي تدريجيا وراهم و يبقى صوت الليل اللي زاد قلق لينا وقت سمعت راكان يقول لشمس اللي على وشك إنها تموت من الضحك
    "روحي وجيبي عباية لينا "
    قالت شمس بسعادة
    "أبشر ثواني بس, لينا لاحظي أني من الصبح وان أجيب لك عبايتك "
    لينا:- " أستني شمس ..."
    لكن شمس بعدت فقالت لينا لراكان
    " وين بتاخذني؟ "
    قال و طيف ابتسامة على شفايفه
    " it's not of your business"
    قالت لينا
    " راكان أتكلم من جد ما أمزح "
    " جد ولا خال؟"
    "راكان!"
    " الحين بتعرفين وين، أجل أنا ما أعني لك شي هاه؟ "
    جت شمس وأعطت العبايه ليد راكان الممدود ثم اختفت وتركتهم لحالهم .ساعد راكان لينا في عبايتها وركبها سيارته وأخذها لأحد الفنادق وأقام فيه هاذي الليلة مع عروسة اللي أشتاق لها أكثر من أي وقت مضى .

  5. #10

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية ارادة رجل ٢٠١٤ كاملة

    الفصل الواحد و العشرون


    في الصباح بعد ما أفطر راكان مع لينا في الفندق رجع لبيت أبوه وكانت ساعة يده تأشر على عشرة ونص. وقف سيارته وهو مستغرب من مجموعة السيارات الواقفة قدام البيت ولاحظ إنها سيارة الشباب اللي مستأجرين الاستراحة فجاء على باله أكثر من سؤال عن تواجدهم. دخل مع لينا من الباب الجانبي للبيت حتى سلم على أمه وقريباته ولما سألهم عن سبب وجود الشباب ما أقدرت وحده منهم تقول جواب مفيد يفك حيرته فتركهم وراح لمجلس الرجال. أول ما دخل وسلم على الموجودين شاف أبوه بين أخوانه سعيد وسعد وهو منسجم في حواره مع الشباب اللي قراء في عيونهم الإحراج منه. راكان أكثر ما يكره أنه يجلس في غرفة بين أربع جدراً إذا وجد له بديل فأقترح على الشباب أنهم ينتقلون للغرفة الزجاجية الموجودة في المزرعة فرحبوا بهذا الشيء وانتقلوا للغرفة الشفافة اللي ما تحجب جمال الطبيعة وفي نفس الوقت جدرانها الزجاجية تدفع عنهم الهواء اللي ممكن يضايقهم. بعد ما بدوا يطلعون و راكان معهم ناداه أبوه
    " راكان "
    " لبيه "
    " وين زوجتك؟ "
    " داخل مع البنات "
    " أطلبها لي بسلم عليها "
    " إن شاء الله بس كنت بسائلك يا أبوي عن الشباب ..."
    قاطعه أبوه وقال
    " أنا عزمتهم وخليتهم يتركون أستأجر الاستراحة تعرف بعد ما راحوا الناس البيت فضا ولا عندي أحد يسليني غير زوج جدتك وهو بعد بيسافر بكره بأهله فقلت لأخوك سعيد وسعد يجيبونهم هنا ولو بالقوة "
    ما أستغرب راكان هذا من أبوه لأنه يحب الشباب أصلا وتعود عليهم بحكم عمله في أرامكوا و احتكاكه فيهم ولا يتخيل أنه يعيش حياته من غير ما يقابلهم والشباب أنفسهم يرتاحون معه لأنه ما ينقد عليهم في طريقة كلامهم أو في لبسهم للبناطيل زي معظم الكبار في السن اللي يلزمونهم بالثوب. علق راكان على أبوه
    " ما تقصر أبد يا أبو سعيد "
    " نسيت أقول لك أني قلت لهم من اليوم ينامون معنا في البيت ويسكنون فيه "
    راكان أنصدم فهذا شيء مو معقول مع وجود أخته وزوجته و زوجات أخوانه وبناتهم ولا هو شك في الشباب لا أبدا بس هذا ما راح يريح الطرفين أبد عشان كذا قال لأبوه
    " بس أنت تعرف يا أبوي أن البيت فيه حريم و الكلام هذا ما يصلح مع الشباب أنا متأكد أنهم يتضايقون من ها الشيء بس أنت أجبرتهم "
