شهدت الأيام الماضية أحداثاً مأساوية وخطيرة لعدد من الأطفال والشباب جراء استخدام الألعاب النارية، أو "هدايا الموت"، كما تسمى، جعلت من أفراح ذويهم أتراحاً!
"سبق" فتحت ملف الهدايا المميتة، وتساءلت: كيف دخلت للأسواق بهذه الكميات والأنواع المختلفة؟ وأين الجهات الرقابية؟ ومن يروجها؟ وأخذت آراء عدد من الجهات الرسمية بعد أن أصبحت القضية حديث المجالس.

ومن الأحداث المأساوية التي سببتها الألعاب النارية، ما وقع في الأيام الماضية، حيث لقي طفل مصرعه في محافظة بيش جراء انفجار مجموعة من الألعاب النارية أطلقها بعض أفراد أسرته، أدت إلى إصابته بنزيف في المخ وكسر بالجمجمة، ونُقل إلى مستشفى بيش العام، ثم إلى العناية المركزة بمستشفى الملك فهد المركزي لخطورة حالته.

ومن الأحداث المأساوية كذلك تعرض أحد الطلاب الجامعيين للوفاة، وتشير التفاصيل إلى أن الشاب البالغ من العمر 19 سنة تعرض في أول أيام العيد لانفجار لعبة نارية في وجهه أحدثت له نزيفاً وكسراً بقاع الجمجمة إبان استخدامها مع مجموعة أخرى أمام منزله في بني مالك جنوب محافظة الطائف.

وما حدث أيضا في إستاد الملك فهد بمدينة الرياض، حيث أصيب أب وأبناؤه بحروق خطيرة ومتوسطة بسبب الألعاب النارية بساحة إستاد الملك فهد بمدينة الرياض؛ ما أدى إلى نقلهم إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني وأبانمي، وأسفرت الحادثة عن وقوع إصابة خطيرة وأربع إصابات متوسطة.

كما تسببت الألعاب النارية في وفاة صبي يبلغ من العمر 14 سنة مساء يوم الاثنين في مدينة الرياض، بعد إصابته بنزيف بالرأس سبّب الوفاة بعد انفجار ألعاب نارية بحي السويدي تقاطع سدير مع شارع عائشة داخل الحي.

وعن ذلك قال الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير، العقيد محمد العاصمي، لـ "سبق": "نحن دائماً نحذر المواطنين والمقيمين من الانجراف خلف رغبات الأطفال، واقتناء ألعاب نارية، خصوصاً أيام الأعياد، التي يكثر فيها بيع وشراء الألعاب الخطرة التي تشكل تهديداً حقيقياً يهدد سلامة مستخدميها، وتحديداً الأطفال، حيث إن ما يعرف بالطراطيع أو الشماريخ قد تتسبب في حروق وتشوهات في أجساد الأطفال الذين لا يعون أو لا يدركون الأضرار والمخاطر التي قد تسببها هذه الألعاب".

وأضاف: "كما نشدد على أهمية دور الآباء في مراقبة ومتابعة أطفالهم وتوعيتهم بعدم اقتناء الألعاب النارية لخطورتها؛ حفاظاً على سلامتهم حتى لا تنقلب أفراحهم إلى أحزان، علماً بأن إمارات المناطق أوجدت للمواطنين والمقيمين مواقع خاصة بالاحتفالات بشكل يضمن السلامة للجميع".

وأشار "العاصمي" إلى أن مديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير تقوم بعمل توعية مستمرة للمخاطر، من ضمنها مخاطر الألعاب النارية. وبين حول ما يخص انتشارها ووجودها في الأسواق وبيعها، أن هناك متابعة وتنسيقاً مع الجهات الأمنية لضبطها ومصادرتها، إذ إن الملاحظ أن من يقوم ببيعها هم من صغار السن الذين يلوذون بالفرار حالما تقوم الجهات الأمنية بملاحقتهم.

من جانبه، قال وكيل كلية الطب بجامعة الملك خالد بأبها الأستاذ المشارك في طب العيون، البرفسور يحيى الفلقي: "تشكل الألعاب النارية تهديداً صارخاً لأبنائنا، فهي تؤدي إلى حروق وتشوه بالوجه، كما أنها تؤدي إلى انفجار كرة العين، وتمزق أنسجتها؛ ما يؤدي إلى فقدان البصر بالكلية، ولهذا ننصح أولياء الأمور بعدم تمكين الأبناء من اقتنائها واللعب بها، لما تحمله من تهديد لسلامتهم".

وقال الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود بعسير العميد عبدالله بن أحمد الحمراني: "الألعاب النارية بلا شك خطر على الأطفال قد لا يدركه الوالدان، حينما يقومون بشرائها ظناً منهم أنهم يقدمون له السعادة، وهم يقومون بعكس ذلك، ونحن كجهة أمنية تحمي الحدود فإننا بطبيعة الحال لا نسمح بدخول ما من شأنه إلحاق الضرر بالمواطن أو المقيم".

وتابع: "وإنني ومن هذا المنبر الإعلامي أوجه همسة في آذان أولياء الأمور بضرورة منع أبنائهم من شراء هذه الألعاب، وعليهم إقناعهم بخطورة هذه الألعاب بأساليب تربوية عدة، والبحث عن هدايا ذات قيمة معنوية تجعل عيدهم سعيداً بعيداً عن النتائج السلبية التي قد تؤدي إلى وفاتهم أو تشوه أجسادهم، لا سمح الله".