الجزء السابع
نظر إليها وهو يقول : أخاف أن أقول السبب وتبتعدي عني وفكرة ابتعادك عني مرعبة جدا لقد أدمنت النظر إليك واستنشاق رائحة عطرك لقد..
قاطعته وقالت : هل تحبني ؟
اقترب أكثر وقال : متيم بك
ابتعدت وهي تقول : ولما لم تصارحني من البداية
ـ كنت أكذب إحساسي لكن الآن أنا متأكد
ـ لا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله وما الذي يجب أن أقوله
ـ لا تقولي شيء .. ولا أريد منك أن تبادليني الشعور ولا حتى أن تقابليني أنا أشعر بالارتياح لأنني أخبرتك عن شعوري
<
<
<
<
<
فتح لها باب السيارة وعلامات السعادة بادية على وجهه كان يمازحها عندما أخبرها أنه سيسعد لو توظف سائق بقصرها
حرك السيارة وانطلق بها لمطعم المأكولات البحرية كانت معجبة ببساطته وهدوئه وحكمته
وتبدلت نفسيتها للأفضل بعد أن صارت تخرج معه أيام عدة
قالت : إلى أين ستصطحبني
ـ إلى مطعم سيروق لك مذاق طعامه
همت بإشعال سيجارة ونفثها
وساد الصمت لبرهة ثم قطعه وهو يسألها : ما هو لونك المفضل ؟
(شعر بالغباوة وهو يسألها هذا السؤال إلا أنه أراد فتح موضوع للكلام )
ابتسمت وقالت : الأسود
ـ ظننت أنه الوردي
ضحكت وقالت : لماذا ؟ هل لأن اسمي ورد
ضحك وقال : ربما
صمت لبرهة ثم قال بتردد وهو يسألها ذلك
السؤال : متى ستنفصلين عن سامي
نفثت من سيجارتها ولازمت الصمت
ـ هل أزعجتك بسؤالي ؟
ـ كلا البتة .. لكنني لا أحب التحدث عنه أنا أحاول أن أتجاوز مرحلة الصدمة هذه وأن أعيش لنفسي
(ابتسمت وهي تقول ) طيلة تلك الثلاث سنوات كنت أعيش له وكل ما بي مسخر له حتى راحتي وصحتي لكن منذ أن اكتشفت خياناته بدأ اهتمامي يقل به .. ستقول عني غبية عندما تعلم أني كنت أحتاج لرؤيته واشتاق إليه حتى وأنا أعلم أنه يخونني .. كنت أحبه بجنون لدرجة أن أخطائه تعتبر صواب لدي
أوقف السيارة أمام المطعم وفتح لها الباب..
لم يكن المطعم مكتظ بالناس وتصميمه كان جميل وبسيط كما أن الإضاءة كانت خافتة وشاعرية
بالإضافة للمعزوفات الهادئة
أختار طاولة في الزاوية وسحب لها الكرسي..جلس مقابل لها بعد أن طلب قائمة الطعام
ابتسم وقال : إذن ما أفهمه أنك لا تحبين سامي الآن
ـ لا أستطيع نسيان سامي البتة لكني لا أريد التفكير فيه
ـ فهمت الأمر
ـ هل يزعجك ذلك
ـ كلا
ـ متأكدة أنه أزعجك
ـ كوني على طبيعتك يا ورد لا تتصنعي مراعاة مشاعري ما أعنيه بأنك يجب أن تتصرفي وكأنك لا تعلمين أني أحبك
ـ وماذا تستفيد من قضاء الوقت مع أمرآة لا تفكر بك
ـ أنت أخبرتني أنك مستعدة على البقاء مع سامي حتى وهو يخونك لمجرد أنك تحتاجين النظر إليه والاستماع إلى صوته وكذلك أنا الآن بنفس حالتك
ـ لكنني سأنزعج عندما أراك تحبني ولا أستطيع فعل شيء
ـ لا أريد منك شيء متصنعا إن كنت ستحبينني أريد حبا حقيقيا وإن كنت لن تحبيني ما حييت فلا أريد منك سوى أن تريني وجهك وتسمعيني صوتك
وضع النادل أطباق الطعام الشهية
كان هناك السلمون المدخن والسمك المشوي وشربة ثمار البحر و القريدس المشوي بالإضافة للسردين و الأنشوفة
قالت ورد : تبدو شهية
ـ بالهناء والعافية
تناول من السلمون ثم قال : هل لي أن أسأل سؤال
ـ تفضل
ـ لماذا قررت أن تنفصلي عن سامي فجأة
ـ لم يكن الأمر فجأة.. لقد شعرت لوهلة أن كرامتي باتت في الحضيض وأن الحب الذي احتاجه من سامي ليس موجود لذلك قررت الانفصال
صمت لبرهة ثم قال : هل لي بسؤال آخر
ضحكت وقالت : تبدو كأطفال المدارس
ابتسم وقال : هل تقبلتني بحياتك وأصبحت تتقبلين قضاء الوقت معي لأنني أصفحت عن شعوري ؟
ـ لم أكن أرفضك بالأصل لكنني أرفض الاحتكاك بالرجال احتراما لكوني امرأة متزوجة
تشجع وقال : إذا متى ستنفصلين عنه
ـ سيعود من لندن بعد أسبوعين عندها سننفصل
ـ آسف إن كنت متطفلا على حياتك
ـ كلا لست متطفلا .. أنا أجد راحة في التحدث معك مللت من الكبت
ـ لكن أسرارك لدى صوفيا أليس كذلك
ـ صوفيا تعلم اليسير عن حياتي وليس الكثير
ـ هل غضبت لأنها أخبرتني عن حياتك بدون إذن منك
ـ صوفيا صديقتي العزيزة ومن المؤكد أنها فعلت ذلك لأنها تخاف علي ولا تريد مني أن أمضي عمري مع رجل لا يحبني
ـ أ تعلمين كنت أحسد سامي كثيرا
ـ على ماذا يا ترى ؟
ـ يستيقظ من النوم ويرى وجهك .. يستطيع أن يلمس يديك الناعمتين وأن يتأمل عينيك ويتغزل فيهما كيفما شاء
ابتسمت وهي تشعر بالخجل من كلامه
وقفت وقالت : يتوجب علي الذهاب لقد دقت الساعة الخامسة عصرا واستراحة الغذاء انتهت
وقف معها وقال : غدا إجازة من العمل ما رأيك أن نقوم بشيء مسلي معا
ـ لا مانع لدي
ـ حسنا هيا بنا للشركة
كانت تشعر بارتياح في قضاء الوقت معه لكنها متأكدة أنها لا تحبه
فالحب يعني الاهتمام وهي لا تهتم لرؤيته كل يوم ولا يعنيها تفاصيل حياته مثل ما كانت تفاصيل حياة سامي تهمها
لكن على الأقل هي سعيدة بوجود شخص يحبها ويعتني بها
لقد فقدت الاهتمام منذ مدة طويلة ومن حقها أن تشعر بذلك الاهتمام
هذا ما كانت تهمس به لنفسها عندما كانت تستعد في مساء اليوم التالي للخروج مع جواد
كان واقفا بسيارته أمام باب قصرها
ركبت السيارة وقالت : لما لم تنتظرني بالقصر بدل أن تظل بالسيارة
حرك السيارة وقال : لا بأس بذلك ( ابتسم وقال ) اشتقت إليك
ضحكت وقالت : لم يمر سوى يوم على رؤيتك لي
ـ اشتاق إليك وإن كنت أمامي
كانت تشعر بالغرابة عندما يتغزل بها ولا تستطيع أن تقول شيء لم تشأ أن تكذب عليه هي لا تشعر بشيء نحوه
أوقف السيارة أمام البحر كان المكان معدوم من البشر تقريبا ثمة رجل يمشي على الرمال الدافئة مع طفله وامرأة وضعت كرسيها وانهمكت بقراءة كتاب
أمسك بيدها وجلس معها
قالت : يبدو البحر جميلا
ـ جربي أن تضعي قدميك في الماء
كان شعورا جميلا حيث أن الرملة دافئة رغم برودة الماء
قال جواد : آتي إلى هنا عندما أريد تصفية ذهني من الأمور التي تزعجني
ـ وما الذي يزعجك يا ترى ؟
ـ منذ أن رأيتك لا يوجد شيء يزعجني
ـ هل ستضل تهتم بي وبأمري حتى وإن لم أبادلك شعورك
ـ بالطبع
ـ لكنني أشعر أنني لئيمة لأنني لا أستطيع أن أرد لك مقابل اهتمامك
ـ الحب أسمى شعور لأنه الشعور الوحيد الذي يعطي بدون مقابل
ـ أتعلم .. كنت أراك رجل متطفلا ومزعجا للغاية
ضحك وهو يقول : أتمنى أن النظرة تغيرت
ـ بالطبع وتغيرت للأحسن
راقبت البحر لبرهة واستمتعت بتلاطم الأمواج وبإحساس الرمال الدافئة
قالت : إذا أخبرني عن نفسك .. لأنني أشعر أنك تعلم كل شيء عني
ـ ما الذي تودين معرفته ؟
ـ أي شيء
ـ حسنا ... أدعى جواد وعمري هو 33 سنة وأحب ورد التي تبلغ من العمر 26 سنة
ضحكت وقالت : ماذا أيضا
ـ أحبك وأحبك و أحبك ولا شيء بعد ذلك
حدق بعينيها مطولا ثم قال : أنت شمسي وقمري وأنت ليلي ونهاري أنت سعادتي وبهجتي ثم أنت روحي وتسكنين بروحي وفي تجاويف قلبي
تحاشت النظر إليه وهي تبتسم ووجنتيها توردت خجلا
ـ كن جديا وتكلم عن نفسك أريد أن أتعرف عليك
ابتسم وقال : وماذا أيضا يا سيدتي درست بالجامعة بقسم إدارة الأعمال ثم تخرجت وكونت لنفسي شركتي الخاصة بمساعدة مادية من أحد أقربائي
ـ ماذا عن والديك ؟
ـ ماتوا بحادث سير
ـ آسفة لذلك
ـ عشت مع عمتي التي أحسنت تربيتي ومن ثم انفصلت عنها لأعيش بمنزلي الخاص .. أزورها حين أكون متفرغا لأطمئن على حالها
ـ إذا تشعر أنك تدين لها
ـ نعم أشعر بذلك ( ابتسم وقال ) إذا حدثيني عن نفسك
ـ اممم .. أنا ورد خالد عمري 26 سنة تزوجت من سامي عندما بلغت 23 سنة
تعرفت عليه صدفة في محل لبيع الزهور لا أعلم لما تعلقت به وتعلق هو بي ثم انتهى هذا التعلق والاهتمام بالزواج (نظرت إليه ) والآن سينتهي بالطلاق
ـ وماذا عن والديك
ـ والدتي ماجدة سيدة أعمال وكذلك والدي لهما حياتهم الخاصة يحبون التنقل من بلدة لبلدة حسب أمور صفقاتهم ومشاريعهم حتى أن طفولتي ومراهقتي كانت متعبة بسبب هذا التنقل لكنني أصبحت مستقرة عندما دخلت الجامعة ثم تزوجت بسامي
ـ هل أحببت قبل سامي
ـ كلا البتة .. وأنت هل أحببت فتاة بمراهقتك
ضحك وقال : كنت زير نساء في العقد العشرين من عمري وكذلك بمراهقتي لكنني ابتعدت عن النساء وركزت بالعمل
ـ تبدو بمظهر زير النساء
ابتسم وقال : لأنني أغازلك
ـ منذ أول يوم رأيتني فيه شرعت بمغازلتي فورا
ـ هذا لأنني لم أقاوم سحر عينيك
تنفس الصعداء ثم قال : هل من الممكن أن تحبينني يوما ما ؟
ـ لا أعلم
ـ إذا ما زلت تفكرين بسامي
ـ أخبرتني أنك لن تضغط علي ولن تطالبني بشيء
ـ أنا آسف مجرد أسئلة
ابتسمت وحدقت في البحر فيما كان مشغولا بالتحديق بها
مواقع النشر (المفضلة)