مدونة نظام اون لاين

صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 15 من 38

الموضوع: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014

  1. #11

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014


    الجزء السابع



    نظر إليها وهو يقول : أخاف أن أقول السبب وتبتعدي عني وفكرة ابتعادك عني مرعبة جدا لقد أدمنت النظر إليك واستنشاق رائحة عطرك لقد..
    قاطعته وقالت : هل تحبني ؟

    اقترب أكثر وقال : متيم بك
    ابتعدت وهي تقول : ولما لم تصارحني من البداية
    ـ كنت أكذب إحساسي لكن الآن أنا متأكد
    ـ لا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله وما الذي يجب أن أقوله
    ـ لا تقولي شيء .. ولا أريد منك أن تبادليني الشعور ولا حتى أن تقابليني أنا أشعر بالارتياح لأنني أخبرتك عن شعوري
    <
    <
    <
    <
    <


    فتح لها باب السيارة وعلامات السعادة بادية على وجهه كان يمازحها عندما أخبرها أنه سيسعد لو توظف سائق بقصرها
    حرك السيارة وانطلق بها لمطعم المأكولات البحرية كانت معجبة ببساطته وهدوئه وحكمته
    وتبدلت نفسيتها للأفضل بعد أن صارت تخرج معه أيام عدة

    قالت : إلى أين ستصطحبني
    ـ إلى مطعم سيروق لك مذاق طعامه
    همت بإشعال سيجارة ونفثها
    وساد الصمت لبرهة ثم قطعه وهو يسألها : ما هو لونك المفضل ؟
    (شعر بالغباوة وهو يسألها هذا السؤال إلا أنه أراد فتح موضوع للكلام )
    ابتسمت وقالت : الأسود
    ـ ظننت أنه الوردي
    ضحكت وقالت : لماذا ؟ هل لأن اسمي ورد
    ضحك وقال : ربما
    صمت لبرهة ثم قال بتردد وهو يسألها ذلك
    السؤال : متى ستنفصلين عن سامي
    نفثت من سيجارتها ولازمت الصمت
    ـ هل أزعجتك بسؤالي ؟
    ـ كلا البتة .. لكنني لا أحب التحدث عنه أنا أحاول أن أتجاوز مرحلة الصدمة هذه وأن أعيش لنفسي
    (ابتسمت وهي تقول ) طيلة تلك الثلاث سنوات كنت أعيش له وكل ما بي مسخر له حتى راحتي وصحتي لكن منذ أن اكتشفت خياناته بدأ اهتمامي يقل به .. ستقول عني غبية عندما تعلم أني كنت أحتاج لرؤيته واشتاق إليه حتى وأنا أعلم أنه يخونني .. كنت أحبه بجنون لدرجة أن أخطائه تعتبر صواب لدي


    أوقف السيارة أمام المطعم وفتح لها الباب..
    لم يكن المطعم مكتظ بالناس وتصميمه كان جميل وبسيط كما أن الإضاءة كانت خافتة وشاعرية
    بالإضافة للمعزوفات الهادئة




    أختار طاولة في الزاوية وسحب لها الكرسي..جلس مقابل لها بعد أن طلب قائمة الطعام

    ابتسم وقال : إذن ما أفهمه أنك لا تحبين سامي الآن
    ـ لا أستطيع نسيان سامي البتة لكني لا أريد التفكير فيه
    ـ فهمت الأمر
    ـ هل يزعجك ذلك
    ـ كلا
    ـ متأكدة أنه أزعجك
    ـ كوني على طبيعتك يا ورد لا تتصنعي مراعاة مشاعري ما أعنيه بأنك يجب أن تتصرفي وكأنك لا تعلمين أني أحبك
    ـ وماذا تستفيد من قضاء الوقت مع أمرآة لا تفكر بك
    ـ أنت أخبرتني أنك مستعدة على البقاء مع سامي حتى وهو يخونك لمجرد أنك تحتاجين النظر إليه والاستماع إلى صوته وكذلك أنا الآن بنفس حالتك
    ـ لكنني سأنزعج عندما أراك تحبني ولا أستطيع فعل شيء
    ـ لا أريد منك شيء متصنعا إن كنت ستحبينني أريد حبا حقيقيا وإن كنت لن تحبيني ما حييت فلا أريد منك سوى أن تريني وجهك وتسمعيني صوتك


    وضع النادل أطباق الطعام الشهية
    كان هناك السلمون المدخن والسمك المشوي وشربة ثمار البحر و القريدس المشوي بالإضافة للسردين و الأنشوفة
    قالت ورد : تبدو شهية
    ـ بالهناء والعافية
    تناول من السلمون ثم قال : هل لي أن أسأل سؤال
    ـ تفضل
    ـ لماذا قررت أن تنفصلي عن سامي فجأة
    ـ لم يكن الأمر فجأة.. لقد شعرت لوهلة أن كرامتي باتت في الحضيض وأن الحب الذي احتاجه من سامي ليس موجود لذلك قررت الانفصال
    صمت لبرهة ثم قال : هل لي بسؤال آخر
    ضحكت وقالت : تبدو كأطفال المدارس
    ابتسم وقال : هل تقبلتني بحياتك وأصبحت تتقبلين قضاء الوقت معي لأنني أصفحت عن شعوري ؟
    ـ لم أكن أرفضك بالأصل لكنني أرفض الاحتكاك بالرجال احتراما لكوني امرأة متزوجة
    تشجع وقال : إذا متى ستنفصلين عنه
    ـ سيعود من لندن بعد أسبوعين عندها سننفصل
    ـ آسف إن كنت متطفلا على حياتك
    ـ كلا لست متطفلا .. أنا أجد راحة في التحدث معك مللت من الكبت
    ـ لكن أسرارك لدى صوفيا أليس كذلك
    ـ صوفيا تعلم اليسير عن حياتي وليس الكثير
    ـ هل غضبت لأنها أخبرتني عن حياتك بدون إذن منك
    ـ صوفيا صديقتي العزيزة ومن المؤكد أنها فعلت ذلك لأنها تخاف علي ولا تريد مني أن أمضي عمري مع رجل لا يحبني
    ـ أ تعلمين كنت أحسد سامي كثيرا
    ـ على ماذا يا ترى ؟
    ـ يستيقظ من النوم ويرى وجهك .. يستطيع أن يلمس يديك الناعمتين وأن يتأمل عينيك ويتغزل فيهما كيفما شاء
    ابتسمت وهي تشعر بالخجل من كلامه
    وقفت وقالت : يتوجب علي الذهاب لقد دقت الساعة الخامسة عصرا واستراحة الغذاء انتهت
    وقف معها وقال : غدا إجازة من العمل ما رأيك أن نقوم بشيء مسلي معا
    ـ لا مانع لدي
    ـ حسنا هيا بنا للشركة


    كانت تشعر بارتياح في قضاء الوقت معه لكنها متأكدة أنها لا تحبه
    فالحب يعني الاهتمام وهي لا تهتم لرؤيته كل يوم ولا يعنيها تفاصيل حياته مثل ما كانت تفاصيل حياة سامي تهمها
    لكن على الأقل هي سعيدة بوجود شخص يحبها ويعتني بها
    لقد فقدت الاهتمام منذ مدة طويلة ومن حقها أن تشعر بذلك الاهتمام
    هذا ما كانت تهمس به لنفسها عندما كانت تستعد في مساء اليوم التالي للخروج مع جواد
    كان واقفا بسيارته أمام باب قصرها
    ركبت السيارة وقالت : لما لم تنتظرني بالقصر بدل أن تظل بالسيارة
    حرك السيارة وقال : لا بأس بذلك ( ابتسم وقال ) اشتقت إليك
    ضحكت وقالت : لم يمر سوى يوم على رؤيتك لي
    ـ اشتاق إليك وإن كنت أمامي

    كانت تشعر بالغرابة عندما يتغزل بها ولا تستطيع أن تقول شيء لم تشأ أن تكذب عليه هي لا تشعر بشيء نحوه

    أوقف السيارة أمام البحر كان المكان معدوم من البشر تقريبا ثمة رجل يمشي على الرمال الدافئة مع طفله وامرأة وضعت كرسيها وانهمكت بقراءة كتاب

    أمسك بيدها وجلس معها
    قالت : يبدو البحر جميلا
    ـ جربي أن تضعي قدميك في الماء
    كان شعورا جميلا حيث أن الرملة دافئة رغم برودة الماء
    قال جواد : آتي إلى هنا عندما أريد تصفية ذهني من الأمور التي تزعجني
    ـ وما الذي يزعجك يا ترى ؟
    ـ منذ أن رأيتك لا يوجد شيء يزعجني
    ـ هل ستضل تهتم بي وبأمري حتى وإن لم أبادلك شعورك
    ـ بالطبع
    ـ لكنني أشعر أنني لئيمة لأنني لا أستطيع أن أرد لك مقابل اهتمامك
    ـ الحب أسمى شعور لأنه الشعور الوحيد الذي يعطي بدون مقابل
    ـ أتعلم .. كنت أراك رجل متطفلا ومزعجا للغاية
    ضحك وهو يقول : أتمنى أن النظرة تغيرت
    ـ بالطبع وتغيرت للأحسن
    راقبت البحر لبرهة واستمتعت بتلاطم الأمواج وبإحساس الرمال الدافئة
    قالت : إذا أخبرني عن نفسك .. لأنني أشعر أنك تعلم كل شيء عني
    ـ ما الذي تودين معرفته ؟
    ـ أي شيء
    ـ حسنا ... أدعى جواد وعمري هو 33 سنة وأحب ورد التي تبلغ من العمر 26 سنة
    ضحكت وقالت : ماذا أيضا
    ـ أحبك وأحبك و أحبك ولا شيء بعد ذلك
    حدق بعينيها مطولا ثم قال : أنت شمسي وقمري وأنت ليلي ونهاري أنت سعادتي وبهجتي ثم أنت روحي وتسكنين بروحي وفي تجاويف قلبي


    تحاشت النظر إليه وهي تبتسم ووجنتيها توردت خجلا
    ـ كن جديا وتكلم عن نفسك أريد أن أتعرف عليك
    ابتسم وقال : وماذا أيضا يا سيدتي درست بالجامعة بقسم إدارة الأعمال ثم تخرجت وكونت لنفسي شركتي الخاصة بمساعدة مادية من أحد أقربائي
    ـ ماذا عن والديك ؟
    ـ ماتوا بحادث سير
    ـ آسفة لذلك
    ـ عشت مع عمتي التي أحسنت تربيتي ومن ثم انفصلت عنها لأعيش بمنزلي الخاص .. أزورها حين أكون متفرغا لأطمئن على حالها
    ـ إذا تشعر أنك تدين لها
    ـ نعم أشعر بذلك ( ابتسم وقال ) إذا حدثيني عن نفسك
    ـ اممم .. أنا ورد خالد عمري 26 سنة تزوجت من سامي عندما بلغت 23 سنة
    تعرفت عليه صدفة في محل لبيع الزهور لا أعلم لما تعلقت به وتعلق هو بي ثم انتهى هذا التعلق والاهتمام بالزواج (نظرت إليه ) والآن سينتهي بالطلاق
    ـ وماذا عن والديك
    ـ والدتي ماجدة سيدة أعمال وكذلك والدي لهما حياتهم الخاصة يحبون التنقل من بلدة لبلدة حسب أمور صفقاتهم ومشاريعهم حتى أن طفولتي ومراهقتي كانت متعبة بسبب هذا التنقل لكنني أصبحت مستقرة عندما دخلت الجامعة ثم تزوجت بسامي
    ـ هل أحببت قبل سامي
    ـ كلا البتة .. وأنت هل أحببت فتاة بمراهقتك
    ضحك وقال : كنت زير نساء في العقد العشرين من عمري وكذلك بمراهقتي لكنني ابتعدت عن النساء وركزت بالعمل
    ـ تبدو بمظهر زير النساء
    ابتسم وقال : لأنني أغازلك
    ـ منذ أول يوم رأيتني فيه شرعت بمغازلتي فورا
    ـ هذا لأنني لم أقاوم سحر عينيك
    تنفس الصعداء ثم قال : هل من الممكن أن تحبينني يوما ما ؟
    ـ لا أعلم
    ـ إذا ما زلت تفكرين بسامي
    ـ أخبرتني أنك لن تضغط علي ولن تطالبني بشيء
    ـ أنا آسف مجرد أسئلة

    ابتسمت وحدقت في البحر فيما كان مشغولا بالتحديق بها

  2. #12

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014

    الجزء الثامن


    كان يرتشف من قهوته بمكتب ورد يضع قدما على الأخرى
    ويتكلم بتغطرس وكبرياء بينما حافظت ورد على هدوئها
    وضع كوب القهوة.. ارتكز على المقعد وهو يحدق بالمكتب وبتفاصيله الصغيرة
    ـ جميل مكتبك يا ورد
    ـ سيدة ورد من فضلك
    ابتسم وقال : كنت خطيبك لبرهة من الزمن عليك أن تزيلي الرسميات بيننا
    ـ فادي أخبرني ما سبب قدومك لمكتبي
    ـ رأيت الخبر بالجريدة وأردت أن أطمئن على وضعك هل أنت بخير ؟
    ـ لا أعتقد أن ذلك من اختصاصك
    ـ وسمعت أنك ستنفصلين عن سامي أيضا .. أمر غريب أتمنى ألا يكون سبب انفصالك عنه بسبب الخبر
    ـ أريد سبب لقدومك إلي يا فادي
    ـ السبب واضح يا حبيبة فادي

    وقف من كرسيه واقترب منها .. جلس على ركبتيه وفتح تلك العلبة الصغيرة التي أخرجها من جيبه
    حدق بعينيها وقال : ما زلت محتفظا بخاتم الخطوبة
    تمالكت أعصابها وقالت : سأعتبر أني لم أرى الخاتم وأنك لم تأتي إلي لذلك انصرف قبل أن أصب جل غضبي عليك
    ـ أحبك يا ورد
    ـ فادي .. انتهى الأمر خطوبتنا التي تمت قبل سنين انتهت وأنا الآن على ذمة رجل آخر
    ـ لكنك ستنفصلين عنه
    ـ نعم سأنفصل عنه ولكن لن أكون لك البتة
    ـ لماذا ترفضينني بهذه القسوة ؟ ما الذي فعلته
    ـ نسيت ما الذي فعلته بحق سامي
    ـ لم أورطه بقصية المخدرات تلك هو الذي ورط نفسه
    ـ هه .. كاذب أنا متأكدة أنك أنت الذي وضعت مسحوق المخدرات ذلك بسيارة سامي وأنت الذي بلغت عنه وسجن ظلم بسببك
    ـ لا تظلميني يا ورد أرجوك .. أنا أحبك وأنا على أتم استعداد لأفني عمري لأجلك
    وقفت وقالت : أخرج من مكتبي إذا سمحت
    أمسك بكتفيها وقال هامسا : إن لم تتزوجيني يا ورد فأنني أقسم لك بأني سأورط سامي بقضية مخدرات أخرى

    بذلك الوقت كان جواد داخلا لمكتبها
    ترك فادي كتفيها وهو يحدق بجواد ثم نظر لورد وقال باستهزاء : إذا تركت سامي ورفضتني لأجل هذا الجميل
    قالت غاضبة : هذا زميلي بالعمل
    ـ زميل بالعمل ؟؟ ولماذا يأتي زميل العمل قبيل انتهاء الدوام بدقائق ها ؟
    ـ لست مضطرة لأفسر لك
    ـ ما نوع علاقة العمل التي بينكما ( ضحك باستهزاء)
    قالت بحزم : أخرج من المكتب فورا
    ـ سأخرج ولكن تذكري أنك كنت ملكي في يوم من الأيام وسأمتلكك مرة أخرى
    صاحت به وهو يخرج من مكتبها : لست قطعة أثاث لتمتلكها أيها القذر أنا ورد خالد أتسمعني ؟ ورد خالد التي بإمكانها أن تنهي مستقبلك في ثانية

    أقترب جواد منها وهو قلق من الكلام الذي سمعه
    ـ ما خطبك يا ورد
    ـ لا شيء
    ـ أخبريني من هذا وما الذي يقصده بأنك كنت ملكه
    ـ قلت لك لاشيء
    ـ أهداي رجوتك لا تنفعلي

    جلست على كرسيها والغضب يتملكها كان كل جزء من جسدها يرتجف
    أمسك جواد بكتفيها وقال : أهداي
    أبعدت يديه عنها وقالت : رجوتك لا تلمسني
    أمسك بيدها المرتجفة وقال : ورد أنا أريد أن أهدئك
    دفعت يده بقوة وقالت : رجوتك أنا مازلت أمرآة متزوجة
    ـ حسنا لن أقترب منك فقط أهداي أرجوك

    جلس على الكرسي المقابل لها كانت غاضبة ومتوترة وكان هو غاضبا أيضا
    من اقتراب ذلك الشخص منها بذلك الشكل لكن لا يحق له أن يقول شيء ولا يمكنه حتى أن يظهر غيرته
    ساد الصمت لوقت طويل وظلت ورد على تلك الحال قاطبة حاجبيها وتجز على أسنانها بغضب

    تنفس الصعداء ثم قال : أرجوك أخبريني ما سبب غضبك من هذا الرجل لعل بمقدوري مساعدتك
    رفعت رأسها ونظرت إليه برهة
    ثم قالت بهدوء : جواد أرجوك دعني وحدي أعصابي مشدودة جدا
    ـ أنا لم أتواجد بحياتك لأدعك وحدك
    ـ جواد رجاءً.. أرجوك رجاءً أن تدعني وشأني حتى أرتب أفكاري وأرى ما الذي أستطيع فعله بهذه المصيبة
    ـ لن أدعك وأنت بهذه الحالة
    علت نبرة صوتها وهي تقول : قلت أتركني وحدي

    وقف من الكرسي وخرج من مكتبها غاضبا
    تنفست الصعداء وشعرت وكأن روحها ستخرج منها



    لماذا أقلق عليك
    لماذا أمرك يشغلني رغم أني أعلم وأنت تعلم أنك لست لي ولست لك
    فسر لي سبب قلقي وحزني وخوفي عليك
    فسر لي لماذا أتمنى أن أكون درعا لك
    أن أكون حصانة لك من كل أذى
    وأنت وقلبك اخترتما قلب آخر لتسكنوا فيه
    أخبرني لماذا ؟
    هل هو ضعف مني أم أنك سحرتني وعميت عيني عن الصواب من الخطأ
    رباه لا تجعلني ضحية حب رجل غلف قلبه بحب امرأة غيري
    .
    .
    .


    وقفت معه أمام المحكمة كانا قد انتهيا من إجراءات الطلاق
    صار اليوم طليقها ولا يحق له أن يلمس خصلة من شعرها
    حدق بها مبتسما وقال : انتهى كل شيء
    ـ تبدو سعيدا
    ـ سعيد لأني أراك بخير
    ضحكت ساخرة وقالت : بل سعيد لأنك ستتزوج من حبيبتك التي خنتني معها
    اقترب منها وقال : أنا أيضا لدي أخبار بأنك ستتزوجين قريبا بالمزعوم جواد
    ـ وهل يعنيك ذلك بشيء ؟
    ـ كلا البتة
    ـ جيد اهتم في أمورك
    ـ على الأقل لست الخائن الوحيد في هذه الزيجة
    ـ اشكر ربي أنه شاهد بأنك خنتني على فراشي وأنا لم أفعل ذلك
    ـ خيانة ظهرت لك وعلمت بها ارحم من خيانة مختبئة لا تعلمين بها
    ( قال بسخرية ) تدعين البراءة والشرف بينما أنت قذرة تحومين حول الرجال
    ـ لو لم تكن الكاميرات التي أمامنا تصورنا لفاجأتك بصفعة على خدك
    ضحك ساخرا وقال : انتبهي على نفسك يا .. سيدة ورد

    سلم عليها مصافحة وانصرف كل واحد منهما لسيارته
    ولم تتوقف الكاميرات عن التصوير ونشر الخبر بأن ورد انفصلت عن سامي
    وأول من فرح بسماع ذلك الخبر هي والدتها
    اتصلت عليها وباركت لها كما أنها أخبرتها بأنها ستعد لها حفلة بمناسبة هذا الانفصال وظلت تمازحها بشأن الزوج الجديد الذي سترتبط به وعن صوفيا فقد قدمت لمنزلها ما إن قرأت الخبر بالجريدة

    كانت ورد جالسة على الأريكة بالمجلس تشرب قدح من القهوة وتقرأ أحد الروايات البوليسية
    بينما لم تتوقف موسيقى لودفيج فان بيتهوفن عن العزف كان الجو هادئ وراقي إلى أن دخلت صوفيا إلى المنزل
    وهي تضحك وتتكلم بحماس
    ـ أخيرا انفصلت من الرجل القذر هذا لا أصدق لا أصدق
    ضحكت ورد وقالت : أهلن صوفيا
    أمسكت بيد ورد وقالت : أخيرا تحررت منه ومن صوته المزعج ومن كل ما يتعلق به و لك أن تركزي مع جواد الآن
    ـ كلا لن أركز مع أي رجل يا عزيزتي
    ـ لماذا ؟ جواد يحبك
    ـ أعلم ذلك
    ـ لا تكسري قلب الفتى
    ـ لم أجبر أحدا على أن يحبني يا صوفيا
    ـ أنت قاسية
    ـ وأنت مجنونة
    ـ إذا ألن نحتفل بأي شيء ؟ ألن نقوم بشيء مجنون
    ـ مثل ماذا
    ـ ندعو صديقاتنا القدامى ونتسلى
    ـ لا مانع لدي
    ـ سأتصل بالفتيات ونقيم حفلة بمنزلك ولن أحتاج لموافقتك بالطبع
    ضحكت وقالت : كم أنت مجنونة
    ـ هيا أخبري لنزي أن تحضر لنا الطعام والمشويات والتسالي لأجل الحفلة

    نادت لنزي وهي تضحك على جنون صوفيا
    ـ لنزي أذهبي مع السائق والطباخ لتحضروا لوازم للاحتفال الليلة و..
    قاطعتها صوفيا وهي تمسك بيد لنزي
    وتقول : تعالي يا لنزي تعالي معي سأخبرك بما يجب إحضاره


    فوجئت ورد بفادي يدخل عليها بالمجلس ويقتحم قصرها
    وقفت وقالت : نعم ما الذي جاء بك ؟
    ـ مساء الخير سيدة ورد
    ـ ما الذي تريده
    ـ اشتقت إليك وأردت رؤيتك
    ـ عفوا ؟؟ من أنت يا حثالة ؟ من تحسب نفسك
    قربها إليه وقال : زوجك قريبا
    ـ من الأفضل لك أن تبتعد عني
    قال هامسا : تعجبني قوتك وجبروتك تجعلني أتعلق بك أكثر
    حاولت أن تتحرر منه وتبعده عنها لكنه امسك بها بكل قوته
    ـ انفصلت عن سامي والآن ستعودين لي كما كنا بالسابق
    ـ لن أعود لك بأحلامك أتفهم
    ـ عودي إلي يا حبيبتي يا وردتي الجميلة بدلا من أن أورط سامي بقضية لن يخرج منها هذه المرة
    ـ ورطه وأوقع به كما تشاء .. سامي لا يعني لي شيء
    ـ كاذبة أنت تخافين على سامي أكثر من أمه التي أنجبته
    ـ أبتعد عني وأغرب عن وجهي .. افعل بسامي ما شئت لا تستطيع أن تهددني
    ـ سأجعلك تركعين لي وتتوسلين حتى أرحمك وادع سامي وحده
    ـ لا أركع إلا لخالقي
    قال وهو يبعد خصلة من شعرها عن عينها : مجنون سامي عندما فكر بالانفصال عن فتاة حسناء مثلك


    فوجئت ورد وفادي بقدوم جواد الذي انقض على فادي متهجما وهو يلكمه
    صاحت ورد به وهي تبعده عن فادي : ما خطبك يا جواد أهدأ
    مسح فادي الدم عن انفه وقال : سنتقابل يا ورد صدقيني ستكونين لي
    وخرج من المنزل على عجل خوفا من أن يتلقى لكمة من جواد

    التفت جواد لورد والشرر يتطاير من عينيه
    أمسك بذراعيها بكل وحشية وقال : لماذا يأتي لمنزلك بهذه الساعة أخبريني
    ـ من أنت لتتحكم بي
    ترك يديها وضحك باستهزاء
    ـ لم يمض على طلاقك يوم حتى وأنت تتنقلين بين الرجال وتحضرينهم لمنزلك
    صفعته ورد بكل قوتها وصاحت به : كيف تسمح لنفسك أن تتلفظ علي بهذه الألفاظ ؟ أنسيت نفسك ؟
    تحسس مكان الضربة وقال : لما تفعلين ذلك بي ؟؟ أخبريني لما تقوديني للجنون
    ـ لم أجبرك على حبي ولم أعدك بأني سأكون لك لذلك لا تتحكم بي ولا تتدخل بخصوصياتي البتة
    صاح بها بأعلى صوته : من هذا يا ورد أخبريني ؟ هل هو عشيقك ؟ هل تحبينه أخبريني لأخرج من حياتك ولا أزعجك
    ـ هذا خطيبي السابق
    ـ هل تحبينه يا ورد ؟
    ـ لا شأن لك لا تتدخل فيما لا يعنيك
    ـ أجيبيني رجوتك
    ـ كلا ولا أريد أن أحب أحدا ولا أريد أي إزعاج بحياتي انتهيت من سامي ولا أريد أن أدخل رجل آخر بحياتي أتفهم ؟ وإن كنت تحبني فهذا لا يعطيك الصلاحية أن تتحكم بي بدافع غيرتك لأنني حرة ولم أرتبط بك هل هذا واضح ؟
    ـ واضح .. واضح جدا سيدة ورد
    ـ ومهما كانت العلاقة بيننا ومهما كنا مقربين من بعضنا فهذا لا يعطيك الصلاحية أيضا أن تقتحم منزلي بدون إذن وفي هذا الوقت المتأخر وبدون دعوة مني
    ـ عفوا سيدة ورد لم أقتحم منزلك بل صديقتك صوفيا هي التي دعتني للقدوم
    (رمقها بنظرة ثم قال ) عمت مساء

    ركضت صوفيا إليهما وهي تسمع الصراخ بينما خرج جواد من المنزل
    ـ ورد ما المشكلة ؟
    انقضت عليها غاضبة : لما دعوته لمنزلي
    ـ فكرت في أن نحتفل معا ونتسلى
    ـ لم أسمح بذلك
    ـ هل الرسميات أصبحت بيني وبينك يا ورد أنا صديقتك
    ـ لا يحق لك أن تدخليه منزلي أنا لا أعرفه
    ـ كفي عن هذه البراءة والمثالية ما المشكلة إن قضيت الوقت مع صديقك
    ـ صوفيا أرجوك أنا لا أريد رجالا بحياتي أريد أن أبقى وحدي لفترة
    ـ حسنا يا ورد لكن تذكري أن جواد يحبك وبجنون
    ـ أنا لا أحبه ركزي بهذه النقطة .. أنا .. لا أحبه
    ـ المشكلة ليست بجواد بل المشكلة في تعلقك بسامي .. صدقيني ستستيقظين على نفسك عندما ترين سامي بأحضان زوجته الجديدة وأنت ستظلين وحيدة
    ـ لا تتدخلوا بحياتي .. ليس لكم الصلاحية أن تقتحموا خصوصيتي أتفهمون


    جننت عندما شعرت لوهلة أن جواد سيحل محل سامي بحياتي
    ردعته بكل قوتي وكأنني أطرد فكرة احتلاله محل سامي
    سامي فحسب هو من كان عشيقي وليس لأحد غيره أن يحل محله في الحياة أو في قلبي

  3. #13

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014


    الجزء التاسع




    كانت الساعة الحادية عشر مساء عندما سمع جواد صوت جرس منزله
    كان بملابس النوم وشعره مجعد ويكاد يرى بصعوبة...فتح الباب وصدم من رؤية ورد ماثلة أمامه
    عينيها تمتلئ بالدموع ويبدو أنها بحال يرثى لها

    قال مصدوما : ورد
    قالت بصوت مخنوق : أتسمح لي بالدخول
    ـ تفضلي
    جلس معها على الأريكة وقال : اعذريني المكان غير مرتب
    ـ آسفة لقدومي بهذا الوقت
    ـ أخبريني ما المشكلة ؟
    ـ اتصلت على صوفيا وأخبرتني أنها مسافرة
    مع حبيبها (نظرت إليه مكسورة وحزينة ) وجدت نفسي أسألها عن عنوان منزلك
    ـ أقلقتني عليك ما الذي حصل ؟
    ـ سامي(وأجهشت بالبكاء فورا )
    ـ ما خطبه ؟ هل آذاك أو أزعجك ؟
    لم تستطع أن تنطق من بين دموعها وناولته تلك المجلة التي بحوزتها كان على غلاف المجلة صورة لسامي وهو برفقة امرأة مرتدية فستان زفاف وضع المجلة ونظر لورد كانت بحال مثيرة للشفقة

    مد يده ليمسح دموعها لكنه خشي أن تغضب..

    تنفس الصعداء ثم قال : لم يمضي سوى أسبوع على انفصالكم وسامي القذر أسرع بالزواج

    صوت شهيقها وأنينها مؤلم وليس مؤلم فقط لأنها حبيبته بل لأنها تبكي على غيره

    حدق بها وهمس لنفسه " هل أضمك وأواسيك رغم أن قلبك لغيري أم أتركك دون أن أفعل شيء "


    تجرأ ووضع يده على يدها ثم قال : أعلم أن الأمر مؤلم ولكن عليك أن تستعيدي قوتك وتمثلي أمام الناس بأنك لست متأثرة بالخبر

    نظرت إليه بعينيها المغرورقة بالدموع

    نطقت من بين دموعها وغصة الألم : لا أستطيع .. لقد خارت قواي أصبحت ضعيفة جدا لدرجة أني سأترجاه إن رأيته أمامي بأن يعود لي ..لم أتوقع بأنه سيتزوج ظننت أنه زير نساء ويريد أن يتنقل بين أحضانهم لم أتوقع أن المرأة التي خانني معها احتلت مكان بقلبه .. ظننت أني الوحيدة .. فقط أنا الوحيدة بقلبه

    (أجهشت بالبكاء وقالت ) لقد أحببته وكنت وفية له حتى النهاية (نظرت لجواد ) لماذا يفعل ذلك بي ؟ هل أنقص الأخريات جمال وذكاء ؟ لماذا تزوج بغيري لقد وهبته قلبي وروحي ووقتي وجل تفكيري..وهبته كل شيء ولم يهبني أي شيء

    أقترب منها ووضع كلتا يديه على خديها
    قال هامسا : لأنه حقير... لا يقدر قيمة الجوهرة التي كانت بين يديه أنت جوهرة ثمينة كل الرجال يتمنون الحصول عليها وسامي تخلى عنك لأنه لم يقدرك أبدا

    (مسح تلك الدموع برقة وحنان ) ولكن جواد سيكون إلى جانبك مهما فعلت به ومهما تجاهلته سيكون معك ويمسح دموعك إلى أن يلتقط آخر أنفاسه

    وضعت يديها على يديه وقالت : لماذا لم يقدر حبي الذي وهبته إياه ؟ لقد حاربت أهلي للزواج به وحرمت علي الرجال أجمعهم لأجله ومنعتهم من أن يلمسوا طرف أصبعي احتراما له فلماذا يفعل ذلك بي ؟؟
    ـ أمسحي دموعك يا حبيبتي



    أمسحي دموعك وانسي الماضي
    سأفتح ذراعي لك وأحميك من العالم حتى من نفسي
    سأكون لك أم وأب وكل شيء
    فقط ضميني وارتمي بحضني واستنشقي عطري
    فقط ثقي بي .. ثقي بحبي .. ثقي بقلبي المتألم من هجرك وصدك العنيف لي
    .
    .
    .
    .
    .
    فتحت ورد عينيها واستيقظت من نوم عميق كان ظهرها يؤلمها من النوم على الأريكة
    حدقت في المكان لوهلة ووعيت أنها بمنزل جواد كان منزله بسيطا..مكون من دور واحد
    غرفة للنوم وحمام وصالة للاستقبال ولكنه بدا منزلا مرتبا بالنسبة لشخص يعيش وحده
    وقفت واقتربت من ذلك الرف الخشبي بصالة الاستقبال كان على الرف عدة صور
    أحدها لجواد مع امرأة وخمنت أنها حبيبته السابقة أو ربما صديقته

    وضعت الصورة وجالت ببصرها في المنزل
    يهتم جواد بالورود كثيرا .. كان قد وضع عدة مزهريات صغيرة بشرفة منزله
    محتوية على زهور بشتى الألوان

    اقتربت من زهرة الياسمين واستنشقت رائحتها

    فوجئت بجواد يهمس بأذنها : لقد تهت بين الورود وأنت واقفة إلى جانبها شككت أنك أنت الوردة وهم البشر

    التفتت إليه وابتسمت كانت تشعر بالخجل بسبب المبيت عنده بعد أن وبخته بذلك اليوم
    ـ كيف غفيت بمنزلك؟
    ـ لم تتوقفي عن البكاء البارحة .. أخبرتك أني سأذهب لإحضار عصير البرتقال حتى تهدئي من روعك وعندما عدت كنت قد غطيت بنوم عميق
    ـ لما لم توقظني ؟
    ـ بل أنا سعيد لأنك متواجدة بمنزلي ولأنني استيقظت الصباح لأرى وجهك السمح
    ابتعدت عنه وقالت : حسنا لن أعطلك يتوجب علي الذهاب

    أمسك بذراعها وحدق بعينيها وهو يقول : كلا .. اليوم ستبقي معي لنتناول طعام الإفطار سوية ثم سنذهب ونتجول في المدينة ومن ثم سنتناول طعام العشاء ونسهر لنشاهد فلم جميلا
    ـ لا يصح أن أبقى بمنزلك
    ـ لماذا ؟ (أقترب منها وقال بجرأة ) لأنني أعزب وأنت مطلقة وتخافين أن يحصل أمر محظور بيننا

    تحررت من قبضت يده وعلى وجهها علامات الخوف
    ضحك وهو يرى خوفها منه
    أمسك بيدها وقبلها برقة ثم قال : هل أنت مجنونة ؟ لن أؤذيك أو أقترب منك إلا عندما تصبحين زوجتي
    ـ وإن لم أصبح زوجتك
    ـ لن أقترب منك حتى الموت
    ـ جيد
    ـ إذن ستبقي معي اليوم أليس كذلك
    ـ بشرط أن يكون الإفطار بمنزلك والعشاء بمنزلي
    ـ أمرك سيدتي

    أخذ بيدها وذهب معها للمطبخ كان يقطع الخضروات ويبتسم وظلت هي فوق الكرسي تنتظر الطعام
    ابتسم وقال : سأحضر لك الكانيلونى والبروشيتا
    ـ إذا أنت طاهي إيطالي
    ـ أنا أطهو شتى الأكلات يا عزيزتي
    ـ مؤكد أنك لست أمهر مني
    ـ أحقا ؟ إذا أتحداك
    ضحكت وقالت : لا تتحداني أنا فاشلة حتى بقلي البيض
    ـ وكيف كان يأكل زوجك المحروس ؟
    ـ كان يطبخ لي أحيانا وأحيانا يقوم الطباخ بطهي الطعام
    لمح بعينيها نظرة حزن جراء ذكر اسم سامي

    اقترب منها وأتكئ على الطاولة وهو يقول : لا تفكري به أبدا
    ـ سأحاول
    ـ إذن هيا انهضي وساعديني بتقطيع الخضار


    قضاء الوقت مع جواد كان أمرا مسليا ظل جواد يدللها ويكثر من دلالها رتب مائدة الإفطار بطريقة جميلة مثل الموائد في المطاعم الفخمة وسحب لها الكرسي ثم جلس مقابل لها
    ـ هيا جربي وأحكمي
    تناولت من الطعام وقالت : مذاقه مذهل جدا
    ـ إن أردت فلتطردي الطباخ الذي لديك بالقصر ووظفيني مكانه
    ضحكت وقالت : إياك أن تخطئ بحق الشيف باولو
    حدق جواد بها وهي تأكل وابتسم
    نظرت إليه وقالت : ما خطبك؟
    وضع يده على يدها وقال : أحبك
    سحبت يدها وعلى شفتيها ابتسامة خجل
    ـ كف عن التغزل بي
    ـ حسنا هيا لنذهب للتسوق سمعت من صوفيا أنك تحبين الذهاب للسوق
    ـ وهل يوجد أمرآة لا تحب السوق
    ـ ليس أكثر منك يا سيدة ورد

    أخذ بيدها وتجول معها بالأسواق كانا يتجولان معا بسعادة عارمة هي تشعر بالسعادة لأنه يهتم بها وهو سعيد لأنه مع حبيبته
    أمسك بذلك الفستان الأبيض الطويل وقال : سيبدو جميلا عليك
    ـ لا أعلم لم يعجبني كثيرا
    أمسك بيدها وذهب لقسم الأحذية وهو يختار حذاء بشع ويقول : هذا يبدو جميلا
    ـ ذوقك سيء يا جواد يبدو أنك لم تشتري هدية نسائية لامرأة طيلة حياتك
    ـ أنا ذوقي سيء؟
    ـ جدا
    ـ حسنا فلنرى ذوقك
    جالت ببصرها في المكان ووقع اختيارها على فستان أبيض قصير بكسرات عديدة بالأطراف وقماشه ثمين وجميل ومزخرف بدا جميلا ومناسبا عليها
    ـ ما رأيك بهذا
    ـ أرى أنه غبي جدا
    ـ لقد أعجبني
    أمسك جواد به وذهب للمحاسب كانت تكلفته باهظة جدا
    قالت ورد وهي تخرج من السوق : لما حاسبت بدلا عني ؟
    ـ لا أدري أردت أن أشتري لك هدية
    ـ منذ أن قابلتني وأنت تحضر لي الهدايا
    ـ لكنها ليست قيمة مثل هذا الفستان
    ـ الورود قيمة أكثر من ألف فستان
    ـ عجيب أمرك لم أكن أعلم أنك شاعرية هكذا
    أمسك بيدها وقال : دعينا نذهب لهذا السوق
    لم ينتبه جواد أن الباب الزجاجي مغلق واصطدم به وسقط على الأرض بينما انفجرت ورد ضاحكة عليه
    تحسس رأسه متألما وضحك
    ـ أتشمتين بي بدلا أن تساعديني
    ساعدته على الوقوف بينما لم تتوقف عن الضحك وهي تقول : منظرك مضحك
    وظلت توصف له تعبيرات وجهه عندما ارتطم بالباب
    ـ حسنا . حسنا ليس مضحك لهذه الدرجة
    مسحت الدموع التي لمعت بعينيها من الضحك وهي تمسك ببطنها وتقول : أريد أن أتوقف عن الضحك بطني تؤلمني
    تركها وابتعد عنها غاضبا
    لحقته وقالت : حسنا لا تغضب
    ـ توقفي عن الضحك إذا
    ـ حسنا .. هيا لنذهب للمنزل أشعر بالجوع
    ـ هل ستطهين الطعام لي ؟
    ـ كلا سيطهوه الطباخ
    ـ حسنا أتمنى أن يكون أمهر مني
    ذهب معها للمنزل بسيارتها حديثة الطراز والتي يسوقها السائق ستان
    بدا الفرق واضحا بينهما في كل شيء في الملبس والمأكل وحتى في المنزل
    لكنه لم يكن يكترث وهي أيضا
    ربما لأنها تعلم أنها لن تتزوجه لأنها إن تزوجته ستهزأ منها الصحافة كونها تتزوج رجل أفقر منها بمراحل


    فتحت لنزي الباب لهما وجلس جواد بصالة المعيشة بينما صعدت ورد لجناح نومها حتى تبدل ملابسها
    وعندما نزلت للصالة وجدته بالمطبخ يساعد الشيف
    ضحكت وقالت : أتركه يقوم بعمله وتعال معي
    ترك جواد السكينة وخرج معها لصالة المعيشة
    ـ أنا جائع جدا
    ـ إذا أخبرني ما نوع الفلم الذي تود مشاهدته
    ـ فليكن فلم مرعبا
    ـ حسنا لنشاهد فلم The Exorcist 1973
    ـ ولكن هل تخافين ؟
    ـ أنا ؟ .. هه .. أنا لا أخاف من شيء
    وبعد مائدة العشاء وأمام التلفاز كانت ورد تصرخ بكل مشهد مرعب وتغمض عينيها
    ضحك وقال : أخبرتني أنك لا تخافين
    ـ حسنا فلنغلقه ونشاهد شيء آخر
    ـ كلا . كلا أنا مستمتع جدا
    أكملت ورد الفلم وهي تغلق عينيها وتصرخ
    بينما ظل جواد يضحك عليها ويتابع الفلم مستمتعا


    كانت تودعه عند باب المنزل
    قال بسخرية : هل ستستطيعين النوم الآن ؟
    ـ بالطبع لا تقلق
    ـ ألا تريدين مني أن أنام إلى جانبك
    ـ كف عن هذه الوقاحة
    ضحك وقال : حسنا كنت أمزح
    حدق بها برهة وأقترب منها لكنها ابتعدت على عجل وكأنما فهمت ما بخاطره
    قالت : عمت مساء
    ابتسم وقال : عمت مساء





    لا تعلم لما يخالجها شعور الذنب في كل مرة تقابل جواد
    كانت تردعه من أن يقترب منها
    شعرت بالجنون والتناقض بعقلها
    لماذا تحتاج تواجده إلى جانبها بينما تشعر بالذنب لأنه ليس زوج لها ومجرد صديق
    فكرت أحيانا بأن هذه براءة ومثالية زائدة
    وأحيانا تقول أن هذه حقارة وأمر خاطئ
    لكنها لم تكن تكترث كل ما تحتاجه الآن هو مجرد اهتمام ليس إلا

  4. #14

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014

    الجزء العاشر

    استيقظ بالواحدة ظهرا ولبس أحسن ثيابه .....وضع من عطره المفضل ثم ذهب لمتجر الزهور
    كان يختار الزهور بعناية فائقة يجمع الحمراء إلى جانب بعضها والبيضاء معا حتى تكونت لدية باقة جميلة
    وعند الخامسة عصرا ذهب متعجلا لمكتبها وعلى شفتيه ابتسامة حاملا باقة الورود

    قال جواد لساندي المشغولة في توقيع الأوراق
    ـ هل السيدة ورد موجودة بمكتبها
    رفعت بصرها ونظرت إليه : كلا ليست موجودة
    ـ غريب هي لا تخرج من مكتبها حتى باستراحة الغذاء
    ـ السيدة ورد خرجت لتناول طعام الغذاء مع احد الأصدقاء
    قطب حاجبيه وقال : هل تعلمين إلى أين ذهبا ؟
    ـ بالمقهى المجاور لمتجر الحيوانات الأليفة
    ـ حسنا أشكرك ساندي

    عرج لذلك المقهى مشيا على الأقدام
    وعندما دخل إليه رأى ورد وذلك الرجل على طاولة بالزاوية ويبدو أنها مستمتعة بقضاء الوقت معه
    كانا يضحكان ويتناولان الطعام مما جعله يفقد صوابه
    وما جعله يغضب أكثر عندما رأى ذلك الرجل يضع علبة على الطاولة بها خاتم أمام ورد
    حدق فيهما والشرر يتطاير من عينيه ولم يستطع أن يقوم بأي شيء سوى مشاهدة نظرات الإعجاب التي انطلقت من عيني ورد عندما رأت الخاتم
    ولمحت ورد تواجد جواد بالمقهى
    نظرت إليه وفهمت سبب تلك النظرات الغاضبة منه
    رمى بباقة الورد التي بيده و داس عليها بقدمه ثم خرج من المقهى

    وقفت ورد ولحقته فورا بينما كان يخطو خطوات سريعة ولا يعلم إلى أين وجهته
    أمسكت بذراعه وقالت : جواد
    أبعد يدها بقوة وقال : اتركيني
    ـ ما خطبك ؟ لما غضبت
    ـ تسألين لما غضبت ؟ لأني أحبك لأني بشر .. لأن لدي قلب يحترق وأنا أراك مع غيري
    ـ اخفض صوتك رجاءً نحن بالشارع
    صاح بها : تخافين على سمعتك بالصحافة لكنك لا تلقين بالا لمشاعري
    ـ رجوتك أهدأ دعنا نذهب لمكتبي ونتفاهم
    ذهب معها للمكتب وهو غاضب ويجز على أسنانه
    جلست معه على الأريكة .. تنفست الصعداء وقالت : ما هي مشكلتك؟ لما أنت متناقض وتغير كلامك كل ثانية
    ـ أغير كلامي ؟
    ـ أخبرتني مسبقا بأنك لا تريد مني أي شيء ولا تريد أن أبادلك الشعور وأنك ستظل تهتم بي حتى وإن لم أرد لك المقابل
    ـ قلت ذلك ولكن ما أراه أنك تتلذذين بتعذيبي
    ـ ما هذا الكلام الساذج
    أقترب منها وقال : تتلذذين وأنت تشاهدين غيرتي وغضبي عليك ...تتفننين في حرق أعصابي
    ـ ما الذي يتوجب علي فعله ؟
    ـ أخبرتني مسبقا أنك لا تحبين أن تتعدي مرحلة علاقة العمل مع الرجال وهذا ما جعلني أطمئن بأنك حتى وإن لم تكوني لي على الأقل لن تكوني لغيري... لكن لماذا تغير كلامك الآن ؟
    ـ لأنني (صمتت وهي تحدق به ) آه يا رباه لا أعلم ما الذي يحصل بي
    ـ لا مشكلة سيدة ورد أكملي لقاءاتك الغرامية مع الرجال بينما سأخرج من حياتك
    ـ حافظ على ألفاظك إذا سمحت
    تجاهلها ولازم الصمت
    ـ ما هذه التفاهة يا جواد لما تتصرف كالأطفال
    أمسك بكتفيها وقال : لأنني متعب وقلبي يؤلمني من رؤيتك مع غيري لم أعد أحتمل أريدك لي فحسب
    دفعته وقالت : أنا لست لأحد
    ـ حسنا لا مشكلة لن أزعجك مرة أخرى ..سأرحل
    ـ ترحل إلى أين ؟
    ـ إلى أي مكان لا أراك فيه
    ـ جواد لم يكن ذلك الرجل عشيقي لقد كان مجرد صديق بالعمل وفوجئت به يعرض علي الزواج به ولكنني رفضت
    وقف وقال : لا تبرري لي أي شيء أنت حرة بحياتك
    ـ إلى أين تذهب
    ـ أتمنى لك حياة سعيدة
    ـ جواد لقد أخبرتك أنه مجرد زميل بالعمل
    ـ لا تبرري لي أنت حرة يا سيدة ورد لست مجبرة على التمثيل بأنك تحبينني ولست مجبرة على مراعاة مشاعري وبالإضافة إلى أني ....لست مجبر على تحمل رؤيتك مع غيري وأن أتحمل في سبيل حبك... لم أعد أحتمل ذلك
    ـ ما الذي فعلته بك لتذهب وتتركني
    ـ لقد قدت بي للجنون
    ـ أنت وافقت على البقاء معي رغم كل شيء
    ـ والآن أغير رأيي لأني تعبت
    ـ هل أنا لعبة بين يديك ؟
    ـ لماذا ؟ هل يؤثر غيابي عليك في شيء (ضحك ساخرا ) في النهاية أنا مجرد رجل حثالة وبسيط لن تحبينه ما حييت ولن تتزوجينه أبدا
    ابتسمت وقالت بسخرية : إذا أنت تتخلى عني
    ـ أنا لم أعدك بشيء
    ـ بل وعدتني بأنك ستبقى معي حتى وإن لم أحبك
    أقترب منها وقال هامسا : هل يفرق لديك وجودي من عدمه ؟
    أشاحت بوجهها عنه ولازمت الصمت
    أجبرها على النظر إليه وقال : أجيبيني
    ـ جواد كف عن هذه التصرفات الطائشة والعصبية المبالغ فيها .. كم أريد أن أعرف سبب كلـ...
    ـ أجيبيني هل يفرق لديك وجودي ؟
    ـ بالطبع يفرق
    ـ لماذا ؟
    ـ لأنني .. لأنني أعتبرك كصديق لي
    ـ غريب مع أنك لا تتوددين إلا لزوجك وترفضين العلاقات خارج الزواج مهما كان مسماها أكانت أخوة أم صداقة ومادام هذا منطقك فهل ستتزوجين بي يوما ما ؟
    ـ لا أعلم
    قال بحزم : أريد إجابة واضحة
    ـ كلا
    ـ إذا لا داعي لوجودي بحياتك إن اعتمدنا على منطقك وتفكيرك فلا جدوى من بقائي مادمت لن تصادقيني ولن تتزوجي بي
    ـ هل كل هذا لأنني خرجت مع أحد الأصدقاء
    ـ بل لأنك متناقضة ولا تعلمين ما تريدين .. أحيانا لا تقبلين بالصداقة وأحيانا أخرى تقبلين بها
    ـ كل ما أريده هو أن تبقى إلى جانبي
    ـ لماذا ؟
    ـ لأنني أحتاج للاهتمام الذي حرمت منه
    ـ إذا تريديني لتشبعي حاجة الاهتمام لديك وليس غير ذلك .. أنا مثل أي مجرد قطعة أثاث لديك تحتاجينها لتلبي غرضك
    ـ أريد سبب منطقيا لكل هذا الانفعال
    ـ لأنني لا أستطيع التحمل أكثر .. لا أستطيع تحمل استغلالك لي
    ـ أنا لم أستغلك ولم أعدك بأي شيء إن أردت أن تبقى معي فلتبقى وإن أردت الابتعاد فلن أردعك
    صاح بها : بالطبع لن تردعيني لأن وجودي من عدمه لا يشكل فرق لديك
    ـ أنت الذي تقربت مني ومن ثم أخبرتني بأنك تحبني والآن أنت غاضب لأني خرجت مع أحد الأصدقاء
    ـ نعم غاضب لأني أغار عليك وأحبك ألا تفهمين
    ـ وأنا لا أستطيع أن أرضيك لأني لا أحبك ولا تستطيع أن تجبرني على حبك
    ـ حسنا فهمت الأمر ..
    ـ وعندما أردت أن أصادقك غضبت من ذلك واتهمتني بأني متناقضة
    ضحك ساخرا وقال : نعم متناقضة .. (قال بعصبية )لأنك أحيانا تدعين البراءة والعفة وأنك لا تصادقين رجالا ولا يحق أن يلمسك رجل سوى من كان زوج لك وأحيانا أخرى ...تنتقلي من رجل لرجل وعذرك هو أنك تريدين إشباع حاجة الاهتمام لديك
    (أشارت إليه بأصبعها فيما قالت بعصبية وغضب )
    ـ هذه أخر مرة أنبهك بأن تحافظ على ألفاظك
    ـ غضبت لأني قلت الحقيقة(أقترب منها وقال ساخرا ) لأنك تدعين البراءة والشرف رغم أنك عكس ذلك
    ـ قلت أنتبه على ألفاظك يا جواد
    ـ لماذا تغضبين ؟ لم أقل سوى الحقيقة .. قناع البراءة هذا أزيليه عنك لا يمكن أن تضعيه بعد أن ارتميت بحضني ونمت بمنزلي (قال ساخرا) وسهرت الليلة معي
    ـ أخرج من مكتبي فورا لا أريد أن أراك
    ـ سأخرج يا سيدة ورد
    ـ أنت مجنون وغبي أنا المخطئة ما كان علي أن أسمح لك بتعدي الحدود معي
    ـ نعم وكذلك الخطأ مني لأني أحببتك وعشقتك بجنون بينما أردت أن تعذبيني وتحرقي قلبي وتتلذذين وأنت تشاهديني متألما
    ـ أخرج من مكتبي الآن
    ـ أتعلمين لما أخبرتك أني سأبقى إلى جانبك حتى ولو لم تبادليني الشعور ؟؟ (ضحك ساخرا ) لأني ظننت أنك شريفة عفيفة لن تصادقي رجلا غير زوجك لذلك أطمئن قلبي وأيقنت أنك ستكونين معي أنا وحدي إلى أن تقعي بحبي وتتزوجينني يوما ما لكنني كنت مخطئ ( قال هامسا ) لأن من تتقبل رجل غير زوجها بحياتها ستتقبل غيره
    صاحت به : أخرج من مكتبي أيها القذر
    ـ سأخرج ولكن.
    ـ أخرج قبل أن أطلب لك الأمن .. (صاحت بجنون ) لا أريد أن أرى وجهك أبدا
    رمقها بنظرة غاضبة وأنصرف
    خرج من مكتبها ومن حياتها بل ومن المدينة التي تسكن بها


    أتصل على صوفيا وهو بالمطار ينتظر رحلته
    أجابته بعد برهة وقالت : جواد أين أنت يا فتى اشتقت لك كثيرا تجاهلتني بعد أن أصبحت تصادق ورد
    ـ صوفيا أنا بالمطار
    ـ بالمطار..إلى أين ستسافر
    ـ إلى لندن
    ـ لماذا ؟ هل لأجل العمل
    ـ بل لأجل الحب
    ـ ما الذي تقوله .. هل تعاطيت شيء مؤخرا
    ـ صوفيا أنا لا أمزح
    ـ جواد ألزم مكانك سآتي إليك لنتفاهم
    ـ لا أريد أن أتفاهم على شيء.. تعبت من ورد لا أستطيع أن أتحمل أكثر كلما رأيتها مع غيري احترقت لا أستطيع أن أكبت عواطفي
    ـ جواد أهدأ يا عزيزي تعال لمنزلي حتى نتفاهم معا لا تتعجل بالسفر ثم تندم على ذلك
    ـ لقد عزمت أمري بالأصل كنت متواجدا هنا لأجلها ولكن بما أنها لا تهتم بأمري فلا جدوى من بقائي إلى جانبها
    ـ جواد لقد أخطئت بتصرفك ما كان عليك أن تنفجر عليها غاضبا هي لم تخطئ بحقك
    ـ أعلم هي لم تخطئ لكنني لا أحتمل رؤيتها مع غيري
    ـ متى ستعود
    ـ لا أعلم لكن انتبهي عليها ..أحرصي على أن تكون بخير أعلم أني أخطئت عندما انفجرت عليها غاضبا لكنني أغار عليها صدقيني أنا أحبها وبجنون
    ـ مادمت تحبها لا تذهب وتتركها
    ـ لا جدوى من بقائي انتبهي عليها
    بعد ذلك اليوم كان قد أنقطع عنها تماما ولم يعلم عنها أي شيء حتى من صوفيا أعز صديقاتها
    .
    .
    .
    .
    .

    أسوأ شعور يشعر به الإنسان عندما يقوم بأمر ثم يندم عليه
    ندمت لأني تركتها
    ركضت على عجل بممرات المستشفى أبحث عن الغرفة التي أخبرتني صوفيا برقمها
    وعندما وصلت للغرفة ترددت بالدخول
    خفت أن تكون قد فارقت الحياة خفت من تلك الفكرة كثيرا
    تشجعت وفتحت الباب ومشيت خطوات متثاقلة
    رفعت بصري للسرير و...

  5. #15

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014


    الجزء الحادي عشر

    ها أنا بلندن الجو بارد ونسمات الهواء منعشة
    حدقت من الشباك على المدينة
    كل شيء جميل لندن جميلة بكل تفاصيلها
    شوارعها حدائقها سمائها وحتى سكانها
    استأجرت غرفة بالفندق المقابل لمبنى البرلمان من الضفة الجنوبية ومن حيث أستطيع رؤية ساعة بيغ بن هناك
    تنفست الصعداء
    لقد هربت منك يا حبيبتي لأبعد مكان حتى لا أراك ولا أتدخل بحياتك
    مجرد رؤيتك تنظرين لغيري يجعلني أثار غاضبا
    هل يا ترى تجاهلتني؟؟ ولن يشكل غيابي فرقا لديك
    أم أنك ستتأثرين!!

    (ضحك ساخرا) .. ولماذا تتأثرين من أنا أمامك وأمام ثروتك
    كل المال الذي أملكه لا يساوي ربع ما تمتلكينه يا جميلتي

    رن هاتفه المحمول .. حدق بالشاشة برهة ثم أجاب
    ـ مساء الخير
    جاءه الصوت النسائي : أين أنت يا جواد هل وصلت إلى لندن ؟
    ـ وصلت منذ أسبوعين
    ـ ولما لم تتصل علي أول ما وصلت ؟
    ـ كنت مشغولا
    ـ إذا متى سأراك
    ـ وقتما شئت
    ـ سآتي إليك بسيارتي
    ـ أنتظرك
    أقفل الخط ثم أستعد لقدومها
    ألقى بالهاتف على الأريكة بإهمال وذهب ليستحم ثم لبس قميص أبيض و بنطال ومعطف ليدفئه
    وما إن رأته بثينة يركب سيارتها حتى ارتمت بحضنه
    ـ اشتقت إليك كثيرا
    ابتسم مجاملة وأبعدها عن حضنه بلطف
    ثم قال : وأنا أيضا
    ـ إلى أين تريد أن تذهب ؟
    ـ إلى أي مكان نتكلم فيه
    حركت السيارة وذهبت لأحد مقاهي لندن
    لم يكن المكان صاخبا وممتلئ بالناس
    اختارت طاولة وجلست بالكرسي المقابل له


    ـ أخبرني ما الذي تود تناوله
    ـ أي شيء
    ـ تبدو حزينا وكأن أحد من أقاربك قد مات
    أقترب النادل منهما وأخذ الطلبات بينما طلبت بثينة نوعا من أنواع الشراب
    سكب النادل الشراب في كؤوسهما
    ابتسمت بثينة وقالت : هل ما زلت على عادتك ؟ لا تشرب
    ـ نعم ولن أغير ذلك
    ـ إذن أخبرني ما سبب قدومك المفاجئ للندن
    ـ ألم تسعدي برؤيتي يا ترى؟
    ـ بالطبع سعدت ولكنني متعجبة (رشفت من شرابها) على حسب علمي أنك ستكون نفسك جيدا ثم تأتي للندن حتى تتزوجني ولكن قدومك اليوم يدل على أنك متعجل بأمر الخطبة والزواج أليس كذلك ؟
    حدق بها وقال بهدوء : بثينة هناك ما يتوجب عليك معرفته
    ـ أخبرني يا حبيبي ما المشكلة ؟
    ـ تعلمين أني منذ أن أتيت إلى لندن من أجل تلك الصفقة ورأيتك بذلك اليوم تعلقت بك وأحببتك كثيرا
    ابتسمت وقالت : أعلم ذلك
    تنفس الصعداء وقال : وأنني أخبرتك أني سأعود لمدينتي وأكون نفسي جيدا ثم أرجع للندن وأطلبك من والدك
    ـ نعم وما الجديد
    ـ عندما عدت لمدينتي وانهمكت بالمشاريع والعمل والشركة حصلت أمور أخرى.....حصلت أمور ربما.....ربما ستنهي علاقتنا
    حدقت به مصدومة وقالت : ما الذي تهذي به ؟
    ـ أعلم أن الأمر صعب أنا أجد صعوبة في إخبارك بالأمر لكنني لا أريد أن أكذب عليك أنا....
    قالت بحزم : ما القصة يا جواد ؟
    ـ القصة أني ...آه رباه لا أعلم كيف سأقول ذلك (أمسك بيدها وقال ) بثينة ...لا أعلم كيف حصل ذلك ولكن (نظر إليها ) قلبي لم يعد ملكك
    حدقت بعينيه برهة وهي تحاول استيعاب ما قاله
    ـ هه..ماذا..ما الذي تقوله
    ـ آسف..أنا آسف جدا لا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله
    ابتسمت من بين الدموع التي رقرقت بعينيها وقالت بصوت مخنوق : وقلبك !! لمن هو إذا ؟
    ـ لقد أحببت امرأة أخرى
    أبعدت يديه عنها بهدوء ورشفت من الشراب
    وضعت الكأس وملأتها مرة أخرى
    ضحكت وهي تقول : إن كنت ستحب امرأة غيري فلماذا أحببتني من البداية وجعلتني أنتظرك
    ـ لم أكن أعلم أني سأقع بحبها لا أعلم كيف حصل ذلك لا أعلم لما دق قلبي منذ أن رأيتها لقد عشقتها وبجنون ولوهلة شعرت أن ...أن ما بيني وبينك لم يكن حب بل مجرد استلطاف
    قاطعته وقالت بهدوء : يكفي .. لا أريد أن أسمع عن علاقاتك الغرامية
    انهمرت الدموع حارقة على خديها كانت تبكي وتأن بشكل مؤلم
    ـ بثينة عزيزتي أسمعيني
    أشارت إليه أن يصمت وقالت : انتهى الأمر
    ـ أنا لا أريد أن أخدعك لا أريد أن أخطبك وقلبي ليس لك
    ـ حسنا فهمت الأمر لا تشرح لي
    أشارت للنادل أن يأتي بالحساب
    وضعت النقود بإهمال ووقفت من الطاولة
    حدقت به غاضبة وصفعته بكل قوتها
    اقتربت منه وقالت هامسة : لا تنسى أن تدعوني لحفل زواجكما
    تحسس مكان الصفعة وتنفس الصعداء شعر أنه قد كسر قلبها بكل قسوة
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    وبمنزل فارس
    سكب العصير بكأسها وجلس مقابل لها وهو يبتسم
    ـ لقد أضئت المنزل بقدومك يا ورد
    ـ أشكرك يا فارس
    أشار للخادمة بأن تأتي بالطعام ووضعت على الطاولة شتى أنواع الأكلات
    أمرها بالانصراف وهو يحدق بورد
    قال : هيا تناولي الطعام
    ـ أشكرك على دعوتك هذه
    ـ بل أنا أشكرك لقدومك يا جميلة
    تناولت من الطعام ولازمت الصمت كانت تشعر بالتوتر من التواجد بمنزله وحدهما
    لم تعتد على البقاء مع رجل غريب في منزله

    (صحيح أنها كانت تخرج مع فارس بالأيام السابقة كثيرا لكنها لم تجتمع معه بمنزل واحد )

    ابتسم وقال :إذا لقد رفضت عرض الزواج الذي قدمته لك مسبقا بالمقهى ....أخبريني متى سترحمينني وتقبلين بي كزوج ؟
    ـ أخبرتني أننا سنتعرف على بعضنا ثم أخبرك برأيي فيك كزوج لي
    ـ لكنني لم أعد أحتمل أريد أن أكون زوجك أمام العلن وأحميك من العالم بأسره
    ـ رجوتك لا تضغط علي أكثر
    ـ حسنا
    رشف من عصيره ثم قال : هل سأراك غدا ؟ ما رأيك أن نذهب برحلة في قاربي
    ـ غدا لدي أعمال كثيرة
    ـ الأعمال لا تنتهي يا ورد منذ أن بدأت في العمل معك وأنت تثقلين كاهلي بالعمل الشاق ولكن يبدو أن الأمر تغير عندما عرضت عليك الزواج حيث أصبحت تتساهلين معي
    تنفست الصعداء وقالت : إذا يتوجب علي الذهاب لقد تأخرت
    ـ لم تكملي طعامك بعد
    ـ أشكرك على استضافتك حقا ولكن يتوجب علي الذهاب
    وقفت وقالت : أين دورة المياه
    أبتسم وقال : سأقودك إليها
    أمسك بيدها وهي تصعد درجات السلم للدور العلوي
    فتح فارس أحد الأبواب وقال : تفضلي
    دخلت ورد وفتحت الإضاءة حدقت متعجبة وقالت : هذه ليست دورة مياه هل أخطئت بالغرفة أم أنك تهت بقصرك يا فارسـ..
    التفتت ورأته يقف مقابلا لها ويقفل الباب خلفه
    ـ بل تهت بعينيك الجميلتين
    ـ ما الذي تفعله لما تقفل الباب
    أمسك بكتفيها وقال مبتسما : أنا أحبك يا ورد وأنا على أتم الاستعداد بأن أضع ثروتي تحت قدميك فقط كوني لي وحدي

    تحررت من قبضته وفتحت الباب لكنه ركض خلفها وهو يجذبها من ذراعها
    داست بقوة على قدمه بكعب حذائها وركضت خارج المنزل وهي تحاول الاتصال بالسائق ستان لكنه لا يجيب
    ركض فارس خلفها متألما من قدمه
    صاح بها وهو يقول : ورد أهداي قليلا تعالي إلي لنتفاهم
    ذهبت مشيا على الأقدام للشارع العام وهي تبحث عن سيارة أجرة
    صاح فارس بها وهو يمسك ذراعها : ورد أهداي حسنا لن أؤذيك ولكن تعالي لمنزلي سأجعل السائق يوصلك إلى حيث تريدين
    دفعته بعيدا عنها وقالت : أبتعد أيها القذر لا تقترب مني إياك أن تقترب مني سأجعلك تندم على ما قمت به أتظن أني سهلة المنال هكذا ؟
    ـ أسمعيني رجوتك
    تجاهلته وهمت بركوب سيارة الأجرة لكنها لم تنتبه للسيارة المسرعة نحوها
    اصطدمت بالسيارة وسقطت على الأرض و دمائها حولها
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    أسوأ شعور يشعر به الإنسان عندما يقوم بأمر ثم يندم عليه
    ندمت لأني تركتها
    ركضت على عجل بممرات المستشفى أبحث عن الغرفة التي أخبرتني صوفيا برقمها
    وعندما وصلت للغرفة ترددت بالدخول
    خفت أن تكون قد فارقت الحياة خفت من تلك الفكرة كثيرا
    تشجعت وفتحت الباب ومشيت خطوات متثاقلة
    رفعت بصري للسرير ولم أجد أحدا!!!
    كدت أجن لابد أنهم أخذوها لمغسلة الأموات وربما دفنوها قبل أن أراها قبل أن ألمس يدها وأقبلها
    جلست على ركبتي في غرفتها وانهمرت دموعي كالطفل الصغير

المواضيع المتشابهه

  1. رواية عرفتها بنت و ودعتها ولد كاملة ٢٠١٤ , رواية واقعيه
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-07-2014, 04:12 AM
  2. رواية همس الموت ٢٠١٤ كاملة , روايه كاملة 2014
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 64
    آخر مشاركة: 26-07-2014, 04:07 AM
  3. رواية بكاء بلا دموع 2014 كاملة
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 19-07-2014, 10:05 PM
  4. رواية لن اتخلى عنك كاملة 2014
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 19-07-2014, 09:44 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-11-2013, 11:25 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •