ابتسم وقال : ببساطة ..اعتذار عن خيانتي
دخلت لنزي وبيدها صينيه العشاء ووضعت الأطباق وانصرفت
قال سامي : تفضلي .. أتمنى أن تعجبك لقد طهوتها بنفسي
تناولت ورد قطعة من القريدس ثم قالت : لم تفقد لمساتك بالطبخ بعد
ضحك وقال : تذكرين كم كنت أحب أن أطهو لك الطعام
ـ نعم أذكر
ـ عشنا أيام جميلة معا .. لا يمكن أن ننساها
صمت لبرهة ثم أقترب منها وجلس على ركبتيه
أمسك بيديها وقال : سامحيني لأنني خنتك (قبل يدها ) أنت كل شيء بحياتي إن خسرتك خسرت الدنيا
لمعت عينيها بالدموع وقالت : إذا لما خنتني ؟
ـ كانت غلطة وأرجوك أن تسامحيني .. حتى إن لم تستطيعي مسامحتي فرجوتك عاقبيني اضربيني اصرخي بوجهي.. لكن لا تتجاهليني أنا أموت في بعدك (أمسك بيدها ووضعها على قلبه ) أ تشعرين بدقاته .. هذا القلب لم ينبض يوما لغيرك
(مسح دموعها بحنان ولطف ) لقد جرحتك وقسوت عليك لكنني نادم .. خذيني بحضنك وأشبعيني من حنانك لقد تعبت وأنا بعيد عنك
ـ إياك أن تفعل ذلك مجددا
ـ لن أكررها أعدك
ـ قلبي لم يعد يتحمل صدمات أخرى لذلك لا تتعبني معك
ـ إلى أن أموت يا ورد ستكونين أنت الأنثى الوحيدة بحياتي
ارتمت بحضنه وأجهشت بالبكاء كالطفلة
اشتاقت لحضنه
اشتاقت أن تعانقه بشدة حتى يبقى عطره على جسدها
حنت لأن تضع رأسها على صدره وتستمع لدقات قلبه
أن ترتمي بين ذراعيه..تتنفس أكسجينه
تضع يدها على قلبه وتدعو الله أن يجعله ملكها
مدام لها ومادامت له
>
>
>
بالصباح الباكر استيقظت ورد وهمت بالاستعداد للذهاب إلى العمل
كان سامي قد استيقظ قبلها وبيده صينية طعام الإفطار
ابتسمت وهي تراه يحمل الصينية
ـ صباح الخير حبيبي
جلس على السرير بعد أن وضع الصينية
ثم قال : صباح الخير
ـ أنت تكثر بدلالي
ـ أعددت لك القهوة والفطائر المحلاة ما رأيك
ـ تبدو شهية ولكن تعلم أنني تأخرت عن العمل وأسامة ..
قاطعها وهو يقول : اليوم إجازتك لن يكون هناك أسامة ولا غيره
ـ لكن لدي اجتماع مهم اليوم
ـ ليس أهم مني
ـ حبيبي رجوتك دعني أنهي أعمالي ومن ثم أعود للمنزل ونسهر سوية
ـ كلا .. ستفرغين نفسك لي تماما
ـ أمرك يا سامي لن أذهب للعمل
ـ جيد لأن لدي أمور كثيرة أود القيام بها معك
اتصلت على أسامة وأخبرته أن يلغي مواعيدها
وذهبت مع سامي إلى السينما ليشاهدان فلم شاعريا
ومن ثم تناولت طعام العشاء معه بأحد المطاعم الفاخرة
وبأخر الليلة دعها ليسهر معها ليلة بالفندق
فقد حجز لها جناح ملكي بأحد الفنادق الفخمة
كان الاثنين مستلقيان أمام حمام السباحة ويراقبان النجوم تلمع بالسماء
أمسك بيدها وقبلها ثم قال : وجودك إلى جانبي يشعرني بالاطمئنان يا ورد
ـ وأنا أيضا
ـ لا تتركيني .. حياتي في بعدك جهنم حمراء
ـ لا أفكر أن أتركك يا سامي
ـ إذا أنت ما زلت تحبينني ؟ ولا تفكرين بجواد
ـ جواد ! (ضحكت ساخرة) أتغار من الموظف البسيط هذا
ـ أنا أغار من أكسجين تمتلئ به رئتيك ومن نور الشمس إن كان أول ما ترينه عند استيقاظك فكيف بجواد
ـ أطمئن يا حبيبي لا أفكر بجواد البتة
ـ بالأصل فكرت بالموضوع وقلت أن جواد ليس نوعك المفضل
ـ ما هو نوعي المفضل إذا
ـ (أمسك بذراعه وقال ) نوعك المفضل هو الرجل الرياضي مثلي الذي يسرح شعره للخلف مثل الغرب ويضع حلق بأذنه
ضحكت وقالت : أنت نوعي المفضل وغيرك لا يساوي ذرة بقلبي
دق هاتف سامي المحمول نظر للشاشة برهة
نظر لورد قلقا
قالت ورد : من المتصل ؟
ـ هذا .. هذا مساعدي
ـ أجب عليه إذا
أجاب عليه والقلق باد على وجهه : نعم .. حسنا .. حسنا ..
أقفل السماعة
نظر لورد وقال : حبيبتي اعذريني سأغيب عنك قليلا
ـ إلى أين
ـ مساعدي ينتظرني عند باب الفندق
لبس سامي أحد ملابسه على عجل وخرج من الجناح لكن الفضول أثارها ولحقته
كان يمشي خطوات سريعة و الارتباك واضح عليه
فوجئت بذلك المنظر
أمرآة بمقهى الفندق وسامي يتحدث معها
يبدو أنها غاضبة منه .. لكن .. هي نفس المرأة التي رأتها بالسابق .. هي نفسها التي رأتها مع سامي ذلك اليوم
كان سامي يحاول مراضاتها
وقفت ورد خلف أحد الأعمدة بالمقهى التي يحيطها الأشجار الصناعية حتى تتجسس على حديثهم
ـ أخبرتك أني لن أتمكن من رؤيتك اليوم
ـ إن لم تأتني فورا لكنت دخلت على جناحك و فضحت أمرك أمام زوجتك
ـ تعلمين أني متزوج ولقد رضيت بهذه العلاقة من البداية
ـ لقد تعبت من هذا الوضع متى ستطلقها وتتزوجني ؟
ـ قريبا .. قريبا جدا لكن أصبري
ـ إن كنت تريد أن تطلقها لما تدعوها لليلة بالفندق وتصلح الوضع
ـ حبيبتي أرجوك لا تشغلي بالك بهذه الأمور
ـ ما رأيك حجزت بنفس الفندق الذي ستبيت فيه مع زوجتك
ـ لما تريدين أن تفسدي كل شيء
ـ هل أنا للتسلية والمرح فقط ؟؟ متى سأصبح زوجتك أمام العلن أخبرني
ـ اخفضي صوتك أرجوك ..
ابتسم سامي وقال : حسنا سأراضيك .. سأتصل بها وأخبرها أن ثمة أمر طارئ بالشركة
ابتعدت ورد عنهما .. ركضت إلى خارج ذلك الفندق ودموعها على خديها
كانت تبكي بحرقة
استقلت أحدى سيارة الأجرة ورجعت لمنزلها
بينما رن هاتفها المحمول باسم سامي أكثر من مرة ولم تجبه
وفي صباح اليوم التالي كانت مع صديقتها صوفيا بأحد المقاهي تشتكي لها
ـ أخبرني أنه نادم على فعلته وصدقته ثم اكتشفت أنه ما زال على علاقة بتلك المرأة
قالت صوفيا : لا أعلم لما تصبرين عليه
لمعت عينيها بالدموع وقالت : أحبه لدرجة أني لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونه
ـ لماذا تحبينه ؟ لأنه يخونك ويقضي الليالي مع غيرك؟ أي حب هذا .. هل كان رجل حقيقيا هل تحمل مسؤوليتك أم كان إلى جانبك بمرضك ؟
ـ أ تعلمين أنه سافر مرة أخرى دون أن يتشاور معي وأنا متأكدة أنه مسافر مع تلك المرأة (مسحت دموعها وقالت ) أرسل لي رسالة هذا الصباح يقول أنه سيسافر لأجل العمل
ـ إذا إلى متى ستضلين هكذا بهذه الحال ؟
ـ أ تؤيدين أن أنفصل عنه ؟
ـ عندما تخرجين من باب هذا المقهى فالرجال لن يكتفون من نظرات الإعجاب بك والمعجبون سيلاحقونك ليأخذون توقيع أو صورة معك من هو سامي الذي يجعلك تتحسرين عليه ؟
ـ هل أنقص الأخريات في الجمال أم ماذا .. لماذا يقضي الليالي مع نساء غيري
تنفست صوفيا الصعداء .. أمسكت بيد صديقتها وقالت
ـ العمر يمضي يا ورد .. لذلك أمضي بقية عمرك مع رجل يحبك .. تطلقي من سامي .. سامي لا يحبك وإن كان يحبك فقد توقف عن ذلك
همست ورد لنفسها
تقولين أتركه وأنا أشعر بالاختناق إن أبتعد عني
لم تجربي الحب يا صوفيا
الحب يجعلك تذلين نفسك وإن كنت صاحبة أعظم كبرياء
مواقع النشر (المفضلة)