    حرك أبوه يده وقال
    " ما يهمني وش يفكرون فيه لأن أمك بتروح اليوم هي وأختك أسماء كل وحده لبيت زوجها و أخوانك سعيد وسعد قالوا لي اليوم الصبح أنهم بيرجعون بأهلهم وعيالهم لبيوتهم الليلة ما بقي غير جدتك وبناتها خالاتك وأنا قلت لك أنهم بكره مسافرين يعني ما فيه أحد بيبقى في البيت غير زوجتك لينا ولا تقول لي أنك تنوي تقعد عندي وتقابلني وتترك حرمتك في أول شهرها! "
    راكان يمازح أبوه
    " أمداك ما شاء الله تزين الأمور وتتخلص منا واحد واحد "
    " أنا بيتي مفتوح لكم فأي وقت تبون و يعز علي وجودكم لكن اليوم يوم أصبحت و علمتني بنتي أسماء بكل هذا ما قدرت أصبر أعزم الشباب هنا وأقضي وقتي معهم بس قبل أروح لهم ناد لي لينا بسلم عليها "

    بعد الغداء الكبير اللي لم الشباب مع أبو راكان و ودعت أسماء وأم راكان البنات وراحوا.لكن كان في حركة غريبة في البيت لفتت انتباه البنات وأثارت دهشتهم ما عادا لينا . قالت فاطمة
    " يا ناس جدي وش فيه اليوم حار ومستعجل؟ "
    شمس:- " عنده شيء ؟ "
    فاطمة :- " ما هو شيء جديد بيروح يتفقد الغنم "
    عايشه :- " أجل وش فيه؟ "
    فاطمة :- " ما أدري متحمس ومستعجل ويبغى كل شيء جاهز في لحظة "
    لينا لا إراديا ابتسمت فقالت سحر
    " المشكلة أنها أول مرة يسويها حتى أن أبوي هاوشني لما عرف أني ما خلصت الشاهي حق جدي "
    شمس:- " ما هو شيء جديد إن أحد يهاوشنا فلا تكبرين الموضوع "
    سحر:- " لأنك ما شفتي كيف كان وجه جدي من زمان ما شفته نشيط ومبسوط كثر اليوم حتى أني لما شفت كل ذا السعادة في وجهه قلت مثل المسلسلات رجع عشر سنين وراء "
    شمس :- " يا شيخه الله يسعده العمر كله أنتي وش مضايقك؟ "
    سحر :- " لا تفهميني غلط أنا مهوب متضايقة أنا مستغربة لأنه يبغى كل شيء حامي حتى يوم أمشي كان يرفع صوته ويقول حركي بسرعة، يا أختي وقتها حسيت أني سيارة مهوب أدمي "
    لينا تسمع وهي تبتسم من غير أي تعليق وفجأة جت وحدة من بنات سعد واضح على وجهها أنه في عندها ألف تسأل وقالت
    " لينا جدي لحاله في المجلس ويقول خلوا لينا تجيني "
    مسكت لينا عبايتها اللي كانت مجهزتها جنبها فقالت شمس
    " نوال فيك شيء؟ "
    "لا بس جدي غريب اليوم قال لي روحي نادي لينا وكنت أسأله عن أبوي فصرخ علي وقال أبوك مهوب ضايع رواحي بسرعة ونادي لينا "
    انتبهت شمس للي في يد لينا فقالت
    " لينا ما له داعي أخوان راكان إذا عرفوا أن أبوه يكلم وحده ما يدخلون ولا يمرون "
    لينا تبتسم وهي تقول لهم سرها اللي حافظته
    " لا أنا بروح مع عمي للغنم "
    كل البنات فتحوا عيونهم ولاحظت لينا إن ما فيه وحده ما فتحت فمها من الدهشة فقالت فاطمة :- " أيه وأنا أقول من اليوم جدي أيش فيه "
    أشواق :- " كان تكلمتي من أول و ريحتينا "
    لينا :- " حبيت أسمع كلامكم "
    نوال :- " روحي له قبل ما يصير لي شيء و إذا رجعتي نتفاهم "
    لينا وهي تسوي حركات مسرحيه :- " لو سمحتوا ولا وحدة تتكلم عن عمي ترى ما يرضيني أشوف حتى عقد حواجبكم لو طلب منكم شيء "
    فاطمة :- " أجل يا زوجة الولد السنعه روحي وعلى فكرة نسيت أقول لك أمس يوم رحنا لجدي نسلم عليه قبل ينام سألنا عنك و قال لنا أنك أغلى وحدة بين حريم عياله "
    عايشه :- " منتي سهلة يا لينا في أسبوع خطفتيه من أمهاتهن "
    نوال :- " لينا الله يعافيك روحي له بسرعة قبل يرسل علي أبوي ويمسح بي الأرض "
    مشت لينا جهة الباب فسألتها شمس :- " لينا علمتي راكان انك بتروحين؟ "
    لينا :- " كنت بقول له بس عمي فاتحني بالموضوع ومن بعدها ما شفته عموما عمي قال بيبلغه وإذا نسى يقول له وجاء راكان يسألك عني قولي له أني رحت للغنم معه و ما أظنه بيزعل مع السلامة بنات "
    لوحت بيدها المفتوحة بحركة دائرية للبنات وطلعت. ركبت السيارة اللي مشت بها بطريق بريه غير مستوية حتى وصلت للمراعي اللي تنتشر فيها غنم عمها و اللي كان واضح عليه الانشراح من جيتها معه و كلامها اللي أمتعه ولا كان يشغل لينا شيء كثر الطبيعة من حولها و اهتمامها إنها ما تخيب أمل عمها فيها. الشيء الوحيد اللي ما حسبت له لأنها كانت تستبعده هو غضب راكان اللي ما سبق جربته. راكان بعد ما حس أنه أكرم ضيوفه بجلوسه معهم دخل يشوف لينا و يسولف معها ولما شاف إن كل خالاته وبنات أخوانه جالسات ولينا ما هي بينهم توقع إنها تكون جالسة مع جدته و زوجات أخوانه فطلب من شمس تناديها لكن هي قالت له
    " لينا ما هي فيه؟ "
    راكان ما أستوعب
    " ما هي فيه! وين بتروح يعني؟ "
    " راحت مع أبوك للغنم "
    " كيف؟ "
    راكان يحاول يسيطر على أعصابه ويتحكم في غضبه لكن شمس فهمت انفعاله في صوته الهادي البارد لأنه علامته. ما أنتبهن البنات اللي حولها لفكه القاسي وهو يقول
    " متى راحت؟ "
    " يعني تقريبا لهم الحين ساعة "
    هز راكان رأسه على انه فهم وهو يتوقع أن ما أحد قدر يترجم اللي بداخله و سأل شمس
    " سمعت أنكم بتمشون بكرة أي وقت؟ "
    " بعد ما نفطر بنسافر إن شاء الله "
    " الله يسهل "
    ترك البنات وهو يعرف أن سؤاله حيرهن لأنه جاء في وقت بدري وكان مفترض يسأل هذا السؤال في المساء إذا قرب موعد سفرهم لكن هذا كان أقرب شيء لذهنه اللي ما يقدر يفكر إلا في روحت لينا من دون ما تسأله للمراعي . عرف أنه مستحيل يجلس مع الشباب من غير ما ينتبهون لعصبيته فطلع وركب سيارته الجيب ولما حط المفتاح في مكانه وهو كل عضلة فيه مصابه بتشنج ريح ظهره على المقعد و سحب المفتاح اللي ما انفك من يده لكن أعصابه ما استرخت ولا ارتاحت وهو يفكر إنه ما هو من الحكمة يتبعهم هناك لأن هذا الشيء بيجرح أبوه ويهينه واللي ترك جسم راكان يتصلب أكثر أنه يشوف إنه من الجنون يقعد مكانه وما يحرك شيء . أخذ جواله وأتصل بلينا لكن جوالها مقفل وهذا خلاه ينفجر أكثر. شاف ساعته اللي في يده ولأنه يعرف من نفسه إنه إذا عصب ولا أنهى اللي يشغله مستحيل يتكلم أو يسيطر على ملامح وجهه أو ما يضر اللي حوله بكلامه الهجومي فجلس في سيارته حتى ما يقابل أحد والشيء الوحيد اللي يناسبه الآن أن الشباب يظنون إنه عند أهله وقريباته يظنون أنه جالس مع الشباب. عقد ذراعه على صدره وجلس ينتظر لأنه من غير المعقول يتأخر أبوه أكثر من ساعة هناك وخصوصا أن معه بنت. راكان طول الوقت على أعصابة ولا يعرف كم مر عليه وهو على وضعه حتى سمع صوت المحرك وشاف انعكاس سيارة أبوه في المرايه أنتبه راكان وهو يشوف عينه أن كل شيء واضح على مرايتها ولا ممكن تخفى عن أبوه فأخذ نظارته الشمسية و حجب فيها عينه. وقفت السيارة قريب منه ونزل أبوه مع لينا ونزل راكان بدوره عشان يقابلهم سلم على أبوه اللي سأله
    "وش عندك في السيارة؟ "
    راكان:- " نسيت جوالي في السيارة و جيت أخذه "
    ومن حسن حظه أن أبوه ما كان موجود وقت كانوا الشباب يعلقون عليه ويقولون أن جولات المتزوجين صارت محرمة عليهم و إلا كان كشف كذبته. كمل راكان وهو يغطي غضبه بابتسامته
    " وين رحتوا؟ "
    لينا بانشراح :- " رحنا للغنم بس بصراحة كان جو خيال هناك"
    بادلها ابتسامه مزيفة :- " وليش ما قلتوا لي أروح معكم ؟ "
    لينا باندفاع بريء :- " كنت بقول لك بس عمي قال أنه هو اللي بيكلمك "
    ألتفت راكان لأبوه اللي قال:- " أعرف أنك ما تحب تروح هناك فا قلت ما له داعي أقول لك "
    راكان :- " على الأقل تعطوني خبر طيب! "
    أبو راكان :- " ليه؟ ما قلوا لك البنات أن لينا راحت معي؟ "
    راكان يتهرب من سؤاله:- " المهم أنكم استانستوا و انبسطتوا. جبتوا الحليب معكم ؟ "
    أبو راكان وهو يمشي بيدخل بيته :- " شفه في السيارة دخله معك على الحريم "
    كانت لينا بتمشي هي الثانية وتروح للبنات تحكي لهن عن رحلتها على ما يدخل راكان وينظم لها لكن قبضة يد عنيفة مسكت بذراعها فلتفتت لراكان اللي قال
    " وين تظنين نفسك ماشيه؟ "
    جمد الدم في عروقها وهي تشوف عضلات وجهه منقبضة بشكل مخيف. كان صوته اللي تسمعه صوت ساكن بارد جاف إلا درجة تركت لسان لينا معقود. فهزها من ذراعها وقال
    " أدخلي قدامي أشوف "
    مشت لينا قدام راكان وهو اللي يقودها حتى لما قربوا من المطبخ قال
    " أستني أحط الحليب في المطبخ يشوفونه الحريم وأجيك لا تحركين "
    لينا تتمسك أيديها بعبايتها بعصبيه وتقاوم لسيطرة على ارتجافها وهي تشوفه يدخل من باب المطبخ ويسد الطريق بأكتافه وما أخذ غير قليل ثم رجع لها و نظراته الشمسية حتى الآن على عينه لكن ما يحتاج إنها تخمن بالنظرة اللي فيها ولو إنها حست إن النظارة خففت من مظهر غضبه. مسكها بذراعها وأخذها لوحده من الغرف البعيدة حتى ما يسمع أحد نقاشهم خصوصا إنهم ما عرفوا بوجودهم. دخلها قدامه وصك الباب من بعده وقفله بالمفتاح اللي كان موجود في قفل الباب ثم سحب نظارته بحركة سريعة وحطها في جيبه وهنا صار الخوف يضرب بجدار قلبها وهي تشوف الظلام اللي ملى عينه وأختلط بنار غضبة اللي تحترق في عدساته. ومن دون أي مقدمات قال من بين أسنانه
    " من قال لك تتطلعين من البيت من غير ما تقولين لي يا مدام "
    لينا بجهد تسيطر على ضربات قلبها الخايف وقالت وهي تحول توضح له
    " أنا كنت بقول لك بس كنت متأكدة أن عمي بيكلمك لأنه هو قال لي "
    راكان مع غضبه إلا أنه حتى الآن ما رفع صوته لكن كانت كلماته سريعة
    " حتى ولو. كان دقيتي علي و كلمتيني "
    " ما توقعت إنك ما تعرف ثم جوالي شريحته احترقت وما قدرت أكلمك "
    " وما لقت تحترق غير اليوم ! "
    لينا توضح له
    " ولد أسماء حرقها وقت كنا نتغداء "
    " وليه ما أخذتي جوال شمس أو أي وحده من البنات "
    لينا قربت منه تبي تهديه وتعتذر له ألين يرضى
    " لأني اعتمدت على عمي ولا ..."
    بحركة انفعاليه من راكان حط يديه على أكتافها و هزها وهو يقول
    " طلعي أبوي من السالفة أنتي تعرفين أنه ما راح يقول لي و راسك الغبي هذا ما فيه مخ تفكرين فيه عشان تلقين طريقة وتكلميني "
    لينا مع أن خوفها زاد بسبب الحركة المفاجئة إلا أنه في نفس الوقت حفز طبيعتها الحادة فقالت بعدم صبر وهي تبادله نفس نظراته
    " أنت وش تبي بضبط؟ تبي تقنعني أني غلطت في حقك أوكي آسفين طال عمرك حقك علينا اللي ما عرفنا أن الروحة مع أبوك تضايقك "
    استخدمت لينا كلمة طال عمرك لأنها حست وكأنها موظفه عنده ولاحظ راكان الشيء هذا مع ارتعاد شفيايفها ومع هذا قال بشراسة وهو يعجز يسيطر على غضبه
    " أنتي ما تفهمين؟ خبله؟ قلت لك طلعي أبوي من الموضوع "
    " أنا ما أدري أنت وش اللي مزعجك بضبط قلت لك أني ما راح أطلع من البيت مرة ثانية من غير ما تعرف وللحين تهاوش! ممكن توضح لي؟ "
    راكان بعصبيه وهو متوقع أن سبب غضبه واضح
    " أوضح ؟! أنتي أصلا ما تنعطين وجه يا مدام و لو أني سألت الجدران كان أنطقت وعلمتني ...."
    وقبل ما يكمل أهانته لها مشت باتجاه الباب فا سحبها راكان من يدها وهو يحس بارتجافها من الغضب ما كان خوف منه كان جسمها يهتز بعصبيه واضحة لكن قبضته كانت وحشيه من حيث ما يعلم ومع إنها حست بألمها إلا أن ألمها الداخلي كان أكبر من إنها تلتفت لمعصمها اللي على وشك ينكسر في يده وسمعته وهو يوجه لها تهديده
    " صدقيني يا لينا أن استمريتي على ها الوضع ما راح أرحمك أنا لما أكلمك ما تعطيني ظهرك وتروحين وكوني ما قلت لك شيء قبل مهوب معناه أني بترك, واضح؟ "
    في السابق كان ممكن تتقبل غضبه أكثر من الآن لأنها ما كانت تهتم فيه, لكن الآن حالها تغيرت و سكين حبه تطعنها في قلبها ثم تسحب وتطعنها مرة ثانية كان هذا سبب في تعبها الروحي والنفسي والجسدي ولأنها شافت إن حبه طعنة حتى في كرامتها وكبريائها قبل قلبها قالت ترجع شي من بقايا لينا القوية اللي اختفت
    " أنا تحملتك وتحملت عصبيتك فوق طاقتي يا راكان ولا عندي استعداد أناقشك وأنت على ها الحال وإذا كنت رجال قد كلمتك يوم قلت لي أن أي شيء يصير بينا بناقشه بهدوء فأجل كلامك بعدين "
    راكان منفعل ولا كأنه سمع شيء من كلامها
    " وبرأيك أن اللي سويتيه وطلوعك وأنا ما أدري ما يستاهل؟ لا وين رايحه المدام؟ مع أبوي للغنم! أنتي تشوفين أنه الموضوع سخيف أني أكلمك فيه الحين تحسبيني من؟ واحد خبل تقودينه معك "
    لينا عذابها الداخلي أكبر مما يتخيله لأنها ممكن تفهم وجهة نظرة لو شرح لها لكن هو ما يعرف غير يهزأ ويصرخ. ولأنه للآن يمسك بيدها و وجهه قريب من وجهها قالت بانفعال وكلماتها تتسابق على لسانها
    " أنت ليش تزوجتني راكان؟ إذا ما عندك استعداد أنك تناقشني وتتحمل طبعي وتغفر لي أخطائي إذا غلطت ليه تزوجتني من البداية؟ مع أنك تعرف من أنا؟ ولا لأني أسهل وحده ممكن تتزوجها حتى لو أنها رفضتك عشان الفلوس أللي لك عند أبوها؟ مع إنك أصلاً ما تبيها وتفكر في وحده ثانيه هي أغلى عندك من اللي تزوجتها. من دخلت وأنت تهزأ ومعصب وحاط غلك فيني وكأني مسوية جريمة وذابحة لك أحد, وإذا تشوف إن لك الحق تسير حياتي زي ما تبي عشان تذلني وتخلين خدامه لك, خلاص أنا أقول لك أسفه حقك علينا ولا أنا بطالعه من دون أقول لك ولا راح أتكلم وأناقش في شيء أنت ما تبيه, خلاص ما لي أي حق أبغيه في عيشتي معك, حتى لو عصبت مالك هم بحط قهري عندي وأسكت عشان ما أضايقك ارتحت الحين رضيت؟ "
    كانت تتكلم بانفعال وكل ذرة من جسمها ترجف في عذابها ومع اهتزاز كلماتها في صوتها وكان الأسوأ إن عينها دمعت وبشكل غير متوقع ولأنها دمعة حارة كان سقوطها أسرع حتى تمسح على وجهها الأحمر اللي يشتعل بكل ذرة نار كره وحب وغضب .نار كره لحياتها التعيسة اللي يحفها الكدر والنكد و نار كره لعنجهيته وقسوته.ونار حبه اللي تعذبها وتدمر كيانها ونار الغضب اللي سببه راكان بكلامه. لينا في داخلها أشد غضب على نفسها لأنها ما تبغى منه يغير طريقته بسبب دموعها تبيه يغيرها عن قناعه. دموعها اللي صارت مو ملكها دموعها اللي تدل على ضعفها. تمنت للمرة الألف إن الله أخذ روحها قبل ما تعرف إنها تحب راكان لأن حبه كان العامل الرئيسي في شعورها بالضعف اللي ما كان أبدا موجود في شخصيتها لما كانت تنعم في بيت أهلها. صارت لينا تعتبر نفسها إنسانه ما تستحق الحياة بعد كل التغير اللي صار في شخصيتها وفي حياتها لأنها ما قدرت تحافظ على أي شيء من الاثنين. ومع شعورها بكل هذا الشيء ما رضت الآن إلا تكون الكلمة الأخيرة لها فحررت يدها بقوة من يد راكان اللي الجمود ما تخلى عن وجهه ولما كان بيتكلم قالت
    " ما عاد فيه شيء يستاهل تقوله "
    ولأنه ما رد عليها عرفت إن دموعها أثرت فيه و طلعت من الغرفة بسرعة قبل يلحق فيها ويهديها. دخلت الحمام و تأملت وجهها في المراية وهي تتذكر نفس الصورة محفورة في ذاكرتها وإنها شافتها من قبل. كان هذا وقت فاجأها أبوها و عرفت إن راكان صار زوجها. ما أعطت لينا نفسها وقت تفكر لأنه ما فيه شيء يستحق تفكر فيه كل شيء داخلها منهار والأفضل إنها تغير من وضعها وتنسي اليوم اللي أفسده راكان بعد ما استمتعت فيه. نزلت ملابسها وفتحت المويه ورمت نفسها فيها ولأن بشرتها حارة ارتجفت وهي تحس ببروده الماء ومع هذا زادت من دفع الماء فوق رأسها حتى تتخلص من الحرارة اللي تحس بها داخلها قبل حرارة بشرتها. لما انتهت تذكرت إنها دخلت لحمام بدون منشفه أو ملابس جديدة فاضطرت تعصر شعرها ثم تمرره في الهواء ولبست ملابسها اللي موجودة معها ثم طلعت وهي تمسك بشعرها من فوق كتفها .دخلت الغرفة اللي فيها أغراضها وهي تحمد الله إنها ما واجهت راكان أو أي وحدة تشوف شكلها اللي يثير التساؤل والكلام . جففت شعرها ثم سرحته بعد ما بدلت ملابسها ثم حطت زينة خفيف على وجهها وبعد ما رشت على نفسها من عطرها المفضل حست بشيء من شخصيتها القديمة يرجع لها. أنظمت للبنات اللي بدوا يسألوها ليش تأخرت مع أن جدهم رجع من فترة وتعذرت بالحمام البارد اللي أخذته و أخفت كل مخاوفها وتعبها عن الجميع وتصرفت بطريقة ما تثير الريبة حتى ريبة أكثر إنسانة تعرفها .

المواضيع المتشابهه

  1. رواية عرفتها بنت و ودعتها ولد كاملة ٢٠١٤ , رواية واقعيه
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-07-2014, 04:12 AM
  2. رواية همس الموت ٢٠١٤ كاملة , روايه كاملة 2014
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 64
    آخر مشاركة: 26-07-2014, 04:07 AM
  3. رواية حب من أيام الطفوله ٢٠١٤ كاملة
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13-06-2014, 08:35 PM
  4. مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 21-05-2014, 05:55 PM
  5. رواية روحي لك وحدك كاملة ٢٠١٤ , روايه روعه ٢٠١٤
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 21-05-2014, 05:39 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •